تسعة مدربين تعاقبول على تدريب مولودية وجدة في ثلاث سنوات
استغرب بعض أعضاء المكتب المسير لنادي مولودية وجدة الذين فضلوا الابتعاد عن دائرة لحمامي ومن يدور في فلكه ومعهم المتتبعون والمهتمون الرياضيون، من عجز المكتب المسير للنادي عن إصلاح حافلة الفريق بعد الحادثة التي تعرضت لها منذ أكثر من شهرين صباح يوم 31 يناير الماضي على الطريق السيار بالقرب من مدينة تيفلت بإقليم الخميسات. وكان محمد الإبراهيمي والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة /أنجاد، أكبر فاعل وراء اقتنائها والمقدرة ثمنها ب240 مليون سنتيم بهدف تأمين سفر اللاعبين في أحسن الظروف والتخفيف من ميزانية مصاريف التنقلات. لكن ارتأى "التسيير" أن تتحرك الحافلة فارغة يوم الحادثة لتلحق باللاعبين الذين استقلوا الطائرة إلى الدارالبيضاء وتتضاعف المصاريف و…تنقلب الحافلة ويعجز المكتب المسير عن إصلاحها ويعمد إلى كراء حافلات النقل العمومي بعشرات الآلاف من الدراهم لتغطية تكاليف التنقلات ويعود النادي إلى نقطة الصفر إن لم نقل دونها…
أزمة مالية
لم تعد في صندوق نادي المولودية الوجدية ما يمكنه من مواجهة مصاريف المباريات المقبلة مع العلم أنه يقبع في أسفل سبورة الترتيب ويتبارى من أجل الحفاظ على مكانته بقسم النخبة مع مرافقيه النادي المكناسي والفتح الرباطي، ولا شك أن كل فريق يأمل في غرق الآخرين.لقد عجز المكتب المسير الذي تقلد مسؤولية المولودية الوجدية عن بلوغ جميع الأهداف التي حددها بنفسه خلال الجموع العامة منذ سنة 1998/1999، ولم يف بالوعود التي قطعها على نفسه من فتح الباب ل1000 منخرط إلى مشروع مركب نادي المولودية الذي وعد بإنجازه وإتمامه في أفق 2005 وتحولت أركانه إلى ملجأ للمتسكعين و"الشماكرية"، مرورا بتنظيم حفل تكريمي للاعب الدولي مصطفى الطاهري ومنحه منزلا كما تم وعده بذلك، وتنظيم أنشطة للاحتفال بذكرى وفاة المرحوم مصطفى بالهاشمي والاحتفال بذكرى تأسيس نادي مولودية وجدة، وتكوين لاعبين شبان وتصديرهم إلى الفرق الأخرى. كما تميز المكتب المسير برفض توسيع قاعدة الانخراطات حيث تم طرد بعض المنخرطين المعارضين كحسن مرزاق ومصطفى طرشون بقرار تطبيق المادة 8 من القوانين المنظمة للجمعيات الرياضية، ورفض طلبات بعضهم الآخر كجمال لويزي وسمير الشاوش وحميد البوسعيدي وعبده بلبشير، بل ذهب الكاتب العام في الجمع العام لشهر غشت الماضي إلى تحديد سقف عدد المنخرطين في 50 منخرطا وهذا من الغرائب حيث يجب أن تبقى باب الانخراط مُشرَّعة على مصرعيها لتمكين النادي من تحسين مداخيله وجلب أكثر من الرياضيين على اختلاف أفكارهم واقتراحاتهم، مع العلم أن المنخرطين الذي حضروا الجمع العام الماضي لم يتعد عددهم 31 من أصل 40 في الوقت الذي كان عددهم يبلغ 59 في الخمسينيات.
لقد تراجع عدد الأنصار والمحبين والمشجعين وفقد الفريق جمهوره وانزلق عدد الأنصار الذي كان يتجاوز ال 20 ألف متفرج ضد فرق قوية كالجيش الملكي أو الرجاء أو الوداد إلى أقل من 500 متفرج والرقم مرشح إلى الاندثار، وهؤلاء أصبحوا في كل مقابلة ينادون برحيل المكتب المسير ويكيلون لأعضائه من السب والشتم والكلام النابي…بعد أن أصبح الفريق يقبع في أسفل الترتيب في الرتبة 14 ومهدد بالنزول ب21 نقطة حصيلة 13 هزيمة و5 انتصارات و6 تعادلات، على بعد 6 دورات من نهاية الدوري.
"
إن وضعية المولودية الوجدية لكرة القدم الآن شبيهة بتلك التي أدت إلى اندحارها موسم 1998/ 1999 يوم تسلم محمد لحمامي رئاسة النادي واندحر إلى القسم الثاني… ودخلت المولودية الوجدية في العد العكسي رغم كل ما يقال ورغم كل ما يقدم من تطمينات. اللهم إلا إذا كانت هناك معجزة أو انزلقت فرق أخرى وحدها إلى الأسفل." يقول الحاج الهواري صاحب مطبعة أطلال أحد المسيرين القدامى في تصريح للأحداث المغربية، ثم يضيف قائلا "يفتقد المكتب المسير إلى التواصل وليس لأعضاء المكتب المسير أي كفاءة في تسيير النادي لأن لا أحد فيهم مارس كرة القدم، والأدهى والأمر أن ليس في جعبتهم ما يدعمون به النادي ماديا الفريق، وليس في رؤوسهم أفكار تمكنهم من تطوير أدائه. وقد قلت هذا في جمع عام انسحبت بعده في سنة 2001 والنادي مدين لي بأكثر من 56 مليون سنتيم إلى يومنا هذا…ولن يقدر هذا المكتب بأعضائه على فعل أي شيء ولو زدنا في عمره 20 سنة أخرى…". ويرى أن المكتب المسير حاول دائما ويحاول تعليق فشله على الطرف الآخر ويكون كبش الفداء إما انعدام الموارد أو اللاعبين أو الملعب أو الحكم أو المدرب…
وعلاقة بالموضوع ، حطم المكتسب المسير الرقم القياسي خلال الثلاث سنوات الماضية في تغيير المدربين حيث بلغ عددهم 9 مدربين ، حيث تعاقب على تدريب الفريق أربعة مدربين خلال موسم 2004/2005 بدءا بمحمد مرصلي بعد مصطفى الراضي ثم الفرنسي جان ميشيل برووي وبعده محمد التيجيني ليختتم الموسم محمد حموش، وتكررت نفس الوضعية هذه السنة حيث رحل عزيز كركاش ليخلفه الكرواتي زوران قبل أن يُقال ويستعان بخدمات المدرب الجزائري عزالدين آيت جودي…
انتدبات عشوائية
لم يتفوق المكتب المسير في التعامل مع نقط الضعف في الفريق وعلى جميع الخطوط خصوصا بعد رحيل عدد من اللاعبين كسغروت وزكريا الزروالي وحسن علا واللاعب السنيغالي بابا أوسمان ديوب وعبدالحق مازيني وغيرهم. ولم يتمكن الطاقم التقني من ملء الفراغ وتعويض هؤلاء اللاعبين بل اتسم عمله بنوع من الارتجالية وبتدخل من بعض أعضاء المكتب في جلب عدد كبير من اللاعبين من مستوى أقل أو بدون مستوى في بداية كل فترة انتقالات تم التخلي عنهم بعد ذلك مما زاد في تأزيم الوضعية للفريق وتحمَّلت ميزانية النادي الكثير كاللاعبين الزخنيني القادم من بركان وهشام زهير من فرنسا وبوملاحة من سويسرا (والذي لم يلعب مقابلة واحدة بل لم يجري حتى التداريب) على سبيل المثال لا الحصر ."إن مشكل نادي مولودية وجدة هو غياب مشروع تقني محض يهتم بتكوين اللاعبين وتتبعهم واختيار أجودهم عند الانتدابات، وغياب سياسة في هذا الاتجاه إذ تم التخلي عن سياسة التشبيب التي تمت المناداة بها ولم يتم العمل بها، إضافة على التغيير المستمر في المدربين" يصرح محمد مرصلي مدرب سابق للمولودية الوجدية للأحداث المغربية. وأجمل وضعية المولودية الحالية في غياب إدارة تقنية وعدم تعويض اللاعبين المنتقلين كحسن علا وزكريا الزروالي و بابا أوسمان ديوب وعبدالحق مازيني، ثم عدم الاستفادة من واستثمار بعض اللاعبين بفرق الجهة الشرقية الذين التحقوا بفرق أخرى ك"بزغودي إبراهيم" والهلالي وشطو من بركان وسمير فلاح من وجدة والذين انضموا إلى الفريق الفوسفاطي والطالبي الذي التحق بفريق الوداد البيضاوي والغرباوي عزالدين بوضرة من النجم الوجدي التحقا بالوداد الفاسي وفريق المغرب الفاسي وغيرهم.
لم يستطع المكتب المسير لنادي المولودية أو بعض مسؤوليه الحفاظ حتى على العلاقات التي تربطهم بالمدربين واللاعبين الكبار الذين رحلوا عن الفريق بدون أسف وبغصة وغبن وغضب فبالأحرى اللاعبين الشبان الحاليين والأمثلة كثيرة من حسن علا إلى اللاعب السنغالي أوصمان الذي يطالب بأكثر من 20 ألف دولار من مستحقات انتقاله إضافة إلى رحيل عدد من اللاعبين مقهورين كجلال جبييل وبوريصاي وعادل البالي…
تغيير المدربين
كما كان للتغيير المزاجي للمدربين أثره البالغ خلال الموسم 2004/2005 حيث أقيل المدرب الفرنسي جان ميشيل برووي دون احترام العقدة التي تربطه بالمولودية ليتقدم بشكوى في الموضوع إلى الفيفا وتحكم لفائدته تؤديها الآن ميزانية سندباد الشرق. وأشار المدرب عزيز كركاش إلى أن أغلب أعضاء الفريق الوجدي لا يحبون فريقهم ولا يفقهون في كرة القدم وعملوا ما في وسعهم لتخريبه بتحريك الخيوط وراءه لدفعه إلى الاستقالة معبرا في ذات الوقت عن أسفه على وضعية الفريق الوجدي…
ومن جهة أخرى، تلطخ تاريخ المولودية الوجدية خلال الموسم المنصرم بفضيحة"طرامبلي أون فرانس" بباريس بفرنسا، الذي تم تنظيمه يومي 8 و9 أبريل 07 ضمن 24 فريقا من 6 دول أوروبية من الكتاكيت خاص بالفئة العمرية مواليد 1997 من فرق فرنسية وفرق أجنبية من خيرة المدارس الأوروبي، وأحرز فريق المولودية الوجدية على كأس الدوري بفريق يتجاوز لاعبوه السن القانوني منهم من ينتمي إلى فئة الفتيان وبرز تفوقهم بشكل ملحوظ لا على مستوى القامة والقوة الجسمانية ولا على مستوى اللعب والقذف. وتم إلغاء الدوري لتلك السنة واعتبار فريق روتردام الهولندي هو الفائز إضافة على إقصاء المولودية الوجدية من جميع المشاركات في الدوريات الأوروبية. ووجه منظم الدوري "كريم جداوي" رسالة شديدة اللهجة إلى المكتب المسير يدين فيها ما سماه بالخيانة. ومن الملاحظات العجيبة هو القفز على هذا "الانجاز الرائع" (الفوز بكأس الدوري) الذي حققته فريق "كتاكيت" المولودية الوجدية ولم يشر إليه ولو من باب الأمانة في التقرير الأدبي كما التزم جميع المنخرطين الصمت المطبق والتواطئي ولم يثر واحد منهم هذه القضية ويطلب توضيحات على الأقل واعتذار الشجعان…
واليوم وبعد تواجد سندباد الشرق في وضعية أزمة، وحسب الأخبار الواردة من قلب المكتب المسير، فأعضاؤه ينتظرون بفارغ الصبر وهم على أحر من الجمر نهاية الموسم الكروي للانسحاب وتسليم مفاتيح نادي سندباد الشرق بعد أن فشلوا فشلا ذريعا وغير مسبوق على كل المستويات ولم يستطعوا حتى المحافظة على مكتسباته ولا الحصول على أي لقب أو الاقتراب من أصحاب الألقاب والاحتكاك بهم بحيث لم يعرف النادي الوجدي انحطاطا مثيلا عبر تاريخه منذ تأسيسه…ولكن من سيتسلم شعلة المولودية الوجدية بعد أن انطفأت ولم تَعُد فيها شرارة أمل لإيقادها؟
2 Comments
شكرا لك على المقال المميز والذي تطرقت فيه ل لب المشكل ألا وهو سوء التسيير والسياسة الهاوية الفاشلة للمكتب المسير منذ تقلده مهامه منذ تسع سنوات.// لكن السؤال يبقى مطروح/ ما سبب تشبث أعضاء المكتب بأمكنتهم وكراسيهم ؟رغم سلسلة النتائج السلبية وتشويه الفريق ؟رغم احتجاجات الجمهور واللاعبين وقدماء اللاعبين والمدربيين والمسيريين !!! طبعا لغاية في نفس يعقوب ./// لكن من مقالك بخصوص المدرب السابق عزيز كركاش فهو أيضا مساهم بدور كبير في مهزلة الفريق ، من خططه الفاشلة وأيضا من دعمه لسياسة المكتب المسير في الاجتماعات العامة ،وقد حضرت شخصيا احد الجموع العامة لم يتراج فيها كركاش عن الاشادة بالمكتب المسير وعن خبرتهم وحنكتهم في التسيير !!! مشـــــــــــــاكـــــــــــــيــل
العرض المقدم عن فريق المولودية قيم وشارح لكل الحقائق التي ادت بفريق كالمولودية بتارخه وحاضره القريب البهيج الى الحضيض وانطفاء الشعلة . يا سيدي ان المكتب المسير بقيادة الحمامي هو سبب ما آل اليه الفريق . هم الان ينتظرون خروج روح المولودية لينسحبوا اقول لا بل يجب ان يحاكم هؤلاء فهم خونة شانهم في ذلك شان الخونة في عهد الاستعمار . خانوا الفريق وخانوا الجمهور الكروي بمدينة وجدة وخانوا كل محبي الفريق الوجدي اينما كانوا وما اكثرهم . هذه خيانة يجب ان يحاكم عليها المكتب المسير وعلى راسه لحمامي الذي اغتصب كرة القدم في الجهة الشرقية وهو الان يلقي بالفريق الى القسم الثاني بعد ان تلاعب بامواله وعاث فيه فسادا هو والعصابة المرافقة له والتي لاعلاقة لها بالرياضة والتسيير . لقد انتهى فريق المولودية وهو الممثل الوحيد لجهة الشرق . لكن لاينبغي ان ينتهي موضوع المتسسب في ضياعه .