Home»Femme»الأسرة بين اللغة و الاصطلاح

الأسرة بين اللغة و الاصطلاح

34
Shares
PinterestGoogle+

الأسرة بين اللغة و الاصطلاح:

تعددت تعريفات الأسرة تعدُّداأثرى الأسرة في كل جوانبها،وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظرحول تعريفها  تبعالاختلاف الزاوية التي ينظرمنها كل باحث  إلا أن الاتفاق قائم حول أهميةالأسرة كنظام اجتماعي يؤدي وظائف ضرورية وحيوية للمجتمعات الإنسانية بوجه عام .يقول الدكتورأحمد لمساوري:  » يختلف مفهوم الأسرة باختلاف ما تعطيه لها الديانات و المجتمعات من وظائف و مسؤوليات ، و بحسب تنوع النظم  و التشريعات العالمية ، للديانات مفهومها و للنظم العلمانية مفاهيمها ، و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و مواثيق الأمم المتحدة مفهومها الخاص « 3

و إذا ظل مفهوم لأسرة على مدى آلاف السنين في غنى عن تحديد الماهية، فإنه الآن اكتنفه الغموض بحيث لا يستقر المتتبع على تعريف موحد. » إن مفهومها مثله في ذلك مثل وظائفها و أشكالها و أسس بنائها، يتنوع بتنوع النظم و التشريعات العالمية و تنوع القيم    و الأعراف و التقاليد،إذ لها في الشرائع الدينية مدلول و في النظم الوضعية مدلول آخ و في الأوفاق و المواثيق الدولية مدلول مغاير. »1
فمعرفة المقصود بمفهوم الأسرة بصورة محددة قاطعة ليس بالأمراليسير رغم أن مدلولها معروف لدى جميع الناس ،وموجود في كل مكان. ولعل مَردَّ هذه الصعوبة إلى أمرين:

أولهما:خلوّالقرآن الكريم،والسنة النبوية من اصطلاح الأسرة أوما يعادله تمامًا. يقول أحمد أفراز: » لم يرد لفظ الأسرة في القرآن الكريم كما أن الفقهاء لم يستعملوا اللفظ في عباراتهم في المعنى المقصود. » 2ولعل لفظ أهل والذي تردد ذكره فيهما هوأنسب الألفاظ للدلالة على معنى الأسرة. قال تعالى: ﴿فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله﴾3وقوله عز وجل: ﴿واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي﴾4 أما معناها فيمكن استخلاصه أو استنباطه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب، وقد جاء في كتاب الله عز وجل ذِكْرُ الأزواج والبنين والحفدة، بمعنى الأسرة: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾5

والأسرة أيضا قيد لطيف وميثاق غليظ محكوم بحبل رباني من الفطرة والمودة والرحمة: ﴿وَمِن آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّن اَنفُسِكُم أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾6

ثانيهما:غموض مدلول كلمة أسرةوكونه مطاطًا. ولكن هذا لايمنع من وجود محاولات لتعريف الأسرة وتحديد المقصود بها شرعًا.

هناك العديد من التعريفات والمفاهيم الخاصة بالأسرة،وهي تختلف وتتعدد تبعاً لاختلاف اتجاهات الباحثين والمفكرين في تناولها،وعلى الرغم من هذا التعدد،إلاأنها  جميعاً تنصب على : طبيعةالأسرة،وخصائصها، ووظائفها،وأهدافها.

الأسرة لغة:

باستعراض معـاجم اللغة يتضح أن ( الأُسْرَة ) مشتقة ـ في أصلها ـ من ( الأَسْرِ) و( الأَسْر) لغة يعني : القَيْد ، يقال : ( أسَرَهُ ) يأسِرُه أسْراً وَإسَارَةً وإسَاراً : قيَّده ، وأسَرَهُ : أخذه أسيراً . قال تعالى: ﴿ نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ﴾1 أي شددنا خلقهم.قال ابن فارس :  » الهمزة والسين والراء أصل واحد ، وقياس مطرد ، وهو الحبس والإمساك وأسرةالرجلرهطهلأنهيتقوىبهم . » 2

فالأسرة : لون من ألوان الأسْرِ أو القيد،إلا أنه أَسْرُ اختياري يسعى إليه الإنسان ؛ لأنه يجد فيه ( الدرع الحصينة )، ويتحقق له من خلاله ( الصالح المشترك) الذي لا يتحقق للإنسان بمفرده دون أن يضع نفسه ـ اختيارياً ـ في هذا الأسر أو القيد.

و الأسرة في عرف الناس لا تخرج عن هذا المعنى اللغوي، فهي تطلق على: » كل جماعة بينها رباط من نوع معين، فيقال مثلا: أسرة التعليم، أسرة الفنانين، أسرة الأدباء… »3

أما الكلمة المرادفة لكلمة أسرة، فهي:(العائلة)، والتي تقوم على أصل لغوى آخر. فعيال المرء هم الذين يتدبَّر أمرهم ويكفل عيشهم. جاء في لسان العرب: « أعال و أعول إذا كثر عياله، و علته شهرا كفيته معاشه »4 و » عال عياله عولا و عؤولا بالكسر كفاهم معاشهم    و قاتهم و أنفق عليهم ، و قيل إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت و كسوة و غيرهما « 5

و في الحديث : » من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها، و تزوجها كان له أجران »1

وانطلاقا مما سبق فإن الأسرة تطلق ويراد بها:

– الدرع الحصينة وسميت بذلك؛ لإحكام صنعتها حتى كأنها حصن يقي لمن لاذ به واحتمى فيه من ضربات الأعادي.

– أهل الرجل وعشيرته ورهطه الأدنون ، وسموا بذلك ؛ لقوة الرباط الذي يربطهم ويوفر لهم الحماية والمنعة .

– الجماعة يربطها أمر مشترك وسُمُّو بذلك؛ للأمر الذي يربطهم ويجمع بينهم.

الأسرة اصطلاحا:

من  بين التعاريف الاصطلاحية للأسرة نجد :  » هي تلك الوحدة الاجتماعية التي تتكون من الزوج والزوجة ، والتي تحكمها مجموعة من الحقوق والواجبات ، وهي الشكل الاجتماعي الشرعي المعترف به لإنجاب الأبناء . » 2 ويلاحظ علي هذا التعريف أنه وضع الأسرة في الإطار الشرعي الذي تحكمه مجموعة من الحقوق والواجبات المتبادلة، كما أنه ركز علي الوظيفة الأساسية للأسرة وهي ( إنجاب الأبناء ).

و الأسرة هي :  » جماعة اجتماعية أساسية ودائمة ، ونظام اجتماعي رئيس ، وليست الأسرة أساس وجود المجتمع فحسب ، بل هي مصدر الأخلاق ، والدعامة الأولي لضبط السلوك والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية ، وربما كان ذلك هو مجمل منظور علم الاجتماع إلي الأسرة باعتبارها نظاماً اجتماعياً . » 3 ويلاحظ علي هذا التعريف أنه أضاف وظيفة أخرى للأسرة زيادة علي إنجاب الأبناء ، ورعايتهم ، وكونها تدريباً علي تحمل المسئولية ، ومتنفساً مشروعاً للغريزة الجسدية ،أضاف إلي هذا أنها مصدر الأخلاق والدعامة الأولي لضبط السلوك، والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية

و في تعريف آخر نجد أن :  » الأسرة اتحاد بين زوجين التقيا علي الحب ثم الزواج بهدف إنجاب الأبناء ورعايتهم، لزيادة حجم أفراد المجتمع ومده بالسكان اللازمين لاستمراره. » 1 هذا التعريف يشير إلي الملامح الوظيفية للأسرة باعتبارها:

– أول وسط اجتماعي يتلقى فيه الفرد العطف والحنان .

– يشبع الزوجان من خلال الأسرة الغريزة الجسدية بطريقة مشروعة .

– كما يتحمل كل منهما عبء رعاية ثمرات هذا الالتقاء الزواجى .

ويرى عبد العزيز بطران أن الأسرة من وجهة النظر الإسلامية هي:  » وحدة اجتماعية لها ميول فطرية في أصل التكوين الإنساني تتكون عناصرها من زوج و زوجة  أو أكثر تربطهما علاقة جنسية  و عاطفية شرعية، و أطفال من نسلهما أو بدون أطفال. »2

و الملاحظ على هذا التعريف أنه أشار إلى تعدد الزوجات، و هو مشروع في جميع الديانات السماوية إلا أن المواثيق  الوضعية في الغرب لا تستسيغه ، و إن كانت تمارسه عمليا ، كما أشار التعريف بأن الأسرة تكون بالأبناء وبدونهم، و هذا حاصل في الكثير من الأسر إلا أن موريس بورو : » يعد وجود الزوجين شرطا أساسيا لتكوين بيت، إلا أن هذا لا يكفي لكي تتأسس الأسرة، إن ميلاد الطفل هو الذي يخلق الأسرة »3

وقد جاء فينصوص مواد ميثاق الأسرة في الإسلام أن: « الأسرة في الإسلام لا تقتصر على الزوجين والأولاد فقط ، وإنما تمتد إلى شبكة واسعة من ذَوِي القُرْبى من الأجداد والجدات والأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وغيرهم ممن تجمعهم رابطة النسب أو المصاهرة أو الرضاع أينما كان مكانهم، وتَتَّسِع حتى تشمل المجتمع كله. »4

الملاحظ على هذا التعريف أنه واسع لا يقتصر على الإقامة المشتركة لأفراد الأسرة بل يركز بالأساس على طبيعة العلاقات داخلها،  فالامتداد هو امتداد علاقة و صلة في ظلمفهوم واسع للأسرة لا يقف عند حدود العلاقة المحدودة بين الزوجين و الأبناء (الأسرة

النووية) بل تمتد بامتداد العلاقات الناشئة عن رباط المصاهرة  والنسب و الرضاع و الذي يترتب عنه مزيد من الحقوق و الواجبات الشرعية مادية كانت كالميراث، أو معنوية كالبر    و الصلة و الصدقات بل: » تقوم في إطار الأسرة كوحدة اجتماعية علاقات بالكيان الاجتماعي العام من خلال علاقات الجوار و العلاقات بالفئات الاجتماعية. »1

يقول الشيخ أبوزهرة: »إن الأسرة في الإسلام تشمل الزوجين والأولاد الذين هم ثمرة الزواج،وفروعهم،كما تشمل ألأصول من الآباء والأمهات،فيدخل في هذا الأجداد والجدات،وتشمل أيضا فروع الأبوين،وهم الأخوة والأخوات وأولادهم،وتشمل أيضا فروع الأجداد والجدات فيشمل ألعم والعمة وفروعها،والخال والخالة وفروعها،وهكذا فتشمل كلمةالأسرة الزوجين والأقارب جميعا سواء منهما لأدنون وغيرالأدنين »2

يعرف الدكتور محمد عقلة الأسرة من الوجهة الإسلامية بأنها:  « رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما وتشمل الجدود والحفدة وبعض الأقارب على أنْ يكونوا مشتركين في معيشة واحدة » 3 و هذا التعريف يضيف قيد الاشتراك في بيت يضلل أفراد الأسرة         و معيشة واحدة، تجمع أفرادها. والناظرفي هذه التعريفات يلاحظ أن بعضها يتسع وبعضها يضيق ليحصرها في الزوجين والأولاد. و الواقع أن الأسرة قدتكبروقد تصغر،إلاأنها في الغالب تمثل المجموعةالمتناسلة من الأب والأم باعتبارهما الرباط بين جميع أعضائها سواء كانت الأسرة نووية أو ممتدة، و إن كان البعض يطلق على هذه الأخيرة لفظ العائلة. تقول سناء الخولي في تعريفها لمفهوم العائلة: » الأسرة الممتدة  والتي تتكون من الزوج و الزوجة و أولادهما غير المتزوجين و أولادهم المتزوجين و أبنائهم و غيرهم من الأقارب الذين يقيمون في نفس المسكن و يشاركون في حياة اقتصادية و اجتماعية واحدة تحت رئاسة رب العائلة »4

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. Reem
    01/03/2014 at 16:54

    المقالة جميلة. ولكن أين المصادر التي تم أخذ المعلومات عنها؟

  2. bahar kayacan
    06/05/2014 at 21:53

    thank you very much

  3. عبدالغني مصطفى
    15/06/2019 at 13:25

    ماهي المصادر

  4. Anonyme
    27/09/2019 at 22:19

    bravo

  5. فؤاد فاس
    08/12/2020 at 19:29

    مقال جيد لكن يفتقد للمراجع التي استقى منها الباحث معارفه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *