عندما يتحدث عمر حجيرة عن التربية
أحمد الجبلي
في سابقة من نوعها، نظمت مصلحة الشؤون الثقافية بجماعة وجدة ندوة علمية في موضوع: تربية الأبناء في مدرسة خاتم الأنبياء بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، وذلك يومه السبت 14 يناير 2017، أطرها البروفيسور والإعلامي عبد المجيد لوكيلي في حضرة رئيس الجماعة الدكتور عمر حجيرة الذي سلمت له الكلمة أولا ليعبر فيها عن نقط التماس و يرفع اللبس الذي قد يستشكل على العديد من المحاضرين من خلال تساؤلاتهم وربما حتى استغرابهم كيف لمجلس بلدي من مهامه السهر على تسيير شؤون المدينة من إنارة ونظافة ونقل وحدائق وطرقات وغيرها أن يفكر في تنظيم ندوة حول تربية الأبناء.
ومما جاء في كلمته أن العلاقة بين تربية الأبناء والأشغال التي يقوم بها المجلس البلدي هي علاقة وطيدة وتكاملية حيث من شأن هذه التربية أن تخلق لنا جيلا واعيا ومتخلقا يحترم البيئة والمساحات الخضراء والحدائق على اعتبار أنها تمثل جمالية المدينة التي ينعم بها الجميع، كما يحترم المنشآت والبنايات ويدرك أن هذه المصابيح التي تنير الشوارع والأزقة إنما وضعت لتيسر العديد من المآرب على الساكنة. وعندما تنعدم التربية، يقول، وتتعرض للإتلاف ويعتريها الخلل تقع سلوكات تعمل على إتلاف مظاهر الجمالية ووسائل النقل وغيرها مما لا ينبغي أن يكون في مجتمع مسلم.
وقد عزا رئيس الجماعة بعض التصرفات اللاتربوية التي تحدث من حين لآخر إلى طغيان وسائل التربية التي تكون من خارج الأسرة حيث أصبحت العديد من الوسائل الأخرى تزاحم الآباء في تربية أبنائهم كوسائل الإعلام والشارع و غيرها من الوسائل، مما جعله يخلص إلى أن الفرق الكبير بين التربية التي تلقيناها عن آبائنا تختلف إختلافا كبيرا عن الطريقة التي نربي بها نحن أبناءنا وذلك لكوننا نعيش في وقت أصبحت فيه العديد من المظاهر الاجتماعية وأنماط السلوك والعيش تفرض نفسها علينا فسارت كتيار جارف يقوم بتربية أبنائنا أكثر مما نقوم نحن بتربيتهم.
كما دعا رئيس جماعة وجدة إلى الرجوع إلى المنهج التربوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءه وصحابته الكرام، ليختم كلامه في الأخير بأن دور الجماعة ليس دائما هو الإنارة والحدائق وتنظيم الأسواق وإنما يتجلى أيضا في العمل على تسويق منتوج علمي ثقافي وتربوي للساكنة.
أحمد الجبلي
Aucun commentaire