Home»Régional»ماذا يعني موت مريضة في قاعة الانتظار بمصحة أمريكية ؟؟؟

ماذا يعني موت مريضة في قاعة الانتظار بمصحة أمريكية ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تناقلت وسائل الإعلام صورا لمريضة أمريكية زنجية وهي تتهاوى من مقعدها بقاعة الانتظار بمصحة أمريكية بعدما قضت مدة طويلة في انتظار دورها للفحص. وبعد سقوطها على وجهها ظلت كذلك ينظر إليها من كان في القاعة بما في ذلك حراس المصحة وأطباؤها وممرضوها كما صورتهم الكاميرا المثبتة في القاعة. وبعد نصف ساعة لفظت المريضة أنفاسها ، وشاع خبرها وتناقلته وسائل الإعلام وبلغ الأمر العدالة الأمريكية حيث عرضت القضية على المدعي العام الذي سيتدخل بعد موت المريضة على الطريقة الأمريكية حيث يحصل العدل السينمائي الذي تروج له شركة هوليوود في أفلامها التي لا علاقة لها بالواقع.

فالحمد لله الذي كشف النقاب عن هذه المأساة الإنسانية التي تتضمن درسا بليغا للمصابين بالهوس الأمريكي من المعجبين بحضارة أمريكا، والذين يصدقون بكل سذاجة أكاذيب هذه الحضارة الزائفة.

والحمد لله على نعمة الإسلام التي جعلت الناس إخوة ، وجعلتهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. فلا يكاد الفرد المسلم في بلاد الإسلام يئن أو يشكو حتى يتداعى عليه من حوله يسألون عن حاله ويواسونه ويسارعون بمد يد العون له بوازع ديني . وربما انتقد الكثيرون من المفتونين بالحضارة الغربية طريقة المسلمين في التعامل مع الحالات الإنسانية التي تتطلب التدخل السريع ، واعتبرها بعضهم فضولا أوتدخلا في شؤون الغير،وهو في حقيقة الأمر السلوك السليم المطلوب شرعا و أخلاقيا.

ويعلم الله وحده كم عانت المرأة الزنجية المريضة قبل أن تصل إلى مصحة أرقى بلد في العالم لتموت ميتة حقيرة ذليلة أمام أعين مواطنيها الذي حولتهم الحياة المادية إلى قطع صخرية قاسية ، وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء ، ولا تخرج الرحمة من قلوب الأمريكان البارعين في صناعة الحروب والمآسي في السجون والمعتقلات ، ولا يستفيد من رحمتهم حتى من كان من طينتهم.

ولعل سواد بشرة المواطنة الأمريكية التي قضت في قاعة الانتظار بالمصحة هو مؤشر على رواسب الميز العنصري المتجذر في المجتمع الأمريكي الذي يحلم زعميه الزنجي بقيادة أمريكا،ويقدم بين يدي ذلك الولاء المطلق وغير المحدود لمصدر العنصرية في العالم وهو دولة إسرائيل ، مقابل تهديد صريح للدول الإسلامية والعربية.

إن موت المريضة الزنجية في قاعة الانتظار بمصحة أمريكية معناه موت القيم الإنسانية ، ومعناه أيضا فراغ الحضارة الأمريكية من كل ما هو إنساني ، وفيه عبرة للذين يعولون على النموذج الأمريكي ، ويريدون تسويقه على حساب قيمهم الإنسانية خصوصا في عقيدة الإسلام التي تحارب بضراوة من أجل أن تخلو الساحة العالمية للنموذج الأمريكي الذي يعولم بقوة السلاح والمال والإعلام.
فالحمد لله مرة أخرى على نعمة الإسلام ، وعلى قوة اللحمة الإسلامية التي تشيع الرحمة بين الناس .

ولو اكتفينا بهذه الفضيحة الأخلاقية لكفت الولايات المتحدة الأمريكية لتكون النموذج الأسوأ في العالم الذي يكابر، ويتبجح ويتشدق بالقيم الإنسانية ، ويعاقب دول العالم على غياب هذه القيم التي يصم بها الآذان في كل مناسبة تعن له. فإذا كانت عواطف من كانوا بالقرب من المريضة المتهاوية لم تتحرك فكيف ينتظر منهم أن تتحرك عواطفهم للفلسطينيين والعراقيين والأفغان وغيرهم من الذين تحصدهم الآلة الحربية الأمريكية والإسرائيلية يوميا ؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ع.ب
    06/07/2008 at 11:34

    هل يصدق أحد هذه المسرحية ؟
    هل يعتقد احد بكل سذاجة أن رجالا بالمصحة لا يعلمون بوجود كاميرات مراقبة ؟ وبالتالي يغامرون بهذا التصرف الأخرق؟ ويلقون بأنفسهم إلى العدالة .
    ولنفترض جدلا أن ما وقع ليس إخراجا سينمائيا وهو الحقيقة الكاملة التلقائية .. فمن يتحكم في كاميرا منصوبة في مبنى حكومي ويتصرف بشريطها ؟ هل هي الأجهزة الرسمية للدولة أم الصحافة الرسمية أم الصحافة المستقلة ؟ أي ، كيف وصل هذا الشريط إلى محطات العالم التلفزية ووصل إليك والينا ؟
    إن أمريكا التي يتحدث المثقفون والصحفيون في العالم – بمن فيهم الأمريكان – عن تورطها في صناعة أحداث 11 شتنبر ، قادرة على صناعة أي شيء يخدم قضية ما من القضايا التي تحقق مصلحة من مصالحها صغيرة أو كبيرة .
    فأنت لمجرد حادث قد يكون مفبركا تقولين بأنه كاف للرد على الهوس بأمريكا .
    وأنا بإمكاني أن أعطيك أمثلة مضادة تدل على أن الطبيب الأمريكي على قدر كبير من المسؤولية والأخلاق ..
    وهكذا …
    وأنت تقولين بان الإسلام دين التراحم .
    وأنت تحقدين على الأمريكان وتقولين بأنهم يصنعون الموت .
    وأنت تقولين بان الأمريكان عنصريون .
    وأنت تسقطين عن الحضارة الأمريكية كل القيم .
    وأنت تصنفين هذه الحادثة في صنف الفضائح الأخلاقية .
    وان لم تحقق تلك الصورة المأساوية إلا ما تقولين و استطاعت أن تقنعك بما أوردته من استنتاجات ، فإن ذلك يكون كافيا أنها شوشت على أفكارك من جهة وحركتك ضد قناعاتك الصحيحة من جهة أخرى .
    وتوضيح ذلك عبر هذه الأسئلة :
    هل قارنت بين الإسلام ودين أمريكا أم لا من خلال هذه الكتابة ؟
    هل تحقدين على الشعب الأمريكي أم على الدولة الأمريكية أم على المصحة ؟
    هل الأمريكان فعلا عنصريون من دون شعوب الأرض الأخرى ؟
    هل الحضارة الأمريكية حضارة بدون قيم ؟
    هل هذه الواقعة المعزولة في أمريكا فضيحة أخلاقية أم واقعة ذات أبعاد إنسانية أم عنصرية .
    لقد تتبعت هذا التسجيل مرات عديدة ووجدت تصرف هؤلاء الممرضات والحارس والطبيب – إذا كانوا فعلا بهذه الصفات ويعملون فعلا بالمصحة المصورة ، إذا كانت هذه المصحة حقيقة – وجدتهم جميعا في حالة غريبة جدا : إما أن الأوامر قد أعطيت لهم لغرض ما وإما أن هؤلاء لا ينتمون إلى الفصيلة الآدمية بحيث أنني عاينت – للمقارنة – حيوانات أمام بشر في حالة الاحتضار وهي قلقة مضطربة ، فما بالي بالإنسان أمام هذه اللحظات من الاحتضار … فإن لم يكن لا هذا ولا ذلك ، فإن أولئك جميعا كانوا في حالة تخدير ولا وعي تام يمكن معه أن نبرر ذلك ؟
    وعلى كل حال أنا لا أحب الشيطان الأكبر ولا اعتقد انه موجود دائما خلف البحار. ومهما يكن ، فإنه حيثما وجد الشيطان ، فإن الملائكة تكون له بالمرصاد لتصده عن المزيد من الشر والفساد .
    وهكذا أختي الأندلسي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *