Home»Régional»وفاء الطفلة البرلمانية تلتحق بجيش الأمية رفقة أختها لطيفة الناضورية

وفاء الطفلة البرلمانية تلتحق بجيش الأمية رفقة أختها لطيفة الناضورية

0
Shares
PinterestGoogle+

انطلقت ذلك اليوم من منزلي قاصدا الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين للجهة الشرقية كعادتي كل صباح ما لم يكن هناك نشاط مبرمجا تلك الصبيحة . ولجت مكتب التنسيق و العمل التربوي و سلمت على صديق لي فبادرني بجريدة من جرائد المغرب اليومية . و استرعى انتباهي عمود في الصفحة الأخيرة ،يتناول من بين النقط التي ذكرها صاحب المقال أن فتاة في زهرة الطفولة ، تلميذة نجيبة تمثل جهتها داخل قبة البرلمان "برلمان الطفل" ، قد غادرته و لا أحد التفت إليها. ربما لأنها مجرد طفلة نالت عضويتها في برلمان الطفل بفضل موهبتها وتفوقها الدراسي، كما هو شأن غالبية الأطفال المكونين لبرلمان الطفل في المغرب ، و لم تكن تنتمي إلى الأعيان و لا لها صلة بطبقة الأثرياء .

لقد فوجئ المشاركون ضمن فعاليات الدورة الجهوية الثانية لبرلمان الطفل الذي اختتمت أشغاله نهاية مارس الماضي بمدينة الخميسات، بغياب التلميذة وفاء البكاري من نيابة التعليم بإقليم شفشاون عن الحضور رفقة ممثلي جهة طنجة تطوان. والسبب، حسب ما أخبرت به إحدى الجرائد ، هو أن التلميذة وفاء ؛ المعروفة بذكائها وتفوقها ؛ انقطعت عن الدراسة بسبب الفقر المدقع وانعدام الإمكانيات المادية لدى أسرتها الصغيرة. تركت وفاء القسم ، و التحقت بجيش الأمية برتبة ركن، و انضافت إلى صفوف 396000 من الأحداث المنقطعين عن الدراسة. التحقت وفاء إذن، بسلك من أسلاك البطالة المعرفية و الفكرية.

ماذا جنت وفاء من ذكائها و نبوغها داخل الفصل ؟ ما هي الامتيازات التي حصلت عليها من خلال عضويتها في برلمان الطفل على غرار ما يناله البرلمانيون الراشدون؟

لقد أدرج الميثاق الوطني للتربية و التكوين نقطة هامة بين غاياته وعبر عن إحداها أن النظام التربوي يروم ""

أمنح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية, وفرصة مواصلة التعلم, كلما استوفوا الشروط والكفايات المـــطلوبة, وفـــرصة إظهار النبوغ كلما أهلتهم قدراتهم واجتهاداتهم ؛

ب – تزويد المجتمع بالكفاءات من المؤهلين والعاملين الصالحين للإسهام في البناء المتواصل لوطنهم على جميع المستويات. كما ينتظر المجتمع من النظام التربوي أن يزوده بصفوة من العلماء وأطر التدبير, ذات المقدرة على ريادة نهضة البلاد عبر مدارج التقدم العلمي والتقني والاقتصادي والثقافي.""

ها هي وفاء ؛ تتمتع بذكاء باهر و قدرات فكرية مميزة لم تستطع مواصلة التعلم ،لم تنل حظها مما تقدمه البلاد للبرلمانيين و لم تتمتع بحقها المواطني . بل حرمت من مستقبل زاهر و واعد ؛ غبنت من تحقيق حلم من أحلامها أن تكون ذات يوم من صفوة هذا البلد الأمين من العلماء و أطر التدبير أو مسئولا كفء يساهم في بناء الوطن تاركة بصمتها في تاريخ النهضة و التنمية البشرية .

و من زاوية أخرى عالمية و من منطلق آخر ، وبما أن بلدنا الحبيب قد و قع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل و التي جعل منها مع قيم أخرى كالمواطنة إحدى مداخل معالجة المنهاج التربوي ، وخصص لها نصيبا مهما و حيزا لا يستهان به في مضامين البرامج الدراسية نجد و نقرأ في بعض بنود تلك الاتفاقية أن :

المادة 3:

.1 . في جميع الإجراءات التي تتعلق بالأطفال، سواء قامت بها مؤسسات الرعاية الاجتماعية العامة أو الخاصة، أو المحاكم أو السلطات الإدارية أو الهيئات التشريعية، يولي الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى.

2 .

تتعهد الدول الأطراف بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه، مراعية حقوق وواجبات والديه أو أوصيائه أو غيرهم من الأفراد المسؤولين قانونا عنه، وتتخذ تحقيقا لهذا الغرض، جميع التدابير التشريعية والإدارية الملائمة.

المادة 26 :

1.

تعترف الدول الأطراف لكل طفل بالحق في الانتفاع من الضمان الاجتماعي، بما في ذلك التأمين الاجتماعي، وتتخذ التدابير اللازمة لتحقيق الإعمال الكامل لهذا الحق وفقا لقانونها الوطني.

2.

ينبغي منح الإعانات، عند الاقتضاء، مع مراعاة موارد وظروف الطفل والأشخاص المسؤولين عن إعالة الطفل، فضلا عن أي اعتبار آخر ذي صلة بطلب يقدم من جانب الطفل أو نيابة عنه للحصول على إعانات.

إذن ،فمجمل ما ورد سلفا ،أن كل الأحداث الموجودين في حالة صعبة صحية كانت أو مادية أو نفسية أو اجتماعية لهم الحق في الرعاية الصحية و الاجتماعية و في التربية و التكوين ، و أن تخصص لهم منحا لدفع ما هم فيه من وضعية مشينة وتأخذ بيدهم إلى سبل التوفيق و النجاح . أما وفاء ،فلها حق آخر حق امتياز ،لكونها تمثل و تنوب عن أطفال اليوم #رجال الغد و سواعده# داخل قبة البرلمان. و الأجدر أن تتمتع بما يتمتع به الراشدون من ممثلي الشعب . هكذا يفعل بخيرة الأطفال و بنخبة مواهب و ذكاءات الأمة المغربية .لم يفكر الراشدون بتاتا و هم تحت قبة البرلمان في منح الممثل الصغير حقوقه طالما هو يقوم بواجباته . بل و أكثر عندما أعطى اليافع دروسا للراشد من خلال حضوره الملتزم و بقوة التحليل و الاقتراح وبالمشاركة الفعالة البناءة البعيدة عن قضاء المآرب الشخصية و المواقف الرخيصة . فلو فكر الممثل الصغير في نفسه لكان على الأقل طالب أو وضع لذاته ما للراشدين .

و أنا اليوم بعد إتمام هذه الخاطرة ، و بعد تناول الموضوع ذاته مع أحد الأصدقاء فاجأني بانضمام لطيفة العيساوي؛ طفلة برلمانية أخرى من نيابة التعليم بالناضور، بمجموعة مدارس سوق الأحد ؛ إلى صفوف الهدر المدرسي .

طاب يومك أيها الممثل الصغير و طاب ممشاك .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. مصطفى
    02/05/2008 at 13:20

    اللهم هدا منكر

  2. une maman
    02/05/2008 at 13:20

    est-il possible d’avoir les coordonnés de ces filles?

  3. عبد العزيز قريش
    02/05/2008 at 13:20

    إلى أخي وعزيزي وأستاذي الفاضل سيدي عبد القادر الگــــوال الموقر أهدي سلامي العطر وتحياتي الطيبة، شاكرا إياه هذه الالتفاتة الكريمة منه نحو طاقاتنا المهدورة والمغدورة. فالميثاق شيء جميل ووالواقع شيء آخر، في مثل موضوعنا قبيح وقبيح جدا. ذلك الخبر قرأته وتساءلت: أين يقع العلم ودعمه في الفكر السياسي المغربي؟ فرجاؤنا في الله كبير.

  4. أستاذ
    02/05/2008 at 13:39

    السلام عليكم، أشكر الأخ كاتب المقال على تناوله هذا الموضوع حول مغادرة تلميذة من برلمان الطفل الدراسة، فكم تلاميذ يغادرون أسلاك الدراسة يوميا ولا يلتفت إليهم أي واحد وربما أكثر نجابة وذكاء من « وفاء »!!
    إن الفقراء لم يعد لهم مكان بالفصل الدراسي، إنهم مفصولون عن الدراسة رغما عن أنفهم فهم منذ ارتيادهم المدرسة وهم يقاومون ويجتازون العراقيل والحواجز الموضوعة قصدا أمامهم فمن امتحان إلى امتحان ومن تصفية إلى تصفية وجيوبهم فارغة وبطونهم خاوية وأرجلهم حافية وظهورهم عارية ولم ينتبه إليهم أي أحد ولا أي مؤسسة ولم يجدوا أي رعاية فكيف يدرسون ويستمرون ويحققون أهدافهم؟
    قيل زمانا لولا الفقراء لضاع العلم، ويقال اليوم لولا المال لما كانت شواهد!!
    إن المدرسة العمومية، وبمباركة القائمين عليها، ستطرد وستقصي جميع زبنائها الفقراء، وما أكثرهم!!
    والمدرسة الخصوصية ستجلب، وبمباركة القائمين على المنظومة التربوية، كل من له سنتيم من النقود لدفعه مقابل نقط ومعدلات خيالية تضمن الانتقال الانتقال ومقعدا في مدارس عليا مدعما بالمال دون أي رصيد معرفي ولا تأهيل مهني أو تقني وبالتالي احتلال المناصب العليا في سلم الوظائف التي تحكم البلاد والعباد في المؤسسات العليا والوكالات والمديريات…
    ما أكثر ما يقال في هذا الموضوع.

  5. عبد القادر الكــــــــوال
    02/05/2008 at 23:46

    السلام عليكم تحياتي و متمنياتي لمصطفى ، للأم « الحنون »،للأستاذ الفاضل و الأخ البار لهيئة التفتيش عبد العزيز قريش، و للأستاذ الكريم ( الذي لم يشأ ذكر اسمه مع كامل تقديري الخاص له) والشكر موصول لكل رواد موقع وجدة سيتي. هذه مساهمة متواضعة مني للفت النظر إلى ممارسة من يسمي نفسه الراشدالعاقل لعله يستفيق من سباته ، و نشيد لكل فؤاد رحيم غيور على أبنائه و الذي يعتبر أن كل أبناء الوطن كفلذات كبده ، و أخيرا ذكرى لمن كان له قلب و ألقى السمع وهو شهيد .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *