Home»International»اسطورة المليون ونصف الميليون شهيد ـ الجزء2 ـ

اسطورة المليون ونصف الميليون شهيد ـ الجزء2 ـ

1
Shares
PinterestGoogle+

 

لقد جاء هواري  بومدين إلى السلطة و الحكم بعد انقلاب على رفيق دربه في الكفاح أحمد بن بلة سنة 1964أي سنتين على استقلال الجزائر.وفي هذه الفترة كنا نسمع منهم أن عدد الشهداء هو  مليون شهيد .فكيف قفزت إلى مليون و نصف مليون شهيد؟؟؟إن المغرب وقف إلى جانب الجزائريين بأن رخص جزءا من أراضيه للنازحين الجزائريين .بحيث لم يسكنوا مخيمات، كما هو الحال للنازحين السوريين في كل من الأردن و تركيا و العراق و لبنان.و كان المجاهدون (« الفلاكة » وهو الاسم الذي أطلقه الجزائريون على المجاهدين.في مقابل  » الحركة » أي العملاء(مفردها :حركي أي :عميل))،ينطلقون من الأراضي المغربية الشرقية لتنفيذ هجوماتهم على المحتل الفرنسي.لقد أقام الرئيس بومدين نظاما عسكريا شموليا دكتاتوريا شبيها بنظام ستالين بالاتحاد السوفيتي وبنفحات كوبية (لان بومدين كان مغرما بخطب فيدال كاسترو التي تستغرق  من ساعتين إلى أربع ساعات،وهو كان يقوم بذلك).كان النظام عسكريا شموليا، فهو العقيد… لا يعترف بمن يعارضه أو يخالفه.فالاغتيالات و التصفية الجسدية هي الأسلوب الذي انتهجه بومدين و النظام العسكري من بعده، لكل معارض أو مخالف، سواء في الداخل أو في الخارج( اغتيال محمد صالح يحياوي).فالمخابرات العسكرية كانت تتبع المعارضين في كل تنقلاتهم.

مليون ونصف شهيد هو العدد الذي قتلته فرنسا و لكن معها جيش التحرير الشعبي و جبهة التحرير الوطني،إذ كانت الاغتيالات بين هذا الفريق ضد ذاك .وداخل الجماعة الواحدة (هذا ما كان يعرفه المغاربة الذين عايشوا تلك الفترة، و يعرفون تمام المعرفة كيف كان الجزائريون »الثوار « يتصرفون مع بعضهم).إن فرنسا عاملت الجزائريين كفرنسيين من حيث الاهتمام بسكناهم و تعليمهم و توظيفهم، ومنحهم التعويضات العائلية عن أبنائهم( هذا ما قاله المغاربة الذين عايشوا تلك الفترة ،وهذا أيضا ما لم تفعله فرنسا مع المغاربة).وفرنسا اقتطعت أجزاء من التراب المغربي و ألحقته بالتراب الجزائري(تندوف و تلمسان بلعباس وغيرها)،لأنها كانت تعتبر الجزائر امتدادا لفرنسا، أو فرنسا الثانية.نشهد أن الشعب الفيتنامي الذي كان تحت السيطرة الأمريكية لم يصل عدد القتلى فيه :مليون شهيد. رغم أن آلة القتل الأمريكية كانت أكثر فظاعة و بشاعة و تنكيلا في التاريخ الحديث.إن تاريخ الثورة الجزائرية هو تاريخ دموي و تاريخ تصفيات لزعماء قبائل و وزراء.حتى أنهم قاموا بتصفية رئيسهم الراحل محمد بوضياف، في مؤامرة دنيئة وغبية و مكشوفة.ولا زالت شكوك تحوم حول موت الرئيس هواري بومدين ،أنها كانت من تدبير أيادي خفية،ولا زال الغموض يحيط بملابسات مرضه المفاجئ، أيكون العسكريون بعيدين عن هذا الأمر؟؟؟.فالمثل الفرنسي يقول اذا رأيت الضفدع فان الثعبان ليس بعيدا،فإذا كان الموت غامضا لأي شخص من رجال الدولة،وليس له تفسير منطقي ،فان أيادي العسكريين لن تكون، بعيدة؟

لقد عرفت الجزائر انتخابات فازت بها جبهة الإنقاذ الإسلامية.ولكن الجيش لم يسمح لها أن تنتصر. فأعلنها حربا دموية ضدها، و ضد الأبرياء من أبناء الوطن.لقد أطلق الأستاذ عبد الإله بلقزيز في كتابه »عرس الدم في الجزائر » سلسلة شراع،العدد 43 /1998،على هذه الفترة لقب »تسلط الدولة و تغولها » ص 9 .وكتب أيضا: »لا يملك كل حريص على استقرار الجزائر ووحدتها الوطنية إلا أن يستنكر أفعال العنف الأعشى،التي فاضت عن حدود البشاعة و الفظاعة والوحشية ،أيا كان مصدرها  و أيا كانت مبرراتها أو ذرائعها،لأنها غير شرعية من أي وجه:لا الديمقراطية و حماية نظامها تجيزها، ولا العقيدة و إنفاذ أحكامها تبيحها :وفوق هذا و ذاك،هي أفعال لن تضمن استقرار نظام سياسي قائم،أو توطد شرعيته،مثلما لن تأتي بالسلطة يانعة لمن يطلبها بالسلاح.شعب الجزائر وحده يدفع ثمن هذه  الكر بلاء »وفي الصفحة 51 من نفس المرجع يطلعنا نفس الكاتب عن مواصفات الحكام العسكريين الجزائريين الذين يمسكون بزمام الأمور بقبضة من حديد،وعن استغرابه و تساؤلاته عن ما يحدث داخل الجزائر،فيكتب: »هل في وسعنا أن نصدق أن الجزائريين يملكون كل هذا الحقد بينهم ليفجروه في حرب لعينة لا أخلاق لها و لا حدود لفظاعتها ،هل تملك السلطة إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء،لمجرد إيهام الجزائريين بأن الإسلاميين يشكلون خطرا على حرياتهم و حقوقهم في المستقبل؟و هل يملك الإسلاميون مضاهاة الاحتلال الفرنسي في إفناء الشعب الجزائري لمجرد القصاص من سلطة اغتصبت حقهم »…لقد اغتيل الصحافيون،والأطباء،والسياسيون(قاصدي مرباح وكان مسؤولا عن المخابرات العسكرية قتل في ظروف غامضة)والنقابيون(بوعلام بن حمودة رئيس اتحاد العمال الجزائريين)والوزير بلقايد…وغيرهم كثير.ربما ستفتح يوما ملفات الاغتيالات ليعرف الشعب الجزائري من هو » دراكولا » العسكري الجزائري مصاص الدماء و الثروات…

أخيرا قد أقبل و أتفق مع ما صاغه روجيه جارودي،  عندما تحدث عن إبادة الملونين والهنود الحمر في أمريكا بأن القتل ليس هو الوحيد في إبادة الملونين و الهنود الحمر بل يجب إضافة عنصر الأمراض و الأوبئة و الأشغال الشاقة…كذلك في الموضوع الجزائري ينبغي الإيمان بنفس المنطق الذي قال به جارودي:أن المليون و النصف شهيد(إذا قبلنا جزافا و سذاجة بهذه الفرضية)، و إن كنا نفضل لفظة » قتيل »،لم تكن من آلة القتل الفرنسية وحدها بل حتى اليد الجزائرية كان لها نصيب فيها(الاقتتال على الزعامة .والقتل لتصفية الحركة(العملاء)،والقتل بسبب الاشتباه فقط،أو القتل للانتقام ،أو الموت بسبب الفقر و المرض أو الحوادث،و القتل بالإعدامات بدون محاكمة، فالتأريخ وحده هو من يكشف الغطاء عن هذه المرحلة الغامضة من تاريخ الجزائر ). بهذا فقط نقبل ترويج تفسير موت مليون ونصف شهيد.فهل يملك من يحكم الجزائر من العسكريين، هذه السجلات التي تحتوي على هذا العدد فعليا؟؟ وأين هي؟(في القضاء يعمل بمبدأ البينة على من ادعى،واليمين على من أنكر.فأين هي الإثباتات التي تدين الفاعل الحقيقي؟؟)… ما نعرفه أن الحكومة الفرنسية رفضت تقديم اعتذار رسمي للحكومة الجزائرية عن المجازر التي (ارتكبها) الجنود الفرنسيون في الفترة ما بين 1830م/1962م،وكان من نتائجها  1500000 شهيد؟؟؟؟لو فعلت ذلك ،لكان اعترافا صريحا منها بالفعلة المنكرة ،و الاعتراف هنا،هو سيد الأدلة و سيد الإثبات.ولكن هذا لم يحصل.ورجع العسكريون بخفي حنين، يبحثون عن دراكولا مصاص الدماء،و المسؤول عن هذا العدد المرعب، في وقت لاحق. مع العلم أن’ دراكولا’ يقوم بفعلته ليلا فقط…وتلك هي الطامة الكبرى…لأنها تقتضي البحث عن رجل المخابرات العسكرية و السياسية من العيار الثقيل يكشف الأسرار و الأخبار…(فهل يصلح لهذه المهمة الملازم الأمريكي « كولومبو » الذي يكشف في كل حلقة سينمائية، عن المجرمين المختفين ،مستعملا نصف سيجارة غير مشتعلة،تساعده في التفكير و استنباط النتائج)؟؟؟؟/وبالنسبة لنا :هل سيكون دراكولا جزائريا أم فرنسيا؟ أاااام هما معا؟؟

انجاز:صايم نور الدين                                

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. On maroua
    12/11/2013 at 01:02

    Une chronologique satisfaisante et intéressante bon courage

  2. ghoudhane
    25/11/2013 at 22:47

    la mythe du « millioune wa nisf millioune chahid » est l’invention d’un speaker egyptien ,lors d’un sommet des non alignés tenu au Caire !!!!

    et à partir de là, les algeriens ont commencé à mendier un semblant de respect avec ce mythe. voilà

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *