تعتبر الصورة بالإضافة إلى اللغة اللفظية والحركات من أبرز وسائل التفاهم التي من خلالها تنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وإيصال الأفكار والمعلومات. فما هي تأثيرات الصورة الإعلامية؟

يقول بيير مارتينو: "تلعب الصورة دورا هاما ذا دلالة كبرى في تحفيز سلوكنا اليومي، إنها تتمتع بحيوية خيال خصب، وقدرة على الإرغام تفوق قدرة الأفكار المجردة، ذلك أنها تولد مصاحبات عاطفية تترجم إلى أنشطة وطاقات قوية…"، ويقول الإعلامي المغربي أحمد الزيدي:"الصورة نستقبلها كما هي، أما مدى تأثير هذه الصورة وإلى أي حد تستطيع أن تحقق ما أراده منها منتجها أو ما هو مراد منها عموما، فذلك رهين بثقافة المتلقي، فهل نتوفر على ثقافة…؟" تساؤل يطرح إشكالية كبرى

صورة الإعلان أو الإشهار التلفزي: يقول أحمد الزيدي: "الإعلان لا تستطيع اليوم فصله عن التجارة العالمية والدورة الاقتصادية، بل يمكن القول إنه لم يعد في الإمكان تصور اقتصاد أو تجارة عالمية مزدهرة بدون إعلانات هذه الصور والتي نستهلك الملايين منها يوميا وأحيانا بدرجة البلاهة، أخطر خطاب فيها يتجلى في ربط السعادة بالاستهلاك، أنفق ما لديك أو ما تسطيع الحصول عليه لاستهلاك حتى الذي لست في حاجة إليه"، وهنا تطرح أسئلة بشأن تأثيراتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، هل بغرض الانفتاح واقتصاد السوق يفتح المجال لكل إعلان؟ ما هي الجهة التي تتحكم في الصورة؟

إن الخطاب الإشهاري التلفزي هو مجموع صور سعيدة (طوباوية) مركبة بشكل دقيق تنتهي بفرض ذاتها كنماذج جمالية وثقافية…

ارتباط الطفل بالصورة: يقول عبد الرزاق زاهير: "يبرر فريق من المهتمين سر ارتباط الطفل بالإشهار التلفزي بطبيعة حامل هذا الخطاب السمعي-البصري؛ أي أن الطفل لا يتواصل مع الإشهار، بقدر ما ينساق وراء الصورة الملونة المتحركة والتي تمارس تأثيرا متفاوتا يصعب إقصاؤها لأن الطفل يحيى بها".

إن أحد مقاييس فقدان الأمة لسيطرتها على وسائل إعلامها هو مدى اختراق وكالات الإشهار الأجنبية لوسائل وأدوات التسويق في تلك الدولة. فالصورة تحمل في طياتها رسالة ودعوة لفكر ثقافي وسلوك اجتماعي واقتصادي، ونجاح هذه الدعوة وتغلغلها مرتبط بثقافة المتلقي، فأي ثقافة لدينا بعدما أصبحنا سجناء المشاهدة؟