Home»International»عندما يقول الشعب : لا … للرئيس

عندما يقول الشعب : لا … للرئيس

0
Shares
PinterestGoogle+

السؤال المطروح على الساسة في البلاد العربية:هل من حق الشعب أن يختار الرئيس الذي يدير دواليب الدولة في فترة محددة و محدودة في الزمان؟ أم أن من حق وواجب الرئيس أن يفرض نفسه و لو بالنار والحديد على أنفاس الشعب؟

سؤال لا يطرحه الرؤساء العرب على أنفسهم،لأنهم يعتبرون(لهم الخلود الأسطوري) أن المركب لن تقلع بدون تدخلهم ووجودهم.ولهذا حتى لو قرروا انتخابات فإنها ستكون اقرب إلى مائة في المائة،وحتى يقال أن المعارضين حفنة من المشاغبين.

السؤال الذي طرحناه يحيلنا مباشرة إلى الخندق:هل نحن في خندق مجتمع ديمقراطي يختار من يحكمه لمدة معينة متفق عليها(في الدستور مثلا)؟أ م أننا في في خندق مجتمع لا وجود فيه للرأي الآخر:يوجد به أشخاص لهم ولع و شره إلى السلطة و التسلط و التحكم في العباد و الرقاب. ويقررون انتخابات ،و النتيجة ستكون :  99%.

الحكام الديكتاتوريون ،كبعض الآباء،وبعض المدرسين،وبعض المدراء في مؤسسات،لهم ولع بالكرسي ،وهيام بالسلطة و التسلط،ولا يفارقون(طبعا لا يريدون باختيارهم) الكرسي إلا على نعش،أو على كرسي متحرك،أو على فراش الموت.وإذا انتزع منهم الحكم انتزاعا ،فإنهم يموتون بالغبن و الحسرة و الأمراض النفسية،التي قد تصل إلى الجنون.

مناسبة الموضوع ،يأتي في سياق ما تناقلته وسائل الإعلام الدولية،من أخبار قيام جمعيات من المجتمع المدني بالجزائر العاصمة بوقفات احتجاجية ،تقول: » لا  » لولاية رابعة للرئيس/ »لا » لترشح الرئيس.مع العلم أن الرئيس « بوتفليقة » عدل الدستور من ولايتين،إلى ولاية لا محدودة بالزمن،خارقا بذلك البند الأساسي في الدستور الذي يجعل دولة الجزائر تقتحم أبواب الديمقراطية. انه الولع بالحكم من المهد إلى اللحد… وطبق الرئيس عندما كان مرشحا للولاية الأولى مبدأ » تمسكن حتى تتمكن » .

الشعب رفع راية الرفض،والرئيس رفع راية القمع. إذ حوصرت وقمعت الاحتجاجات ،واقتيد بعض من عناصرها إلى مخافر الشرطة.وصرحت واحدة من المحتجات لوسائل الإعلام الأجنبية »الرئيس مريض الله يشفيه،ولكن يمشي يقعد في داره » .لكن العجب في بلاد العرب،أن رئيس حزب جبهة التحرير الجزائري »عمار سعدان » الصق هذه الاحتجاجات بتدخل أيادي أجنبية. و أشار أن من له القدرة فليترشح ندا للرئيس.(( الويل لكم يا مشاغبين، الرئيس محبوب من الشعب طبعا،وانتم لستم إلا عملاء للأجنبي…  هذه مؤامرة مفبركة))…وطبعا نحن الذين نوجد على الحدود مع الجزائر نعرف فك رموز هذه التلميحات .ونعرف جيدا أن الاعتراف بالفشل عند الإنسان العربي عموما ذل واحتقار للذات،لهذا وجب رمي الفشل خارج الذات و ليس داخلها.انه التبرير(تبرير الفشل بالعنصر الخارجي).

طبعا ما يريده الشعب أن الحاكم يكون في صحة جيدة،وله من قوة الشخصية و العزيمة ما يجعله متفرغا لعلاج المشاكل الاجتماعية،لا دمية تحركها الأيادي كيف تريد،فالرئيس أصبح في وضعية عجز لا يستطيع قضاء الحاجة بمفرده،وفي حالة شرود متقطع.فكيف له القيام بمهام الرئيس الذي يتحتم أن يكون في كامل قواه العقلية و البدنية التي تقتضي منه السهر لمعاجة الملفات الداخلية و الخارجية، و التنقل باستمرار داخل البلاد وخارجها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *