الغابون ترفع صوتهاعلى فرنسا
"الغابون ترفع صوتها على فرنسا"
كانت نشرة الثامنة مساء ليوم الخميس 06 مارس من هذا العام حين قدم المذيع "باتريك" نشرته الإخبارية بالقناة الأولى الفرنسية معلقا على خبر طرد مواطن غابوني متزوج بفرنسية بسبب إقامته غير القانونية و هو يقول "ترفع الغابون صوتها على فرنسا" مشيرا إلى الإجراء الذي ستتخذه السلطات الغابونية بإرسال العديد من الفرنسيين غير القانونيين في الغابون-
فقلت ربما تكون سياسية المعاملة بالمثل هي الدافع و لكن ما موجب القول ل"ترفع صوتها" – ألا تزال فرنسا تتعامل بكذا خطاب مع عالم ما قبل 11 شتنبر- ثم ما الذي يجعلها تخاطب مستعمراتها القديمة بهذه اللغة و ما آفاقها في المستقبل-
لقد انقلب السحر على الساحر حين توجهت الألوف المؤلفة من المهاجرين الأفارقة إلى جمهورية الأنوار بكل الوسائل القانونية و غير القانونية فأقاموا بها بعدما استهوتهم مظاهر النظام الاجتماعي و شعارات حقوق الإنسان لكي يصيبها في الاخير الإرهاق المتزايد منذ منتصف الثمانينات و تصخب صخب العجوز الشمطاء و تغلق الحدود و تلاحق المهاجرين السريين الذين لا ينقضون- كل ذلك هو مفهوم مثلما نفهم تراجع الألوان الزاهية لشعارات "بلد اللجوء" و "بلد الاستقبال" –
و سالت نفسي بنفسي ألا نكون نظلمها و هي من علم نخبنا و مثقفينا- أليست هي المسكينة صاحبة الفضل في استقرار إفريقيا بيد أنها كما يسميها النبهاء "رجل درك إفريقيا"- لماذا ننكر الجميل و العشير لماذا نركز نظرنا في الجزء الفارغ من الكأس-
لذلك كله اعتزلت عواطفي و ابتعدت عن كل المشارب و القراءات راجيا سبر الروايات المتعاقبة لأجيال مضت و تمضي من هنا بلاد الأنوار- و قلت ربما يكون للاستعمار اكبر فضل في معرفتنا للحالة التي آتانا فيها على حين غفلة من دواتنا- لقد وجد فينا قابلية كل شيء فأعطانا كل شيء حتى القانون ……– و ترعرعت نخبنا في أحضانه و لكن لماذا لم تتعلم هذه النخب الأنوار لماذا لم تتشبع بمبادئ كونية حقوق الإنسان كما قال الدكتور محمد أمين الميداني- إن هناك مشكلا يدفعنا إلى أسلوب المقارنة حيث انه لا يعرف الضد إلا بالضد-
يحلو للكثيرين مقارنة اللامقارن فيعملون على إسقاط اعتبارات أوربية أو غربية علي أخرى مغايرة تماما- فيقارنون الغابون مع فرنسا مثلا إنما كان أولى بمقارنة البلد الإفريقي الغابون بمثيله المغرب أو الجزائر- و عليه فان فرنسا تقارن مع كندا و ألمانيا و انجلترا-
هذه الأخيرة بدورها كدولة استعمارية كبرى لها تاريخ مع مستعمراتها التي يبدو أنها ستلحق ركبها ما دامت الهند و باكستان مثلا قد دخلوا النادي النووي- فحتى لو بقيت هذه المستعمرات السابقة لانجلترا وفية للغة الانجليزية فهذا مفهوم لأنها صارت دولا نووية و لكن ماذا صارت المستعمرات الفرنسية- من جهة أخرى لا تعرف انجلترا مشاكل حادة على مستوى الاندماج الاجتماعي مثلما تعرفه فرنسا ناهيك عن الترسانة الكبيرة لمجموعة مفاهيم لم تعد تناقش إلا في فرنسا مثل وجوب تأقلم المهاجرين مع القوانين الفرنسية و ليس العكس و تحويلات العملة الصعبة من طرف المهاجرين ثم أخيرا "الشوهة" التي أراد تدريسها ساركوزي في المدارس—
و الحقيقة أن الغابون عندما رفعت صوتها على فرنسا هي تملك لماذا إذ أنها تملك آبار بترول تشتغل فيها شركة "طوطال" الفرنسية فهي تهدد إذن باستبدالها بشركة أمريكية و مع تزايد أسعار البترول أصبح لها شان و لها الحق إن رفعت صوتها هذا فضلا على أن عدد سكانها لا يتعدى المليونين- فلربما قليل و عزيز خير من كثير و ذليل الأمر الذي جعل الحكومة الغابونية تحتج من اجل مواطنها المهدد بإضافته إلى لائحة المطرودين 25 ألف كل سنة بسبب انه لم يحصل على نتائج كافية في دراسته-
قلت إذا كان آباء الأطفال الصغار يتابعون من اجل تغيب أبنائهم عن المدرسة فهذا مفهوم لكن أن نلاحق شخصا له أسرة فهذا أظن يلتقي مع نظم "الخمير الحمر" لأنه لم تعد هناك إرادة فردية حقيقية و لا حرية شخصية و بالتالي أضحى الفرنسيون خميرا زرقا بعيون زرقاء ربما مثل اللون في رايتهم- و الأهم من كل ذلك أن الخمير الزرق لهم كل الحق في تطبيق قوانينهم و حماية حدودهم فنحن على أية حال نفهم أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل ماسي العالم و لكن في المقابل أيضا الغابون لها مواطن ……و هي تستطيع إن أرادت أن تستعمل ورقة البترول و تختار التعاقد مع شركة أمريكية-
فبذلك نقول على منوال ما قال باب الحكمة سيدنا علي اطلبوا الحاجات بعزة أنفس الغابونيين فان بيد الله قضائها-
سمير عزو
Samir.azzou@caramail.com
3 Comments
لقد طالت غيبتك عنا ياسمير…لقد طرحت موضوعا صالحا للمناظرة وتفوقت في ابراز وفك بعض تلابيبه الا وهو موضوع التعامل والنظرة التي ينظر بها الغرب الاستعماري للشعوب المستضعفة وللثقافات المغايرة انها دوما اداة للاستعمال يلقى بها متى استنفذت مهمتها…ان هذه النظرة اصبحت اليوم مكشوفة وواضحة بعد ان كانت فيما مضى مغلفة…ويدخل مقالك ياسمير في باب التنوير والوعي بهذه النظرة فما احوجنا للوعي والفهم قبل الانطلاق للفعل.. تحياتي للجميع
Certes, ils sont actuellement une minorité par rapport à la race blanche, mais d’ici 40 ans, les Noirs représenteront plus de 50 pour cent de la population mondiale; ils seront majoritaires donc et, ce sont eux qui dicteront les lois et prendront les choses en main.
De plus Mr. TORBI, actuellement il y’a une concurance des pays asiatiques, je ponse à l’Inde et la Chine qui ponchent vers l’afrique…avec leurs experiences; calités des traveaux (moins chèr pour les adjudications…mains d’oeuvre moins chèr aussi…)
Bref, c’est ce que j’essaye toujours d’exposer : On assistent aujourd’hui à un chengement du monde forcement; donc toutes les longages-politiques-idiologies serons à la fin a l’épreuve.