الجزائر : انتفاضة سكان وهران ما تزال متواصلة لليوم الثالث على التوالي
لسكان يكتشفون »اللاكريموجان » البرازيلي
استمرار التوتر لليوم الثالث في وهران
لليوم الثالث على التوالي.. وهران مدينة ميت
أجمع المشاركون في الاجتماع الذي عقده، صباح أمس، المجلس البلدي الموسع لوهران على أن »استمرار تسيير الوضع على النحو الذي تم به منذ الاثنين الماضي، قد يجرّ وهران إلى أزمة أعظم ». في الوقت الذي وصلت تعزيزات أمنية إضافية إلى الولاية.
لا يوجد حي في مدينة وهران لم يستنشق فيه سكانه روائح القنابل المسيلة للدموع البرازيلية، التي استعملتها قوات مكافحة الشغب لتفريق المتجمهرين.
وقد عاشت مدينة وهران أجواء متوترة نهار أمس، بعد يوم وليلة من المظاهرات والتراشق بين الشبان ومصالح الأمن؛ حيث انتشرت أجواء مرعبة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في المدينة. ولم يشفع موكب السيارات الذي خرج »للاحتفال بخبر عدم سقوط مولودية وهران » مثلما حدث بعد أحداث أكتوبر ,1988 في إعادة الأمن إلى المدينة، التي شهدت خمسة بؤر للتوتر على الأقل، أهمها في حي ابن سينا. في حين قضت عشرات العائلات جزءا مهما من الليل قرب مقر الأمن الولائي لوهران للسؤال عن مصير أبنائها الموقوفين.
وهو التجمع الذي استمر، طيلة نهار أمس، أمام ذات المقر، في أجواء متوترة، في ظل تعاظم الإشاعات باندلاع أعمال الشغب في مختلف مناطق المدينة. وباستثناء ساحة الحريات بوسط المدينة، لم يتم، نهار أمس، تسجيل مناوشات بين الشبان وقوات الأمن مثل تلك التي حدثت أول أمس في كامل أحياء المدينة تقريبا. وكانت ولاية وهران قد طلبت تعزيزات أمنية إضافية وصلتها من ولايات: تلمسان، سعيدة والمدية وغيرها.. نظرا لتعدد بؤر التوتر واستحالة احتوائها بالإمكانيات المحلية.
وكان سكان العديد من الأحياء قد قضوا ليلة بيضاء، جراء التجمعات التي انتظمت فيها. ودافع العديد منهم عن أحيائهم. ففي حي سكنات عدل المجاور لجامعة العلوم والتكنولوجيا، خرج السكان لصد مجموعات المراهقين والشبان الذين غزوه. وهو ما عاشه أيضا حي العقيد لطفي وغيره من الأحياء التي خرج سكانها »مسلحين بالهراوات للتصدي لعصابات النهب الملثمة التي خرجت في الليل للسطو على المحلات ». وقد قامت هذه العصابات بمحاولة اقتحام مقر المديرية الجهوية للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بحي الصديقية. ولما فشلت في تحطيم أبوابه أحرقت سيارة كانت مركونة في الحظيرة. وكانت عدوى الشغب قد تنقلت إلى شرقي وهران أين سُجلت أعمال عنف في كل من: سيدي معروف، سيدي البشير، وأرزيو.
نفس المظاهر عاشتها مدينة أرزيو بداية من الساعة التاسعة ليلا، بحيث انطلق عشرات الأشخاص أغلبهم من الأطفال والمراهقين من حي زبانة في اتجاه وسط المدينة حاملين قارورات مبيدات مشتعلة، وحين وصولهم قرب المحكمة وجدوا مصالح الأمن في انتظارهم لمنعهم من الوصول إليها. فواصلوا طريقهم صوب حي بن بولعيد أين دخلوا في مواجهات مع بائعي الخضر والفواكه الذين حاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم؛ بحيث تبادلوا الرشق بالحجارة قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم.
ولم ينتظر تجار شارع إسماعيل محمد، الذي أطلق عليه اسم »شارع دبي » (شيبو سابقا)، تدهور الوضع أو تدخل مصالح الأمن »فنظموا مقاومتهم ». ووقفوا أمام محلاتهم التجارية لحمايتها تجنبا لما وقع لمحلات في أماكن أخرى. وهو ما فعله أيضا تجار حي المدينة الجديدة صباح أمس، والذي أبقوا محلاتهم مغلقة وأحاطوها بأحزمة أمنية. في حين قام العديد من التجار بوسط المدينة بإفراغ محلاتهم من السلع ونقلها إلى »حيث يوجد الأمن »، مخافة أن يطالها ما وقع لغيرها.
وقد اشتغلت كل المؤسسات المالية والبنوك نهار أمس »بأبواب مغلقة » بعد الذي شهدته بعض الوكالات البنكية من محاولات اقتحام أول أمس. وتعرّض بنكان أجنبيان إلى التخريب في شارع سيدي الشحمي وحي مارافال وكذا وحدة لصندوق التوفير والاحتياط بحي ابن سينا. كما أوقفت كل محطات البنزين، الواقعة في تراب مدينة وهران، خدماتها. ومن جهة أخرى، عرف قطاع النقل اضطرابا ملحوظا، حيث اشتغلت الحافلات وسيارات الأجرة جزءا من صبيحة أمس، لتختفي بسبب الأجواء المشحونة ومخافة تعرضها للتحطيم.
وعلمت »الخبر » أن المجلس البلدي لوهران أنشأ خلية أزمة لمتابعة الوضع و »لاحظ سوء تسيير الأزمة. وتم تبرير ذلك بكون أعوان كتيبات الأمن الجمهوري ،الذين تم تكليفهم بتأمين بؤر التوتر لا يعرفون المدينة وعقليات سكانها. وأن لجوء الولاية إلى الانغلاق على نفسها، وعدم دعوة عقلاء وهران لمحاورتهم وطلب مساعدتهم، زاد من عزلة السلطات المحلية، وبالتالي ارتكاب أخطاء في احتواء الوضع ». وقالت مصادر شاركت في هذا الاجتماع إن »متدخلين عبّروا للوالي، الذي يرأس مجلس الأمن الولائي، عن أسفهم لردود فعل السلطات العمومية المبنية على المعلومات المغلوطة’
1 Comment
c ça l’algérie , la crise malgré le petrole a 132 le peuple vit en misère