Home»Régional»الزملاء الافاضل ما ارخص من ان تكون صحافيا

الزملاء الافاضل ما ارخص من ان تكون صحافيا

0
Shares
PinterestGoogle+

يمشي الهوينى في الشارع العام ، ذاكرته تعتمل بألف سؤال وهم ، اقتعد كرسيا بمقهاه المفضلة ، شرب مقالات ، وتصفح فناجين الشارع العام ، فيما عيناه زائغتان مثل مساحتي زجاج مخبولتين. الحسناوات المتحجبات على طريقة إقرأ من الأعلى وروتانا من الأسفل ، يعبرن الى الضفة الأخرى بالكعب العالي فوق أزهار حديقة حديثة التكوين .

كان المرشدون المزيفون ، يتسلقون أمام عينيه أكتاف سياح عجزة ، ويحتكون بلذة مع أجساد مترهلة لعجائز طاعنات قادمات من بلجيكا وهولندا ، يتدفقن بغزارة هذه الأيام على فاس العريقة وهي تندب 12 قرنا من تاريخها .

أما باعة السجائر والمعجون والمخدرات المصنفة وخارج التصنيف ،من القاصرين فهم يجوبون الأزقة والدروب بدراجات هوائية ،تمزق المساحات الخضراء ، وتعبث كما تشاء بكل جميل ، ويستطلعون أروقة المقاهي الفارهة مثل سلاحف مذعورة بحثا عن زبون 5 نجوم ، ونسخ الكلمات المتقاطعة من الوجهين تتماوج بين أصابعهم الكسلانة التي لم تحمل قلما منذ الولادة .

الصعاليك ، والمتقرقبون وشمكارى الاحواز الذين يتدفقون كل صباح مجانا ، وحدهم السادة ، فحريتهم لا تضاهى ، وحقوقهم الإنسانية تطبق بلا ضوابط ، إذ بإمكانهم فعل أي شئ أمام الملا ، احتساء فناجين القهوة والعصائر من طاولات المقاهي المنتشرة على جنبات الشارع العام عنوة ، سرقة محافظ الفتيات كما لو كان ذلك واجبا وطنيا ، وحينما لا يجدون ما يرغبون فيه ، يلقون بالمحافظ في وجوه أصحابها في شراشة قل نظيرها. هذه فاس العالمة ، فاس الصوفية و والروحية التي لا يستقيم تاريخها إلا وهي مزدانة بصور ومشاهد تؤذي العين ، أكياس القمامة السوداء ترصف الممرات والمطاعم الشعبية بها كما لو أنها جزء من ديكورها العام ، والمتسولون يتصرفون بغباء ويهتكون صفاء الحياة بممارسات بشعة ، بما في ذلك مضاجعة المتسولات في حالة صعبة نهارا ، التبول على المآثر والأسوار التاريخية ، والاغتسال بشلالات النافورات المتناسلة على امتداد تراب فاس ، والنوم بأبواب المؤسسات التعليمية او التغوط سيان. ويسركلون ركضا في الشوارع والمسالك بلا فرامل ، مثل قطار اعور.

في لحظة سمع صوتا يناديه

دقيقة من فضلك؟؟

تفضل…

الأخ صحافي ؟؟

تمتم بعد ان اختزل كل التفاصيل

متعاون

..

اي نعم؟؟؟؟

لدي موضوع ارغب في بسط تفاصيله ، وأود لو تكون لي أذنا صاغية.

المقهى أفضل ، أليس كذلك ..قال .

رشف جرعة من عصير كوكتيل كما لو لم يتذوقه ، طوال حياته .وقال للصحافي بنبرة المشتهي للكلام :

أنا أستاذ ، تزوجت قبل أربع سنوات ، حصلت على قرض لمدة 18 سنة من اجل اقتناء سكن ، ولما كان العمارة قريبة من حماتي ، فقد فضلت زوجتي السكن بالمنطقة ، والتي لا تبعد عن والدتها إلا بحوالي 20 مترا ، ولسوء الحظ ، كانت مجاورة لواد حار غير مغطى ، الملفت سيدي الفاضل ، أن الواد الحار تحول الى مستنقع فيما بعد ،وبتنا نستنشق هواء ملوثا ، كان يحدثني وكأنما يحمل تفوض 5000 آلاف من ساكنة حي الزهور، المقام حديثا على مساحة تضاهي 20 هكتارا . وأسهب المسكين في شرح تفاصيل المعضلة ، فعلى مدى السنوات الأربع ، ظل يحشد الآراء ، ويعد العرائض ويقدم الالتماسات الى رجا ل السلطة بمناسبة او بغيرها ، من غير أن يكون لمسعاه اثر.

وأخيرا ، فضل الالتجاء الى الصحافة.

وختم مسعاه بالعبارة التالية

البريد عندنا مرتبك هذه الأيام ، وتودد لو أن الصحافي أرسل الشكاية بالبريد المضمون حتى يتأكد من وصولها ، أما الصحافي فقد هزهز رأسه ، في إشارة الى موافقة بلا شروط ، مما شجع الأستاذ على القول :

عندما ينشر الخبر بجريدتكم ، الرجاء الاتصال بي فورا ، أو أقل لك ، احجز لي نسخة ، أو نسختين "

ثم دون رقم هاتفه الثابت والمحمول في عجالة كنجم من نجوم السينما ، ثم شكر الصحافي بحرارة . و انصرف .

\

قال النادل وهو يرد الصرف مبتسما

قصدك الله هذا الصباح ؟؟؟

حرر الزميل الشكاية بضمير ، وأرسلها بالبريد المضمون ، الى القسم الاجتماعي كما اتفق ، ولأسباب غير مفهومة ، استجابت الجريدة لنشره في اقل من أسبوع ، ربما تحت ضغط مكالمتين محمولتين للتذكير ، كما يحصل في العديد من الأحيان

آلو ..الأستاذ ك.ك . حياك الله أخي ، مشكلتك …، المقال.. نعم..نعم… نشر اليوم ، الرجاء اقتناء نسخة من الجريدة " قال الصحافي بفرح .

وبعد ان ذكر اسم الجريدة، ت.ش.ق.ش. وعنوان المقال ، " حي الزهور لا يحمل منها سوى الاسم " ورقم الصفحة 6 . ودعه. على أمل اللقاء بعد يومين . لكن الرد من الطرف الآخر جاء عاجلا و حاسما

صديقي ، عذرا، الرجاء حجز نسخة من الجريدة أو نسختين حتى ، إنني في مهمة خارج المدينة ، سأعود بعد يومين . أشكرك .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد العزيز قريش
    24/04/2008 at 21:34

    دمتم لقضايانا صحفيا بامتياز. مع المودة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *