أصل اختلالات التقييم التربوي: السؤال المقترح
أصل اختلالات التقييم التربوي: السؤال المقترح
من إعداد: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي، مكناس.
تقديم عام:
يعتبر السؤال الاختباري اللبنة الأولى لبناء الموضوع الاختباري لتقييم تعلمات التلاميذ وقياس مدى تحقق الكفايات المستهدفة في إطار مادة أو مجزوءة معينة أو وحدة دراسية ضمن المقررات المنجزة.فإذا توفرت في السؤال الاختباري المواصفات المطلوبة، فإن الممتحنين يهتدون إلى الجواب بشكل أو بآخر، وإذا افتقدت هذه المواصفات فإن التلاميذ يجدون صعوبات شتى في العثور على الأجوبة الصائبة فتتعدد الأجوبة بتعدد نسب الفهم عند الممتحنين.
وللوقوف ميدانيا على درجة صعوبة الأسئلة، يقابلها سهولة الأسئلة، التي يقترحها المدرسون وتطرح على التلاميذ لقياس قدراتهم المعرفية ومدى تحقيق الكفايات المستهدفة، قمنا بدراسة تهدف إلى حساب معامل صعوبة السؤال في الامتحان الموحد المحلي وذلك في المواد الأساسية المؤهلة، بشكل عام، للتوجيه إلى الدراسة العلمية والأدبية وهي: اللغة العربية، اللغة الفرنسية، الرياضيات، الاجتماعيات والتربية على المواطنة. ويعزى اقتصارنا على هذه المواد لإكراهات منهجية تتعلق بكثرة التلاميذ توخيا للموضوعية وكثرة الأسئلة المطروحة في هذه المواد وكثرة العمليات الإحصائية والحسابية المطلوبة.
وحتى تتم دراسة الأسئلة الاختبارية بشكل موضوعي، وعلمي ومن أجل تحديد مدى توفق أو فشل التلاميذ في الجواب عن كل سؤال مكون للموضوع الاختباري يتم اعتماد معامل صعوبة الأسئلة الاختبارية.
ويعتبر معامل صعوبة السؤال ناتج قسمة مجموع التلاميذ الفاشلين في الجواب على السؤال المعني على مجموع التلاميذ الممتحنين. ويمتد معامل صعوبة السؤال من "صفر" إلى "واحد". ويترجم هذا المعامل إما التوفق أو الفشل في الجواب على السؤال المعني. فإذا تعلق الأمر بالتوفق في الجواب على السؤال، فإن درجة صعوبة السؤال ترتفع كلما قل معامل صعوبة السؤال ونحا منحى الصفر،(0). أما إذا تعلق الأمر بمعامل الفشل في الجواب على السؤال، فإن درجة صعوبة السؤال تزداد كلما ارتفع معامل صعوبة السؤال ونحا منحى الواحد،(1).
يتم الاعتماد في دراسة الأسئلة الاختبارية على التنقيط الثنائي، بحيث تمنح النقطة 1 عن كل سؤال توفق الممتحن في الجواب عليه بنسبة تعادل أو تفوق % 50. وتمنح النقطة 0 عن كل سؤال لم يتفوق الممتحن في الجواب عليه بنسبة تقل عن %50. فتتوزع هذه النقط حسب الكفايات المستهدف تقييمها والأسئلة المقترحة وطبيعة الأجوبة في جدول ذي مدخلين: أفقي وعمودي، ثم تحدد المجاميع، أفقيا وعموديا، وتحول إلى نسب مئوية تترجم نسبة التلاميذ المتفوقين أو الفاشلين في الجواب على كل سؤال من الأسئلة المقترحة. كما يمكن تحديد نسبة تفوق أو فشل كل ممتحن أو جميعهم في الأجوبة، بشكل عام، على الموضوع الاختباري ككل.
ويتم تفسير معامل صعوبة السؤال على النحو التالي:
§ إذا كانت قيمة معامل صعوبة السؤال تمتد من صفر إلى حوالي 0.2، فإن السؤال جد سهل، وتوفق في الجواب عليه نسبة جيدة من التلاميذ الممتحنين، تتراوح بين 80% و100%؛
§ إذا كانت قيمة معامل صعوبة السؤال تمتد من 0.2 إلى حوالي 0.4، فإن السؤال سهل، وتوفق في الجواب عليه نسبة لا بأس بها من التلاميذ الممتحنين، تتراوح بين 60% و80% ؛
§ إذا كانت قيمة معامل صعوبة السؤال تمتد من 0.4 إلى حوالي 0.6، فإن السؤال متوسط الصعوبة، وتوفق في الجواب عليه نسبة متوسطة من التلاميذ الممتحنين، تتراوح بين 40% و60%؛
§ إذا كانت قيمة معامل صعوبة السؤال تمتد من0.6 إلى حوالي 0.8 ، فإن السؤال صعب، وتوفق في الجواب عليه نسبة ضعيفة من التلاميذ الممتحنين، تتراوح بين 20% و40% ؛
§ إذا كانت قيمة معامل صعوبة السؤال تمتد من 0.8 إلى 1، فإن السؤال جد صعب، وتوفق في الجواب عليه نسبة هزيلة من التلاميذ الممتحنين، تتراوح بين 0% و20%.
I.
عرض نتائج الدراسة وتفسيرها:
وبعد القيام بالعمليات التقنية والحسابية والإحصائية المطلوبة، وحساب معاملات صعوبة كل سؤال في كل مكون لكل مادة من المواد المدروسة، نعرض في ما يلي النتائج المتوصل إليها، مصحوبة ببعض التفسيرات وذلك قدر الإمكان، وليتفضل القراء الكرام، مشكورين بملاحظات وآراء ومقترحات نقدرها ونجلها مسبقا.
1)
مادة اللغة العربية
شمل الموضوع الاختباري ثلاثة مكونات وهي الفهم والتطبيق والتعبير، وطرحت ثلاثة أسئلة في الفهم وثمانية أسئلة في التطبيق وسؤال واحد في التعبير.
1.1- في الفهم:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.77، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 23% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.82، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 18% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثالث 0.15، الشيء الذي يعني أن السؤال جد سهل وأن 85% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
2.1
– في التطبيق:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.50، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 50% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.62، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب إلى حد ما وأن 38% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثالث 0.90، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 10% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الرابع 0.75، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 25% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الخامس 0.82، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 18% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال السادس 0.95، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 5% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال السابع 1، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 100% من التلاميذ الممتحنين فشلوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثامن 0.70، الشيء الذي يعني أن السؤال جد سهل وأن 30% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
3.1- في التعبير:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الوحيد المقترح 0.60، الشيء الذي يعني أن صعوبة السؤال تفوق المتوسط وأن 40% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
في الموضوع ككل:
· حصل على معدل 10 فأكثر، في الموضوع الاختباري في مادة اللغة العربية 23% فقط من التلاميذ الممتحنين ، وعليه، فإن قيمة معامل صعوبة الموضوع ككل بلغت 0.77، الشيء الذي يعني أن الموضوع الاختباري المقترح كان صعبا.
4
) مادة اللغة الفرنسية
شمل الموضوع الاختباري لمادة اللغة الفرنسية ثلاثة مكونات وهي:
comprehension de l’écrit وLangue et communication وEcrire،
وطرحت في المكون الأول خمسة أسئلة وفي المكون الثاني ثلاثة أسئلة وفي المكون الثالث تم طرح سؤالين.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية نعرضها مرفقة ببعض التفسيرات:
1.2
– في المكون الأول:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.70، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 30% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.55، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط السهولة وأن 45% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثالث 0.40، الشيء الذي يعني أن السؤال سهل وأن 60% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الرابع 0.73، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 27% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
·
بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الخامس 0.77، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 23% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
2.2- في المكون الثاني
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.50، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 50% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.50، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 50% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثالث 0.65، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب إلى حد ما وأن 35% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
3.2
– في المكون الثالث:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.75، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 25% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.82، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب جدا وأن 18% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
في الموضوع الاختباري ككل:
· حصل على معدل 10 فأكثر، في الموضوع الاختباري في مادة اللغة الفرنسية 14% فقط من التلاميذ الممتحنين ، وعليه، فإن قيمة معامل صعوبة الموضوع ككل بلغت 0.86، الشيء الذي يعني أن الموضوع الاختباري المقترح كان جد صعب.
4)
مادة الرياضيات
شمل الموضوع الاختباري لمادة الرياضيات خمسة أسئلة.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية نعرضها مرفقة ببعض التفسيرات:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.42، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 58% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.75، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب وأن 25% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثالث 0.52، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 48% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الرابع 0.57، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 43% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الخامس 0.90، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب جدا وأن 10% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
في الموضوع الاختباري ككل:
· حصل على معدل 10 فأكثر، في الموضوع الاختباري في مادة اللغة الفرنسية 13% فقط من التلاميذ الممتحنين ، وعليه، فإن قيمة معامل صعوبة الموضوع ككل بلغت 0.87، الشيء الذي يعني أن الموضوع الاختباري المقترح كان جد صعب.
4)
مادة التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة
شمل الموضوع الاختباري لهذه المادة ثلاثة مكونات وهي التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة.
وطرح في المكون الأول سؤالان وفي المكون الثاني سؤالان كذلك، وفي المكون الثالث تم طرح سؤال واحد.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية نعرضها مرفقة ببعض التفسيرات:
1.4
– في المكون الأول:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.40، الشيء الذي يعني أن السؤال متوسط الصعوبة وأن 60 % من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.67، الشيء الذي يعني أن السؤال صعب إلى حد ما وأن 33% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
2.4- في المكون الثاني:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال المقترح 0.97، الشيء الذي يعني أن السؤال جد صعب وأن 3% فقط من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
3.4- في المكون الثالث:
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الأول 0.27، الشيء الذي يعني أن السؤال سهل وأن 73% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
· بلغت قيمة معامل صعوبة السؤال الثاني 0.22، الشيء الذي يعني أن السؤال سهل وأن 78% من التلاميذ الممتحنين توفقوا في الجواب على هذا السؤال.
في الموضوع الاختباري ككل:
·
حصل على معدل 10 فأكثر، في الموضوع الاختباري في مادة الاجتماعيات والتربية على المواطنة 37% فقط من التلاميذ الممتحنين ، وعليه، فإن قيمة معامل صعوبة الموضوع ككل بلغت 0.63، الشيء الذي يعني أن الموضوع الاختباري المقترح كان صعبا إلى حد ما.
II. خلاصات وتساؤلات:
من أجل رؤية شمولية إلى المواضيع الاختبارية للمواد الأربع التي تشكل عصب مقرر السنة الثالثة ثانوي إعدادي، نعرض في الفقرة الموالية عدد الأسئلة المطروحة حسب درجة صعوبتها ونسب تدخلها في الامتحانات الأربعة، علما أن مجموع الأسئلة المقترحة في المواد المشمولة بهذه الدراسة بلغ 32 سؤالا تتوزع على الشكل التالي:
· بلغ عدد الأسئلة المقترحة الصعبة جدا ثمانية أي بنسبة 25% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
· بلغ عدد الأسئلة المقترحة الصعبة اثني عشرة سؤالا أي بنسبة 38% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
· بلغ عدد الأسئلة المقترحة متوسطة الصعوبة تسعة أي بنسبة 28% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
· بلغ عدد الأسئلة المقترحة السهلة اثنين أي بنسبة 6% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
· بلغ عدد الأسئلة المقترحة السهلة جدا واحدا أي بنسبة 3% من مجموع الأسئلة المدروسة؛
يبدو، إذن، أن الأسئلة غير موزعة بشكل عاد من الأسهل إلى الأصعب حيث إن أغلب الأسئلة تتمركز ناحية الصعوبة. فأي أداء ننتظره من التلاميذ؟ وما هي العوامل المؤثرة في صياغة الأسئلة؟ وهل الأسئلة خضعت للفحص والتمحيص قبل عرضها على التلاميذ؟ وهل تم القيام بالعمليات والإجراءات اللازمة لصياغة السؤال الاختباري؟ وغير ذلك من الأسئلة يمكن للقراء الكرام طرحها، وسنعود لاحقا إلى موضوع آخر في مجال التقييم التربوي،حيث سوف تكون لنا هذه الأسلة ومقترحات ترافقها نبراسا نهتدي به جميعا، محاولة لوضع اللبنات الأولى لإصلاح نظام التقييم التربوي ضمن منظومتنا التربوية.
خاتمة:
يعتبرالتقييم التربوي عصب المنظومة التربوية، فهو مجموعة عمليات تربوية متناسقة ومتوالية ومتكاملة نعرضها في مواضيع لا حقة، يجب إيلاؤها أهمية بالغة للوقوف على المردودية المدرسية الداخلية والخارجية بشكل موضوعي وعلمي من أجل تحسين العملية التربوية والتكوينية ككل.
6 Comments
اشكر الاخ نهاري وابارك له هذه المبادرة لطرح منظومة التقويم للتشريح. اعتقد اننا في الوقت الراهن لسنا بحاجة الى نظريات التقويم و تقنياته وكيف نصيغ الاسئلة و نحلل نتائجها و …و…..
لأن هذه الامور تفترض ان المنظومة التربوية تعتمد منظومة للتقويم لها مواصفات وميكانيزمات تربوية و بواسطة التقويم يمكن معرفة السير الحقيقي للمنظومة التربوية.
و السؤال الاول و الجوهري هو: هل نتائج « تقويمنا » لها الحد الادنى من مواصفات ادنى منظومة تقويم؟ هل النتائج العامة التي نصرح بها كل سنة « 87% من الحاصلين على شهادة التعليم الابتدائي » لها مصداقية؟ و كم هي النسبة التي حصلت على الشهادة بدون معدل ؟ واي معدل؟ ادا كانت طريقة التقويم بالابتدائي غير واضحة المعالم ؟
وبأختصار كل ما بني على ضلال فهو ضلال.
قكل مجهود يجب ان ينصب على فضح وكشف الآليات اللاتربوية التي تؤثر سلبا على نتائجنا قبل تحسين اي شيء آخر وهذا فيه ترشيد للمجهودات. فما الهدف من وضع اختبار بالمقياييس العلمية اذا كنا في النهاية لا نأخد نتائجه بعبن الاعتبار ؟ بمعنى اذا كانت النتائج محسومة مسبقا؟ ليس فقط قبل وضع الاختبار بل النتائج محسومة قبل بداية الموسم الدراسي.
وهكذا تصرف احد نواب جهة سوس ماسة درعة مع نتائج السنة الثالثة اعدادي : بجرة قلم معدل النجاح و « التوجيه » هو 9/10 وكل مؤسسة لم تحقق بهذا المعدل اكثر من 40% من الناجحين يكون معل النجاح بها هو المعدل الذي سيمكنها من ذلك وكان لبعض المؤسسات اقل من 7.8/20 فما دور التقويم مع هذا النوع من المسؤولين؟ و بهذا المنطق فصل تلاميذ بمعدل 8.99/20 و توجه آخرون بنفس القطاع المدرسي بمعدل 7.8/20 و الى الجدع المشترك العلمي. زيادة على ذلك نسبة النجاح العامة بهذا المستوى حددها السيد النائب و بمباكة الخريطة في 64% وهي اعلى نسبة في الجهة. فهل نحن في حاجة الى تقنيات التقويم ام بالدرجة الاولى الى مسؤولين يقدرون المسؤولية ؟ فالتقنيات و النظريات و المفاهيم تزخر بها الشبكة العنكبوتية لكن المسؤولين الغيورين على المنظومة التربوية هم عملة نادرة.
أتوجه بجميل الشكر إلى كل من تفضل بملاحظات ومقترحات لإثراء هذا النقاش للسير قدما بمنظومتنا التربوية عموما ،ومنظومة التقييم التربوي على الخصوص، التي تعتبر المكون الأساسي لنظام التربية والتكوين. فتبعا للموضوع المعروض أعلاه، وتوخيا للواقعية والموضوعية، أستسمح إثارة القضايا التالية: 1- بخصوص التعاليق: إن في الاختلاف رحمة، إلا أنه تم تسجيل أن بعض الملاحظات التي يتفضل بها بعض القراء الكرام مشكورين تنأى عن الموضوعية والواقعية. فالمرجو التفضل باقتراحات وملاحظات بناءة. 2- بخصوص منظومنتنا التربوية: إن منظومتنا التربوية منظومة قائمة بذاتها وفق توجيهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومختلف التشريعات، تتسم بما يمكن تحسينه وتطويره وبما يمكن تصحيحه وإصلاحه بإصلاح مختلف المكونات البشرية والمادية والمعنوية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار بنية قائمة بذاتها. 3- بخصوص اجترار الفراغ: إن تكرار مصطلحات وتعابير محبطة لن يسهم بأي شكل من الأشكال في إصلاح أحوالنا وأحوال منظومتنا التربوية. إن الجميع يعلم وبشكل جلي ومنذ زمان، أن أعدادا من التلاميذ ينتقلون من مستوى إلى آخر بمعدلات تقل عن عشرة من عشرين. وكم موظفا، انتقل من مستوى إلى آخر بمعدلات دون العشرة، لما كان تلميذا، ويحتل حاليا رتبا مرموقة ويحظى بمكانة اجتماعية محترمة ويعيش عيشا كريما !!.
وبناء على ما تقدم، وما ورد من تعاليق جديرة بالاحترام، أود طرح الإشكالية التالية:
•إذا كانت نسب النجاح من مستوى إلى آخر محددة مسبقا أو لاحقا،(لا يهم)، فهل هذا يثني عزائمنا فننصرف وندير ظهورنا ونترك الحبل على الغارب: فلا أحد ينجز بحوثا ودراسات، ولا أحد يقوم بواجبه داخل القسم، ولا أحد يؤطر، ولا أحد يسير ويدبر، ولا أحد يقدم خدمات الاستشارة والتوجيه !!.
إن منظومتنا التربوية منظومة قائمة بذاتها، فإذا اعتلت وأصابها وهن فهل نئدها دون القيام بعمليات الفحص والإنعاش والتطبيب والعلاج؟
إن القيم الإنسانية لا تسمح بحمل مريض إلى القبر قبل القيام بما يمليه الواجب.
إن التحلي بروح المواطنة يدفع المواطن إلى الإسهام، من موفعه، بما يمليه الواجب.
فلنقم ببحوث ودراسات ولنحدد مختلف الاختلالات والمسؤوليات ولنستعمل في ذلك كل أنواع المراجع المكتوبة والمرئية والعنكبوتية وليس عيبا، بل العيب يكمن في التنصل من الواجب والشعور باليأس وزرع الإحباط (يتبع).
احيي فيك الاخ: امبارك نهاري،روح العمل الجاد ،وبذل المجهودات،للمساهمة في النهوض بمنظومتنا التربوية.
دراستك اعلاه كم كنت بحاجة الى مثلها لما كنت في القسم،ترشدني الى طرح اسئلة مناسبة مراعية الفوارق الموجودةبين التلاميذ،واليوم اقترح ان تكون موضوع لقاءات تربوية بين المؤطرين والاساتذة،وان يعمل كل مؤطر مع الفريق الذي يوجهه الى دراسات مماثلة،لان الطاقات الخام منشرة عبر ربوع الوطن تحتاج فقط الى من يوقدها لتشع ضوءا يملا فضاء منظومتنا التربوية نورا.
فعلا يجب علينا ان ندرك ابعاد رسالتنا محليا وجهويا ووطنيا وانسانيا،وان نعمل والا نبقى مكتوفي الايدي نبحث عن مشجب نعلق عليه عجزنا،فلنتحرك وقديما قيل :في الحركة بركة.واايد قولك اسفله كل التاييد.ودمت معطاء.
إذا كانت نسب النجاح من مستوى إلى آخر محددة مسبقا أو لاحقا،(لا يهم)، فهل هذا يثني عزائمنا فننصرف وندير ظهورنا ونترك الحبل على الغارب: فلا أحد ينجز بحوثا ودراسات، ولا أحد يقوم بواجبه داخل القسم، ولا أحد يؤطر، ولا أحد يسير ويدبر، ولا أحد يقدم خدمات الاستشارة والتوجيه !!. إن منظومتنا التربوية منظومة قائمة بذاتها، فإذا اعتلت وأصابها وهن فهل نئدها دون
القيام بعمليات الفحص والإنعاش والتطبيب والعلاج؟ إن القيم الإنسانية لا تسمح بحمل مريض إلى القبر قبل القيام بما يمليه الواجب. إن التحلي بروح المواطنة يدفع المواطن إلى الإسهام، من موفعه، بما يمليه الواجب. فلنقم ببحوث ودراسات ولنحدد مختلف الاختلالات والمسؤوليات ولنستعمل في ذلك كل أنواع المراجع المكتوبة والمرئية والعنكبوتية وليس عيبا، بل العيب يكمن في التنصل من الواجب والشعور باليأس وزرع الإحباط (يتبع).
تبعا لبعض الملاحظات التي تقدم بعض القراء الكرام مشكورين، وتبعا للرد أعلاه، أود أن أتقدم ببعض الإضافات التي يحتم المنطق إضافتها، وهي كما يلي:
1)إن طرح مسألة النجاح وفق نسب محددة مسبقا كمبرر لعدم وجود نظام للتقييم التربوي ضمن منظومة التربية والتكوين مسألة لا ترتكز على أسس موضوعية وتحيد عن الصواب في كثير من جوانبها؛
2)إن طرح مسألة النجاح وفق نسب محددة مسبقا كمبرر لعدم جدوى البحوث والدراسات أو لعدم القيام بما يمليه الواجب المهني ذريعة واهية لا تستند لأي منطق؛
3)أي علاقة لبناء المواضيع الاختبارية بمسألة النجاح وفق نسب محددة مسبقا أو لاحقا؟
4)هل يستحضر المدرس نسب النجاح قبل إعداد الموضوع الاختباري؟ الجواب طبعا بالنفي.
5)فالسؤال كان سهلا أو صعبا هل يضعه المدرس كذلك لما يعلم بنسب النجاح المحددة ؟
6)وهل لما يعلم المدرس بنسب النجاح المحددة يطرح أسئلة عشوائية دون ضوابط تربوية؟ الجواب طبعا بالنفي.
7)إن المدرس لا يستحضر، لا محالة، إلا مجموعة من الوضعيات المدرسية والضوابط التربوية والتشريعية قبل إعداد المواضيع الاختبارية، وذلك وفق ما يمليه الواجب المهني.
8)وفي موضوع عام ذي صلة بنسب النجاح المحددة، هل تم البحث في أسباب قرارات النجاح وفق نسب محددة؟ وهل تم التوصل إلى نتائج في هذا الموضوع كيف ما كانت طبيعتها؟
9)وفي موضوع النجاح بمعدلات تقل عن عشرة من عشرين، هل تم البحث في هذا الموضوع، وتم التوصل إلى نتائج تمكننا من إصدار أحكام معينة؟
فلنقم ببحوث ودراسات ميدانية علمية وموضوعية في ما نعتده إيجابيا، أو في ما نعتقده سلبيا، ولنصدر بعد ذلك أحكاما واقعية وفق النتائج العلمية المتوصل إليها.
وسنعود بتفصيل إلى هذه المواضيع وغيرها في سياق تشريح ومحاولة وضع بعض اللبنات لإصلاح منظومة التقييم التربوي قدر المستطاع، وذلك بالمساهمات القيمة للقراء الكرام التي يتفضلون بها وملاحظاتهم النيرة، نحترمها ونجلها مسبقا، التي يقدمونها من أعلى هذا المنبر المحترم الذي ييسر النقاش والتواصل بين جميع مرتاديه.
ادا اردنا معرفة حقيقة ما تشكو منه منظومتنا التربوية فلنعلن من هذا المنبر ان تتحمل مجالس الاقسام و التوجيه مسؤوليتها بكل حزم و جرأة . وسنصل الى النتيجة التالية:
انطلاقا من البرامج و المناهج و الاهداف المراد تحقيقها نهاية كل مستوى دراسي يقوم الاستاذ بتحضير دروسه و وسائل تقويمه لبلوغ الاهداف التي يجب ان تعكسها نتائج اخر السنة واذا لم تتحقق فما هو السبب؟ و هنا يبدأ التحليل اذا كانت من البرامج فلنغيره و اذا كانت من طريقة التقويم (طريقة منهجية……) فلنغيرها او نكون فيها. وهكذا…اما ان نتصرف نهاية السنة مكان المجالس و نحدد ما نريد و بالطريقة التي نريد فهذا لن يساعدنا على معرفة مكامن الخلل
و في النهاية اذا كانت الامور تسير كما هي الان فلن يكون احد في حاجة الى تقنيات والى علم التقويم الذي يمكن اعتباره ترفا في الوضعية الحالية .
في غياب بحوث ودراسات ميدانية تضع الأصبع على مكمن الداء، يمكن أن يحلم كل بما يحلو ويطيب له فيتصور ويقترح ويشعر في قرارة ذاته أنه على صواب، ما دامت هذه المقترحات بعيدة عن المحك والتجريب، إن تمسك شخص ببرأيه لن يفيد في شيئ ولأن يؤدي إلى أي نتيجة، يجب تضافر الجهود وتنظيم العمل الجماعي.