نحن و ثقافة العنف.

ستقبلت جمعيتنا المحلية وفدا من جمعية أجنـبية في إطار تبادل ثقافي، و تشجيع السيـاحة التضامنية ، و لهذا قمنا بصياغة برنامج يومي لهذا الوفد من سباحة، و صيد نقليدي في واد "زا"، و زيارة ورشات الصناعة التقليدية……الخ.
و لإطلاع الوفد الأجنبي على مختلف موروثاتنا الثقافية، خصصنا صبيحة ذلك اليوم لتعريفهم بإحدى اللعب المحلية القديمة المسماة "السيك" التي تعتمد المنافسة بين طرفين ، حيث أن كل طرف يحاول إقصاء الطرف الثاني من خلال من استعمال أربعة عيدان خضراء مقتطعة غالبا من شجر الزيتون و رميها بشكل عشوائي في الهواء الطلق الشيء الذي يمكنك من اكتساب عدة نقاط من قبيل " ستة" ، "أربعة" " سيك" ، و يتسنى لك جمع عدة نقط تخول لك دخول معترك الخصم المكون من 12 "عسكري" و "القضاء" على جنوده الذين يعتبرون القاعدة الخلفية لقوته، وعندما تحصل على "يشو" أو " "دار تلاث" فإنك تخول اللعب لصديقك أو منافسك حق اللعب.و هكذا و دواليك…..
بعد الإطلاع على الأصول الأولية للعبة، انقسم الوفد الفرنسي إلى مجموعتين، يؤطرهما كل واحد منا يقود المجموعة من أجل ضمان السير العادي للعبة، و للإشارة فإن الوفد الأجنبي جاء مصحوبا بمنشطة فرنسية من أصل مغربي.
بدأت المباراة ، و الكـل على أشده، حصـدنا عدة نقط ، خولت لمجـموعتنا دخول معتــرك الخصم ، و هنا تفوهت بجملة "”on doit les tuer ، مما اضطر المنشطة لمعاتبتي و الإلحاح علي بقول « on doit les éliminer » ، و طرحت على نفسي مجموعة من الأسئلة عن السبب بحيث بقدر ما أحسست بنوع من الإهانة العتابية ، بقدر ما حرك في داخلي مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلى فيض من الأجوبة تشفي غليل هذا المساس بالكبرياء ، فطنت إلى أني من خلال الجملة – ربما – أحمل خطابا فيه نوع من العنف ، الذي هو القتل، في جو هو مخصص للتباري ، و هنا رجعت للوراء و أصبحت شاردا في التفكير في ثقافتنا و حركاتنا الحاملة لخطاب العنف ، و تساءلت إلى أي حد تسهم اللغة الممزوجة بخطاب العنف في تكريس ممارسة العنف ذاته؟ لذا قررت أن أسوق بعض الأمثلة في يومياتنا التي تحمل في طياتها نوعا من العنف:
1
– عندما تقع مشاداة كلامية بين شخصين، غالبا ما نسمع وعيد " و الله نكتلك"،
2
– في نقاشاتنا المسماة عادية الكل متشبث برأيه، و لا أحد يستمع للطرف الآخر، و ترى نوعا من الصخب، و محاولة الدفاع عن الذات ، رغم أن الإنسان يحس أنه مخطئ ، ف"كبرياءه" لايسمح له بالاعتراف بخطأه ، و البرامج الحوارية في القنوات الوطنية و العربية خير دليل على هذا الهراء ، حيث لا يمكن الاستفادة من هذه النقاشات. و المثل المغربي " معزة و لو طارت " خير شاهد.
3
– في الطرق الثانوية أو الثلاثية الرابطة بين المدن و العالم القروي ، حيث أن الطريق لا تتسع إلا لسيارة واحدة، و عند التقاء سيارتين في اتجاهين معاكسين ، لا أحد يريد أن يتقاسم الطريق مع الآخر ، مما ينتج عنه إما اصطدام السيارتين، و إما كل واحد يدع خياله يبدع وابلا من السب و القذف و الاتهامات المجانية للآخر، كما تقع اصطدامات بين السيارات داخل المدن ، و غالبا لا أحد يعترف بأخطاءه.
4
– مجموعة من الأغاني الشعبية ذات الكلام الرديء غالبا ما تكرس مفاهيم وكلمات تحرض على العنف خاصة اتجاه المرأة من قبيل " باغي نكتلك" و " يا ليهودية" … !!!!!!؟؟؟؟؟.
وددت أن أسوق هذه الأمثلة ، و انى متيقن أن هكذا ممارسة لفظية عنيفة لابد أن لها أصولا في ثقافتنا العربية الإسلامية بمفهومها الحضاري و التاريخي المستمد من حضارات سابقة كالفرس ……وو ليس بالمفهوم الديني ، لأن الدين الإسلامي أتى بقيم ثورية نبيلة تكرس التسامح و نبذ العنف.
إن إنـتـاج العنـف الرمزي و المـادي لـه مسـبــباتـه ، و هو الـذي يزكـي ثقـافـة الـلاتســامــح ، و الحقد و الكراهية و عدم احترام أللآخر و إنتاج مشاريع حاملي قنابل .زيادة على العوامل التاريخية المسببة لثقافة العنف ، هناك عوامل حالية من قبيل عدم لعب المدرسة الوطنية دورها في خلق قيم حداثية ، تؤمن بالتفكير العقلاني المبني على الإقناع المادي و الإيمان بالاختلاف و تقبل الأخر ، و ليس التفكير العقدي الأحادي ، الذي يؤمن بثقافة الإجماع ، و العلاقات العمودية التي تنتج شيخا و مريدين بتعبير السوسيولوجي " عبد الله حمودي" ، كما أن المدرسة كرست مواطنا "صالحا" بالمفهوم ألمخزني يؤمن بالولاء الأعمى و لا يتبنى النقد و الجدلية المؤدية إلى التغيير.إننا ملزمون بإيجاد أرضية لخطاب ديني تقدمي يتجاوز الوصفات الجاهزة ، دون المساس بالمقدس ، لكن بالاجتهاد في سياق الظروف الآنية.
إن اللغة العربية لها دورها في تكريس قيم التسامح وذلك بالانفتاح على علوم حديثة ، من قبيل اللسانيات و السيمائيات ….حتى يتسنى لها مسايرة عصرها و بالتالي تفسيرها وفق الآني و التمكن من المساهمة في تكريس القيم الجميلة، كما أن تدريس الفن داخل المدارس و الجامعات خاصة العلمية يهذب العقول و يضفي طابعا جماليا، ويبعدها عن خصوصيتها الجافة، و التفكير في العنف.
كما أن القنوات السمعية البصرية الفضائية الممولة من طرف البترودولار ، ذات التوجه الوهابي أنتجت تأويلات متعددة للنص الديني، مما أربك المتلقي ذا المستوى التعليمي المتدني لتبني خطاب العنف، زيادة على الصور اليومية المتلقاة من طرف وسائل الإعلام التي تبرز التنكيل بالأطفال و النساء بفلسطين و العراق و سياسة الخطاب المزدوج للعم سام .
لقد طرحت هذه الأفكار ، لأني أحسست أني أتحدث لغة العنف ، الذي أنبذه في توجهي ، مهما كانت دوافعه ، فممارسته هو مرحلة تاريخية تبنتها الإنسانية حين لم توجد بعد آليات حضارية لتدبير شؤونها و اختلافاتها. لقد سقطت في الشراك من دون أن أدري !!!!!!!!! و السلام عليكم.
2 Comments
باسم الله الرحمن الرحيم وانا خارج من منزلي صباحا لقصاء مارب ادارية وعلى بعد امتار استوقفني رجل يبدو على محياه الفقر استوقفني وسلم علي ضننت انه سيسالني كي ادله على طريق او شخص فقال لي والله يا سيدي مازلت لم اتناول فطوري واني ابحث عن عمل كيفما كان سالته من اين قدمت قال لي من تكافايت قلت له من اي قييلة قال لي من البخاتة المني منضره حالته ما يحمل داخل قلبه من هم عطفت عليه حسب استطاعتي وواصلت طريقي …….. بعد العصر فتحت جهاز الكومبيوتر انتقلت الى موقع وجدة سيتي واطلت على هدا المقالفتاسفت كثيرا كيف لجمعيات ان تستدعي اجانب وتسليهم وتندم كثيرا على عبارات فاهت بها عفويا ولا تفكر في جيران لها يموتون جوعا …….. خطرت ببالي عقدة الاجنبي وتقديره واحتقار القريب واهانته و كيف اننا نحلل موضوعا في العنف ولا نعلم مارسنا عنفا على بني جلدتنا و ادللنا انفسنا امام من يحتقرنا في قرارة نفسه و يتضاهر امامنا بالود ……
شكرا لك اخي على هدا النوع منالمعامة