عبدالجباريلوزير فوق خشبة مسرح مدينة جرادة
تخليدا لليوم الوطني للمسرح وبدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع عمالة إقليم جرادة وإدارة المركز الثقافي بنفس المدينة ، قدمت ورشة الإبداع دراما مراكش يوم الجمعة 23مايو2008 بمسرح المركز الثقافي على الساعة السابعة مساءً مسرحية السويرتي من تأليف عبداللطيف فردوس ،وإخراج عبد العزيز بوزاوي ،من تشخيص شيخ المسرح عبد الجباربلوزير، وعبد الهادي توهراش وعبد العزيز بوزاوي وماجدة أزناك بالإضافة إلى عبد الرحيم ريضا ، سينوغرافيا وملابس: الحسين الهوفي ، وعبد الكريم و العياض في تنفيذ الإضاءة والموسيقى ، وفي المحافظة منير سيكوني وعبد الرحيم ريضا … ورشة الإبداع دراما مراكش تأسست سنة 1990، ساهمت في إنتاج العديد من المسرحيات ذات أبعاد إنسانية ،و منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم ،وهي مستمرة في خدمة الحقل الثقافي بالوطن، ومن أهم الأعمال المقدمة، من طرف ورشة الإبداع، قراقوش، تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج إبراهيم الهنافي سنة 1994 ، واعبيدات الرما , الفراجة فالبساط وكودوجا وضرسة العقل والمحطة 21 وشكون وسلطان الطلبة، وكثير من الأعمال الدرامية، التي حصلت على جوائز قيمة ، جوائز النصوص أو السينوغرافيا.
وحسب منشورات الورشة فإن أحداث المسرحية تدور وسط تجمع سكني كبيرقد يكون قرية أو مدينة ، وبجانب مقبرة تم إقامة فرجة شعبية، تعرف بالسويرتي ،إلا أن ظروف الحرب حالت دون احتفال الزوار بهذه الفرجة، كما أن الحرب المشار إليها، قد تكون حرب المواطن اليومية الاجتماعية أو الإقتصادية أو الإيديولوجية أو النفسية.
ونظرا لعدم تردد الزوار، على فضاء السويرتي ، يظهر الخلافُ بين ممتهني العاب الفرجة ، خلافٌ عبثيٌ غير ذي جدوى ،يؤدي إلى نشوب حرب بينهم ، حرب عبثية كباقي الحروب الأخرى… فالمسرحية غير مرتبطة بزمان أومكان ، وقد استطاع الممثلون، شد انتباه الجمهور طيلة فترة العرض ،هؤلاء الممثلون الذين قضوا زمنا غير يسير على الخشبة ، صار بعضهم من شيوخ فن الدراما والتمثيل، وأداء حركات في غاية الدقة، كانت الفرجة احتفالية ممتعة وشيقة ، لعبت فيها السينوغرافيا دورا كبيرا في إبراز جمالية فضاء الركح ، و العرض المسرحي بصفة عامة، حيث تدرج في تقديم ملهاته ومأساته مستغلا الخشبة استغلالا جيدا ، تم نصب علب ومؤثثاث الفرجة في القسم الخلفي ، بينما خصص باقي الفضاء لأداء الأدوار المسرحية التي جمعت بين الجد والهزل، بين القول والحكمة، بين الحياة والموت، و بين الصراع و البقاء والعدم والوجود، بين الرجولة والأنوثة، بين الخوف والرجاء…. مشاهد درامية بصرية ورمزية، لم تنقل إلينا ما يدور في المجتمع من قضايا فحسب بل طرحت تساؤلات فلسفية عميقة ،بأسلوب فني ساخر وعبثي ، وقد أدت الألبسة أدوارا مهمة ، نظرللتغيير الحاصل في نمط الحياة وتحولاتها على صعيد العنصر البشري السلبي الذي تخلى عن القيم الموروثة، كترجل المرأة ، وتأنث الرجل، داخل مجتمع عديم الإحساس، بل فارق الحياة يعيش بين الأموات، كما أن الموسيقى والإنارة استغلا بشكل يخدم مشاهد المسرحية في السلم والحرب ، في الفرح والحزن، في الصمت واللاصمت…
إن التواصل الذي تحقق بين أعضاء الفرقة ، تواصل طبيعي يستند إلى الخبرة الطويلة والحوار الذي أفاد الجمهور بما كان يرمي إليه في الظاهر والباطن.لذلك وقف الجمهورإجلالا وتواضعا للرجل العصامي ( عبد الجبار بلوزير)الذي لازال ينير الخشبة بعطائه، رغم تقدمه في السن وهنيئا للمخرج على ما بذله لإخراج المسرحية إلى حيز الوجودواللاوجود.
Aucun commentaire