مخرجات التعليم : الحصيلة والآفاق

يستعد التلاميذ المغاربة للخلود للراحة بعد سنة دراسية،لاشك أنها ستبتسم للعديد منهم ،بينما سيتجرع المتقاعسون منهم مرارة الخيبة والإخفاق . ومهما يكن من أمر فإن الآباء سيكونون في حيرة من أمرهم ،حيث ستبدأ معاناتهم مباشرة بعد ظهور النتائج،وهي نتائج ستفرز بطبيعة الحال فئتين من التلاميذ ،فهناك فئة وهي قليلة التي ستحصل على أعلى المعدلات مما يخولها ولوج المدارس العليا بدون عناء، بينما هناك فئة عريضة من التلاميذ ستحصل بالكاد على المعدل أو تتجازه بقليل،والتي ستغلق أمامها عدة أبواب باستثناء باب الجامعة والذي سيستقبل من لامستقبل له بتلك المدارس العليا،وهذا يؤدي حتما إلى إضافة جحافل من الطلبة الجامعيين الجدد إلى القدامى ،مما سيطرح العديد من الإكراهات التي ستواجه الجامعة المغربية على مستوى المدرجات،والأحياء الجامعية، وهذا مشهد يتكرر كل سنة،ولحد الساعة لم تستطع وزارة في حجم وزارة التربية الوطنية،أن تحد من هذه المعضلة. يحدث هذا نتيجة سياسة تعليمية لم تراكم إلا الفشل منذ الاستقلال،وهي السياسة ذاتها التي تقود كل سنة جيشا عرمرما من الطلبة نحو المجهول،حيث يقضي الطلبة ما شاء الله لهم أن يقضوا داخل أسوار الجامعة لتلفظهم في الأخير نحو الشارع،ليشكلوا رقما إضافيا في أعداد العاطلين عن العمل. وهذا عطب كبير في مخرجات التعليم وإهدارلأموال الأمة وتعطيل بالتالي لعجلة التنمية.
ولعل الحل الأمثل للحد من هذا الكابوس السنوي هو ما عبر عنه أحد الباحثين التربويين العرب حينما دعا إلى تثقيف المهنة ومهننة الثقافة،ولعله كان يشير إلى مد الجسور بين التعليم والتكوين المهني بمعنى الكلمة، وليس كما هوواقع الحال، إذ كل يغرد داخل سربه،ولعل أحسن مثال يلخص هذا الشرخ بين التعليم والتكوين المهني هو عندما تطلب من طالب فيزياء مثلا أن يصلح عطبا كهربائيا داخل المنزل فيعتذر ويسنتجد بتقني كهربائي ليصلح ما عجز عنه هو،ذلك أن طالبنا هذا لم تمهنن ثقافته بل ظل يتلقى تعليما نظريا عبر سنوات تمدرسه ،وهو تعليم أصبح عبارة عن بضاعة مزجاة ترد كل نهاية سنة إلى صاحبها،إن ردت كاملة غير منقوصة نجح صاحبها،وإن لم ترد خسر صاحبها ،وأعاد السنة ولن يمر حتى يرد البضاعة إلى أهلها. هذا هو تعليمنا مع الأسف الشديد .
لقد آن الأوان للخروج من هذه الشرنقة،وذلك بالرجوع إلى اقتراحات وتوصيات أهل الاختصاص،ونأمل أن يكون أول الغيث هو تفعيل المجلس الأعلى للتعليم بما يمثله من ثقل على مستوى القوة الاقتراحية والاستشارية،أملا في تصحيح الوضع التعليمي بالمغرب .
Aucun commentaire