من بوادر العزم على تجسيد مفهوم عاصمة الثقافة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم
من بوادر العزم على تجسيد مفهوم عاصمة الثقافة العربية
وأنا ألج أحد المساجد لتأدية صلاة الظهر، لفت انتباهي إعلان للمندوبة الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة الشرق، تخبر من خلاله أن مكتبة مركز التوثيق والأنشطة الثقافية قد شرعت في تقديم خدماتها بمختلف قاعاتها، بما في ذلك فضاء الطفل، لكل من أراد الاستفادة منها في جميع المجالات المعرفية والتخصصات العلمية من تلاميذ وطلبة وأساتذة وباحثين، وذلك من 9:00 صباحا إلى 1:00زولا ومن 14:00إلى 16:15 مساء من الإثنين إلى الخميس. ومن 9:00 إلى 11:30 صباحا ومن 14:30 إلى 16:15 يوم الجمعة.
وإذا علمنا أهمية الفضاءات الوثائقية ودورها في نشر المعرفة النافعة لدى عموم المواطنين ولدى الفئات المتعلمة خصوصا في زمن هيمنة الإعلام السمعي البصري ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقف حاجزا أمام الناس عموما والمتعلمين خصوصا، لمعانقة الكتاب الجاد والتعاطي للأنشطة التي تسهم في بناء شخصية البعض بناء سليما وتُقَوِّم شخصية البعض الآخر؛ فإن مثل هذا الإعلان لا يمكن إلا أن يُشكر عليه القائمون على مركز التوثيق بالقدر الذي سيسهم فيه بالارتقاء بالثقافة على مستوى مدينة تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية، غير أني أود أن أتقدم ببعض المقترحات لعلها تُسهم في لعب المركز ومختلف المكتبات التي تزخر بها المدينة دورها كاملا، أوجزها في الآتي:
تعميم الإعلان على جميع المساجد وعلى جميع المؤسسات التعليمية حتى يطلع عليه أكبر عدد ممكن من المهتمين بموضوع الثقافة.
تضمين الإعلان طبيعة الخدمات التي يقدمها المركز وكذا التخصصات المعرفية والعلمية ومستوياتها، بالإضافة إلى طبيعة الكتب التي تتضمنها المكتبة.
تعديل التوقيت الزمني بما يسمح لمختلف الشرائح المعنية من الاستفادة من المكتبة والأنشطة الثقافية، كنهاية الأسبوع وبعض الحصص الليلية.
في الأخير أتساءل عن الأنشطة التي تقوم بها مجموعة من مكتبات المدينة التي كان لها حضور قوي في وقت من الأوقات ليصبح باهتا في الوقت الحالي، وأرجو أن تعود إلى سابق عهدها مع تحديث مخزونها من الكتب، كما أرجو أن تفتح مكتبات أخرى حديثة أبوابها لكل المهتمين، على أن تحذو حذو مكتبة مركز التوثيق والأنشطة الثقافية في الإعلان عن مضمون مخزونها المكتبي والأنشطة التي يمكن أن تساهم بها في جعل مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية بالمعنى الحقيقي للكلمة.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.
الحسن جرودي





Aucun commentaire