Home»Régional»الأحياء الهامشية أم الأحياء المهمشة ؟؟؟

الأحياء الهامشية أم الأحياء المهمشة ؟؟؟

3
Shares
PinterestGoogle+

على إثر ظهور مقال الأستاذ عبد القادر كترة الذي زف لساكنة مدينة وجدة خبر فوز فريق كرة القدم للفتيان بحي هكوـ والذي نغتنم الفرصة لنقدم له أحر التهاني ـاسترعت انتباهي صفة هامشي التي ألحقها أستاذنا المحترم بالحي . و في نظري أن كلمة هامشي لم تعد تعني البعد الجغرافي أو البعد الطبوغرافي بحيث تنعت بها الأحياء الواقعة ضواحي المدينة أو هوامشها لأن المدينة اتسع قطرها واستوعبت كل ما كان في الهوامش والضواحي من أحياء بسبب ظهور تجزئات وأحياء جديدة ، وظهور أحياء عشوائية في هوامش جديدة للمدينة.

وأعتقد أن التسمية المناسبة والنعت الدقيق هو الأحياء العشوائية المهمشة ، فالقضية ليست جغرافية وإنما اجتماعية. فهذه الأحياء التي استغلت مساحاتها استغلالا عشوائيا بسبب الفقر وضيق ذات اليد ، والتي كان أصحابها ضحايا ملاك الأرض الذين اغتنوا كأغنياء الحرب بسرعة ، وضحايا مسئولين محليين كانوا يغضون الطرف عن بنايات تنجز ليلا أو في أيام العطل دون ترخيص مقابل رشاوى صارت مناطق تعج بالمشاكل. ففضلا عن غياب الهندسة المعمارية المناسبة بحيث تطغى الطرقات الضيقة والتي لا تتسع حتى لمرور عربة واحدة أحيانا هناك التفاوت في علو البنايات وفي مساحاتها وفي واجهاتها ، كما أن الأحياء برمتها بلا مرافق صحية أو رياضية أو اجتماعية ولا مساحات خضراء ، ولا حتى مجرد شجيرات بجوار المنازل ، فهي مجرد أحياء صممت للسكن فقط دون اعتبارات أخرى.

و تواجه هذه الأحياء اليوم مشاكل لا حصر لها بسبب الحاجة للعديد من المرافق ، وتخطت هذه المشاكل هذه الأحياء إلى الأحياء المجاورة التي تلعب دور المتنفس أو الرئة ، فمنذ ساعات الصباح الأولى تحج ساكنة الأحياء العشوائية إلى أحياء الجوار لاقتناء مختلف الحاجيات ، وقضاء مختلف المآرب . فالأطفال لا يجدون في هذه الأحياء مساحات للعب فيبحثون عنها في الأحياء المجاورة، والكبار يتنقلون يوميا لأداء الصلوات الخمس في الأحياء المجاورة نظرا لقلة مساجد الأحياء العشوائية وتواضعها. وكل المآرب تقضى خارج هذه الأحياء مما يسبب مشاكل للأحياء المجاورة بحيث يبحث أصحاب قطعان الماشية من سكان الأحياء الهامشية عن أماكن لرعي ماشيتهم في الأحياء المجاورة ، وقد تقضم هذه الماشية الأشجار والنباتات التي تزين بها واجهات بعض المنازل في الأحياء المجاورة فيندلع الصراع بين أصحاب قطعان الماشية وأصحاب الأشجار والنباتات وبشكل دائم. وقد يعمد أطفال الأحياء الهامشية إلى ممتلكات الأحياء المجاورة بالإتلاف كاقتلاع نباتات الواجهات وزهورها ، وتكسير بعض الواجهات الزجاجية فضلا عن إزعاج ساكنة الأحياء المجاورة مثلا باستعمال المفرقعات التقليدية التي يستعمل فيها ما يسمى بمادة الكربيل . وتكثر المشاكل الاجتماعية في المناطق المحاذية للأحياء العشوائية بسبب فقر ساكنتها مما يولد الاعتداء والسطو على ساكنة الأحياء المجاورة بدافع الحقد خصوصا إذا كانت الأحياء المجاورة ذات ساكنة متوسطة الحال ، حيث وقر في بعض أذهان ساكنة الأحياء العشوائية أن من يجاورهم هو سبب شقاوتهم وتعاستهم ، وتتجلى مظاهر هذا الحقد مثلا في نفوس أطفال وشباب الأحياء العشوائية الذين لا تفوتهم فرصة دون النيل من أقرانهم أو ساكنة الأحياء المجاورة بشكل أو بآخر.

إن التسمية الحقيقية الجديرة بهذه الأحياء هي الأحياء المهمشة مما يعني تحميل المسئولية للجهة التي ساهمت في وجود أحياء دون المواصفات المطلوبة في الأحياء ودون مرافق ضرورية وهو ما يعني التهميش .

إن فريق كرة القدم للفتيان بحي هكو صنع بطولته بالملاعب المجاورة لحي هكو لأنه فريق بدون ملاعب ، مما يطرح قضية ضياع المؤهلات في الأحياء المهمشة بسبب انعدام المرافق الحاضنة لهذه المؤهلات.
آمل أن تنال هذه الأحياء حظها من المقالات المعالجة لمختلف قضاياها على هذا الموقع على غرار مقال الأستاذ عبد القادر كترة لتوعية ساكنتها والساكنة المجاورة بطبيعة المشاكل المترتبة عن التهميش والتي لا بد لها من حلول تراعي حقوق الجميع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. lمراد الزكراوي
    26/06/2008 at 00:27

    لماذا لم يدرج تعليقي؟هل تتعامل وجدة سيتي بهذه الطريقة مع قرائها؟؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *