Home»Régional»المقال الرابع :  » التقدير « 

المقال الرابع :  » التقدير « 

1
Shares
PinterestGoogle+

عبدالسلام ميحيت
و دائما في إطار الحديث عن القيم و المبادئ التي تغيب بشكل شبه كلي عن مجتمعنا ، نجد منها هذا المصطلح المهم جدا وهو  » التقدير » وهو بكل بساطة أن تقدر اي شيء في حياتك و اي معروف يقوم به شخص لأجلك ولو كان بسيطا . يقال:
« الكريم هو من تقدم اليه خدمة بسيطة و يشعرك بأنك قد فعلت له المستحيل ، اما اللئيم هو من تضحي له بحياتك و يشعرك بأنك لم تقدم له اي شيء  »
يقول ابراهيم الفقي في كتابه  » فن التسلل الى قلوب الناس  » ان التقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر. يقول جون ديوي  » اعمق واقع للإنسان الى العمل هو الرغبة في ان يكون شيئا مذكورا  » ان الناس يبحثون عمن يقدرهم و اذا سنحت لهم الفرصة لإيجاده لأحبوه و تعلقوا به تعلقا شديدا . فكل شخص في هذه الحياة يكون ممتنا للأشخاص الذين يقدرون مجهوداته و مساعداته . فمثلا في بعض الاحيان قل لأبيك :  » أبي انا جد ممتن لمجهوداتك في توفير حياة كريمة لنا و أقدر كل فعل تقوم به من أجلنا و اشكرك جزيل الشكر و اسأل الله أن يبارك في عمرك و يجازيك خير الجزاء  » قل لأمك :  » امي حبيبتي انت الحياة بأكملها و ألطف و أجمل ام في الدنيا و لولاك لما كنا في مثل هذا الحال نظرا لجهودك المتواصلة في توفير كل ما نحتاجه رغم صعوبة الأمر . احبك يا ست الحبايب  » صدقني هذا سيترك أثرا كبيرا فيهما و سيذرفان الدموع لانهما سيدركان انهما انجبا فتاة او ولد صالح و سيكونان فخورين بك .
من بين مرادفات التقدير هو الشكر و الامتنان فلا تتردد في ان تشكر كل من يقدم لك معروفا ولو شربة ماء . قل بحماس و بصدق :  » شكرا جزيلا  » و لا تنسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من لا يشكر الناس لا يشكر الله}
يروي ابراهيم الفقي في نفس الكتاب قصة استاذ جامعي كان يخبر طلابه بنتائج تطبيقه لمبدأ  » اظهار التقدير للناس  » و فكر بأن يبدأ بعمته العجوز فقد زارها في منزلها الذي تسكنه لوحدها و المليء بالأثاث العتيق فقام يبدي تقديره للبيت فيقول ان هذا البيت رائع جدا و بدأ يصف اثاثه و يثني على جماليته . بدأت عمته في التحدث عن ذكرياتها و قصة حبها مع زوجها المتوفى و كان يستمع لها بكل شغف و تقدير. و لما فرغ من جولتهما بأنحاء المنزل اقتادته عمته الى المرآب فوجد هناك سيارة باكار تكاد تكون جديدة و قالت :  » هذه سيارة زوجي و لم اركبها منذ وفاته و لأنك تقدر الأشياء الجميلة ذات الذكرى العزيزة فخدها انها لك !
》》 هذه العجوز كانت تتلهف الى شيء من التقدير و الاعتراف بأهميتها فلما وجدته لم تجد اقل من سيارة باكار تهديها له لتعبر عن امتنانها و شكرها .
اذن ، هل تعتقد بأنك تمنح محيطك و عائلتك التقدير الكامل الذي يستحقونه ام لا ؟
عبدالسلام ميحيت
طالب جامعي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *