مشاركة الغرب الصهاينة في الاحتفال باغتصاب فلسطين إهانة للمسلمين
لقد مرت ظروف تاريخية بالمسلمين ذاقوا خلالها شتى أصناف الهوان بسبب ضعفهم أمام أعدائهم من الصليبيين على وجه التحديد في بعض فترات هذا التاريخ ، ولكن لم تصل درجة إهانتهم حد إجماع الغرب الصليبي اليوم على مشاركة الصهاينة الغاصبين في الاحتفال بمرور 60 سنة على الاغتصاب والاحتلال على مرأى ومسمع كل العالم، وفي احتفالات رسمية تناوب فيها الخطباء على منصة الخطابة للإشادة بالاحتلال والعدوان الذي جعل منه تراخي الزمن قضية مشروعة .
ولعل الغرب لا زال ينصب نفسه حارس ما يسميه القانون والشرعية الدولية التي تزعم اعتماد مبادئ العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان …. وما شابه هذا من شعارات تصدر لكل بقاع العالم في كل وقت وحين. وباسم هذه الشعارات يبسط الغرب يده في العالم للسيطرة على أراضي المسلمين تحديدا . فباسم العدالة والحرية والديمقراطية تم غزو العراق وأفغانستان، وباسم هذه الشعارات تهدد كل بلاد المسلمين.
وباسم هذه الشعارات حضر الغرب المتحضر احتفال مرور 60 سنة على طرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم بالقوة والإرهاب وبمساندة الاحتلال البريطاني ومباركة الغرب سواء تعلق الأمر بأوربا أم بأمريكا.
وإذا كانت هذه الشعارات للتصدير العالمي كما يريد أصحابها ، فإن فيها التشجيع الكامل لكل أمة في هذا العالم باعتماد القوة لطرد غيرها من أرضه واعتماد تراخي الزمن من قبيل مرور 60 سنة ليصير العدوان مشروعا ومحتفلا به أيما احتفال.
فلو أن الغرب حضر هذا الاحتفال وقد وقع التفاهم بين الأطراف المتصارعة حول حل شامل وعادل لجاز له أن يحتفل ، أما أن يحضر الاحتفال والصراع على أشده والحقوق ضائعة ، وقرارات الأمم المتحدة المدينة لإسرائيل قد علاها الغبار فوق الرفوف ولم تجد طريقها إلى التنفيذ بالسرعة التي تنفذ بها مختلف القرارات فإن ذلك يعني شيئا واحدا ووحيدا وهو اعتبار الغرب نفسه طرفا رئيسيا في اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها ، ولا مسوغ للحديث عن إسرائيل بل هو الغرب برمته مجمع على العدوان وقد أوكل التطبيق والتنفيذ لليهود.
والاحتفال بهذا الشكل دون مراعاة مشاعر المسلمين بالنكبة هو إمعان في إهانتهم بشكل غير مسبوق في التاريخ ، بحيث يسخر من المسلمين في عقر دارهم ، وهم ينظرون ولا يقوون على تحريك ساكن بل يركب الغرب الحكام المسلمين لركوب الشعوب وإخضاعها للأمر الواقع وهو وجود الكيان الصهيوني الغاصب بالقوة ورغم الأنوف. وأكثر من هذا الحرص على ألا تكون للشعوب الإسلامية أدنى ردة فعل على هذا الاحتفال الاستفزازي الذي يعطي الشرعية لمن لا شرعية له . ومتى كان اللص المستولي على متاع الغير مالكا شرعيا للمسروقات بفعل تراخي الزمن في شرائع البشر في الماضي والحاضر؟؟
إن الاستخفاف بإرادة المسلمين لا يمكن أن تنتهي دون ردات أفعال عنيفة غير مسبوقة ولا محسوبة ، ولربما قلبت الموازين في العالم الإسلامي وجاءت بما لا يخطر للغرب على بال . إن تاريخ المسلمين معروف بالثورات العنيفة التي يكون سببها الاستخفاف بمشاعرهم.
فإذا ما تشاءم البعض وظنوا أن المسلمين قد ذهبت ريحهم ولن تقوم لهم قائمة فإن البعض الآخر يرى في استخفاف الغرب منهم بداية الدفقة المفقودة عندهم والتي تفيقهم من سباتهم الذي لايمكن أن يتجاوز 60 عاما وهو عمر أطول سبات في تاريخ المسلمين.
لقد بات المسلمون لا يفرقون بين الغرب وإسرائيل وفهموا جيدا العلاقة بين حرب فلسطين وباقي الحروب في المنطقة ، وعرفوا حقيقة الخيانة العظمى التي لن يفلت أبطالها من لعنة الشعوب الهادرة في صمت كصمت البركان في أعماق الأرض قبيل الانفجار الوشيك والأعنف.
2 Comments
و ما تعليقك أدا اخبرتك أن الرئيس المصري حسني مبارك بعث ببرقية تهنئة (أخوية و صهرية) للرئيس الإسرائيلي بمناسبة دكرى إغتصاب فلسطين.؟؟؟
Il me semble, qu’il faut tout d’abord définir c’est qui UN ARABE. Là seulement -comme méthodologie- on comprendra le problèmatique.
Certes, l’arabe est bien un ensemble très spéciale (la langue du Coran, l’origine du Prophète PSL, la péninsule arabe…) c’est comme on le trouve aussi dans le verset : « On vous a envoyé un Prophète parmi-vous ». Or, est-ce qu’on ait vraiment des arabe? je veut dire exactement est-ce nos actes nos comportement, nos maniféstations…ont un rapport- un lien avec cette appartenance.