Home»Femme»تسويق النموذج الأسري الغربي

تسويق النموذج الأسري الغربي

0
Shares
PinterestGoogle+

تسويق النموذج الأسري الغربي

إن إحكام السيطرة والتحكم في عالم المسلمين يقتضي انحلال الأسرة المسلمة وتفكيكهاباعتبارها المعقل الذي احتفظ بالقيم، ومن خلالها يتم النقل الاجتماعي للقيم ، لذلك لا تتم السيطرة وإحكام الاختراق والهيمنة إلا باستهدافها، فهي الوحدة الحضارية الأقــوى .لقد عبر الدكتور عبد الوهاب المسيري عن هذه الفكرة بقوله:  » أدرك العالم الغربي أن نجاح مجتمعات العالم الثالث في مقاومته يعود إلى تماسكها، و الذي يعود بدوره إلى وجود بناء أسري قوي، لا يزال قادرا على توصيل المنظومات القيمية، و الخصوصيات القومية إلى أبناء المجتمع، و من ثم يمكنهم الاحتفاظ بذاكرتهم التاريخية، و بوعيهم بثقافتهم و هويتهم    و قيمهم. »1

 وهكذا ندرك أن الاعتداء على الأسرة، ومحاولة إلغاء رسالتها ودورها، لم يتوقف تاريخيًاولكل عصر أساليبه، ومن هنا أصبح الشغل الشاغل لتلك التجمعات العالمية والمنظمات الغربية: السعي لعولمة النموذج الأسري الغربي ممثلا في الحياة الاجتماعية لتلك الدولعبر تقنين الإباحية والرذيلة باسم الحرية، ومن خلال تعميم الشذوذ باسم حقوق الإنسان والحرية الشخصية، وتقويض بناء الأسرة. فباسم الحرية والتحرر صار كل شيء ممكناً في عصر العولمة، وصار تدمير الأخلاق والقيم هدفاً مقصوداً في بعض المجتمعات، فمعاني الزواج والأسرة باتت في مهب الريح. فهي في أكثر الأحوال لا تعني أكثر من سوى شخصين يعيشان معاً كيف ما اتفق، دون أي اهتمام بالعلاقة المقدسة التي أقرتها الشرائع السماوية بين الذكر والأنثى لبناء الإنسان وتنشئة الأجيال. لذا  » فالأسرة المسلمة اليوم أصبحت هي ميدان المواجهة الحقيقي ، وساحة المعركة بعد أن احتُلَّت الكثير من الميادين ، وسقطت الكثير من الرايات » 2

1- ما بين حركة تحرير المرأة و حركة التمركز حول الأنثى : رؤية معرفية- ص 93- مجلة المنعطف المغربية- ع15- 16- سنة 2000م

2- وثيقة مؤتمر السكان والتنمية (رؤية شرعية ) – من مقدمة الكتاب بقلم د. عمر عبيد حسنة-   د. الحسيني سليمان جاد ص 6- العدد ( 53) من سلسلة كتاب الأمة – قطر – ط 1– جمادي الأولي 1417هـ أكتوبر 1996م

وعلى الرغم من أن النظرة الغربية لا تستند إلى مبادئ أخلاقية ، ولا إلى حقائق منطقية عقلانية ، و لا إلى دراسات علمية تجريبية ، وإنما تستند إلى ثورة عبثية لا أخلاقية على الأديان والأخلاق والقيم والفضائل ، فهي تروّج لها وتسوقها في دول العالم الثالث ومنها دول العالم الإسلامي بعد أن وجد في هذه الدول حلفاء مارقين عن دينهم وقيمهم وأخلاق مجتمعاتهم . فكانوا قوة وسنداً للغربيين في فرض هذه النظرة على بلدانهم ، وترويجها بالنيابة عنهم . وقدجنّد الغرب لذلك كل طاقاته وإمكانياته الهائلة،للتبشير بقيم وأنماط الحياة الغربية المادية، التي تُضعف شأن الأسرة، وتهزُّموقعيتها. كما تنشط جهات مشبوهة، عبر المؤتمرات والمؤسسات الدولية،للترويج لتشريعات عالمية، تصب في صالح الابتذال الأخلاقي، والضياع القيمي، وإضعافالكيان الأسري.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. علي حيمري
    01/04/2013 at 00:20

    وما زاد في التفكك الاسري يا استاذ,هو تكريس بعض القوانين والمدونات البعيدة عن القوانين السماوية,تحت راية المساواة,ورغم انها تحد من التعسف الا انها في ان الوقت اصبحت كالنار التي تاكل الهشيم,واصبح الطلاق عنوان التحرر من الاحتقار والتعسف,لاتفه الاشياء وابسطها,وما زاد في تكريس هذا المفهوم المذموم العواقب والنتائج,هو الجهل المتفشي بين هذه الاسر وعدم فهم احد الزوجين للاخر,فالزوج يعتبر نفسه السيد الذي لا كلمة فوق كلمته,والزوجة تعتبر نفسها مهانة محتقرة لا قرار لها,ولعل الضائع الاكبر هو الابناء والمجتمع الذي يحتضن ما فرخته هذه العلاقات المبتورة .
    فشكرا على اية حال اخي هواري على هذا المقال الذي يعالج بحق ظاهرة خطيرة على الاسرة المسلمة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *