خطورة استفحال ظاهرة الاحتفال بالمولد النبوي بالمفرقعات بوجدة
مع قرب حلول يوم 12 ربيع الأول من السنة الهجرية تستعد العديد من الأسر المغربية للاحتفال بعيد المولد النبوي. وإذا كانت الاحتفالات تختلف من منطقة إلى أخرى بمختلف جهات المملكة تتقاطع كلها في نقطة ذكرى مولد خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فتكثر مجالس الذكر وتلاوة الذكر الحكيم، والصلاة إلى غير ذلك… لكن ما يميز الجهة الشرقية وخاصة مدينة وجدة هو الاحتفال بطقوس خاصة تستعمل فيها أنواع المفرقعات والصواريخ الصناعية والشهب النارية وغيرها من "المواد المتفجرة" الخطيرة أحيانا والمزعجة كثيرا.
لقد قام بعض الشباب صباح يوم الجمعة 29 فبراير الماضي على مستوى الطريق الرابطة بين أحفير والسعيدية بإلقاء نوع من المفرقعات القوية على سيارة أحد الأشخاص نتج عنها انفجار زرعت الرعب وأربكت أصحاب السيارات الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركة السير تسببت في وقوف أكثر من 30 سيارة لمدة زمنية ليست بالقصيرة. ويقوم العديد من التلاميذ من المؤسسات التعليمية من ثانويات وإعداديات وحتى المدارس الابتدائية بالتقاذف بتلك المفرقعات واللعب بها بوضعها على حين غفلة تحت أرجل زملائهم ، أو يعمدون إلى الإلقاء بها على حين بغثة وسط جموع التلاميذ المتجمهرين أمام المؤسسات أو خلال فترات الاستراحة وحتى داخل الأقسام أثناء الدرس. " لا يدرك هؤلاء التلاميذ خطورة ما يفعلونه بتلك المفرقعات التي كثيرا ما أرسلت العديد منهم إلى المستشفيات، ونتج اللعب بها وبمداعبتها عن جروح خطيرة كفقدان البصر أو أحد الأصابع نهيك عن إتلاف الملابس…" يوضح أحد رجال التعليم الذي اشتكى غير ما مرة من سلوكات بعض تلاميذه وتصرفاتهم من الاستعمال المبالغ لتلك المفرقعات التي تباع بكل حرية في الأسواق وخاصة سوق سيدي عبدالوهاب، ثم يستطرد قائلا "بالنسبة لهؤلاء التلاميذ ، هي لعبة تحدي لكنها خطيرة ومزعجة وعلى المسؤولين منعها ومعاقبة مستعمليها ، لأن ذلك لا علاقة له بالاحتفال بالمولد النبوي…".
"
زيدان …زيدان…بكية غير 10 دراهم…زيدان…زيدان غير ألف فرنك…محارق زيدان (مفرقعات زيدان)…" ينادي شبان على بضاعتهم من المفرقعات التي يعرضونها بساحة سيدي عبدالوهاب. "زيدان" هو اسم نوع من المفرقعات التي تعتبر من النوع الجيد وتنفجر كلها وبقوة تثير الانتباه ، بل وتزعج السكان والمارة الذين لم يألفوا دوي انفجاراتها. شبان يستغلون فترة الاستعداد للاحتفال بعيد المولد النبوي في تجارة رائجة لربح بعض الدراهم. ورغم أن هناك مظاهر أخرى للاحتفال بهذا العيد وبوسائل متنوعة كآلات الإيقاع من بنادير ودربوكات وتعاريج بالنسبة للفتيات، ولُعب من أسلحة بلاستيكية كالبنادق والمسدسات المائية أو الاليكترونية وغيرها إلا أن المفرقعات تبقى الوسيلة المفضلة لدى الأطفال والشبان حيث يكثر الطلب عليها، لذا يعمد بعض المتاجرين فيها إلى جلبها عن طريق التهريب سواء من إسبانيا عن طرق مدينة مليلية المحتلة، لكن هذه السنة يتم جلبها حسب ما صرح به لنا بعض الشبان المتاجرين فيها، من الجزائر. ومن جهة أخرى، يعمد بعض شبان الأحياء إلى صنع مفرقعاتهم بأنفسهم وبطريقة تقليدية بوضع مادة "الكاربيل" التي تستعمل في الإنارة التقليدية، في قنينات يضاف إليه شيء من الماء ويشعل فتيلة متصلة بالغاز المنبعث من القنينة التي تنفجر محدثة دويا يروع الحي ويضحك الأطفال ويفرحهم.
تقوم عناصر الأمن الولائي بمدينة وجدة بحملات يومية بالأسواق حيث يتم حجز كل يوم تلك البضاعة كسلع مهربة ومزعجة يؤدي استعمالها إلى نتائج قد تكون خطيرة جدا وتخلف ضحايا من أصحابها ومن المارة أو السكان. "نقوم بحجز تلك المفرقعات إذ نعتبر ذلك مخالفة من باب الإزعاج واحتمال وقوع أخطار لكن لا ندري إن كان هناك قانون يمنع تداول تلك المفرقعات"، يقول أحد رجال الأمن. أما أحد رجال الجمارك فيعتبرها كالسلع المهربة وتجري عليها نفس القوانين التي تجري على البضائع المهربة المحجوزة، خلافا لما يتم ضبطه من السلع المتعلقة بالمخدرات من كيف وحشيش وأقراص أو خمور…
2 Comments
où est le rôle de la sécurité alors ,,??
فكرن هاد المقال ملي كنا لعبو بلكوابس ديال لبوشون ولكن كنا نديرو أطنسيون .أما اليوم ادا لم تحارب هده الظاهرة فسوف تأخد أبعادا أكثر خطورة مما نتصور.