Home»Régional»صياغة الأسئلة الاختبارية: الإعداد القبلي

صياغة الأسئلة الاختبارية: الإعداد القبلي

0
Shares
PinterestGoogle+

صياغة الأسئلة الاختبارية: الإعداد القبلي

من إعداد: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.

تقديم عام:

يعتبر السؤال الاختباري في مجال التربية والتكوين إقرارا تعبيريا يدعو الممتحن إلى إنجاز عمل أو أداء مهمة شفهيا أو كتابة لقياس وتقييم قدراته المعرفية والمهارية.

كما يعتبر اللبنة الأولى لبناء الموضوع الاختباري لتقييم تعلمات التلاميذ وقياس مدى تحقق الكفايات المستهدفة في إطار مادة أو مجزوءة معينة أو وحدة دراسية ضمن المقررات المنجزة. فإذا توفرت في السؤال الاختباري المواصفات المطلوبة، فإن الممتحنين يهتدون إلى الجواب بشكل أو بآخر، وإذا افتقدت هذه المواصفات فإن التلاميذ يجدون صعوبات شتى في العثور على الأجوبة الصائبة فتتعدد الأجوبة بتعدد نسب الفهم عند الممتحنين.
وحتى تتشكل صورة واضحة المعالم لدى القراء الكرام، نعرض نتائج دراسة الأسئلة الاختبارية التي شكلت مواضيع الاختبارات الموحدة للدورة الأولى بمستوى الثالثة ثانوي إعدادي في مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات والاجتماعيات والتربية على المواطنة.
وقد شملت مواضيع الاختبارات الموحدة في المواد الأربع المدروسة 32 سؤالا، تم توزيع النتائج المتوصل إليها بعد القيام بالعمليات التي تتطلبها دراسة

المواضيع الاختبارية على الشكل:

· الأسئلة المقترحة الصعبة جدا ثمانية أي بنسبة 25% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
·

الأسئلة المقترحة الصعبة اثني عشرة سؤالا أي بنسبة 38% من مجموع الأسئلة المدروسة؛

· الأسئلة المقترحة متوسطة الصعوبة تسعة أي بنسبة 28% من مجموع الأسئلة المدروسة؛

· الأسئلة المقترحة السهلة اثنين أي بنسبة 6% من مجموع الأسئلة المدروسة؛

·

الأسئلة المقترحة السهلة جدا واحدا أي بنسبة 3% من مجموع الأسئلة المدروسة؛

يبدو، إذن، أن الأسئلة غير موزعة بشكل عاد من الأسهل إلى الأصعب حيث إن أغلب الأسئلة تتمركز ناحية الصعوبة. فأي أداء ننتظره من التلاميذ؟ وما هي العوامل المؤثرة في صياغة الأسئلة؟ وهل الأسئلة خضعت للفحص والتمحيص قبل عرضها على التلاميذ؟ وهل تم القيام بالعمليات والإجراءات اللازمة لصياغة السؤال الاختباري؟ وغير ذلك من الأسئلة يمكن للقراء الكرام طرحها.

وفي محاولة متواضعة، نسعى قدر الإمكان، لوضع اللبنات الأولى لإصلاح نظام التقييم التربوي ضمن منظومتنا التربوية، راجين سندا من القارئ الكريم مشكورا مسبقا.

فبعد إبراز أصل اختلالات التقييم التربوي المتمثلة في طبيعة السؤال من حيث الصعوبة والسهولة، نود الآن عرض الخطوات المنهجية القبلية لصياغة السؤال الاختباري، وذلك من خلال الأجوبة على السؤال المحوري التالي:
ما هي العمليات التي يقوم بها المدرس قبل وضع الصياغة النهائية للأسئلة الاختبارية؟

في اعتقادنا، ومن خلال تجارب ميدانية واقعية، ومن خلال مراجع التقييم التربوي المتعددة، فإن المدرس يعتمد قبل صياغته الأسئلة الاختبارية العمليات التربوية والتقنية، المتمثلة في المراحل العملية والخطوات التالية:
1

) مراجعة مقتضيات الإطار التشريعي للتقييم التربوي حسب المادة المعنية، وذلك بالرجوع إلى النصوص التنظيمية والوقوف على مضامين التوجيهات التربوية وخصوصيات المادة، من حيث البرنامج والمنهاج والوسائل، بتحديد المجالات المستهدفة ودرجة أهميتها ضمن الفقرات والأبواب المعنية بعملية التقييم التربوي مع التركيز على المهارات والقدرات والموافق والكفايات المستهدف تحقيقها والمراد تقييمها؛
2

) مراعاة، بشكل موضوعي، المستوى المعرفي للتلاميذ والتحصيل الدراسي لديهم، حسب الشعب والمستويات الدراسية، وذلك بالرجوع إلى التقارير المنجزة، حول سير الدروس، ومختلف الوضعيات المدرسية المسجلة بخصوص مدى مشاركة التلاميذ في بلورة المناقشات وأساليب التعلم، ومدى استيعابهم لمختلف الطرق ومناهج التحليل، ومدى قدرتهم على استعمال الأدوات التجريبية بالمخابر والمحارف وقاعات الحصص التطبيقية، مع تسجيل طبيعة التمارين التطبيقية المنجزة، والنتائج المتوصل إليها، والأهداف المحققة من خلالها، ودرجة استيعابها من طرف التلاميذ، ومدى التفاعل الصفي للتلاميذ مع مختلف الأنشطة الموازية أو المصاحبة للدروس والوحدات المقررة؛
3

) تكمن أهمية التقييم التربوي في الوظائف التي يؤديها والأغراض المنتظرة منه. انطلاقا من هذه الأهمية يضاف إلى العمليات القبلية لبناء الموضوع الاختباري قيام المدرس بجرد شامل لأغراض ووظائف التقييم التربوي المزمع إجراؤه بكل دقة ووضوح، اعتمادا على صياغات إجرائية وإقرارات غير قابلة للتأويل، حتى تكون نبراسا يهتدي به المدرس للسير بخطى ثابتة نحو الأهداف المنتظرة من هذه العمليات ككل وعملية التقييم التربوي أساسا. ومعلوم أن هذه الإقرارات ترتبط ارتباطا وثيقا بالتوجيهات التربوية وبالمرحلة أو الفترة الزمنية المعنية بعملية التقييم التربوي خلال السنة الدراسية، وتتمثل، بشكل عام، في ما يلي:

· معرفة مدى قدرة التلاميذ على التفكير والأداء في مختلف مجالات التعلم وذلك من أجل اتخاذ قرارات تقويمية بشأن درجة الإنجاز وتصحيح التعثرات وتحسين المنهاج بشكل عام؛

· إصدار أحكام قيمية على إنتاجات التلاميذ والمستوى المعرفي والتحصيلي لديهم ومدى تحقيق الكفايات المستهدفة والأهداف المرصودة لكل من العملية التربوية والوسائل والمعينات والوسائط المستعملة والطرائق المنتهجة لاتخاذ القرارات المناسبة في حق التلاميذ من حيث المساعدة والتوجيه.
4

) استثمارا للعمليات المنجزة أعلاه، يقوم المدرس بتحديد الأهداف المنتظرة من الموضوع الاختباري ككل وذلك بواسطة عبارات سلوكية تترجم بدقة ووضوح المطلوب تحقيقه من الموضوع المقترح في إطار نوع التقييم التربوي المعتمد حسب الفترة الزمنية المعنية خلال السنة الدراسية، (سوف نخصص لهذا الموضوع مقالة مستقلة)؛
5

) ولتحديد أهمية الأجزاء أو المحتويات والأهداف أو الكفايات المعنية بعملية التقييم التربوي يقوم المدرس بإحصاء عدد الحصص المخصصة لكل جزء ثم عدد الحصص المخصصة لكل كفاية، لاستعمالها لاحقا( الفقرة الموالية)؛
6

) جدول التخصيص: حتى يشمل الموضوع الاختباري جميع المجالات والأبواب والأجزاء ويتم ضمان تمثيل جميع الفقرات والكفايات المحققة تمثيلا عادلا ومتوازنا، فإن جدول التخصيص هو الأداة الفعالة لتحديد مواصفات الموضوع الاختباري بشكل علمي وموضوعي.
وجدول التخصيص عبارة عن مخطط وصفي لمضامين الموضوع الاختباري، يتكون من مدخلين: مدخل أفقي ويشمل مستويات الأهداف والكفايات المحققة، ومدخل عمودي ويشمل محتويات أو أجزاء المادة المعنية، وكل خانة وسط الجدول تربط هدفا أو كفاية مستهدفة بمحتوى أو جزء معين.
إن الارتباط القائم بين الكفاية والمحتوى يترجم بواسطة نسبة مئوية تحدد أهمية الكفاية ضمن المحتوى المعني. ويسري هذا على جميع التقاطعات بين الكفايات المستهدفة والمحتويات المعنية التي تم جردها وتحديدها سابقا.

كيف يتم حساب أهمية كل كفاية؟ وبقسمة عدد الحصص المخصصة لكل هدف أو كفاية على عدد الحصص المخصصة لكل جزء أو محتوى نحصل على أهمية الكفاية المعنية( تجدون تفسيرات إضافية في الفقرة الموالية). وباعتماد نفس الطريقة يمكن تحديد أهمية كل جزء أو محتوى ضمن الأجزاء أو المحتويات المعنية بالتقييم التربوي كما يمكن تحديد أهمية كل هدف أو كفاية ضمن الأهداف أو الكفايات المحققة والمراد تقييمها.
وحتى نقرب القارئ الكريم من هذه العمليات التقنية والإحصائية نعتمد المثال التطبيقي الافتراضي التالي:
المحتويات أو الأجزاء المعنية بعملية التقييم التربوي
الكفايات المحققة وعدد الحصص المخصصة لكل كفاية وأهميتها
الكفاية1

الكفاية2

الكفاية3

الكفاية4
الجزء الأول

عدد الحصص
07

1

2

1

3

الأهمية

%35
14%

% 28

14%

% 43

عدد الأسئلة
07

01

02

01

03

النقطة المخولة
07

1

2

1

3

الجزء الثاني

عدد الحصص
08

2

3

2

1

الأهمية

%40
% 25

% 37

% 25

% 13

عدد الأسئلة
08

02

03

02

01

النقطة المخولة
08

2

3

2

1

الجزء الثالث

عدد الحصص
05

1

1

1

2

الأهمية

%25
% 20

% 20

% 20

% 40

عدد الأسئلة
05

01

01

01

02

النقطة المخولة
05

1

1

1

2

المجموع

عدد الحصص
20

04

06

04

06

الأهمية

%100
%20

%30

%20

%30

عدد الأسئلة
20

04

06

04

06

النقطة المخولة
20

04

06

04

06

7)

الصيغ الرياضية المعتمدة وأهداف جدول التخصيص وكيفية استعماله:

· يشمل التقييم التربوي ضمن مثالنا الافتراضي ثلاثة أجزاء من المادة المعنية، الجزء الأول، الجزء الثاني، الجزء الثالث؛

· الحصص المخصصة لكل جزء: الجزء الأول(7 حصص)، الجزء الثاني(8حصص)، الجزء الثالث(5حصص)؛

· عدد الكفايات المحققة أربعة: الكفاية1، الكفاية2، الكفاية3، الكفاية4، وكتب تحت كل كفاية، عدد الحصص المخصصة لها؛

· تحتسب أهمية الجزء ضمن الأجزاء المعنية بالتقييم التربوي بقسمة الحصص المخصصة لهذا الجزء على مجموع الحصص وضرب النتيجة في مائة؛

· تحتسب أهمية الكفاية ضمن الكفايات المحققة المراد تقييمها بكل جزء بقسمة الحصص المخصصة لهذه الكفاية على عدد الحصص المخصصة للجزء المعني وضرب النتيجة في مائة؛

· الأسئلة المقترحة: أخذا بعين الاعتبار المستوى المعرفي للتلاميذ وعدد الكفايات المستهدفة والمدة الزمنية المخصصة للامتحان يحدد المدرس عدد الأسئلة التي يتضمنها الموضوع الاختباري. ويمكن أن نقترح في مثالنا هذا عشرين سؤالا.

· ويجب أن تتدرج هذه الأسئلة من الأسهل إلى الأصعب وتتوزع بشكل عادل ومتوازن إلى خمس فئات: الأسئلة الصعبة جدا وعددها أربعة، الأسئلة الصعبة وعددها أربعة، الأسئلة المتوسطة الصعوبة وعددها أربعة، الأسئلة السهلة وعددها أربعة، الأسئلة السهلة جدا وعددها أربعة.

· ويحتسب عدد الأسئلة المخصصة لكل جزء بضرب عدد الأسئلة الإجمالي في أهمية الجزء؛

· ويحتسب عدد الأسئلة المخصصة لكل كفاية بضرب عدد الأسئلة المخصصة لكل جزء في أهمية الكفاية؛

· سلم التنقيط: يتم وضع سلم التنقيط بشكل عادل ومتوازن يضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ وذلك حسب أهمية كل جزء وكل كفاية.

· ويحتسب عدد النقط المخولة لكل جزء بضرب عشرين( إذا كان التنقيط على عشرين) في أهمية الجزء؛

· ويحتسب عدد النقط المخولة لكل كفاية بضرب عدد النقط المخولة لكل جزء في أهمية الكفاية؛

· وباعتماد هذين المعطيين، يحدد المدرس قيمة النقطة المخولة لكل سؤال وذلك وفق معايير محددة ومضبوطة تأخذ بعين الاعتبار درجة صعوبة كل فئة من فئات الأسئلة المقترحة والمستوى المعرفي للتلاميذ.

· وبإمعان النظر، فإن جدول التخصيص يحدد بدقة وبشكل عادل وموضوعي عدد الأسئلة المخصصة لكل جزء وعدد الأسئلة التي يجب طرحها في كل كفاية من الكفايات المستهدفة والمحققة.

وفي مقالة لاحقة، سوف نتطرق إلى كيفية صياغة الأسئلة الاختبارية والمواصفات التي يجب أن تتوفر فيها، وذلك اعتمادا على استثمار توجيهات القراء الكرام ولكم جزيل الشكر من أعلى هذا المنبر، موقع وجدة سيتي، المحترم الذي يسهل الحوار والتواصل بين مرتاديه في ربوع بلادنا وخارجها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. نهاري امبارك
    16/04/2008 at 13:16

    معذرة للقراء الكرام، حتى يتحقق الهدف المنتظر من جدول التخصيص سوف يعاد نشر المعطيات التي يتضمنها بشكل واضح وملموس.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *