مستشفى الفارابي الذي بني في الخمسينات من القرن الماضي بهندسة معمارية روعي فيها كل الجوانب العلمية والصحية والتي جعلت منه معلمة تاريخية وعمرانية وعلمية ، اصبح منذ عشر سنوات يتعرض لتشويهات غريبة لهندسته المعمارية بحيث صارت البنايات التي تبنى على اطراف اجنحته بشكل عشوائي تفتقر الى ادنى الشروط الفنية والهندسية والعلمية ، وكأن الذين يتكلفون بهذه البنايات يقومون بها في الاحياء العشوائية ، حيث لا تصاميم مضبوطة ، ولا مراعاة لاي شروط هندسية ، ولا ذوق عمراني وفني فيما يقومون من بنائه هنا وهناك على اطراف مستشفى الفارابي الذي اقل ما يقال انه يتعرض لجريمة تشويه لمعالمه العمرانية ، بحيث ان المسؤولين الذين تداولوا المسؤولية على هذا المستشفى للسنوات الاخيرة حائرون بخصوص قسم المستعجلات … فتارة ينقل هذا القسم الى الجهة الشرقية ، وتارة الى الجهة الغربية ، وتارة الى الباب الرئيسي ، وتارة الى الباب الخلفي ..و ..و ما زالوا لحد الان لم يستقروا على اي قرار …

وآخر تشويه تعرض له هذا المستشفى الذي يغرق في مشاكل عديدة ، هو بناء شرفة على واجهته الرئيسية بمثابة انف في وجه المستشفى سرعان ما تبين وبعد مدة ان هذه الشرفة او القاعة او…ينبغي هدمها من جديد ، وهكذا بدأت عملية الهدم أخيرا لهذه الشرفة ..التي كانت تشوه المنظر الرئيسي للمستشفى ، وكل ما نتمناه ان يعاد الى هذا المستشفى منظره الاصلي لمدخله …ان الغرابة التي يلاحظها كل مواطن هو كيف ان كل الاجنحة التي تبنى حاليا كمقاطعات تابعةللفارابي تفتقر الى اي ذوق هندسي ، وتفتقر الى اي فن معماري ، وكانها عبارة عن بنايات عشوايئة اشبه بتلك التي تبني ليلا في الاحياء العشوائية .

ختاما ان المواطن الوجدي ليتأسف كيف ان مهندسينا المعماريين والمسؤولين على هذا المستشفى عاجزين عن وضع تصاميم تراعي تاريخ هذه المعلمة وتحافظ على جماليتها ، وعلى فنها الهندسي والعمراني ، بدلا من تشويهها ببناء اجنحة تفتقر الى اي جمالية ، او فنية ، … فهل يا ناس نحن نتقدم او نتأخر ؟