بسم الله الرحمن الرحيم، في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم في شتى مناحي الحياة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، العلمية والتكنلولوجية ووسائل الاتصال ومن خلال قراءة سطحية لواقع التواصل الإنساني يُطرح التساؤل حول منظومة القيم السائدة في عالمنا المعاصر؟ وهل تعيش الإنسانية بالفعل أزمة قيم كما يذهب إلى ذلك كثير من المفكرين المسلمين؟

ولكن هل الكل متفق حول قيم محددة وعليها الإجماع بين جميع البشر؟ يرى الأمين العام لمنظمة اليونيسكو الياباني كوشيرو ماتسورا أن "الأزمة التي يعرفها العالم لا تكمن في غياب القيم بل في تحديد معنى القيم"، على اعتبار أن العالم يشهد تنوعا ثقافيا وبالنتيجة تعددا في منظومة القيم.
إذا اتفقنا مع هذا الطرح حول تعدد القيم، فبالنسبة للعالم العربي والإسلامي، أي منظومة قيم يسترشد بها؟

يقول الأستاذ ليث كبة: "المسلمون يتوفرون على أعظم منظومة قيم في الكون، مستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف فلماذا نتخلى عنها ونلهث وراء قيم الغرب". ويضيف: "لقد جاء الإسلام بمنظومة شاملة من القيم لمختلف جوانب النشاط الإنساني، ابتداء بعلاقة الإنسان مع نفسه وبني جلدته وانتهاءً بتشابك علاقات الشعوب والأمم مع بعضها البعض ومع بيئتها وماضيها ومستقبلها".

إن الغالبية العظمى من المسلمين بعيدين كل البعد عن قيم الإسلام وممارساته، فكرامة الإنسان ضائعة وأجواء التمزق والانحلال والاقتتال سائدة، فمن سيعيد للقيم السامية التي جاء بها الإسلام المكانة اللائقة بها؟ خاصة وأننا نتحدث هذه الأيام عن التنمية البشرية فأي تنمية وأي ازدهار في انعدام السلوكات النبيلة في مختلف المجالات وسيادة منطق الانتهازية والوصولية ومنطق أنجو بنفسي وليغرق العالم.