حافة بن اسليمان بزواغة , سوق تجاري أم مخيم لاجئين
مستثمرون سينيغاليون يعتزمون شراء -المرقطان- بهدف تحويله إلى فندق
الجوطية تدني شروط النظافة /قبح المكان/مساكن تحمل شهادة موتها/
توطئة
ماسمعتي والو؟
–الله يسمعنا خير-
–سليكان شراو- المرقطان- غدي يبنيو فيه اوطيل للحجاج ديالهم
–ايوا؟
–أش غيعملو لهذوك الباعة لي تم؟
–غدي يعطيوهم محلات في الحفرة مولاي إدريس..لفوق في زواغة
حفرة مولاي إدريس..؟؟؟
–داك الشي علاش الملك"العقار" تهز…المحل ديال 5بريكات ولا كيسوى 14 مليون…
— قالك حتى هدوك الخضارة ديال بن دباب …
–اييه-الخضارة– بسيف عليهم غدي يجيو للحفرة حتى هما..
–ايوا الروينة وخلاص..
على خلفية إحياء حفل ديني بفاس بزاوية سيدي احمد تيجاني لطائفة سينيغالية , تسربت أخبار و تناسلت إشاعات حول رغبة بعض الحجاج السينيغاليين في اقتناء عقار مجاور لضريح الولي الصالح الصوفي سيدي احمد تيجاني , وتحويله إلى فندق لإيواء الحجيج القادمين من مناطق مختلفة من إفريقيا. مروجوا الخبر, لم يؤكدوا احتمال مصادقة سلطات الوصاية على إجلاء تجار وحرفيي المحل المذكور إلى حفرة بن اسليمان بزواغة مولا ي يعقوب . لكنهم هيؤوا له المناخ الملائم للذيوع والانتشار. هل يتعلق الأمر ببالون اختبار لقياس سوق العرض والطلب؟ ولصالح من يتم إنتاج مثل هذه الفقاعات؟ لتقريب عموم القراء من الموضوع -صوت الناس انتقلت إلى عين المكان وحاولت نقل الوساوس من ظلامها إلى نور الحوار.
عصر ذلك اليوم و كنت على موعد مع احد سماسرة العقار, بحفرة بن سليمان , من اجل التحري والاستقصاء , السمسار شخص يمكن اعتماده كمصدر دون أحكام أو تقييم مسبقين . حيث أن السمسرة والعقار , هنا والآن , موضوعان لا تستقيم الحديث عنهما إلا في حضرة هؤلاء. كنت اعبر الممرات النتنة المؤدية إلي الجوطية من جهة حي بنزاكور, قبح المكان, حيث تتماثل أكياس ميكة الكحلة منتفخة متناثرة مثل ثمار برية , فوق فضاء غير متجانس , فيه تتجاور الحيوانات و النفايات الصلبة وملفوظات البناء إلى1
جانب مخلفات التطهير لتشكل ديكورا أساسيا يؤثث فضاء المكان .ولاول وهلة, تزكم الزائر رائحة تربة حمولتها متنافرة , هي اقرب إلى غابة متوحشة . هناك في العمق , كتل إسمنتية غير متجانسة ,دهاليز , ازريبات , اصطبلات, وممرات تستطيل منتظمة في تجاه الفراغ مرة . وفي تجاه مسالك معقوفة , لا تستقيم إلا كي تضيق تدريجيا باتجاه بوابة الخروج مرة أخرى .
وبدا لي لحظتئذ, أن كل من في الحفرة لاعلم له بما يروج خارجها =,لكن سرعان ما تبدد حدسي ,إذ بمجرد البوح, تدفقت الآراء والاستفهامات وانسابت . الإشاعات والتأويلات , وكان لابد من جاهزية قصوى للإنصات , وللاستماع أولا قبل كل شيء.
عن سؤال فيما إذا كان على علم بما يجري ويدور : يقول كهل في حوالي الأربعين من عمره : اسمع أولدي.. لادخان بدون نار أوليدي؟؟؟؟
ويتابع في ثقة- يجيبوا" سليكان ولا الميريكان" هذاك شغلهم, ولكن فين؟؟ كل الدكاكين والمحلات مملوكة لأصحابها..حتى المغلقة.. أما التي لم يسعف الوقت أصحابها لتركيب باب فقد تحولت إلى. كابينات..
وبعيدا عن الإشاعة, قريبا من الواقع ,يبدو أن السلطة عازمة أكثر من أي وقت مضى على إعادة الاعتبار للمجال , و تنظيم كافة مظاهر السيبة التي استفحلت وتفاقمت فيما يتعلق بحماية الملك العام , سيما أن أروقة داخل الحفرة ماتزال فارغة , أما الواجهات معظم المحلات التجارية فمجرد إحالات , ذلك إن معظم معروضاتها من سلع وبضائع مرتب في رصيف الشارع العام . المسالة جدية= يقول بائع متجول= مضيفا= يبدو ذلك جليا من خلال سلسلة من الإجراءات تنوي السلطات تنفيذها.=غير ينظمنا..الفوضى فكلشي=
ويرى البعض في عملية إجبار تجار الشارع الرئيسي للحفرة على انجاز سقيفة أو باش من شانه أن يضيف ويحسن المجال في نفس الزبناء مما ينعكس ايجابيا على الرواج الاقتصادي للحفرة, فيما يرى البعض الأخر في ذلك ماكياجا ليس إلا..,لكن الكل يتفق أن تسهيل مسطرة الاستفادة من الإنارة الكهربائية من حيت الأداء , والتفكير في تزويد الراغبين بالماء الصالح للشرب أمر على قدر كبير من الأهمية, حيث أصبح بالإمكان الآن الاستفادة من خدمات الكثير من الأجهزة الكهربائية وغيرها.
فما بين احتمال توطين التجار القادمين من – المرقطان-, فضاء للدلالة التقليدية بالمدينة العتيقة الذي تتوالد الإشاعات في شان اقتنائه من طرف مستثمرين سينيغاليين بهدف إنشاء فنادق .وكذا إجلاء بائعي الخضر والفواكه المتمركزين بقلب منطقة بن دباب المجاورة الذين سئم الناس من إتقانهم لعبة القط والفار,مع الأمن والقوات المساعدة , تلك المسرحية السخيفة التي لم يعد احد يصدق فصولها . ترتسم الدهشة, على وجوه الناس . حديث لا ينتهي في المجالس والمنتديات إلا لكي يبدأ ,فما الذي يخشاه حرفيو الحفرة من إخبار الليل يمحوها النهار؟ في ذات الموضوع ترى صاحبة محل لبيع مواد تجميل انه: لابد أن للسلطة اليد الطولي للحسم في الترحيل أو التوطين ,=إلى كالت تديرو راها تديرو= تقصد السلطة, وحسب منطوقها فان الكثير من هؤلاء القادمين الجدد سيصطدمون بالواقع المر, سيجدون أنفسهم ضحايا تجليات تجارة بئيسة لا تسمن ولا تغني من جوع.
التصريحات العلنية التي يطلقها أشخاص بعينهم , إضافة إلى التخمينات والتكهنات التي تؤثث المجالس الخاصة والعامة , مخاض يلقي بظلاله على إيقاع الرواج التجاري .ليس فقط بالنسبة لتجار الحفرة وحرفييها, وإنما بالنسبة لتجار العقار المضاربين و أصحاب الشكارة ,الذين اعتادوا الاصطياد في الماء العكر والاغتناء سريعا . الأمر الذي يفسر تسريع وثيرة ملا الفراغات المتبقية من فضاء الحفرة وتسويتها , ودكها, يقول احد هم= =نقلبوها بيع وشرا في البرارك= ويضيف آخر =ها ديالي الله يربحك؟؟ بهذه الطريقة أو تلك يترجم التجار والحرفيون قلقهم و يعبرون عن تخوفاتهم, ؟؟
أسماء متعددة والبؤس واحد
الجوطية. هي الحافة وهي نفسها– حفرة مولا ي إدريس و–ألفا ب– أسماء متعددة والبؤس واحد, اكبر سوق تجاري ظل لفترة طويلة خارج نطاق سيطرة المسئولين بعمالة زواغة . تشبه طائر الفينق , تنهض من رمادها حية بعد كل حريق.
بعد أن خمدت نيران اكبر حريق شهدته الحفرة في اقل من سنتين صبيحة يوم 25/6/2002 مخلفا وراءه خسائر مادية تقدر بحوالي مليار من السنتيمات عمقت مآسي وأحزان طبقة من الدرك الأسفل للمجتمع ملتهمة قرابة 200براكة تكاثرت الأسئلة وتناسلت والاستفهامات حول أسباب الحريق ودوافعه الافتراضية.
وتفاديا لكل التداعيات المحتملة وغيرها حتى تلك التي يمكن توظيفها سياسيا . كان اتفاق سابق حظي بقبول المتضررين أهم بنوده والقاضي بتطوع جهات محسنة بإعادة بناء سوق جديد على أنقاض الحريق الأول 99 بمواصفات عصرية , ووفق كناش تحملات متفق في شانه, إلا أن مشاكل عديدة وقفت في وجه تنفيذه مما يطرح أكثر من سؤال .حيث لم يستطع المقاول آنذاك إتمام المشروع الذي تعهد بانجازه والذي يقضي ببناء سوق منظم على أن يتم كراء المتاجر باثمنة شهرية مناسبة لا يتجاوز سقفها 100د شهريا.اقبر المشروع إذن لأسباب سنأتي على ذكرها. وتبخر حلم المنكوبين ومعهم ألاف الأسر الذين هب معظمهم نتيجة ضيق اليد إلى الاستحواذ على مناطق من الحفرة وإنشاء براريك أخرى.أما ما أنجز من المشروع والذي حددت مصادر صحفية ب 420دكانا فقد تحول معظمها إلى مطارح للنفايات الصلبة والسائلة أو مراحيض مفتوحة للعموم بعد إتلاف أبوابها والعبث بتجهيزاتها حيث لا يزال مالكوها مجهولين اللا الآن
أسباب غير قانونية كانت وراء فشل المشروع
وعلى مستوى آخر, والسلطة أم العارفين, فان الاستحواذ والتطاول على ملك الغير والتصرف فيه من دون سند قانوني, وبمباركتها أحيانا يعتبر جريمة لابد للقضاء من قول كلمة فيها, في غضون ذلك.أفصحت مصادر عليمة أن فشل مشروع سابق كان يقضي ببناء سوق منظم كان بسبب حصول الاتفاق في غياب مالكي الأرض الشرعيين .هؤلاء وبمجرد علمهم استغلال ملكهم دون استشارتهم رفعوا دعوى ضد الجماعة وزاغة مولاي يعقوب في شخص رئيسها حيث قضت المحكمة لفائدة أصحاب العقار وحكمت لصالحهم ب182 مليون سنتيم ثمنا للأرض بسومة 400د للمتر المربع كما حكمت لصالحهم أيضا ب127 مليون سنتيم كتعويض جزافي عن استغلال أراضيهم عن سنتي 200/و2001
لكن ماحصل عقب تخلي الجماعة الإشراف على المشروع وتولي الجمعيتان المذكورتان مكانها وهو شرط دافع عنه ممثلو التجار والحرفيين المنكوبين لقد التزم هؤلاء باقتناء زينة الدكاكين المبنية التي تقدر ب 410 دكان على أساس تعويض بقيمة 600درهم للمتر المربع أما بالنسبة للعقار فان التجار والحرفيين على استعداد لشرائه أو كرائه وفق ما يرضي الطرفين.
سوق تجاري أم تجزئة للبناء الفوضوي
مكان يبدو للزائر من خلال البوابة الرئيسية انه فضاء منظم المسالك والدروب , بوابة كبيرة تؤدي إلى أربعة مسالك, الأول يفضي إلى مزبلة , والثاني إلى ممر طويل منعرج,أرضيته مغبرة حمولاتها متنافرة,اغلب محلاته تتميز بأكثر من بابين في الغالب ,يستعملها أصحابها للذبح السري فيما يبدو,و للجزارة, بائعو الخضر والفواكـــه يشكلون ما تبقى حتى مسلك ضيق يفضي إلى مدرسة الشارة, خصص لبيع مواد للنظافة التقليدية وبيع الخبز اليابس وحرف أخرى تستعصي على التصنيف, بالرغم من وجود هذه المسالك المتعددة التي تضم قرابة 400 محل , معظمهم مرقم. فإن شارعا رئيسيا وحده يغري بالاستمرار في المتابعة ,أمكن تزويده مؤخرا بالإنارة العمومية . على الجانبين انتظمت محلات تختلف أحجامها ومعروضاتها التجارية والخدماتية , رغم انف المارة, يدفع التجار معروضاتهم إلى الشارع العام من اجل لفت انتباه الزبناء إليها ,أغطية صوفية , أواني بلاستيكية اغلبها مستورد من دول جنوب آسيا والصين, حقائب جلدية مصنعة محليا وأخرى مستوردة, رغم اعتبارها من قبل مصالح الجمارك مواد مهربة, وتعد تجارة الملابس المستعملة , أو الجيدة بعد الاستعمال -البال- من الأنشطة الرئيسية التي يزاولها التجار الشباب منهم على وجه الخصوص , فهي تعرف رواجا كبيرا, وأرقام تعاملها في السوق تقدر بالملايين .كميات هامة وصفها البعض بالأطنان تتدفق صوب الحفرة صباح مساء أمام أنظار السلطة ,بشكل يدفع إلى التساؤل.حول مواصفات التهريب وخصوصياته. بل يمكن الجزم بان 90بالمائة من السلع والمعروضات التجارية هي -البال أو الخوردة حسب الاصطلاح العام. على أن اقتناءها لا يقتصر على فئة دون أخرى من الشرائح الاجتماعية. إذ يمكن ملاحظة فئات مجتمعية راقية تمتطي عربات المرسيديس آخر طراز تقلب أحشاء البال هنا على مدار الساعة و24/24 .من غير طبقية أو نظرة دونية .هنا تحديدا تنهار الطبقية بمفهومها التقليدي . في ذات السياق عبر تاجر في المعاطف الشتوية بجرأة نادرة قائلا: شكون؟ هذوك اللي على بالك, هاالتيليفونات ديالهوم ؟؟؟ ويبدو ان له زبناء من علية القوم, لذلك يتبجح بهم , يتكلم بصفاقة ,وسلاطة لسان , انه يستقوي بزبناء من رجال السلطة و المال والأعمال ,= احنا لي كنكسيوهم= فالبياسة المزيانه تسلم بالهواتف= يقول ذات المتكلم ؟؟ فعلى من تنطلي حكاية التهريب اذن؟؟؟؟
=في لحطة اكتشفت أن معظم ملابسي من الجوطية بما في ذلك الملابس الداخلية=. تقول طالبة في الثانوي -ملمحة إلى أن اغلب مقتنيات العائلة والجيران من اللباس وتجهيزات المطبخ من الجوطية .وهو ما يطرح بالنسبة لها مشكلا من طينة أخرى , انها مسألة الجودة .وجودة المنتوج الوطني في نظر نفس المتحدثة= ليس بمنآى عن الصراع وحسب .بل خارج المنافسة.= بالبالي أصبح كلشي غالي –
– الشينوا والسبنيول اوليدي دارو خبلا
هناك اكتفاء ذاتي ملموس وملحوظ من حيث اللباس.يقول شاب في حوالي الثلاثين من عمره وهو يضع لمسات فنية على معروضاته من أقراص مدمجة وبطاريات من مختلف الأحجام وتابع بنبرة هيبهوبية اشارات تفيد أن الملبس بات ميسورا ومتاحا لكافة الشرائح بسعر تفضيلي وأحيانا زهيد لوفرتها من جهة ووجودها بأسعار زهيدة وفي المتناول من جهة أخرى . من هذه الناحية لا يستطيع المرء القول أن العراء موجود.
يقول احد البائعين:= أبناء سيدنا عيسى حلوا المشكل..فوقاش كان سروال ب10دراهم والصباط ب40درهما وتابع بنبرة تحد=سير لبوجلود يكويك ب100درهم..؟؟… ولكن كانت مفاجأة كبيرة حينما سألنا بائع أحذية عن ثمن حداء الماني الصنع مستعمل حالته جيدة حتى بعد الاستعمال ..350درهم؟؟ مما حذا بأحد الزبناء بالتعليق ساخرا = شحال خصك ديال الضريبة الى كنت تتبيع صباط ب350درهم؟؟؟؟؟ الشينوا ما خلاو حد بلا ساعة ..وحدا في اليد وحدة في الحيط ب20درهم…يقول شاب غادر الثانوية ليعيل إخوته.ويضيف : احنا دياولنا تيعلموهم النجارة والبني, والشينوا تيتعلموا الالكترونيك.. اشكون لتيصنع السوايع؟؟ احنا..هذوك راه غير التلامذ ديال التكوين المهني في الشينوا والتايوان…شتي هذا السلعة كولها صنعوها تلاميذ احنا ديالنا متيعرفوش يكعمروا حتى شيك في البوسطة… وهم مجازين ياحصراه؟؟؟؟؟؟؟
سوق للــــــنساء بامتياز
اللافت أن اغلب مرتادي هذا الفضاء التجاري من النساء , ولذلك يطلق عليه البعض سوق للنساء بامتياز.سواء فيما يتعلق ببيع أو شراء بضائع مختلفة ومتنوعة أو مراقبات لتجارة أزواجهن , فهناك محلات كثيرة تديرها نساء , ولأسباب أمنية بالأساس يستعملن ملابسهن الداخلية أكياس نقود , فئة منهن متخصصات في أمور الدجل , يعرضن كل ما هو مرغوب فيه من مواد مستخلصة من نباتات برية وأمور أخرى ذات طبيعة حيوانية من اختصاص النساء , إلى مواد التجميل التقليدية من سواك وغاسول و..إلى احدث أنواع الموضة في اللباس. من غير ان تزعجهن ابواق الدعاية التي تصدح بكل اللهجات.
ويعلق رجل في الخمسين مداعبا – الجديد أو البالي ,كل ما ترغب في البحث عنه تجده عند الغالي – البال البياسة دائما في نظره قليلة وغالية . وقد أثار انتباهنا خلال هذه الجولة الارتفاع الصاروخي لنوع من الاحدية قال عنها صاحبها انه استقدمها عن طريق مناقصة= عليها عن طريق الصولد, الحذاء ب200درهم , ورغم ارتفاع الثمن, فان الطلب يكثر سواء للفضول أو اغتنام فرصة ما, وقد حدث ان طلب احد الصبية ماء , فتطوع احد الشباب لجلبه من محلبة قريبة ,حيث كانت فرصة للاكتشاف أن معظم مطاعم و محلبات الجوطية غير مزودة بالماء الصالح للشرب . . حيث يتم جلب الماء سواء للشرب او للنظافة من السبالة الوحيدة بالحفرة , ويدخرنه في بيدوزات بلاستيكية غير نظيفة على ما يبدو ,اما سقاية الماء التي استقر بجانبها مرحاض الأول من نوعه بالأداء , فقد لوحظ ان شرط النظافة متوفر لكن لمن يدفع . أما لمن لا قدرة له , له الفضاء, هناك مساحات على مرمى البصر تفي بالغرض , خارج أي رقابة أخلاقية أو صحية تذكر . الشيء الذي يطرح مشكل النظافة في العمق .
وإذا جاز التصنيف, يمكن القول أن هناك محلات تجارية من فئة خمس نجوم. إذ فضلا عن تواجدها بأمكنة حيوية كالشارع الرئيسي فهي مزودة بالإنارة الكافية تشمل مساحات شاسعة , إلا أن اغلب مالكيها يتخوفون , بل قلقون من احتمال إثقال كاهلهم بضرائب مرتفعة. تخوفات مشروعة في ظل اثمنة لا يجد احدهم حرجا في الكشف انه لن يبيع محله حتى ب14مليونا..بينما لم يؤدها سوى ب3على الأكثر.يقول = = من المرجح أن يضخ هذا الكلام دما جديدا في دم العقار بعد أن انخفض خلال الشهور الماضية بفعل اكراهات محددة, ويخشى الكثير من من صادفناهم من أن يكون هذا السبب من وراء هذه الفدلكات محترفون سماسرة وذلك بهدف الرفع من سومة ومبالغ العديد من المحلات في ملكيتهم وبالتالي الرفع من أرقام معاملاتهم في سوق المضاربة. السلطة كعادتها لا تنفي ولا تؤكد…
السادسة مساء بعد الغروب بقليل, كنت وحيدا إلا من آلة تصوير, تسرب إلى خياشيمي روائح حرق النفايات. بعضها داخل محلات مهجورة..وحدثت نفسي قائلا يستحسن إغلاق المحلات المهجورة والتي يتركها أصحابها لسبب اولاخر حتى لا تبقى مراحيض مفتوحة روائحها تزكم أنوف المارة وتلوث فضاء المكان. الحراس الليليون يتأهبون بصفاراتهم في إعلان باقتراب اغرق الباب الرئيسي الحراسة الليلية تكلف 60درهما للدكان. ولم تسجل أية حادث سرقة خلال الأسابيع أو الشهور الماضية. .وسلطتي وقد تجلت سلطتي لحظتئذ في جاهزية قصوى في تفريغ ما اختزنته من أفكار وا لكشف عن ما يعتمل في قلب هذا المجتمع المدني الخارج عن سيطرة ما وتسليط الضوء على توابعه ومتغيراته.
ورش مفتوح للمضاربات والصفقات المشروعة في السر والعلن
يمكن القول إن الحفرة اليوم أصبحت ورشا مفتوحا للمضاربات والصفقات بعدما ظلت لفترة طويلة ورشا استثنائيا للبناء و التشييد. تعمه فوضى و خروقات قد تظهر آثارها التنظيمية و البيئية على المديين المتوسط و البعيد . ثمة حركة و دينامية في البناء والتشطير و ترسيم الفضاءات و الأمكنة في سباق مع الزمن. و يبدو جليا للزائر أن وقتا معلوما و محددا لابد من استغلاله.بل هناك اعتقاد راسخ إلى درجة اليقين لدى معظم من صادفناهم بأن الاستحقاقات الانتخابية تشكل على الدوام فرصة ذهبية لا تعوض من أجل تحقيق الكثير من التطلعات و الطموحات المشروعة و غيرها. المشرفون عن أضخم ورش شعبي تعرفه المنطقة, بدورهم تفانوا في رسم خرائط للحافة و توزيعها إلى بقع متفاوتة الطول و العرض و الهيئة. حتى أن مطارح للأزبال و النفايات و مستنقعات و بعض المناطق المتاخمة لمساكن مأهولة لم تسلم من الترسيم و التشطير. و يبدو واضحا أن هناك تصورا في ذهن المشرفين يقضي بعدم ترك أية مساحة أو فراغ يمكن أن يستغل خارج اللحظة المعلومة. وذلك في إطار خطة تجميع و إعادة الانتشار لكل الباعة المتحولين و تجار الفوضى و أرصفة شوارع الولاية داخل "الحفرة" حيث يتوقع إرغامهم على الاستقرار داخل هدا الفضاء الواسع الكثافة.
بين الفينة ة الأخرى يداهمنا شباب اختاروا البحث عن لقمة العيش بهذه الطريقة."سمسار متجول" أ شنو أمعلم …بغيتي شي بقعة..فرصادا واحدة , بجوج فرصادات و نصف؟ إنهم لا يتوانون في تزويد الزائر مهما كان بأرقام هواتفهم المحمولة…و التي ترن على مدار الساعة.
بعيدا عن العمق عند مدخل الحافة خلف الدور السكينة المجاورة, ينبت فضاء عشوائي مساكن وشقق سيأتي يوم نؤدي ثمن غفلتنا باهظا. , فرغم أن المساطر القانونية واضحة بالنسبة للسلطة بخصوص مواصفات البناء العشوائي , فان مساكن من عدة طوابق تشيد الآن بهذه المنطقة خارج المراقبة وفي فضاء يوهم بالاستغفال ,أمام أنظار المسئولين وربما بمباركتهم_ انظر الصورة_ عمران يحمل شهادة موت مؤجل ,أساسه مخلفات البناء وأكياس سوداء تم تنفيض وتسوية أحجامها بأرض مبتلة بخليط غير متجانس , يزحف بتؤدة إلى الشرق باتجاه القرويين وغربا باتجاه بنزاكور. ولعل ذلك اليوم آت ولناظره قريب.. حين تتخطى العتبة الشارع الرئيسي وتلوي يمينا . تنتصب أمامك لافتات من الحجم الكبير, كتب عليها بخط رديء "وكالة عقارية" إصلاح الثلاجات=. إنها نموذج صارخ لموجة من المحاكاة نمت بموازاة مع حركة البناء هذه. لذلك نجد الثابت و المتحول من السماسرة الذين لا يتضايقون من كونهم بركاكا , بل لا يترددون في سؤال الزائر: من أنت؟ و مادا تريد؟
محلات على شكل مسدسات وأخرى بثلاثة أبواب
في السياق نفسه يمكن للزائر مشاهدة العجب العجاب فيما يتعلق بتصميم بعض الدكاكين في شكلها و هيئتها: فهناك دكان على هيئة مسدس و آخر على شكل قبر عرضه متر و نصف و طوله 3 أمتار في حين يسهل رصد دكان بثلاثة أبواب. ويبدو أن استعماله سيكون للذبح السري أو زريبة لتربية أغنام وآخر على هيئة مثلث . أما التفاوت في البناء على مستوى السقيفةاو السدة.فات التغاضي عنه قد يتحول قد يتحول في ظل غياب متابعة تقنية إلى طوابق إضافية للسكن.لكن اللافت للنظر خلال جولتنا, هو أن عدد المتاجر والدكاكين المحدثة والتي في طور البناء تضاعف أربع مرات مما كان عليه الوضع قبل الحريق الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن مستقبل الرواج الاقتصادي التجاري في ظل هذه السيولة غير المسبوقة في استنبات المحلات وتخصيبها كالفطر.وحسب مصادر من عين المكان فان أكثر من 40في المائة من البقع الواقعة في دائرة العرض والطلب خرجت من النبع ب2000درهم لكن سعرها في الوقت ألان تضاعف أكثر من 50مرة..
وعزت مصادر متطابقة ذلك إلى ارتفاع معدل تردد قد يصل إلى آلاف من الزبناء القادمين يوميا من مختلف المناطق المجاورة بهدف التبضع والتزود بملابس الشتاء….ويضيف يمكن ملاحظة= البراني= من خلال أرقام السيارات , التي لا تتسع ساحتها الضيقة لاستيعاب الوافدين خارج الإقليم.
مساكن الحفرة ناقوس خطر /قنابل موقوتة
وإذا كانت عملية الحصول على بقعة داخل الحافة تقتضي تعاقدا مصادقا عليه من أهم بنوده استغلال محل التعاقد من اجل التجارة.وليس للسكنى ثم أداء ثمن الأرض فيما بعد لان تدخل صاحب الأرض يأتي بعد الانتهاء من عملية البناء كما هو منصوص على ذلك في الاتفاق وذلك وفق سومة كرائية تتراوح ما بين 200و600درهم للمتر المربع. فان الخوف كل الخوف أن تتحول المحلات إلى دور للسكن العشوائي,او تتحول الى بؤرةلانتاج المحظور من ذبح سري وتكريس قبح المكان… ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
ويخشى المسئولون حدوث تجاوزات في البناء في غياب مراقبة صارمة ودقيقة ميدانيا
واذا كان فعل تزويد الجوطية بالكهرباء من شانه تقليص إمكانية نشوب حريق في المستقبل . فضلا عن تقزيم هامش الخطورة . كما أن تنظيم المسالك وترقيمها يروم القضاء على إمكانية إحداث براريك جديدة .ولذلك يبدو استغلال كل الفضاءات باستثناء الفارغ منها والذي يعتمد على قمامات المنازل التي يلقي بها سكان بنزاكور والأحياء المجاورة له من على السور اضافة إلى بعض الملفوظان الصلبة كي تسده. الوعود بتزويد الحفرة بالماء الصالح للشرب حتى يتسنى القيام بحملات لتنظيف أرضية ذاتي حمولات متنافرة ..مما يؤشر على أن هامش المحسوبية والزبونية اكبر بكثير من حريق الحافة الذي يبدو انه لن يكون الاخير, لكن بصور ة مغايرة.
عزيز باكوش/فاس
Aucun commentaire
نفس الشيء حدث في مراكش حيث تم شراء كل الدور التقليدية من طرف الأجانب وتم تحويلها الى مطاعم او حانات او كازينوهات ….باعها اصحابها بثمن بخس نتيجة الحاجة والفقر ، وهاهم الأجانب يجنون من ورائها ارباحا طائلة …. وأظن ان هذا ما سيحدث للكثير من الأماكن بفاس …. والسبب راجع بالأساس الى اصحاب فاس .. الفاسييين …هجروا فاس وتركوها لغيرهم ….فهل ينتبه اهل فاس الى النداء الذي يوجهه صاحب المقال ويعودوا الى فاس كما كانوا ايام زمان بل ويرجعوا لفاس جمالها وبهاءها ….نتمنى ان يحرك هذا المقال في اهل فاس النخوة والغيرة على مدينتهم …
الواقع اخي الفاضل, بعد التحية طبعا, من قال فاس , قال المغرب باكمله, انها عولمة تجتاح فضاء المعمور, ومن لم يقبلها فليبع روحه, نعم صحيح اهل فاس الحقيقيون غادروها باتجاه دول افريقيا والساحل, كما قصدوا البيضاء, بينما تركوا التاريخ والجغرافيا الى الوافدين الجدد من احواز فاس, تارة بسبب الهجرة, ومرة بسبب التهجير بسبب ظروف الجفاف..والرغبة في تغيير المكان…شكرا اخي الفاضل على تجاوبك..الىلقاء قريب
البوم الصور