حكايا استاد متقاعد ـ الحلقة 10 ـ : مفاجأة سارة 2
عندما كنت أقيم بالحي الجامعي،شاء الله تعالى أن يكرمني بهدية لم تكن منتظرة،ولا بد معها من بعض الإطناب.
كان والدي رحمه الله قد فقد زوجته الأولى التي أنجبت له أربع بنات وولدا واحدا تستحق قصة هذا الأخير أن تروى عندما يحين الوقت المناسب.
زوج والدي ابنته البكر رجلا من قبيلة،بني شبل،،بداية الأربعينات من القرن الماضي.وعندما سادت المجاعة،انتقل زوج أختي إلى ضاحية مدينة صفرو بحثا عن الرزق إسوة بالاخرين.
رزقت أختي ابنا وانتقلت إلى عفو الله أياما معدودة بعد الوضع،ودفنت الفقيدة بمقبرة الولي،،سيدي علي بوسرغين،،.
لم يتلق والدي الخبر إلا بعد وقت طويل،ولم يكن بوسعه أن يفعل شيئا،وهو الذي كان عليه أن يربي الأيتام لوحده.
تزوج أبي من والدتي،ثم توفي عندما كنت في الثالثة من عمري،وكانت أخواتي غير الشقيقات يتحدثن لنا عن الطفل اليتيم الذي أنجبته أختنا وماتت،ولكن لا أحد قدم المعلومات التي تسهل الاتصال،إلى أن تحول الأمر إلى ما يشبه الأساطير!
عندما حللت بالجامعة ،كان ابن اختي الذي لا أعرفه قد تجاوز الأربعين،وكان بدوره يتحرق شوقا لمعرفة أي شيء عن جذور والدته،لذلك بذل ما في وسعه لبلوغ الهدف.
في صباح أحد الأيام،طرق البواب باب غرفتنا بالحي،وقد جاء يسأل عني للقاء رجل ينتظرني في الخارج!
ما إن حياني الرجل،،النكرة،،حتى أحسست بوشائج القرابة توحي لي بالسر،ولكل أن يتخيل هذا اللقاء الغريب:رجل كهل ينادي شابا بلقب الخال؟
كان لا بد من كفكفة دموع غزيرة قبل استجماع خيوط هذه العلاقة التي كتب الله أن تتأسس من جديد،ولكن بكل ما ضمن استمراريتها-والحمد لله-.
كان صهر والدي قد تزوج بدوره من جديد،وسلم ابن أختي لزوجة أخيه التي أحسنت تربيته ورعايته،وقد استقروا منذ زمان بمنطقة،،بودربالة،،غير بعيد عن عين،تاوجطات،،.
في اخر الأسبوع الذي أعقب الزيارة المفاجئة، نزلت ضيفا على ابن اختي ضيفا،فوجدت أباه على قيد الحياة،وقد تجاوز التسعين من عمره،لكن الطيبوبة كانت سمة غالبة على طبعه.
رحب بي الشيخ الوقور،ثم احتاج إلى وقت طويل ليسرد علي شريط الأحداث التي تشيب لوقعها الولدان!
أصبحت الأسرة في أحسن حال،وكان طلب الشيخ الأول أن أصطحب معي في المستقبل،والدتي وإخواني،فلم أتأخر.
يلزمني كثير من النفس لأصف اللقاء الجماعي،الذي لن يتجدد مع الشيخ الوقور،لأن الموت حال دون ذلك!
وبالبمقابل،فإن ابن أختي،قد تحول بيته قرب،،أزرو،،إلى محطتي الأثيرة كلما أحسست بنغمات الأطلس تدغدغني،فأستجيب صاغرا!
Aucun commentaire