حسن عصفور/قبل يوم من تحطم القاذفة الامريكية(ب_52)في قطر خلال عودتها من رحلة تدريبية عسكرية،نشرت صحيفة ‘الاهرام’القاهرية الجمعة 4/4/2008 تقريرا نسبته الى مصدر مخابرات روسية حول أن واشنطن وبالتأكيد معها تل أبيب،تستعد لتوجيه ضربة قاصمة الى ايران خلال الشهر القادم.ويستدل تقرير المخابرات ذلك من خلال سلسلة من النشاطات والتحركات العسكرية التي تشابه ما يشبه غزو العراق لعام 2003،ويتحدث التقرير عن وصول السفينة’ستينس’ الى منطقة الخليج وعليها 3200 عنصر وتجهيز 800 طائرة من طراز(اف 16)و(اف 1) ووصول ثمان بوارج حربية تعمل على توفير الدعم وتقديم الاسناد الضروري للعمل العسكري،الى جانب وجود اربع غواصات نووية،ونصب مجموعة من بطاريات (باتريوت)الصاروخية.

والى جانب ما نشره التقرير هناك أكبر قاعدتين خارج دول الحلف الاطلسي موجوده فوق ارض قطر والتي جاء تحطم القاذفة الامريكية ليعيد التذكير بالخطر الحقيقي لهذه القواعد ودورها في المرحلة المقبلة.

كما ان التقرير لم يشر الى وصول سفينة امريكية الى السواحل اللبنانية وزيادة حجم المناورات الأمريكية_الإسرائيلية في الآونة الأخيرة،خاصة المناورات البحرية منها ،مع ما يترافق ذلك من مناورات اسرائيلية اعتبرتها وسائل الاعلام الأكبر منذ اقامة اسرائيل على بعض ارض فلسطين التاريخية الى جانب الحديث الاعلامي المتلاحق عن التحالف الايراني السوري وتزايد قوة حزب الله العسكرية وما يأتي الى قطاع غزة ،ثم الكشف عن ان ايران تنصب في سوريا محطات تجسس اتصالاتية،فالأجواء في المنطقة أجواء تحضير عسكري ولا شك ان زيارة تشيني كانت جزءاً من التحضير وربما ما نشر عن تسليم الصين معلومات الى وكالة الطاقة الدولية(الصين بالمناسبة نفت ذلك)هو في سياق خلق الذرائع والتي كان آخرها الكشف عن تركيب أجهزة طرد مركزي في منطقة’ناتانز’الإيرانية عدد 300 جهاز بعضها متطورة جدا لتخصيب اليورانيوم ذك يأتي في سياق التحضير العدواني الجديد.

ربما البعض يقول ان امريكا قد تخسر كثيرا وأن المواجهة مع ايران ستكون مكلفة وثمنها باهظ وأن’حزب الله’وربما سوريا وتحالفهما في غزة سيقصف اسرائيل كما لم يحدث من قبل ،ربما يحدث كل ذلك وقد تكون الخسائر باهظة لأمريكا وإسرائيل الا أن الدول الكبرى الاستعمارية لا تفكر كثيرا في خساراتها المادية وانما في نتيجة المواجهة ذاتها والخسائر الاسراتيجية،فالخسائر المباشرة اذا ما حققت الغزوة أهدافها لن تكون هي اساس التحليل ثم التصويت ثم السيطرة في المنطقة الأكثر خطورة وأهمية على القرار الاقتصادي العالمي في السنوات المقبلة.

حسابات تختلف في قياس معايير الربح والخسائر،فلنا نحن’العرب’حسابات خاصة تقوم على نظرية عدم السقوط الكلي معيارا للنصر مهما كان حجم الدمار و الخسارة وعندهم حساب السيطرة والتحكم على مقدرات المنطقة ..معارك حساباتها مختلفة ولكنها تقترب كثيرا وكثيرا جدا.

ملاحظة:هل ستقوم محطة ‘الجزيرة’القطرية بفتح نقاش مباشر عن تحطم القاذفة الأمريكية وأسبابها ولماذا هي اصلا موجودة في قطر؟وهل سيدلي الجمهور العربي برأيه بذلك وهل يخدم حركة التحرر العربية ويساهم في طرد الغزاة من بلادنا..ننتظر المعجزة الثامنة؟

عن موقع أمد للأعلام!