الخمور التشاركية

بعد المصادقة بالأغلبية على مشروع قانون البنوك التشاركية  « الإسلامية » هذا الأسبوع في مجلس النواب خرج بعض المحسوبين على التيار الإسلامي في المغرب سواء كانو من المعارضة أو الموالاة مهللين للنصر المبين الذي طال انتظاره،من المفروض أن هذه البنوك تعمل وفق الشريعة الاسلامية أي أنها لا تتعامل بالربا و »الأعياد بالله » أو ما يصطلح عليه بالفائدة عند الأبناك التقليدية،ولا تتاجر في المحرمات من خمر وميسر ولحم خنزير،لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا و » بخشونة » كيف ستكون خدماتها المصرفية بدون فائدة؟ ومن أين لها بالأرباح وكيف ستغطي مصاريفها من دون هذه الأخيرة؟

المعروف ان المصارف التقليدية تعطي قروض للأفراد أو الشركات مقابل فائدة معينة تحددها المنافسة،أو قد تدخل في شراكة مع الزبائن في مشاريع إقتصادية أو بيع وشراء أسهم وسندات،أما الأبناك الإسلامية فهي أيضاً تقدم قروض ولكن بدون فائدة وإنما بنظام أخر يسمى المرابحة بحيث تقوم المؤسسة المصرفية بشراء البضاعة ومن ثم تضيف على الثمن الأصلى مبلغ أضافي كمصاريف أضافية ومن ثم تبيعها لمن يريد شراء البضاعة(العميل)عن طريق أقساط يدفعها هذا الأخير ،مع العلم أن العميل هو من يجد البضاعة وهو من يتفاوض على سعرها ليبقى التمويل فتتكلف به المؤسسة، بالله عليكم أليست هذه ربى؟ لا ليست ربى بل وإحتيال على الشريعة وعلى الشعب أيضاً،كل ما اضافته هذه الأبناك هو تغيير إسم فائدة إلى مرابحة لجلب المتعاملين وخاصة المتدينين منهم الرافضين للتعامل مع الأبناك التقليدية مستغلين بذلك الإسلام للترويج لبضاعتهم، وهذا ليس رأيي المتواضع فقط وإنما هو رأي مجموعة من العلماء الأفاضل ومن بينهم وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيخ الألباني رحمة الله عليه،ولن اتفاجأ غداً إن خرجت علينا حكومتنا الموقرة بمشروع قانون لترويج خمور تشاركية موافقة للشريعة الإسلامية  لا تسكر وإنما فقط تجعل العقل « يزنزن » قليلاً…

كمال عزام