نكتة اسمها الامتحان التجريبي
تروم الامتحانات التجريبية حسب الدراسات والمذكرات المؤطرة، تحقيق مجموعة من الأهداف في مقدمتها، التمرس والتهيئ النفسي وذلك من خلال، التعاطي مع هذا النوع من الاختبارات بتنظيم مطابق تماما للامتحانين الجهوي والوطني من حيث المواد المدرجة وتتابعها والمدد المخصصة لها وأشكال المواضيع ومضامينها، بالإضافة إلى التأقلم مع شروط انجاز الامتحان كمقعد لكل مترشح، وجود مراقبين اثنين، أوراق التحرير الرسمية، المحاضر والتوقيعات إلى غير ذلك من متطلبات الامتحان، وهذا كفيل بإعانة المترشح على تجاوز الخوف الذي يصاحب الامتحان الرسمي. أما الهدف حسب تلك الدراسات، فيتجلى في انجاز تقييم تشخيصي يمكن من إظهار ثغرات التحصيل لدى التلميذ والصعوبات التي تعترضه، مايو فر له ظروفا أساسية لتدارك مكامن الضعف وسد الثغرات مع الاحتفاظ بالايجابيات، في أفق أن يكون هذا التقييم التشخيصي أرضية لاتخاذ مجموعة من المبادرات كدروس الدعم للمتعثرين وغيرها.
التباس في التقويم
لكن الحقائق الميدانية تبين في الحدود البعيدة البون الشاسع بين المستويات النظرية ، وتلك المتعلقة بالممارسة الميدانية، إذ مازال الامتحان التجريبي يعتبر عطلة بالنسبة للمستهدفين منه، أي تلاميذ السنة أولى من سلك الباكالوريا، والسنة الثانية من نفس السلك، بل تحول هذا النوع من الامتحان إلى تحقيق هدف واحد بالنسبة للأغلبية ، وهو من هو الأسرع الذي يخرج أولا من قاعات الامتحان، وفي هذا السباق السريع تندحر المقاربة النظرية لهذا النوع من الامتحان تماما،و يوضح "المختار شحلال" حارس عام بوجدة، أن معضلة الامتحانات التجريبية ناتجة عن الالتباس السائد في الممارسة التربوية ، إذ يتم الخلط بين التقييم كآلية لإصدار حكم قيمة، والتقويم كآلية مندمجة في عملية التكوين، فكلاهما في هذه الممارسات يفيد معنى الآخر، وقد اعتاد التلاميذ أن يربطوا بين النقطة والتقويم إلى درجة أن الحافز على انجاز عملهم رهين بمدى إمكانية حصولهم على نتائج عددية يتم احتسابها، ومن ثم يضيف المصرح، أن التلميذ أصبح غير مستقل في نشاطه وغير متحمس لانجازه إلا بقدر مايضمن هذا النشاط نقطة ايجابية، فهو متحمس للنقطة أكثر من تحمسه للنشاط ذاته. لكن حسب المصرح ذاته فان الهدف الحقيقي من التقويم هو أن يصبح وسيلة للتعلم والتجديد والبحث المستمر على أنجع الطرق البيداغوجية من خلال ضبط وتشخيص وتصحيح سيرورة التعلم في كافة مكوناتها وعناصرها.
حلول ترقيعية
لقد بينت تجارب الامتحانات التجريبية في السلك الثانوي التأهيلي فشلها، وفي كل محطة من الفشل يحاول المسؤولون على الشأن العام التعليمي ، تغيير إيقاعها الزمني فقء مادامت هذه الأخيرة كانت على الدوام بداية للانقطاع المبكر عن الدراسة وايدانا بنهاية الموسم الدراسي،غير أن التغيير الزمني يحقق أهدافا أخرى غير تلك التي تخص الأهداف النوعية للامتحانات التجريبية التي لم تصل أصداؤها الأولى بعد إلى التلاميذ ،أو على الأقل لم يقتنعوا بعد بالعبارات التي تقال قبيل الامتحان من طرف الإدارة التربوية وأطر التدريس، وباتت تلك العبارات بالنسبة للتلاميذ جزءا من المودعات في خبر كان مع استثناءات قليلة تحاول أن تطل على الامتحان الرسمي بالامتحان التجريبي. هذا وحاول بعض الأساتذة ضمان نجاح هذه الامتحانات بالالتجاء إلى احتسابها ضمن نقط المراقبة المستمرة، وبعضهم قرر احتسابها لكل تلميذ حصل على أزيد من المعدل. لكن المذكرة واضحة في هذا المجال عندما تعتبر الامتحانات التجريبية اختيارية، وبالتالي لاتحتسب نقطها.
مقترحات الى من يهمهم الأمر
في كل الأحوال فان هذا النوع من الامتحانات خلق نقاشا مستفيضا وسط مكونات الحقل التعليمي، وهناك من يطالب بإلغائها، مادامت النتائج المحصل عليهالاتحتسب ضمن أي مكون من مكونات امتحانات الباكالوريا، مع أن تنظيمها يتطلب جهدا إداريا وتربويا ويستنزف إمكانيات مادية كبيرةتأخد من الذات الفقيرة للمؤسسة التعليمية الكثير.وأفضت هذه النقاشات أيضا إلى بلورة مجموعة من المقترحات لوضع الامتحانات التجريبية على السكة الصحيحة، ومن أهمها حسب "شحلال المختار"، فتح حوار حقيقي مع التلاميذ، حول أهمية هذه الاختبارات والأخذ بمقترحاتهم في الموضوع، ترك حرية الاختيار للمؤسسات التعليمية لتحديد الفترة الملائمة لإجرائها، إذ لامبرر لبرمجتها في نفس التواريخ مادامت المواضيع مقترحة محليا، قيام المؤسسات التعليمية بالتعامل الجدي مع النتائج المحصل عليها وذلك بتدوينها وتبليغها للتلاميذ وأولياء أمورهم بغض النظر عن قيمتها، ومن المقترحات أيضا، وضع الإمكانيات الضرورية من لوازم النسخ والطبع والتحرير، رهن إشارة المؤسسات، حتى لاتضطر إلى استنزاف إمكانياتها المحدودة أصلا، وأخيرا الاستثمار الجدي للنتائج المحصل عليها من خلال تنظيم فعلي لعمليات الدعم التربوي، مع الوعي الكامل بالاكراهات المرتبطة بضرورة إتمام المقررات وبالمستوى المخيف الذي انحدراليه التحصيل بالمؤسسات التعليمية.
التجريبي مجرد نكتة
بين هذا المقترح وذاك، فان التلاميذ المستهدفين من الامتحان التجريبي، يؤكدون كما صرحوا للصباح ، أن همهم الوحيد في مسارهم الدراسي هو النجاح ، وما دام مرتبط بنقط المراقبة المستمرة والامتحان الرسمي ، فان الامتحان التجريبي هو مجرد عطلة التقت مع العطلة البينية ، وبالتالي فان التلاميذ يعتبرون هذه العملية مجرد لعبة. وقال أحد التلاميذ الذي خرج دون أن يقرأ موضوع الامتحان، أنه لم يهيئ ما يمكن أن يحرره مادام يعلم مسبقا أن النقطة لاتحتسب، وقال آخر ، ماجدوى هذا الامتحان وهو في الأصل لايصحح. أما أحد التلاميذ لما تحدثت اليه الصباح بالأهداف النوعية للامتحان التجريبي، فأكد أنه لايدرك أي شيء من تلك الأهداف، وأن لا أحد وضعه في الصورة. بعض التلاميذ في تصريحاتهم أيضا طالبوا بأخذ مقترحاتهم في مثل هذه المواضيع وضمنها تنظيم ندوات أو مايشبهها حول الامتحانات التجريبية، أما أن يدخل التلميذ الى قاعة الامتحان وهو جاهز للخروج بدون أن يكون في جعبته تفاصيل هوية العملية، فان ذلك العبث بكل مؤشراته.لكن هناك تلاميذ آخرون أوضحوا أنهم تعاملوا مع الامتحان التجريبي بجدية كبيرة في محاولة لتجربة قدراتهم رغم عدم تهيئيهم بالشكل الكافي ، ويتمنون أن يقفوا على ثغرات أجوبتهم حتى يتمكنوا من تجاوزها في امتحانات نهاية السنة، وغالبية هؤلاء ينتمون الى الشعب العلمية. بل ان بعضا منهم ضحك كثيرا على التلاميذ الذين خرجوا بمجرد تسلم الامتحان، وقال مازحا"يتصحابلهم ،الدقة ديال الجرس في الأول ، هي الدقة التالية ديال نهاية الامتحان…"،هكذا بين دقات الجرس يندحر الامتحان التجريبي ليتحول الى مجرد نكتة ترويها الأجيال التعليمية في زمن المنظومة التربوية الرديء، فهل سيدرك المسؤولون تفاصيل هذه النكتة، انه السؤال الذي يرهن الجواب علية مصير جيل بكامله.
8 Comments
منظومتنا التربوية تشكو من خلل مزمن ومنظومة التقويم معطلة. ولا داعي للف و الدوران. فمند الابتدائي يتعامل التلميذ و الاستاذ مع التقويم « بشتى اشكاله و انواعه: تشخيصي -تكويني -داخلي -خارجي-…..بنوع من الاستخفاف وحتى الادارة و « النيابة :الخريطة المدريبة » لا تعير للتقويم حسابا فلها منطقها جارج السياق النتائج تحسم خارج نتائج التقويم فبكل بساطة :مكان شاغر=تلميذ ناجح وكفى و ليدهب التقويم ونتائجه الى الجحيم. فعندما يتعرف التلميذ و الاستاذ على هذا المنطق السائد فيجب ان يكونوا بلداء ليتعاملوا مع الإختبارات « والتقويم عامة » بجدية لأن النتائج تحسم دون الرجوع الى نتائج التقويم و بالتالي لماذا العناء لتمرير امتحان تجريبي اذا كانت النهاية لا تحتاج الى تجريب؟ لكن في النهاية التعامل مع الباكالوريا يخضع الى منطق آخر: لا يمكن الحصول عليه الا بمعدل 10/20 و بالتالي يكون للإمتحان التجريبي معنى الا أن التلميذ بالخصوص قد اكتسب تجربة « من خلال الاختبارات السابقة:مراقبة مستمرة -جهوي » غير صالحة للتجريبي و هكذا يكون التلميذ بعزوفه على التجريبي ضحية ممارسات لا تربوية سابقة اوحت له ان لا فائدة في منظومة تقويمنا. و في الاخير إن مراجعة منظومة التقويم و اخضاعها للمنطق التربوي و محاربة كل من افرغوها من محتواها التربوي « الخريطة ومن يدور في فلكها » بكل قوة. والامل معقود على المناظرة الوطنية الاولى حول التقويم التي ستنظم منصف هذا الشهر للنظر في كل الاختلالات التي جعلت التقويم التربوي خارج السياق .
ان موضوع الامتحانات التجريبية أصبح محط نقاش كبير بين فئة عريضة من رجال التعليم الغيورين على مصلحة هدا الوطن . ولقد قدم الأستاد رامي الأهداف الموضوعية من تنظيم هده الامتحانات الا أن الخلل يبقى في عدم ادراك التلاميد لهده الأهداف و الطامة تكبر عندما تجد أساتدة و رجال ادارة لا يعرفون شيئا عن أهداف الامتحان التجريبي و يساهمون في افشاله بشكل غير مباشر طبعا عندما يدرك تلامدتهم موقفهم من هدا الامتحان. أرجو ان يتظافر الجميع : أساتدة ، ادارة ، أطر التوجيه في تنظيم حملات تحسيسية للتلاميد بأهمية الامتحان التجريبي و فوائده بدل الطعن فيه حتى نحافظ على الأقل على المجموعة التي لازالت لها رغبة في الدراسة وننقد ما يمكن انقاده. في الأخير اليك طلب ياعزيزي عبد اللطيف . أرجو أن تقوم ببحث ميداني ينتهي بمقال مفصل حول ظاهرة الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهل الاباء و أفرغت منظومة التقويم من محتواها ومع الأسف تجد رواجا كبيرا و انخراطا غير مسبوق من لدن الجميع في تعميم أهميتها عكس الامتحان التجريبي
ما قاله السيد الرامي هو عين الصواب إذ وضعناه في إطار تشخيص الواقع.. و من هنا يكون المشكل هو طبيعة الواقع و ليس الامتحان التجريبي ، لذلك كنت أفضل ان يكون العنوان هو التالي : » التنكيت بالامتحان التجريبي » أو الامتحان التجريبي بين الضرورة و الاستهتار » إلخ فالمشكل يا أستاذ الرامي هو أن التقويم عامة (و الامتحان التجريبي خطوة إعدادية للتقويم )يصطدم بسلوكات تبرهن عن أننا لازلنا (كعقليات) بحاجة إلى أن نحتل نفس الرتب التي تحتلها ادجيبوتي و كامبيا ووو. اللهم فيقنا بعيوبنا .
في الحقيقة ان ماادلى به الاستاذ الرامي واقع لايرتفع،الطامة الكبرىهو ان الانر اكثر من ذلك بتجلى فيما يلي:هل هناك استعداد نفسي عند كل من المشرفين والمؤطرين والمجربين لخوض هذاالدخيل الجديد بمفهومه الاقوىوجيازة التعمل به على غرارالنمودج الرافي الذي مارسه مذة طوبلة ولم يرى فية عيب ولامضيعة للوقت.غبر المالوف يحتاج دائماالى من يجعله مالوفا(قياسا عاى ترويض الاسد والحية…)ففشله بعود الى عوامل كثيرة،ونجحه بتطلب عوامل جمة من جملتها وضع خطة مدروسة حفيفية بعيدة عن جمبع التاويلات وخالية من ردود الافعالوالانعكاسات المجانية .الاعداد النفسي الحاصل من جمبع الاطراف المشاركين والمنخرطبن فب هذه العملبة. نشر توعيةتربةية في صفوف المعنين من التلامبذ مع تحفبزهم للتعمل معه بطريقة حضربية تراعى فيها المصلحة والاقنداء.اخذ السللطة المعنية هذا العمل بنوع من المسؤلية والجدية.وفي الختام تبقى دائما التجربية خاضعة للفشل او النجاح بحسب الظروف المعطيات.
السلام عليكم.هل هذا من الاخطاء الشائعة .التقويم=التقييم . منذ نعومة اظفاري وانا اعرف ان التقييم هو اعطاء قيمة عددية او نقدية او او . اما التقويم هو ان رايتموني مخطا فقوموني…. ونحن نناقش مواضيع تربوية و تعليمية و نخلط الكلمات فكيف التعرف عما تقصدونه . الكلمة المناسبة في الجملة المناسبة جازاكم الله خيرا .
إن ما أوصل عبث التلاميذ بالامتحان التجريبي ما يلي:
1- عدم توعية التلاميذ بأهمية الامتحان التجريبي؛
2- عدم انخراط الأطراف المعنية بمسؤولية وجدية؛
3- تهرب المدرسين من عمليات الحراسة والتصحيح واستثمار النتائج؛
4- عدم قيام أطر التوجيه بالعمليات التحسيسية اللازمة؛
5- غياب دور الإدارة التربوية في الضبط ومواجهة التلاعب؛
6- تهرب الإدارة التربوية من اتخاذ إجراءات ضد المتغيبين بتطبيق المسطرة القانونية؛
7- وكل هذا ناتج عن غياب قوانين ونصوص تنظيمية؛
لماذا لم يتم إدراج تعقيبي حول هذا الموضوع و قد عهدنا في جريدة وجدة سيتي احترام الرأي و الرأي الأخر ، وكذا عدم التمييز بين قراءها الأوفياء.
أتمنى من طاقم وجدة سيتي المحترم جوابا شافيا وشكراً .
في نظري حتى تكون للامتحان التجريبي فائدة لابد أن يحتسب ضمن مكونات امتحانات الحصول على شهادة البكالوريا اما بنسبة مائوية أو كجزء ثالث مع المراقبة المستمرة للدورتين الاولى والثانية . اما اذا استمر الحال كما هو عليه فلا داعي لتبذير المال والوقت في ما لا فائدة فيه خاصة وأن الاخوان الأساتذة يشجعون أبناءنا التلاميذ على عدم الاهتمام بهذا الامتحان حيث يصرحون لهم علانية بأنه لا يعتبر في أي شيء وأنهم سوف لا يقومون حتى بتصحيحه . بل ويطلبون منهم التوقيع في لائحة الحضور للامتحان ثم مغادرة القاعة مباشرة . هل هذا معقول ؟ هل هذا هو الضمير المهني ؟ هل هذه هي المسؤولية التربوية ؟ وبهذه المناسبة أناشد المسؤولين للقيام بتحريات في الموضوع وسوف يكتشفون حقائق موجعة . لقد وقعت هذه الممارسات اللامهنية في العديد من الثانويات . فكيف يمكن للتلميذ أن يهتم أو يبذل مجهودا في التحصيل…