Home»Enseignement»مركز التوجيه والتخطيط التربوي، وسؤال الاختيارات الاستراتيجية للدولة في ميدان التربية

مركز التوجيه والتخطيط التربوي، وسؤال الاختيارات الاستراتيجية للدولة في ميدان التربية

0
Shares
PinterestGoogle+

نتناول في هذا المقال وضعية مركز التوجيه والتخطيط التربوي في ظل ما يروج حوله من إشاعات وتكهنات؛ وحيث أنه لا يمكن لأي باحث أن يبني مواقف وأحكام استنادا إلى أقاويل مجردة، وفي ظل استفراد الوزارة الوصية بالمعلومات والقرارات حول هذا الموضوع – في زمن يعتبر الكثيرون أن التدبير التشاركي هو أحد مداخل الحكامة الجيدة -، سنعتمد على مقرر السنة الدراسية 2013-2014 [1]باعتباره وثيقة رسمية صادرة عن وزارة التربية الوطنية من أجل استشفاف نواياها بخصوص هذا المركز.

من الملاحظات الأولية التي يمكن تسجيلها بخصوص هذا المقرر، هو إحالته على مؤسسة لا وجود لها ولم يصدر بشأنها أي مرسوم منظم، وهي « المركز الوطني للمفتشين »، والسؤال هنا موجه إلى المختصين في القانون الإداري حول قانونية هذا المقرر في ظل هذا المعطى. إشارتنا لهذه المسألة يأتي بناء على تصريحات السيد وزير التربية الوطنية اعتزامه توحيد مركزي تكوين المفتشين في مركز واحد، ونسجل في هذا الصدد الملاحظة التالية:

فالمسؤول الأول في الوزارة يعتزم في إطار تصوره للهندسة الجديدة لتكوين المفتشين بجميع التخصصات أن يتم عبر جدع مشترك خلال السنة الأولى ثم سنة ثانية للتخصص: فإذا كان التصور الجديد لهيئة التفتيش يقوم على وحدتها دون تمييز بين مكوناتها، لماذا إذن يطرح التخصص في السنة الثانية؟ وإذا كان التخصص أساسيا في اضطلاع الهيئة بأدوارها، لماذا إضاعة الوقت في الجدع المشترك وما يترتب عنه من إغراق في العموميات وبالتالي تنقيص لمستوى التكوين؟ نثير هذه الملاحظة أخذا بعين الاعتبار أن المفتشين المتدربين يردون من مشارب مختلفة، وبالتالي فإن الجذع المشترك سيشكل بالنسبة لمتدربي شعبتي التخطيط والتوجيه تراجعا في مستوى التكوين على اعتبارهم قد سبق أن استفادوا من تكوين لمدة سنتين في سلك الاستشارة في مجالي التخطيط أو التوجيه.

من جهة أخرى، لا يشير مقرر السنة الدراسية القادمة إلى تاريخ إجراء مباراة الدخول ولا امتحانات التخرج من مركز التوجيه والتخطيط التربوي. مما يعزز الشائعات القائلة بوجود نية إغلاقه ابتداء من الموسم المقبل، الملاحظة الأولى تتمثل في أن المقرر لم يأخذ بعين الاعتبار مصير متدربي المركز – سنة أولى ومسارهم خلال الموسم القادم. أما الملاحظة الثانية فتهم قرار الإغلاق نفسه والانعكاسات السلبية لذلك، وذلك للاعتبارات التالية:

§        مكانة مركز التوجيه والتخطيط التربوي على الصعيد الإقليمي والعالمي: فالوضع الفريد للمركز على المستوى الإفريقي يجعل بعض الدول الافريقية تستعين بخبرته من أجل تكوين أطرها الوطنية في مجال تخصصه، ولعل الاتفاقية الأخيرة الموقعة بين الوزارة ودولة بوركينافاسو أحد هذه الأمثلة. فهل يعقل التفكير في وَأْد مؤسسة من هذا الحجم؟

§        يملك المركز اعترافا بمكانته العلمية من طرف المؤسسات والمنظمات الدولية كاليونسكو والمعهد الدولي للتخطيط التربوي، كما أن هناك مجموعة من البحوث العلمية القيمة التي تعد ثمرة للتعاون بين « م.ت.ت.ت. » وهذه المؤسسات الدولية. وبالتالي فإن تعزيز هذا الدور قد يغني قطاع التربية والتكوين عن اللجوء في أحيان كثيرة إلى الخبرات الأجنبية لإنجاز الدراسات والأبحاث. كما لا ننسى الإشارة إلى رغبة المعهد الدولي للتخطيط التربوي الاستعانة ب « م.ت.ت.ت. » من أجل استنساخ هذه التجربة بمجموعة من الدول المجاورة (حسب تصريحات بعض ممثليه)

§       مكن المركز الوزارة من التوفر على أطر متخصصة في مجال التخطيط والتدبير رغما عن أعدادها القليلة. وقد كان مجال التدبير في القطاع التربوي نقطة ضعف محورية في المنظومة بفعل ندرة الأطر المكونة في هذا المجال والاعتماد في أحيان كثير على تكليف أطر تربوية -مع كامل احترامنا لها- لم تتلق أي تكوين أساس في مجال التدبير والتسيير؛ وما تركيبة الفُرق التي أشرفت على تنفيذ البرنامج الاستعجالي إلا خير دليل على ذلك. وبالتالي فإن إغلاق المركز سيزيد من حدة هذه الوضعية، أما أن يتم اللجوء إلى التكوين في هذا المجال اعتمادا على المراكز الجهوية للتربية والتكوين فهذا سيؤدي إلى تجاهل الخبرة التي راكمها مركز التوجيه والتخطيط التربوي في هذا الميدان، كما أن اعتماد هذا الخيار سيصطدم بواقع الخصاص الحاصل على مستوى المُكوِّنين والمؤطرين في هذا المجال؛ وسيُضيِّع على المستشارين المتدربين فرصة التأطير من طرف المفتشين المتدربين أثناء التكوين من جهة، وكذا الاستفادة من خزانة الروائز الغنية التي لا يمكن توفير مثيلاتها بالمراكز الجهوية.

§       إن مكانة المركز ضمن مؤسسات تكوين الأطر داخل وزارة التربية الوطنية معروفة بالنسبة للمهتمين، ولا أدل على ذلك القيمة العلمية للبحوث المنجزة من قبل المتدربين: مستشارين كانوا أو مفتشين، وهو ما حذا بالمعهد الدولي للتخطيط التربوي إلى أن يدرج ضمن موقعه الإلكتروني الرسمي أداة للبحث ضمن الوثائق التي تزخر بها خزانة المركز. لقد راكم « م.ت.ت.ت. » خبرة طويلة في مجال البحث العلمي، وهي خبرة يجب استثمارها وتطويرها، لا إقبارها.

§       يضطلع خريجو المركز، سواء في التخطيط أو التوجيه التربوي بأدوار أساسية داخل المنظومة، كما يُشهد لها بالكفاءة والفعالية داخل البنيات الإدارية الإقليمية والجهوية والمركزية.

§      

وعموما، فإن التخلي عن مركز بهذه الصفات التي سردنا بعضها يجعلنا نتراجع خطوات إلى الوراء، إمعانا في تكريس تخلف المنظومة التربوية المغربية، ذلك أن هذا المركز يعد واحدة من نقط الضوء القليلة التي يمكن تسجيلها داخل هذه المنظومة. كما تجدر الإشارة إلى أن مركز التوجيه والتخطيط التربوي يعتبر رأس مال وطني ومفخرة للبلاد، ويتطلب قرار إغلاقه حوارا وطنيا موسعا بين المهتمين، وتبريرا معقولا وتأنيا وإشراكا لجميع الأطراف وقراءة متأنية في النتائج قبل حدوثها.

إن الهدف من طرح هذا الموضوع ضمن هذه المقالة هو فتح نقاش عام حول الأدوار التي يمكن أن تناط بمركز التوجيه والتخطيط التربوي ضمن سيرورة إصلاحية للمنظومة، وقطعا مع ممارسات الوزارة في استفرادها بالقرارات المصيرية دون إشراك للمعنيين المباشرين بالأمر أو حتى مجرد إخبار الرأي العام التربوي والوطني بمثل هكذا قرارات.  وبالتالي فإن الوزارة مطالبة الآن بالرد على الشائعات التي تدور حول مصير المركز، وشرح حيثيات أي قرار يمكن أن يكون قد اتخذ مسبقا، وقبل ذلك الإنصات إلى المعنيين المباشرين بالموضوع ودراسة اقتراحاتهم وتصورهم. ولنا عودة إلى الموضوع من خلال مقاربة أعم لمسألة تكوين الأطر فيعلاقتها بتدبير المنظومة التربوية.

مصطفى السعيدي

مستشار في التخطيط التربوي

مفتش متدرب في التخطيط التربوي


[1]/ صادر تحت رقم: 1942-3 بتاريخ 11 أبريل 2013.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. إإطار في التوجسه يقدم نصيحة لأساتذة الثانوي بسلكيه
    18/05/2013 at 22:10


    السلام عليكم ورحمة الله
    نداء ونصيحة أخ للسادة الأساتذة للثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي الحاملين للماستر أو الدكتوراه بعدم محاولة تغيير إطاركم من أساتذة للثانوي إلى إطار مستشار التوجيه فالوزارة تبحث عن صيد وقد تفعل في حقكم مثلنا نحن أساتذة سابقين للثانوي الإعدادي قانونها لقرصنة مساركم المهني وأرزاقكم بحذف الأقدمية في الدرجة في الإطار السابق كأستاذ وقد نالت منا نحن بعد اجتثات 9 سنوات من لأقدميتنا في الدرجة الثانية التي نلناها عن استحقاق عن طريق شهادتنا الميتريز أو الإجازة ب 4 سنوات وليس ب 3 سنوات وكنا على مشارف الترقي للسلم 11 وأصبحنا في عداد المتخلى عنهم ننتظر 14 سنة أخرى للترقي للسلم 11 بالتسقيف رغم السماح لنا بسنتين جزافيتين تحايلا على حقوقنا و مصادرة لها واعلموا ايها السادة الأساتذة الكرام أن هيئة التوجيه والتخطيط التربوي مستقصدة من طرف لوبيات مركزية قوية وذات نفوذ وشرعية أمام الوزير الوفا الجديد، تسعى بكل قواها لقبر هذه الهيئة وموظفيها والإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم الوظيفية من ترقيات وإلغاء الترقي لإطار مفتش وحذف هذا التكوين للتفتيش في مجال التوجيه والتخطيط التخطيط التربوي باعتبار ارتفاع عدد المفتشين في المجالين بعد تغيير إطار إخوة لنا من مستشاري الدرجة 1 أو 2 إلى مفتشين . واعلموا أيها الأساتذة أن الحصيص والقاعدة التي تعتمد في الترقية بالاختيار لأطر التوجيه ضعيفة جدا وتكاد تكون شبه منعدمة مما يجعل حضوضكم للترقية إلى الدرجة الموالية كارتية ومؤساوية ،وليكن في علمكم جيدا أن استيفاء الوزارة لاحتياجاتها من أطر التوجيه وسد الخصاص بإدماجكم في إطار مستشار في التوجيه على مستوى المؤسسات التعليمية وبلوغها هدف مستشار للتوجيه التربوي لكل مؤسسة تعليمية كما هو منصوص عليه بالميثاق الوطني للتربية والتكوين سوف يترتب عنه التزامات كالبحر الذي يغرقكم في أمواجه المتلاطمة وسوف تكونون مطالبين بتقديم برامج عملكم الدورية والسنوية مع البطاقات التقنية المفصلة والتقارير المفصلة للأنشطة والمقابلات الفردية التي تجعلكم غير قادرين على ترك مقاعدكم من كثافتها وكل هذه المهام أنتم كمستشارين للتوجيه مطالبين أمام المفتشين والمصالح النيابية بتفعيلها وإشراك مدير المؤسسة التي تعملون بها في التوقيع عليها مقابلة مقابلة ونشاط بنشاط كضمانة لتفعيلها ولامجال للحرية في التوقيت وتصبحون بهذه الوضعية في فترة لاحقة تحت تصرف رئيس المؤسسة وتقومون من قبله وترقون على أساس ذلك . فانتبهوا أيها الإخوان أساتذة الثانوي بسلكيه من خدعة ودساءس الوزارة الجائرة في حق أطر هذه الهيئة حاليا والتي لها أعداء من العيار الثقيل بمراكز صنع القرار بالوزارة ولايغمض لهم جفن للنيل منها حرصا على مصالحهم وكيدا بمركز التوجيه والتخطيط التربوي الذي يلاحقونه لوءده وإغلاقه وقد فلحوا في ذلك وأتت مجهوداتهم أكلها ، فلا يزينن لكم أحد وضعية العمل في الإستشارة والتوجيه فسبعة أيام المشماش ولت وليس لكم إلا الكورفي في وضعية الإطار الجديد كمستشارين للتوجيه وضربة قاتلة لترقياتكم ومساركم المهني بعد أن كنتم تستفيدون من الترقية بسهولة في هيئة التدريس باعتبار اتساع قاعدة الترقي بالإختيار قبل التسقيف وبعد التسقيف أو الاختيار باجتياز امتحان الكفاءة المهنية. وتجدر الإشارة إلى أن عدد التلاميذ في عهدة المستشار تبلغ 2400 ، 2600 ، 3000 تلميذ وفي بعض القطاعات المدرسية للتوجيه 3800 تلميذ وبالنسبة لغير المحضوضين من المستشارين 6000 تلميذ والمعدل الحالي للمؤسسات بالقطاع المدرسي للتوجيه 3 مؤسسات رسمية من دون ذكر المؤسسات المضافة التي يبلغ عددها مؤسستين . وعمل المستشار للتوجيه وجدول أعماله يفوق بكثير جدول أعمال أطر الإدارة التربوية برمتهم وكذلك جدول حصص المدرسين مهما كانت تخصصاتهم بالسلكين وبالتحديد إذا أسندت له مؤسسة واحدة فيصبح مثله مثل الحارس العام وأكثر بالتسبة لعدد ساعات تواجده بالموسسة ويخضع لرقابة المدير الذي يلزمه بمقتضى المذكرة المنظمة لمهامه كمستشار بالحضور أو مراسلة السيد النائب الأقليمي في حالة الغياب الغير المبررأو الإمتناع عن العمل وتفعيل أنشطة البرنامج الدوري والسنوي.لأوجه رسالتي إلى الإخوة الطامحين من أساتذة الثانوي بسلكيه في الراحة والترقي في ظروف وأجواء عمل مريحة وكلها عطل فالفردوس الموعود أصبح فردوسا مفقودا وأبشع ما في هذه الحفرة الغارقة هو إشكالية الترقي و الأجرة وتغيير الإطار إلى مفتش الذي أصبح غير ممكنا . وضربوا حسابكم مزيان أخوتنا قبل الإقبال على أي خطوة متسرعة غير محسوبة العواقب واستعلموا عن أنفسكم من أهل الدار قبل أن تطرقوا أبوابها وتدخلوها فتندموا من حيث لاينفع الندم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *