Home»International»الربيع أم الخراب العربي؟

الربيع أم الخراب العربي؟

0
Shares
PinterestGoogle+

الموضوع لا علاقة له بالسياسة أو بالاقتصاد أو بالثقافة أو بالأدب أو بالتاريخ،إنما هو صادر من شخص ،بحكم الدين و اللغة و الوطن العربي الكبير،انه يقحم نفسه في موضوع يهم الجميع.الربيع العربي لم يزهر ورودا ،ولم يقدم رفاهية و لا حرية و لا أمانا و لا ديمقراطية (هذا الاسم الذي يعجب كثيرا أهل السياسة الذين يريدون قطف الثمارفقط)،الخراب العربي لم يحل معضلة البطالة و لا التعليم ولا العلاج للفئات المستضعفة.

بدأت الأمور صغيرة و بفتيل لم يعره الجانبان من القوى المتصارعة أي اهتمام.ونظر الطرف الأول إلى الأمر انه مجرد مطالب لفئات سرعان ما تدخل جحورها،وظن الطرف الآخر أن مطالبه سوف تجد أذانا صاغية .مظاهرات هنا و هناك،ولافتات ترفع تطالب بالحرية و بالخبز و العمل و المشاركة في الحكم(العراق و ليبيا وتونس و سوريا ولبنان و اليمن و السودان و مصر و البحرين و موريتانيا…)

صعدت الاحتجاجات لتنادي بالرحيل.رحيل حل محله الفوضى و السلاح و القتل و التدمير للمنشئات الرسمية و الاجتماعية من مدارس و جامعات و مشافي و مختبرات و منازل للمواطنين العزل.انه التدمير و التخريب الممنهج للمجتمع وبنياته القرابية.الأرواح البريئة تزهق يوميا و بأعداد كبيرة و بوسائل القتل المتنوعة من السلاح الأبيض إلى المدافع و القنابل إلى السلاح الجرثومي ،إلى العمليات الانتحارية إلى السيارات المفخخة.و المواطن يكون دائما هو المستهدف،وهو الذي يؤدي ثمن جنون البشر في تعطشهم للحكم و التسلط.

الخراب العربي بين حقيقة الإنسان العربي  كم هو قاس و متوحش و لا يملك ذرة من رحمة.حتى الحيوانات لا تملك هذا المخزون العجيب من الغل و السادية التي لا نظير لها في ما سبق من الحروب.لقد بينت هذه المرحلة كم نحترم الإنسان في حياته و مماته،حيث تعرض صور الموتى من الأطفال و النساء و الرجال في وضعيات اقل ما يقال عنها أنها تبين صورتنا البشعة.الدين و الأعراف الإنسانية  لا تقبل هذا الجنون و التفنن في القتل ببشاعة ووحشية.

ليست الأرواح البريئة هي المقصودة بالخراب و التدمير فقط  بل يمتد الأمر إلى دور العبادة و المكتبات،والجسور و الطرقات،وسيارات الإسعاف و المصانع.انه التخريب للوطن و المواطن.فئات من الشعب تهرب من الجحيم إلى دول جارة لتجد نفسها أنها مضطرة لبيع بناتها لتجار اللحوم الآدمية.والبعض منهم يضطر إلى بيع أعضائه لمن يشتري، من اجل المحافظة على عائلته .هذا هو الربح الكبير من الربيع (الخراب) العربي .فيه فريق متمسك بالكرسي حتى لو كان الثمن فناء امة،و فريق آخر يطلب نصيبه من الكعكة و الرفاهية،حتى لو كان الثمن أن يسود على الحجر و الشجر.

من يحرك هذا الإعصار؟من يدمر هذه الآمة،وبهذا الشكل المستمر،و من دولة إلى أخرى بنفس الأسلوب و نفس المنهجية و نفس الأهداف؟ من يقتل الأبرياء من النساء و الأطفال و الشيوخ و المرضى و الأساتذة و الأطباء و المهندسين و الصحافيين و المثقفين و العلماء في الميادين المختلفة..؟؟

بدون شك إنها الأيادي الخفية التي توجد وراء الكواليس،وتحرك المشهد الداخلي لكل دولة عربية كما تريد و كيف تريد؟إنها مشكلة الإنسان العربي الذي رضي أن يكون ألعوبة للتاريخ ،وليس صانعا للتاريخ…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *