Home»International»فسحة فكرية في عالم النعاج البدوية والذئاب البرية

فسحة فكرية في عالم النعاج البدوية والذئاب البرية

1
Shares
PinterestGoogle+

 

فسحة فكرية في عالم النعاج البدوية والذئاب البرية 

كان أحمد بوكماخ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه،يعرف كيف يختار نصوصه من القسم التحضيري(الاسم القديم للقسم الأول حاليا)إلى القسم الخامس الذي يتوج بالشهادة الابتدائية،التي كانت العائلات على اختلاف مستوياتها المادية و المالية و الثقافية ،تحتفل بأولادها الذين يحصلون على هذه الشهادة نظرا لقيمتها المعنوية.فالناجح كان ينظر إليه كفارس مشارك في الحرب وانتصر.كما كان احمد بوكماخ يعرف كيف ينتقي الحكاية حسب عمر الطفل،ويصوغها في قالب شعري أو نثري حسب المستوى القرائي.كان يعتمد على القصة و الحكاية التي تذهب بعيدا بخيال الطفل.ولعلي أتذكر قصة « العملاق العجيب » في تلك المدينة العجيبة.وكان يحب الأطفال ،ويدخلهم إلى جيبه ليجدوا كل ما لذ وطاب من الحلويات و المأكولات.حتى تمنى كل الأطفال(وكنت واحدا منهم) أن نصادف هذا العملاق الكريم و يدخلنا إلى جيبه(كان بمثابة مطعم من الدرجة الممتازة )يجد فيه الأطفال ألوانا من الأطعمة و أشكالا من الحلوى و الحلويات اللذيذة خاصة بعد يوم دراسي متعب،ومع مدرس جسور.

ويتذكر كل الرعيل من تلاميذ احمد بوكماخ في ميدان القراءة،قصة ذلك الراعي الظريف مع غنمه،في حب متبادل.تصور الأنشودة الشعرية قصته وهو يمدح ويتغنى بجمال غنمه،ويصفها وهي تقضم العشب،أو مستلقية ،أو مسترخية تجتر.وخرافها تنط و تقفز وتتمايل بين مروج العشب.وهو يشاهد هذا المنظر، ممسكا نايه، يعزف لها أجمل الألحان و يغني لها…وفجأة تناديه »أسرع /أسرع يا راعينا.الذئب يعوي في وادينا »…فأسرع الراعي ينقذ غنمه من بطش الذئب الماكر.ويعود الأمان و الأمن و السلام إلى قطيع الغنم…فعلا لا نأخذ من هذه القصة التي أطربت التلاميذ في ذلك الوقت،إلا العلاقة بين الذئب و الغنم.حتى أن المعلم جازاه الله عنا كل خير،كان يختار  تلميذين للقراءة /واحد يمثل دور الراعي و آخر يمثل دور الغنم. وكان التلاميذ يتنافسون بروح قتالية ،وبصخب و ضجيج(معلم أنا ،معلم أنا ،معلم أنا) يبدأ الثنائي بالقراءة ،والآخرون يتابعون باهتمام شديد، و يصححون كلما أخطأ أحدهم بجرأة كبيرة،كأنهم يتابعون مسلسلا تلفزيا…

إن الراعي و الذئب لهما حكايات تشبه في روعتها قصص ألف ليلة و ليلة.ولكنها ليست من ليالي الولع الغرام و الصبابة، بل مغامرات عن القتل و الافتراس و الخديعة أبطالها: الراعي و الذئب.و تبين كيف يقع هذا الجبار العنيد(الذئب) في المصيدة.الذئب له شهرة عالمية في قصص الجدات .و الكثير منهم ممن وقعوا في شراكه(مثل الحمار و الغراب و الأسد…). إنني لا أنسى تلك القصة العجيبة التي سمعتها من أحد الأصدقاء(الكبار)تدور حول ذلك الراعي الذي كان ضحية ذئب افترس معظم كباشه و خرافه.بحيث كان يقوم بغارات ليلية على القطيع،مستغلا الضعف البصري للأغنام ليلا و عجزها عن السرعة.وكان يطرده من الزريبة كلما تنبه له.إلى أن اهتدى إلى طريقة تساعده على اتقاء شر هذا الزائر الليلي المزعج…فوضع له فخا.وقع الذئب في الشراك عاجزا عن الحركة.لم يقتل الراعي الذئب كما كان منتظرا،ولم يضربه ،ولم يحبسه.بل عمد بواسطة ملقاط إلى نزع أنيابه فقط.وخيره بين البقاء مع غنمه في حب ووئام و بين الذهاب إلى حال سبيله يبحث عن طعام مناسب مع الوضع الجديد(كذئب بدون أنياب)…

يقال أن كل ذئب هو ابن بيئته.لهذا تتعدد الذئاب بتعدد البيئات(الذئب القطبي و الأمريكي و الأوروبي و الإفريقي و الأسيوي..)أما الذئب الفرنسي فقد حكى عنه الشاعر الفرنسي « لافونتين »  Lafontaine .الذئاب كلها لها نقاط مشتركة هي افتراس النعاج.و النعجة في الثقافة الشعبية،تشتهر أنها أكولة (gourmande).فهي في مهمة أكلية لا تنتهي.حتى أن « الكسابين » لا يرون فيها ربحا يذكر.الربح الوحيد ،هو أن تضع خروفا ،فيستغل « الكساب » حليبها.أما لحمها فانه يصنع الأعاجيب في بطون آكليه ،بمناسبة عقيقة أو زفاف أو غيره.إنهم يعرفون، أنه، إذا حدث لهم مكروه بطني ،فان أصابع الاتهام تشير إلى لحم النعجة البالغة من العمر عتيا…ومن مستملحاتهم أنهم سموا النعجة الطاعنة في السن ب »أم كلثوم ».لان هذه المطربة المحترمة لم تترك الغناء رغم كبر سنها(ماتت عن عمر75 سنة)… فوجه الشبه في السن و ليس في الطرب…

النعجة حيوان مسكين(من السكينة).هادئة في طبعها ورزينة.لا تنطح،ولكن لا تتوقف عن الثغاء حتى وهي تبلع فضلات القمح و الشعير أو العشب بلعا.وهي تتنقل خافضة رأسها في خنوع وخضوع، باحثة عن الكلأ…فكل إنسان مغفل آو ساذج،أو ليس له خبرة بالحياة،أو يقع ضحية نصب أو خداع أو مراوغة،إلا و كان اللقب المفضل عند الناس له هو « النعجة ».انه الحيوان الذي يضرب به المثل بالبلادة و النسيان(إنها تنسى مولودها في أيام معدودة بعد أن يفصل عنها( لحكمة يعرفها القرويون و البدويون ) ،ولا تتعرف عليه).

إن الدولة المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني،عانت الكثير من أمير قطر »حمد آل ثان »الذي جلب لنا الكثير من المشاكل و التدخل في شؤون المملكة عن طريق قناة « الجزيرة ».فالملك الراحل لم يكن يقبل أن ينقلب الابن على أبيه، ويحل أميرا للبلاد مكانه. هذا يناقض الأعراف الاجتماعية، والآداب الإنسانية وضد التعاليم الإسلامية،التي أوصت « بالوالدين أحسانا ».وأن من أكبر الكبائر عند الله عقوق الوالدين…وكان للأمير وزير خارجية من عشيرته يلقب ب »حمد ».ولعب الحمدان(حمد+حمد) دسائس و مكائد يهتز لها عرش الرحمن للعقيد معمر القذافي في ليبيا ،حتى عرف تلك النهاية المأساوية،وفي تونس،وسوريا و العراق واليمن ومصر والسودان، لعبا دورا كبيرا في تحريك الربيع (الخراب) العربي.هي إمارة صغيرة ولكن مؤامراتها كبيرة قد يصعق منها إبليس نفسه…ماذا ننتظر من شخص انقلب وتآمر واتهم أباه بالخيانة وسرقة و تبذير أموال الشعب؟؟؟؟

في اجتماع لوزراء الخارجية العرب،تحدث وزير خارجية قطر إلى العرب كافة من المحيط إلى الخليج »إننا والله يا إخوتي نعاج »،ماذا تعمل النعجة العربية أمام ذئب صهيوني؟؟فأمام إسرائيل نحن مجرد نعاج في نظر الوزير المحنك.ونسي أن العرب ضد بعضهم بعضا يتحولون إلى أسود مفترسة ونسور كاسرة.وحرب بعضنا مع بعض لا تبقي و لا تذر،تميت الإنسان و الحيوان و الشجر، بل وحتى الديار و الحجر.ولكن أمام عدو متمكن كإسرائيل نتحول توا إلى نعاج تثغو بلا توقف.إن كرمنا مع العدو يفوق الكرم الحاتمي(عطاء بأثمان تفضيلية في البترول و الغاز،وسمحت قطر لنفسها بناء مستشفى و مستوطنة في أرض إسرائيل و لليهود)ولكن مع إخوانهم العرب اللاجئين بفعل الحرب و الاقتتال الداخلي، والفقر،يشترون فتياتهم القاصرات لأجل شيوخ في الثمانين أو أقل بقليل.لأجل أن يفسحوا و يتفسحوا معهن، في ما بقي من العمر من أيام…

مع عالم الذئاب و النعاج،قالت الجدة لأحفادها الصغار: »توتة توتة…انتهت الحدوتة »

انجاز:صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *