وجدة

28 – 11 – 2004 شكل « الهجرة والتبادل الثقافي: المغرب–كندا » موضوع ندوة علمية نظمها مركز الدراسات الكندية بكلية الحقوق بوجدة لمدة ثلاثة أيام بدعم من وزارة الخارجية الكندية وبمشاركة أساتذة باحثين من المغرب والدول المغاربية وفرنسا وبلجيكا وكندا وأسبانيا.

وتحدثت السيدة كارمن سيلفان سفيرة كندا بالرباط التي حضرت جلسة الافتتاح إلى جانب والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد السيد أحمد حيمدي، عن أهمية اللقاء في تطوير العلاقات بين المغرب وكندا وتفعيل الحوار والتبادل بينهما على جميع الأصعدة.

وعبرت عن اعتقادها بأن مركز الدراسات الكندية يلعب دورا كبيرا في هذا السياق خاصة في ظل التطور المستمر للهجرة المغاربية في اتجاه كندا التي هي في حاجة إلى المهاجرين للحفاظ على مستواها الإنتاجي والتي تنوي كما أشارت استقبال حوالي مليون من اليد المؤهلة الأجنبية خلال الخمس سنوات المقبلة مما يجعل كندا بلدا متعدد الثقافات يخطط لآليات الاندماج وتدبير تنوع وطاقات وكفاءات المهاجرين بما يمكنهم من استثمار مؤهلاتهم

وتطرق رئيس جامعة محمد الأول السيد محمد الفارسي من جهته عن ما أصبحت تشكله الهجرة في العلاقات الدولية بأخذها أبعادا جيوسترتيجية واقتصادية وسياسية وقانونية وثقافية وما أحدثته من تحولات على المظهر العالمي كنتيجة للتفاعل للقوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية واللغوية وحتى الدينية

.

وذكر بالعوامل الدافعة إلى الهجرة منها انخفاض مستوى العيش وغياب سياسات واقعية في مجال اليد العاملة والاضطراب الاقتصادي والتشنج السياسي والنزاعات المسلحة والأداء غير المرضي للمنظومة التربوية وعدم الملاءمة بين التكوين والتشغيل وعدم وضوح المستقبل والمحدودية التكنولوجية.

وذكر في المقابل بعوامل الجذب منها الاستقرار السياسي وتباين جودة المعيشة والفرص الجيدة الفردية والمهنية في بلدان الاستقبال وأمن التشغيل ومستوى الأجور وآفاق التربية للأطفال والسياسات التي تفتح الأبواب في وجه الراغبين في الهجرة من أصحاب التعليم والتكوين الجيد.

وفي ما يخص حالة الدول المغاربية ابرز أنه لموقعها الجغرافي ستظل كما كانت دائما نقطة التقاء هامة للتبادل التجاري وتواصل الحضارات وأنها في الوقت الراهن لم تعد مصدرا للهجرة نحو أوروبا بشكل أساسي وإنما كمركز للاستقبال والعبور

وعن العوامل الخارجية التي تساهم في الهجرة، ذكر بالحرية الاقتصادية وتنقل المعلومات وتعميم الوصول إلى وسائل الإعلام وسياسات الهجرة والتعامل مع المهاجرين المتبعة من الدول المستقبلة وانتشار وسائل التنقل .

وتنضاف إلى ذلك عوامل داخلية للهجرة بالنسبة للمجموعة المغاربية ومجتمعاتها تتعلق كما قال بترقية المرأة وطول مدة الدراسة على حساب شرائح العمر التي تتعدد أكثر فأكثر وعطل الشباب المدرب والمؤهل وحامل الشهادات التي تدفعه إلى البحث عن سبل الهجرة إلى أوروبا وإلى دول أبعد منها أمريكا الشمالية وكندا على الخصوص التي تبنت سياسة للهجرة تحدد الاستراتييجية والرهانات والآفاق.

وأضاف أنه، وبغض النظر عن النتائج الاقتصادية للهجرة بالنسبة للدول المستقبلة ودول المصدر، تحدث حركة الهجرة أيضا انتقال الثقافة وتساعد على بناء تنوع ثقافي مما دفع الحكومات إلى وضع سياسات وطنية وجهوية للتعدد الثقافي بهدف ضمان التطور والمحافظة على التنوع الثقافي داخل بلدانها وبما ينمي التثاقف خاصة في العصر الراهن الذي يعرف عدة صراعات مسلحة بسبب خلفيات ثقافية وحضارية .

وتحدث عميد كلية الحقوق السيد امرابط عن مركز الدراسات الكندية بوجدة الذي تم تأسيسه سنة 2002 والذي يعد الأول من نوعه بأفريقيا. وقال إنه توفرت له العديد من أسباب النجاح في مهمته التي تتحدد في تطوير الدراسات حول كندا والمغرب والدراسات المقارنة والمغربية الكندية في كل الميادين والتبادل الجامعي وتنظيم اللقاءات الدراسية وتقديم المنح ونشر الوثائق والأفلام والمجلات حول كندا.

ودعا إلى تنمية التعاون البناء مع كندا وأعلن عن العمل على تأسيس جمعية للصداقة المغربية الكندية لتعزيز التعاون .

وتتناول العروض المقدمة على الخصوص « المغرب–أروبا–كندا: الهجرة،النفي،والهجرة » و« الهجرة المغرب–كندا:الحصيلة والآفاق » و« تدبير التنوع الثقافي في كندا بين التعددية والتثاقف الداخلي » و« تدبير التنوع الديني بكندا وحالة الإسلام » و« الهوية في سياق متعدد الثقافات » و« مغاربة كندا والتنوع الثقافي » و« بناء انسجام في الهوية » و« القضاء الكندي في مجال الهجرة المغربية والقوانين الكندية الجديدة للهجرة« .