Home»National»لحسن قناني يؤطر دورة تكوينية في الكتابة المسرحية

لحسن قناني يؤطر دورة تكوينية في الكتابة المسرحية

0
Shares
PinterestGoogle+

بدعم من وزارة الثقافة وتحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بوجدة تقوم جمعية مسرح لبلاد بوجدة بتنفيذ مشروعها المتمثل في إنجاز الورشة التكوينية حول الكتابة المسرحية وذلك بمقر مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم بوجدة، والتي يؤطرها ويشرف عليها الكاتب والناقد المسرحي المغربي لحسن قناني من 08 إلى 16 أبريل 2017 ، وفي هذا السياق كان لنا مع الأستاذ لحسن قناني هذا الحوار:
س- أين تتجلى في نظركم قيمة هذه المبادرة من طرف وزارة الثقافة لخلق إقامات وورشات للكتابة المسرحية؟

ج- أعتقد أن خلق إقامات فنية وورشات للكتابة المسرحية يعتبر بادرة طيبة وواعدة ضمن التصور الرامي إلى الارتقاء بالممارسة المسرحية داخل الوطن، لأن هذا الارتقاء لن يتحقق إلا بترسيخ فعل الكتابة المسرحية والتشجيع على ممارسة هذا الفعل والاستمرار في إبداع النصوص المسرحية، وبالتالي فإن هذا الارتقاء لن يتحقق بدون خلق جيل جديد من الكتاب المسرحيين، وهنا يكمن دور مثل هذه الورشات والمتمثل في إكساب الشباب من المهتمين أبجديات الكتابة المسرحية ومرتكزاتها الأساسية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمنطقة الشرقية و التي على الرغم مما يبديه شبابها من اهتمام بأب الفنون إلا أنهم يفتقرون  إلى التكوين في كافة التخصصات المسرحية وعلى رأسها الكتابة المسرحية
س- هل النص المسرحي مهم إلى هذا الحد في سياق العملية المسرحية حتى نقيم له مثل هذه الورشات التكوينية؟

ج- بالطبع إنه مهم، بل مهم جدا، ومن هنا فإن التفكير في خلق ورشات تكوينية للكتابة المسرحية إنما ينم عن وعي أكيد بالدور الذي كان يلعبه وسيظل يلعبه النص المسرحي في البنية الإجمالية للعرض المسرحي، ليس فقط باعتباره عنصرا من عناصر هذه البنية مثله مثل باقي العناصر الأخرى من إخراج وسينوغرافيا وملابس ومؤثرات ضوئية وصوتية، بل باعتباره العلة الأنطولوجية التي يتوقف على وجودها وجود العرض المسرحي كله.
س- والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ما محله من الإعراب في هذا السياق؟

ج- والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي استطاع فعلا أن يزود الممارسة المسرحية في الوطن بالعديد من الخريجين في مهن مسرحية عديدة من قبيل التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والتقنيات الضوئية والصوتية وغير ذلك وأن يسد الكثير من الفراغ الذي كان يعانيه المسرح المغربي في مثل هذه التخصصات… ولكن بالنسبة للكتابة المسرحية لا زلنا نعاني من الكثير من النقص… إذ من البديهي أن ماضي الكتابة المسرحية أكثر خصوبة من حاضرها ويكفي للتدليل على هذه الخصوبة أن نذكر أسماء كل من الطيب لعلج وعبد الكريم برشيد ومحمد قاوتي والمسكيني الصغير وحوري حسين وبوسرحان الزيتوني ويوسف فاضل ومحمد مسكين وغيرهم كثير.
وهنا يكمن الدافع إلى خلق إقامات فنية وورشات للكتابة المسرحية، لأن من جراء المضي في هذا المشروع التكويني أن يعمل على خلق جيل جديد من الكتاب المسرحيين القمينين بسد الخصاص الذي تعاني منه الممارسة المسرحية في هذا المجال والقمينين أيضاً بربط الماضي الزاهر للكتابة المسرحية بحاضرها ومستقبلها الذي نتمنى أن يكون أكثر ازدهارا.
س- إنكم تثيرون هنا مسألة حساسة جدا، هل فعل الكتابة المسرحية متوقف فقط على تلقي الشخص لتكوين جيد في هذا المجال؟

ج- لا، فعل الكتابة غير متوقف على مجر التكوين وكأننا في ورشة للحدادة أو النجارة أو الصيانة الميكانيكية لأن الكتابة إبداع، والإبداع موهبة وهيام وهاجس مقيم، الكتابة حلم وهوس وعشق ومخاض، ولكن الموهبة وحدها أيضا لا تكفي، والرغبة في الكتابة مهما كانت عارمة، لا يمكن أن تثمر وحدها نصوصا مسرحية وكأننا أمام « كن فيكون »… لابد من شحن هذه الرغبة وصقل هذه الموهبة بالمعرفة المسرحية، الجانب المعرفي والنظري بشكل عام مهم جدا، بل هو العامل المحدد للكتابة المسرحية الجيدة، إذ أن قيمة الكتابات المسرحية مرتبطة بمدى سعة وشساعة الأفق النظري لصاحبها، وبمدى إلمامه بكافة الأسس والمرتكزات التي يقوم عليها ليس النص المسرحي لوحده بل العمل المسرحي بشكل عام…
لا يمكنك أن تكتب للمسرح وأنت لا تعرف شيئا عن المسرح، عن تاريخه وأنماطه ونظرياته وكتابه ومخرجيه ومنظريه واتجاهاته وعلاقاته بالفنون الأخرى وبالفلسفة، فالرؤية التاريخية التي تتضمنها أعمال شكسبير، لا تبتعد في عمقها عن فلسفة التاريخ عند هيجل، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعترف فيلسوف العصر ميشيل فوكو بتأثره في إشراقاته الفلسفية البليغة بمسرحيات صامويل بيكيت، وهذا يعني أن حتى شساعة الأفق النظري في الحقل المسرحي والتي نلح على أهميتها هنا غير كافية لوحدها للكتابة المسرحية، لابد أن يتوفر الكاتب المسرحي على ثقافة واسعة إن لم نقل موسوعية، ولكن تعلم أبجديات الكتابة المسرحية ومرتكزاتها الأساسية يعتبر الخطوة الأولى على هذا السبيل والعيب كل العيب أن يكتب خباز للمسرح انطلاقا مما يعرفه عن الدقيق و « الخمارة » فقط، وإلا كانت النتيجة رداءة تزكم الأنوف.
س- سؤال أخير أريد أن أختم به هذا الحوار، من المعلوم أن لكل مشروع هدف عام وأهداف خاصة، فماذا عن مشروعكم التكويني في الكتابة المسرحية؟

ج- بالنسبة للهدف العام لهذه الورشة التكوينية حول الكتابة المسرحية يمكنني القول أنه يتمثل بالأساس في استدماج التعلمات والمكتسبات المعرفية حول الكتابة المسرحية وترجمتها إلى كفايات ذاتية ممتدة ومنفتحة على تأليف النص المسرحي.

أما عن الأهداف الخاصة فهناك:
–  أولا: الإرتقاء في سلم الإبداع المسرحي من لحظة الاستئناس والتعرف إلى لحظة الإنخراط في إنتاج النص المسرحي.
–   ثانيا: تنظيم عملية الإنجاز وتحديد خطوات تحقيقها وربطها بالتعلمات والمكتسبات المعرفية.
–   ثالثا: اكتساب آليات الكتابة المسرحية الأساسية: الحدث، الشخصيات، الصراع، الحوار، الحبكة وغيرها، وكفايات ترجمتها إلى ممارسة كتابية ذاتية.
–   رابعا: وضع خطط لمعالجة القضايا والإشكالات المتصلة بالحياة اليومية الفردية والجماعية فنيا عن طريق الكتابة المسرحية.
–   خامسا: تنمية القدرات الخيالية والإبداعية من خلال إنتاجات كتابية جماعية تستثمر المكتسبات المعرفية وأحداث ووقائع الحياة اليومية والأشكال الثقافية الرافدة للعملية الإبداعية (تراث الثقافة العالمة والتراث الشفوي والرسوم والقصص والحكايات).

أجرى الحوار عبد الصمد علواني

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *