وجدة10/04/2006انطلاق موكب المولد النبوي الشريف

انطلق مساء اليوم على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال موكب المولد النبوي الشريف ، عبر شارع محمد الخامس في اتجاه ساحة 18 مارس ، ولقد شارك في الموكب عمالات وأقاليم الجهة الشرقية بكل ما تمتلكه كل عمالة او أقليم من ثقافة وأصالة ، من ازياء ولباس يميز كل اقليم ويعتبر موروثه الثقافي المعبر عن غنى ما تزخر به الجهة الشرقية من تقاليد مميزة ومتميزة اوشكت ان يطويها الزمن ، بل اوشكت الحضارة المستوردة ان تنسينا في هذه الكنوز الثقافية الهائلة التي تزخر بها الجهة الشرقية ، بدءا " بالحايك واللثام " مرورا " بالبلوزة " والكندورة الى السروال القندريسي والعباية ، وجبادور ، بالأضافة الى الحلي الفضية … امتزجت كل هذه الألوان باصوات البندير ، والغايطة ، والرقصات الفلكلورية لمختلف فرق العرفة ، والعلاوي من وجدة الى بركان مرورا بتاوريرت وجرادة … هذا بالأضافة الى ترديد مختلف الأمداح الخاصة بسيد البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي اضفت على الموكب اجلالا وتقديرا خصوصا انه موكب خاص بالمولد النبوي الشريف … ، وهكذا شكل موكب المولد النبوي الشريف لوحة رائعة من مختلف الوان اصالتنا وثقافتنا النابعة من أعماق تاريخنا الذي انبعث اليوم في شارع محمد الخامس بوجدة ، تاريخ انبعث في هذه الليلة المباركة من جديد بعدما اوشك الزمن ان يطويه ، وصار في طي النسيان ، كانت لوحات بالفعل معبرة عن ثقافة الجهة الشرقية الأصيلة ، وعن ما تزخر به من التنوع ، سواء الذي تمثل في اللباس ، او في مختلف الأواني المصنوعة يدويا ومن مختلف المواد سواء طينية او خشبية او حديدية ، اواني كانت من الأبداع الفكري الأصيل لأجدادنا والذي توارثوه بدورهم عن أجدادهم … مرورا بمختلف انواع المأكولات التي تحضرها اسر الجهة الشرقية احتفالا بعيد المولد الشريف مثل " تاقنتا " و" هربر" او ما يسمى ايضا " الشرشم " والذي تضع فيه الأسرة نوات التمرة ومن كانت من نصيبه من افراد الأسرة فانه يعتبر من السعداء والذين ستبتسم لهم الحياة … هذا بالأضافة الى العصيدة ، والتريد ..الخ …الخ كل هذا تم تحضيره في مختلف الخيام التي نصبت اليوم في ساحة 18 مارس …
لقد عاش سكان وجدة بمختلف فئاتهم اليوم لحظات امتزجت فيها الأصالة بالزمن المعاصر ، غير ان الكل شعر بالأعتزاز بهذا الماضي الذي حضر اليوم وتكدس بكل معانيه ودلالاته امام اعين المواطنين الوجديين ، الذي وقفوا باجلال امام واقع عاشه اجدادهم ، واقع صنعه هؤلاء الأجداد بكل اصالة ، ليس فيه استيلاب ، ليس فيه اغتراب ، ليس فيه تقليد ، وانما فيه لذة الأبتكار والأبداع ، لذة اثبات الذات ، وخلق ثقافة خاصة مميزة لهؤلاء الأجداد …هذه الثقافة الأصيلة هي التي جعلت مدينة وجدة اليوم تصنع الحدث الثقافي أحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف …فلا يسعنا اذن الا ان نهنيء جمعية لقاءات للتربية والثقافة وعلى رأسها السيدة نجيمة طاي طاي غزالي رئيسة الجمعية …
وعيد مبارك سعيد وكل عام والأمة الأسلامية بخير
Aucun commentaire
لسم الله الرحمن الرحيم. يبدو لي ان هناك خلطا بين الاحتفاء بالثراث وتقاليد و اعراف الاجداد و الاحتفال بالمولد النبوي. فكل الشعوب لها ما لها من عادات و تقاليد تربطها بالاسلاف ومن الواجب ان تحترم مهما كان رايها فيها . اما الاحتفال بمولد خير البرية فهذا امر اخر يشرف كل العالمين لانه ارسل رحمة مهداة لكل الناس و هنا يكمن الفرق فاذا كان الاحتفاء بالتراث يذكر بالاجداد فان احياء ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه و سلم يدعو الى الاقتداء و الاهتداء بسيرته والسير على هديه مصداقا لقوله تعالى > .