Home»Régional»ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال محمد اجنياح

ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال محمد اجنياح

0
Shares
PinterestGoogle+

الحديث عن الشعر عامة بغض النظر عن كونه "محاكاة للعالم المحسوس (أرسطو) أو كونه "قولا موزونا مقفى دالا على معنى (قدامة بن جعفر) أو صياغة وضرب من النسيج وجنس من التصوير(الجاحظ) حديث لا ينتهي ، لكن الحديث مقاربة الزجل المغربي خاصة ، باعتباره لغة مغربية محكية ، توارد نسقي للكلام ، عصف خواطر ونسمات كلام ..غناء متفاعل …تقليدي حداثي.. شعبي مترددات إنشادية حديث ذو شجون . ،

وبصرف النظر عن هذا وذاك، فالشعر بالنسبة للشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح هو كل ذلك ، هو لحظة صراخ وصخب تطول ، في وجه مؤامرة محبوكة بموجبها يتعهد الكاوي من جانب واحد على بممارسة الغدر والصفع والكي بلهيب الجمر على خد الوطن ويلتزم الطرف المكوي الشاعر المكسور الجناح بهدنة مربكة يغزل خلالها الريح " أو يستنكف "ليل غربته قهرا .

ليل الغربة الصادر قبل أسابيع طبعته الأولى ، بقصائده الخمسة عشر ، بغلافه الرائع لتجارب طموحة احمد امجداوي ونادية خيالي ومحمد سمين هو تناسل متناسل للوجع الصاخب حيث يولد الكلام في ليلة صقيع واجفة ، هو أيضا حديث منفجر كتوم ، ضد تأميم التكميم ، نقطة اندهاش تنمو وعكة طفيفة ، الى حكي أسير مفعم بالمرارة ، وبنضج ، يعلن بعنف ظهور تجربة زجلية لها مغرياتها وصبيبها الدافق على تخوم الروح ، يرسم مستقبلا باسما سواء من حيث وقع التناول او زرع زجل الفصيح المنذور ، والديوان بهذا المعنى صنو للأمل للحياة والوجود، وهو إضافة الى كل ذلك،حديث عن نار تكتوي بها الذات لذاتها ، تلك النار التي تحيل الشعور الإنساني وقودا تتلظى به النفس، ولا تملك كبح جماحها إزاءه إلا عبر الكتابة و القراءة والتداوي المرح والسخرية المعجونة بألف وجع وذات .

في ديوانه الشعري "ليل الغربة" الصادر حديثا في 79 صفحة من الحجم الصغير عن مؤسسة التنوخي للطباعة والنشر يقول المؤلف" أنا غير اجنياح مكسور

لي حقق ف أمري يحير

دخلت سوق لكتابة غير مجرور

وأنا باقي باقي صغير

بغيت نفضح المستور

ريشولي جناجي عمر نطير.

ديوان" ليل الغربة" هو الثاني في ريبيرتوار الشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح المقيم بتازة المملكة المغربية بعد ديوانه الأول " اغزيل الريح "الذي لقي تجاوبا ملحوظا من قبل القراء .

على الرغم من مرارة الواقع وهيمنة العبث ومن خيبات السياسة وانكساراتها المتعاقبة ، فإن الشاعر محمد اجنياح يرسم إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة تتحول الى وجع لفظي يتغنى به نوستالجيا انكسار. ضد مغربة الانبطاح وتسطيح الوعي "

عييت أنا

اشحال من صفعة اخديت

اشحال من صفحة طويت

ياريت لو كان نسيت

من قلوب لحديد خزيت

بلهيب الجمر تكويت

والكاوي

ع الغدر ناوي

على حقاش بكلمة الحق

أنا دويت.

عنوان الكتاب يشي برؤية سوداوية للواقع كما تتمثله الذات ، وكما يتعرى أمام نفس الشاعر، هذا ما فيه شك ، لكن تفاصيل الليل بغربته المريرة لا تنكشف إلا بالتوغل عميقا في أدغال الحكاية ، وإحالات خمس عشرة قصيدة دونها الشاعر من دمه وألقى بها في ضفاف التاريخ ، خمس عشرة قصيدة تحيل على الحياة التي تحولت الى شباك صيد، والكاتب طعم تتلذذ به الأيادي العابثة .حياة تقوى فيها الغدر واختفى الصدق الى اجل مسمى، من السياسة التي اكتوي بها يافعا ، لكن حرقة الشعر، وصلابة الشاعر لم تسعفه ،فقرر الفضح الكتابة .ليس الآن فقط …لكن مذ كان صغيرا.

بدمي نكتب حلمي

بدمي نترجم همي

ب الشعر نفاجي غمي

نكتب ع الآتي

نكتب علي امشات….

عالجيني/جبريني

اناعاشق مقهور..

لغدر بزاف اعمر/والصدق ولى براني

شفت وقلبي ما هناني

اسكت احرقني لساني.

قصائد الديوان الثاني للمبدع محمد اجنياح بنيت على نظام جمع بين الكرونولوجي التاريخي، وبين تحقيب واع لمسار تجربة سياسية عاشها الشاعر مسؤولا على تدبير الشأن العام لفترة . ويبدو إن الشاعر من اشد الناس إيمانا بان الحقد لا يحقق الشيء الكثير ، إذ يمكننا وهذه رسالة الديوان أن ننجز الكثيرالاكثر بالحب وبالتسامح فقط لذلك ، هكذا تنثال بين الفينة والأخرى بعض صور التعاطف والشعور بالذنب إزاء اعطاب الذات ، لكن بدل الانطواء والعزلة ، يستكين اجنياح الى التدوين كمسلك للفضح ونفق للتعرية.

تتراوح بنية القصائد بين الطويلة بعناوين لا تتجاوز كلمة واحدة او اثنين. والأخرى القصيرة ذات نفس محدود .

ليل الغربة=سوق لكتابة=رحلة الألف ميل=اشحال من وقت يكفي=خيوط اللعبة=مودلال=باب الريح=ليعة الصبر=حركة=الروح الحالمة=تحريرة =سر لحكاية=خولة لحكاية=الماضي ياماضي=الحلم المغدور.

أما الزجل او لغة المحكي المغربي فهي شفافة وواضحة ومنضبطة دون أن تسقط في فخ المباشرة الفجة. "

من أجواء الديوان ينقل الشاعر قصيدة "الحلم المغدور" ويهديها الى روح شهداء 16 ماي 2003 بالدار البيضاء

ياوعدي/شاد الصف فحيره/يساين محكور/يتمنى ياسيدي/ما شاف من الرحمة قطرة/نوار ربيعو ذبال/وخريفو عوال/عوال يثور/وصحاب الحال/ماردو بال/جاه الرقاص/من برا /دكلو يبرا/وقياسها معبور/لعقل تخل/والقلب لمصدي/فاض اهواس/ماحافظ حديث/ما يعرف يقرا كراس/طامع بزعامة/ويحلم بالحور.

وفي قصيدته الرائعة " باب الريح" وهو باب تاريخي اثري بمدينة تازة العليا مهداة الى الدكتور جمال بوطيب قاص وناقد مغربي يقول الشاعر وهو يستحضر زحف الاسمنت الذي اكتسح منطقة كانت الى عهد قريب جنة خضراء تغرق تازة العليا في بحر من الخضرة والطراوة ، وتغدق العين بهجة وجمالا . وقد تحولت الآن الى كتل اسمنية متباعدة ، مثل كائن أسطوري فاغر الفم بلا أسنان ، عن مدينته ومسقط رأسه وعنوان انكساراته يقول:

ف لمدينة لقديمة

فوق صور باب الريح

كلست كما ديما

كنتامل سكات لعشية

ونسيم الريح كنتأمل الماضي وزمان اللي رايح وغادي

والقلب اجريح

طليت على مكوسه

ياحسراه مسكينه

مكتفة محبوسة

تعبانة حيرانه لاخوخ لا مزاح/لا عنب لا تفاح

فين الخضرة فين الرمان

فين اسوارج فين اسواقي ونزاور اجنان.

الى فضاءات تازة المنسية ،الى مآثرها الخالدة ،الى التي " تكمد الجراح وتنتظر الصباح كي تغسل وجهها من دم السفاح , الى قلب صدئ وعقل مختل ، الى سارد حديث بدون سند ، الى أشباه المثقفين الذين يطمعون في زعامة ، ويحلمون بالكرامة وعلى أفواههم كمامة، ويدعون الفهامة ،ويكفرون العلامة " رفع العين "لضرورة السياق" الى جهلة او أريد لهم أن يكونوا كذلك ..الى عيون خولة يهدي الشاعر انكساراته ، ويريدها أيضا أن لا تنتهي .و"خولة" حسب تضمينات الشاعر ذات لازمته في منفاه وغربته أعوام الجمر والفقر ، وكانت لفترة سراجه المنير في لياليه المعتمة ، وهيمنة الضباب ، زمن الخيانات ، وهذا لا يعكس أن الشاعر أصبح غنيا ، إلا من قصائده وعشقه الأبدي لمدينته و لإبداعه الخالد.

خليني..خليني

أنا ما بغيت لا كرسي.. لا بيرو

أنا ما بغيت لا ثروة

لا جاه..لا غيرو

أنا بغيت يوسف

يطلع من بيرو " البئر"

أنا بغيت لخليل/ ما يخون عشيرو

أنا بغيت الزجال

يركب لهبال/ويكون قلبو خبيرو

أنا تمنيت يموت البأس/وأكحل الرأس

يوبخو ضميرو.

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *