Home»Régional»التوقيت المستمر : الكذبة التي صدقناها …

التوقيت المستمر : الكذبة التي صدقناها …

0
Shares
PinterestGoogle+

   يحكى ان اشعب الطماع  التف حوله الأطفال ذات يوم وصاروا يسخرون منه نتيجة طمعه المبالغ فيه ، ولكي يتخلص منهم فكر في حيلة فقال في نفسه  : " لكي اتخلص من  سخرية و أستهزاء هؤلاء الأطفال مني لا بد من حيلة …وفجأة خطرت بباله هذه الحيلة فقال لهم : الا اخبركم  بمكان وليمة يقدم فيها كل ما لذ وطاب من الأكل …فردوا بصوت واحد  : نعم ..نعم …فقال اشعب ان في منزل فلان بالحي الفلاني حفل زفاف  لأبنه البكر  ، ولكونه عزيزا على ابيه  فان  كل ما لذ وطاب من الأكل يقدم لكل من حضر العرس كبيرا وصغيرا …" وما كاد اشعب  ان ينهي كلامه حتى اطلق الأطفال سيقانهم للريح يتسابقون الى منزل هذا العرس " الوهمي " … ولما بقي اشعب لوحده واختفى كل الأطفال قال مع نفسه : " ومن أدرى لعل ما قلته بالفعل صحيح طالما ان الأطفال ذهبوا كلهم …فما علي الا ان اذهب انا ايضا  فقد تكون الكذبة التي كذبتها على الأطفال صحيحة …فانطلق هو ايضا يهرول الى حيث مكان العرس … فلم يجد لا عرس  ولا يحزنون …فتبسم ضاحكا …مستهزئا من نفسه  قائلا :  سبحان الله لقد كذبت كذبة   على الأطفال فصدقوها …لكن ما لبثت ان صدقتها انا ايضا بدوري …"
     انها حكاية اشبه بحكاية التوقيت المستمر الذي طبلت له الحكومة وغيطت له ، واعتبرته انه يعتبر بمثابة ثورة في مجال الأدارة المغربية ، وان  الدولة المغربية  ستجني الاف الملايير ارباح من وراء هذا التوقيت  ، سواء  في مجال الطاقة ، كما ان ضغط حركة المرور خلال ساعات الذروة – 12 زوالا – سوف لن توجد بعد تطبيق التوقيت المستمر …كما المردودية في اداراتنا سوف ترتفع …وهكذا بدأت الحكومة  تعدد ايجابيات التوقيت المستمر ، ونتائجه الأقتصادية والأجتماعية على بلدنا …وبالفعل تم تطبيق التوقيت المستمر في كل الأدارات العمومية عدا التعليم والقطاع البنكي الذي تمرد على هذا التوقيت منذ اول يوم من اعلانه ، وهذا ما يعني ان التوقيت المستمر انطلق  " مايل " منذ البداية ، اذ كيف يعقل ان ادارات تطبق التوقيت المستمر في حين الأبناك رفضته ،  والتعليم يستحيل تطبيق هذا التوقيت فيهلعدة اسباب لا مجال لذكرها هنا  ، … وبذلك لم تدخل الدولة في عملية تطبيق التوقيت المستمر بل ادخلت الأدارات في فوضى   ، وعدم تناسق وانسجام …
    والغريب في الأمر انه بعد عدة شهور من تطبيق التوقيت المستمر  والذي يبدأ من الساعة" الثامنة والنصف الى الرابعة  "  تم اختصار هذا التوقيت  أخيرا الى مجرد ثلاث ساعات  بالنسبة للعديد من الموظفين بالعديد من الأدارات …حيث يلاحظ ان جل الموظفين يغادرون مقرات عملهم على الساعة  الثانية عشرة زوالا  وقد يعودون على الساعة الثانية بعد الزوال …والعديد منهم قد لا يعود اطلاقا …وبذلك تلاحظ خلال 12 زوالا زحمة لا مثيل لها في حركة المرور – انظرالصورة وقد التقطت زوالا- والتي اعتبرت الحكومة ان هذه حركة السير سوف تخف خلال هذا التوقيت …الا ان  الواقع اثبت انها لم تخف بل بالعكس ازدادت زحمة لأن  جل الموظفين يكونون في عجالة من امرهم  لتناول غداءهم بمنازلهم …وكذلك نفس ما يحدث على الساعة 2 بعد الزوال …
    ويلاحظ ان العديد من الأدارات تجدها فارغة من  جل الموظفين  حيث لا تجد الا موظفا واحدا  اذا طلبت منه ان ينجز لك ورقة ما قد يطلب منك العودة غدا صباحا …وان المسؤول ليس هنا ، او مازال لم يعد ، او خرج الى هنا …الى غير ذلك من التبريرات …وهكذا تحول التوقيت المستمر في بلدنا الى مجرد توقيت مختصر من  8 ساعات الى اربع ساعات …والأدهى والأمر ان حكومتنا صدقت بالفعل ان هناك توقيت مستمر  يطبق بحذافيره ووفق التشريعات والقوانين المنظمة له …غير ان الواقع مغاير لذلك تماما …
  وكتساؤلات مطروحة : هل قامت الحكومة بدراسة  لمدى نجاح او فشل التوقيت المستمر ؟  هل كونت الحكومة لجن تفتيش تزور الأدارات بشكل مفاجيء خلال الزوال ، وخلال الساعة الثالثة مثلا لتتأكد ما اذا كان كل الموظفين موجودين في ادارا تهم ام انها سوف لاتجد الا من ينوب على الكل ؟  الا يمكن لهذه اللجن ان تراقب  حركة المرو خلال الزوال وتتساءل لماذا  بقيت هذه الزحمة هي هي كما كانت خلال التوقيت العادي ؟  وأظن ان اي دراسة موضوعية وجدية ومسؤولة سوف تصل الى  تقييم حقيقي للتوقيت المستمر … وانه لا يوجد لا توقيت مستمر  ولا يحزنون …وانما هي مجرد كذبة  صدقناها …كما صدقها اشعب من قبلنا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. العلمي - فاس
    16/06/2006 at 18:56

    والله بالفعل يوجد توقيت مستمر … فالتوقيت المستمر هو مجرد اسم بلا مسمى …فجل الأدارات بالفعل يغادرها جل موظفيها على الساعة الثانية عشرة ولا يعودون اليها اطلاقا … فمن الأفضل للدولة ان تعود التوقيت العادي في العمل الأداري …التوقيت المستمر هو هدر للزمن ، وهدر لمردودية الأدارات …وكما اشار صاحب المقال اذا ارادت الحكومة ان تأخذ فكرة على التوقيت المستمر فلتلاحظ حركة المرور خلال الزوال … وسيتبين لها ان جل الموظفين بالأدارات يرجعون الى منازلهم وكأن التوقيت عادي …بكل بساطة … فمتى نكون موضوعيين …ومتى نقبل الصراحة

  2. العلمي - فاس
    16/06/2006 at 18:56

    عفوا اردت القول : والله لايوجد توقيت مستمر …

  3. 1
    16/06/2006 at 18:56

    idara fassida…..fassouda lmoussayirou wa lmoussayyaroun

  4. المحايد
    16/06/2006 at 18:56

    يمكن أن نسمي التوقيت المستمر كسجن مستمر يحبس الموظفين عن رؤية أطفالهم طيلة النهار وشكرا..

  5. ناظوري
    16/06/2006 at 18:56

    التوقيت المستمر لا جدوى من تطبيقه في بلادنا، انه توقيت سياسي فقط يراد منه تسجيل السبق في الاقتراحات، لماذا لم تفكر الحكومة في ما هو اهم، ان الغرب عندما خططوا لهذا التوقيت، خلقوا بنية صلبة لتطبيقه، اين الظروف المواتية؟ ولادنا عندما يخرجون من المؤسسات التعليمية في الساعة 12 اين يذهبون؟ ماذا ياكلون؟ من يرعاهم اثناء الرجوع الى المنزل؟.ان امهم تكون في العمل. هل تريد الحكومة ان يتشر اولادنا في الازقة. لن يغفرلهم الله هذه الزلة ابدا ابدا ابدا…

  6. الطاير
    16/06/2006 at 18:56

    والله صادقين مافيه توقيت مستمر ولا يحزنون…

  7. العجاز
    16/06/2006 at 18:56

    يوووه طويله اذا قريتها رديت عليك>>اووف ذابحه العجز

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *