تهويد القدس خطر قادم وتغيير حاصل
أمد/ تتسارع وتيرة الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات اليهودية المتطرفة في مدينة القدس المحتلة، وخاصة داخل بلدتها القديمة وفي الدائرة المحيطة والمتاخمة للمسجد الأقصى المبارك، في مسعى حثيث ونشط لتهويد المنطقة، مرحلةً بعد الأخرى وبشكل استكمالي متتالٍ.
مواطنون مقدسيون انضموا للعديد من المؤسسات البحثية والخبراء بشؤون الأراضي والاستيطان، وكشفوا عن أساليب حديثة ومتطورة لوضع اليد على العقارات والأراضي في مدينة القدس، فضلاً عن كشف عائلات مقدسية تسكن في بيوت تاريخية مُتاخمة للمسجد الأقصى المبارك عن تعرض مبانيها للتصدعات والشقوق الخطيرة بفعل أعمال الحفريات وتفريغ الأتربة من أسفل ومحيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، إضافة إلى تأكيدات العائلات المقدسية سماعها ضجيج أعمال الحفريات على مدار ساعات الليل والنهار.
رابطة شباب لأجل القدس في المدينة المقدسة، أوضحت، في بيان لها، اليوم، انه مع اقتراب أي استحقاقات يهودية إسرائيلية داخلية، خاصة ما يتعلق منها بالانتخابات، تتصاعد حدة الهجمة على القدس ومقدساتها وأراضيها وعقاراتها ومُقدراتها، فيما تتقاسم سلطة الاحتلال مع الجمعيات اليهودية المتطرفة الأدوار في عمليات التهويد المتسارعة وفرض أمر واقع على الأرض؛ فمن جهة تضع سلطة الاحتلال كل العراقيل أمام المواطنين المقدسيين في البناء والعمل وحرية الحركة وتفرض أطواقا وحواجز استيطانية تمنع التواصل وتقتل كل أوجه الحياة الفلسطينية المقدسية، ومن جهة أخرى تنشط الجمعيات اليهودية المتطرفة في عملياتها للاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية في البلدة القديمة ومحيطها وخاصة في مناطق: سلوان والطور ووادي الجوز وصور باهر وأم طوبا والمكبر والسواحرة وبيت صفافا.
المواطنة فاتنة الفتياني من السيدات المقدسيات التي تحلت بالجرأة وخرجت لتعلن على الملأ ما سببته حفريات الاحتلال تحت البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وبينت أن هذه الحفريات تسببت بتصدعات وتشققات في بيتها الكائن بالقرب من سوق باب القطانين المُطل مباشرة على المسجد الأقصى، فيما يخشى العشرات من المواطنين المقدسيين من اللجوء للإعلام للكشف عن الخراب والدمار الذي تحدثه حفريات الاحتلال، رغم تأكيداتهم بأنهم يخشون في يوم ما أو ليلة ما من انهيار منازلهم فوق رؤوسهم.
في المقابل؛ أعلنت حكومة الاحتلال قبل أيام عن مخطط جديد لبناء 813 وحدة استيطانية جنوب مدينة القدس، وتحديدا في حي بيت صفافا، وهو مخطط من بين أربعة أخرى ستعزل جنوب القدس تماما، عن الضفة الغربية.
وكانت مؤسسات مقدسية كشفت مؤخرا عن محاولات يهودية رسمية وأهلية مشتركة للاستيلاء على بعض العقارات المقدسية في المنطقة القريبة والمتاخمة للمسجد الأقصى المبارك، في مرحلة من مراحل تهويد المدينة وعقاراتها وتاريخها وتراثها.
ولفتت مؤسسات مقدسية أخرى إلى أعمال حفريات واسعة تنفذ حاليا، تحت المدرسة العمرية التاريخية التي يُلاصق سورها المسجد الأقصى المبارك، وفي الفراغات الأرضية تحت البنايات الإسلامية التاريخية، كما تُنفذ أعمال لإزالة الأتربة من هذه الفراغات، وتهدف إلى استكمال إنشاء شبكة الأنفاق التي تحفرها تحت وفي المحيط الملاصق للمسجد الأقصى.
كما تم الإفصاح عن شهاداتٍ لمواطنين مقدسيين أكدوا أن الاحتلال كثف، خلال الأسبوع الأخير، من عمليات الحفر وإزالة الأتربة من أسفل المدرسة العمرية.
وفي كشف آخر لخبير مقدسي، فان الاحتلال بدأ هذه الأيام حفريات حديثة، بعد افتتاح النفق باتجاه قناتين، تصل الأولى تحت أساسات مسجد قبة الصخرة المشرفة، لافتا إلى أن الأتربة التي تم إخراجها رطبة، وهو ما يؤكد أنهم وصلوا إلى البئر الثانية الموجودة في هذه القناة، وهي قريبة من أسس قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى المبارك، محذرا من أن هذه الحفريات ستؤثر على أساسات المسجد المبارك.
وفي جهة أخرى موازية لمخططات التهويد، أعلنت ما تسمى ‘اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء’ التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، عن مخطط جديد لبناء 813 وحدة استيطانية، جنوب القدس في حي بيت صفافا، غرب طريق الخليل، في الوقت الذي أعلنت فيه جمعية ‘عيرعميم’ اليهودية أن هذا المخطء يأتي استكمالا لمخطط كانت اللجنة أعلنت عنه سابقا لبناء 2337 وحدة سكنية لمستوطنة ‘جفعات همتوس’، مشيرةً إلى أن المخطط العام للمنطقة، يأتي في أربعة مخططات رئيسية أعلن حتى الآن رسميا عن اثنين منها.
وحسب الجمعية اليهودية المذكورة فانه يراد من جميع هذه المخططات بناء مستوطنة استعمارية جديدة جنوب القدس تعزز الفصل الديمغرافي ما بين المدينة والضفة الغربية عبر إكمال الجيب الاستيطاني جنوب المدينة، والمكون من مستوطنات ‘جبل أبو غنيم’، و’غيلو’، و’جفعات همتوس’ مستقبلاً، بحيث يوفر تنفيذ المخطط العام نحو 3699 وحدة سكنية استيطانية، بالإضافة إلى فنادق سياحية ذات قدرة استيعابية تصل إلى 1100 غرفة فندقية ومرفقاتها.
وينشط الاحتلال، هذه الأيام، في الإعلان عن مشاريعه، مخصصا لها مليارات الشواقل ومتبعا إياها بعمليات تنفيذ نشطة على الأرض لتحقيق استراتيجيته وأهدافه التي بات لا يخفيها ويعلنها بتهويد القدس وكافة قطاعاتها، مُستغلاً الظروف الفلسطينية الراهنة، والوضع الداخلي الإسرائيلي، والوضع العربي والعالم
عن موقع أمد
1 Comment
ي رب حررك ي قدسنا
واقهر اليهود و يخزيهم دنيا و اخرة ,,,,