Home»Régional»وحدة الأمة لا تتحقق بموالاة طائفة منها لعدوها

وحدة الأمة لا تتحقق بموالاة طائفة منها لعدوها

0
Shares
PinterestGoogle+

كلما هم أحد بانتقاد الطوائف الموالية لعدو أمتنا انبرى له بالنقد بعضهم ، واتهم بأنه يزرع الفتنة و الفرقة بين صفوف الأمة في وقت تحتاج فيه إلى وحدة الصف. والحقيقة أنه لا أحد يكره أن تكون الأمة واحدة ، وأن يكون الصف واحدا ، ولكن كيف تتحقق وحدة الأمة ، ووحدة صفها وفيها طوائف توالي العدو بطرق أو بأخرى ؟.

عندما نتأمل واقع الأمة في العديد من بقاع أراضيها المترامية شرقا وغربا نجد العدو الأجنبي والمحتل يمد أذرعه الأخطبوطية في هذه البقاع . وما كان العدو ليمد أذرعه هذه لولا أن طوائف من أمتنا مكنته من ذلك. ودأب العدو أن يحفر في كل اختلافات الأمة ليجعل منها خلافات عميقة . وما من هوة دقيقة تفصل بين وجهات نظر الطوائف داخل الأمة إلا ووسعها لأن وجوده فوق أراضيها رهين بوجود هذه الهوة الواسعة. إن العدو يركب الخلاف البسيط أول الأمر بين طوائف الأمة ثم يشتغل عليه بجد وما يزال به حتى يحوله إلى معضلة مستعصية على الحل ، ثم يركبه ليحقق مصالحه.

ولهذا السبب يفتح العدو أبوابه لطوائف من الأمة ترحل إليه في ظروف خلافها مع غيرها وما يزال بها ينفق عليها ويعدها ليوم غزوه حتى إذا حان موعد الغزو جاءت هذه الطوائف ضمن طلائع جيشه الغازي على طهر دباباته لتستأصل غيرها محققة حلم عدو الأمة. ولنا في العراق وفي غيره من بلاد العرب والإسلام دليل قاطع على صحة من نذهب إليه . لقد فكر العدو في وضع يده على العراق فقدر ودبر وقتل كيف دبر وقدر فأشعل فتيل حرب مدمرة في الخليج بين العراق وإيران وقد وجد الأجواء مناسبة في خلاف أيديولوجي بين العراق وإيران ونفخ فيه فإذا هو نيران مشتعلة بينما كان مجرد جذوة بسيطة. واستعدى الإيرانيون من كان يواليهم من الشيعية العراقيين على بلادهم بحكم التبعية الأيديولوجية وحركهم ليكونوا ضحايا أيديولوجية العراق من أجل اختلاق محرقة يركبها العدو بعد ذلك فيحتضن أصحابها ويتحين الفرص لينقلهم على ظهر دباباته وهو يغزو أراضيهم. وعندما يدين الواحد منا ولاء طوائف من الشيعة للعدو تثور ثائرة البعض ويزبد ويرغي ، ويتخذ من المحرقة المزعومة ذريعة لتبرير الخيانة والعمالة للعدو، ويعمد إلى تصدير التهمة نفسها لمن ينكر عليه خيانته وعمالته جهارا نهارا. وسيمضي العدو وبنفس الوتيرة ونفس الأسلوب في البحث عن اختلافات أيديولوجية ليحولها إلى معضلات خلافية ، ويختلق محارق من أجل الوصول إلى إيران وغير إيران من الأقطار التي لم يصل بعد إلى خيراتها ولم ينل بعد من عزتها وكرامتها.

إن الذين يتباكون على وحدة الأمة ووحدة صفها يجب أن يفكروا أولا في تحديد موقعهم من العدو قربا وبعدا .فالذين يربطون مصيرهم بالعدو تتلطخ سمعتهم بالضرورة مهما كانت قداسة أيديولوجيتهم. فقداسة الانتماء الأيديولوجي لا تغني شيئا إذا كان أصحابها يضعون أيديهم في يد العدو ويوالونه . والمؤسف بل المحزن والمبكي أن تتحول الطائفة من الأمة في نظر غيرها من الطوائف إلى عدو لذود ، وبهذا يحقق العدو الغازي والمحتل أكبر انتصار على الأمة التي يصل الخلاف بين طوائفها إلى درجة العداء الأسود.

إن الحديث عن الولاء الطائفي للعدو المحتل ليس نفخا في النعرات كما يزعم من قصر فهمه وضعف إدراكه وتدبره لحقائق الأمور، فالعكس هو الصحيح لأن السكوت على الولاء الطائفي للعدو هو النفخ الحقيقي في النعرات ، وهو خدمة مصالح العدو الذي لا تستقيم مصالحه إلا بموالاة طائفة ومعاداة غيرها.
إن وحدة الأمة تبدأ بالضرورة من توحيد الرؤيا للعدو المحتل ، وجعل خطره فوق كل خطر ، ولا سبيل إلى ذلك إلا من خلال الانتماء لأيديولوجيا واحدة وهي أيديولوجيا العداء للعدو المحتل قبل أي انتماء آخر. فلا بد من سحق العدو أولا ثم يسهل بعد ذلك تسوية الخلافات والاختلافات من خلال تقريب وجهات النظر وتحقيق الحد الأدنى من التفاهم المفضي إلى التعايش والتساكن على علات الانتماءات المختلفة شكلا والموحدة جوهرا.

فلا مندوحة لفلسطيني أو عراقي أو لبناني أو أفغاني أو صومالي وأراضيهم هي بؤر التوتر في عالمنا العربي والإسلامي الكبير عن نبذ الولاء الطائفي للعدو، وعن نبذ ربط المصالح بالعدو لأن خطر العدو أكبر من أي خطر، ولأنه عدو يدس سم الكيد في عسل الموالاة ، وموالاته عبارة عن تقديم ضحية وتأخير أخرى إلى أن يحين أوان قطافها ، وتكون النهاية الحتمية قطاف من يواليه من خلال قطاف من يعاديه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. azzou samir
    24/07/2008 at 00:21

    « وما من هوة دقيقة تفصل بين وجهات نظر الطوائف داخل الأمة إلا ووسعها لأن وجوده فوق أراضيها رهين بوجود هذه الهوة الواسعة »
    Effictivement, et c’est la raison pour laquel il vaut mieux de ne pas débatre, pour l’instant ou moins, sur les divergences entre Sunnites/Chiites, mouvements des frères musulmans (islamistes c’est un faut débat!!) ainsi il faut penser et pousser pour élever l’ardeur et à rétrécir la précipice entre les musulmans.

  2. احمد العياشي
    24/07/2008 at 00:21

    ان انزال مفهوم الولاء الطائفي لعدو الامة على واقع العراق فيه كثير من التبسيط,وكلنا يعرف ان من جاء على ظهورالدبابات كان من الاكراد والسنة كما كان من الشيعة.وما ينسف هذا المفهوم اصلا في العالم العربي هو مايقع في لبنان.فسواء داخل فريق الممانعة او داخل فريق الموالات نجد تمتيلية كل الطوائف بدون استتناء.

  3. ابو علي
    24/07/2008 at 00:21

    ان مفهوم الامة غير واضح المعالم فان كنتم تقصدون الامة العربية او الاسلامية فان هذا المفهوم يكون قد انوجد في الماضي و فد يحمل في الحاضر دلالات ومعاني تاريخية و حضارية لكنه في الواقع الراهن لا وجود له خاصة من الناحية السياسية ذلك انه لا ينكن الحديث عن الامة ككيان فعلي وقوة سياسية وعسكرية واقتصادية …الا بوجود الامة الدولة … اما ما نسميه امة عربية او اسلامية فاقصى ما يدل عليه هو شعوبا عربية او اسلامية تحت سلطة دول قطرية تصنف عالميا في الدرجة الرابعة .

  4. قارئ
    24/07/2008 at 00:23

    ورد في المقال »فلا بد من سحق العدو أولا ثم يسهل بعد ذلك تسوية الخلافات والاختلافات من خلال تقريب وجهات النظر وتحقيق الحد الأدنى من التفاهم المفضي إلى التعايش والتساكن على علات الانتماءات المختلفة شكلا والموحدة جوه »واعتقد اخي الكريم ان عكس المقولة هو الأصح،اذ ما لم تتوحد الصفوف وتتجاوز الخلافات..فانه يعسر التفكير في القضاء على العدو،وقد نجد بين الاخوة الاعداء من يجد الاجنبي ارحم به من شقيقه ،هذا واقع مر مع الأسف.ان ما نحن فيه في نظري المتواضع هو نتيجة تراكمات عديدة وعلى مر عقود طوال.ان الجسد العربي الاسلامي معلول وقد ضعفت مناعته الذاتية،ولا يمكن القول بتجاوز الخلافات نظريا وهي متجذرة عمليا ،وهذا لا يحتاج الى برهنة او تحليل عميق فنظرة بسيطة على خارطة الجوار بين الأشقاء تكفي لتأكيد العلل

  5. عابر سبيل
    30/08/2013 at 21:33

    يعني ماذا تقترح يا أخ « قارئ »؟ تتطاحن « الأمة » فيما بينها ثم تلتفت ل « العدو »؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *