Home»Régional»اليوم العالمي للصحافة وحريتها الصورية في العالم العربي

اليوم العالمي للصحافة وحريتها الصورية في العالم العربي

0
Shares
PinterestGoogle+

من المثير للاستغراب أن يجمع المهتمون بالشأن الإعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة على أن عام 2008 هو أسوأ عام بالنسبة للصحافة حيث قضى وأصيب وأهين العديد من الصحافيين خصوصا في بؤر التوتر الساخنة كالعراق وفلسطين حيث الغطرسة الأمريكية والصهيونية وفي غيرها من الجهات حيث غياب الحريات العامة . ولقد تقلصت مساحات حرية الصحافة بشكل ملحوظ خصوصا في البلاد العربية المعروفة أصلا بعادة التضييق على حرية الصحافة لسبب بسيط وهو كثرة هفوات الأنظمة ومشاكلها المستعصية على الحل والتي تخشى من افتضاحها عن طريق السلطة الرابعة الكاشفة للحقائق للرأي العام . ولما صار التضييق على حرية الصحافة عادة ودأبا اعتاد الصحفيون في البلاد العربية على ممارسة ما يسمى بالرقابة الذاتية على أنفسهم ،وهي من آثار التهديد الرسمي لهم ، والرقابة ،لهذا نلاحظ أساليب الرقابة الذاتية في أشكال التعبيرالمقيدة حيث لا يمكن أن تصل الجرأة والشجاعة في التعبير حدودا معينة بسبب تعدد الطابوهات الممنوعة والمحرمة.

ومقابل الادعاءات الرسمية بتوفير وضمان حرية التعبير للصحافة نجد الواقع ينطق بعكس هذه الادعاءات. فلا زال الصحافي العربي يحال على المحاكمة ويبتز بالغرامات المالية لأنه يكشف عن سوء التدبير والتصرف لدى جهات تجعل نفسها فوق طائلة القانون وطائلة الإعلام ،علما بأن الإعلام ليس له قوة القانون من حيث الجزاء إن هو إلا عبارة عن تأديب معنوي لا يتجاوز التشهير في حال وقوع الخروقات أمام الرأي العام . وهذه الجهات تستغل الإعلام بكل أشكاله للدعاية لممارساتها والتغطية على هفواتها، في حين لا تفسح ولو هوامش ضيقة للرأي الآخر مما يجعل هذا الرأي الآخر يقف مضطرا معها إما بصمت تام أو بتنكب لما يثيرها وهو ما يسمى الرقابة الذاتية ، وهي رقابة مفروضة وليست رقابة اقتناع .

أجل كثرت المنابر الإعلامية وتنوعت ولكنها لم تحقق قفزة نوعية على مستوى حرية التعبير. ففي حين تتخطى الصحافة الغربية حدود المقدس في ثقافات أخرى فتنال مثلا من شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتجرح كرامة أتباعه في العالم نجد الصحافة العربية لا تقوى على نقل حقائق الواقع بله تفكر في الافتراء أو الاعتداء على طريقة الصحافة الغربية. وليس من المستغرب أن يصطف الصحفيون في طوابير خلال الاحتفال بيومهم العالمي لرفع الشعارات المنددة بمصادرة حرياتهم. أما الأقلام التي ترتبط بعالم الإعلام وليس لها الصبغة الصحافية الرسمية فلا حق لها في المطالبة بالحرية فهي تحت رحمة الرقابة الذاتية للصحافيين إذ لا يخرج للوجود مما تكتبه إلا ما كان متنكبا للطابوهات الممنوعة والمحرمة حتى لا تجر المتاعب للصحافة المقيدة بقيود ذاتية مفروضة بقيود سلطوية. فهل ستظل الصحافة تحتفل بيومها العالمي بما هو أسوأ سنة بعد أخرى ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *