Home»National»التنشئة الاجتماعية

التنشئة الاجتماعية

0
Shares
PinterestGoogle+

التنشئة الاجتماعية

من مقاصد تكوين الأسرة في الإسلام تربية و تنشئة الأبناء و التي تعتبر أساس الحقوق لأنه بدون الأسرة الشرعية – ذكر وأنثى بعقد شرعي- لا يضمن للطفل صحة جسمية ولا عقلية ولا نفسية ولا خُلُقية وبدونها لا يتحقق له النمو الجسماني والعقلي والروحي المتوازن. ويعتقد علماء النفس والتربية « أنَّ تأثير الأسرة في تربية الطفل يفوق بآثاره بقية المؤسسات المجتمعة الأخرى، بل إنَّ نجاح المؤسسات الأخرى إنما يتوقف على الأسرة  » 2

الأسرةهيالنسقالاجتماعيالمسئولعنتربيةالأبناء »

فهيالبيئةالاجتماعيةالتييبدأفيهابتكوينذاته،والتعرفعليها؛عنطريقالأخذوالعطاء، والتفاعلمعأعضائها،فهيالبيئةالأساسيةالتييتعلمالطفلمنخلالهاالعديدمنالخبراتوالعادات،والأنماطالسلوكيةالمختلفة؛التيتشكلشخصيتهفيمابعد« 3

التنشئة الاجتماعية لفظ غير معتمد في قواميس اللغة العربية ومعاجمها ولم ترد مجتمعة حيث يمكن أن نجد لفظ تنشأ ونشأ وتنشئة ، وهي معاني تتضمن النمو والحياة وممارسة بعض الحركات والعمليات التربوية التي تعمل في مجموعها على جعل الصغير ينمو ويكبر. جاء في لسان العرب : « نشأ ينشأ نشأ و نشوءا و نشاء : رب و شب ، و نشأت في بني فلان نشأ      و نشوءا شببت فيهم »4 وبارتباطها بلفظ ( اجتماعية ) يصبح مدلولها مقترنا بنمو الفرد في حالته الاجتماعية. وبهذا يمكننا استخلاص أن لفظ التنشئة الاجتماعية من الألفاظ المستحدثة في ميدان العلوم الاجتماعية ، وقلما تستخدم في ميدان اللغة العربية.

أما على المستوى الاصطلاحي فقد وردت عدّة تعاريف للتنشئة الاجتماعية كلها تدور حول قضية التطبيع الاجتماعي ونقل الثقافة والتراث الاجتماعي من الآباء إلى الأبناء بواسطة

 

1-   في رحاب التربية الإسلامية  ص 48- كتاب التلميذ- السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي- محمد الحضراتي و آخرون- الدار العالمية للكتاب-  البيضاء- ط 2005م

2-      المؤسسات التربوية في التربية المعاصرة- ص 78- نجوى طارق دار القلم- الكويت-  طبعة 1989م.

3-      اتجاهاتطلابالمرحلةالثانويةالعامةبمدينةالرياضنحو أساليبالضبطالاجتماعيالسائدةفيأسرهموعلاقتهابالتماسكالأسري- ص16– السالمخالدعبدالرحمن  رسالة ماجستير-كليةالتربية- جامعةالملكسعود-الرياض.– 1999م

4-      لسان العرب-  ج 1- ص 170 – مادة نشأ

أساليب عدة.  فهي بالنسبة لعنيمي الحاج:  » الإدماج الاجتماعي للطفل خلال مراحل نموه حيث يتعلم أدوات التواصل و أهمها اللغة ، و كذلك جملة من المعارف في اتجاه اكتساب القيم و العادات و أنماط التفكير و المعتقدات و المثل المنظمة للوسط الاجتماعي الذي ينشا فيه » و يرى علي وطفة بأنها :  » منظومة من العمليات التي يعتمدها المجتمع في نقل ثقافته بما تنطوي عليه هذه الثقافة من مفاهيم و قيم و عادات و تقاليد إلى أفراده « 2ويرى محمد شقرون أنه: » لكي نجد تعريفا للتنشئة الاجتماعية يقوم على ضرورة وجود نظام اجتماعي و اندماج الأفراد في هذا النظام لا بد أن نبقى عند حدود تعريف ضيق للتنشئة الاجتماعية وأن نتصورها كتعلم يسمح للفرد بأن يصبح كائنا اجتماعيا في أبسط معاني الكلمة. »3و لا شك أن للتربية علاقة وطيدة بالتنشئة و هو ما يوضحه عبد الواحد علواني بقوله :  » و التربية في الواقع الاصطلاحي للكلمة هي التجلي الأكبر لثقافة التنشئة ، و تشكل أسسها و مفاهيمها      و أهدافها و معظم جوانب التنشئة ، أما التعليم و التدريب و الرعاية ، فهي سبل تربوية       و طرائق للتنشئة ليس إلا » 4و يضيف قائلا:  » فالتنشئة الثقافية تعني العملية التي يكتسب  الطفل بواسطتها المعتقدات و القيم و الحوافز ، و الأفعال السلوكية السائدة الثقافية ، و يصبح بالتدريج أكثر شبها بالأعضاء الآخرين الذين ينتمون لمجموعة ثقافية أوعرقية أو دينية معينة » 5

 و في نفس السياق يقول إبراهيم ناصر: » تعتبر لفظة التنشئة أو التطبيع من أهم العناصر الاجتماعية التربوية ، بل إن لفظة التنشئة في المفهوم التربوي هي صلب التربية و معناها

 

 

 

1-      التنشئة الاجتماعية و التمثل المعرفي- ص 11- الطفل و التنمية- منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية- الرباط- سلسلة ندوات و مناظرات رقم 67- ط1-1997م

2-      المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية – ص 249- عالم الفكر – العدد 2- أكتوبر / دسمبر 1998م

3-      مفهوم التنشئة الاجتماعية في سوسيولوجيا التربية- ملاحظات ابستمولوجية- ص 162-163 – مجلة كلية الآداب

و العلوم الإنسانية -ع 16-  الرباط – 1991م

4-       تنشئة الأطفال و ثقافة التنشئة- ص 29- دار الفكر – دمشق – سوريا – 1997م

5-      تنشئة الأطفال و ثقافة التنشئة- ص 47

الاصطلاحي ، فالتربية هي التنشئة والتنمية ، و هذه الصلة الوثيقة بين المرادفين التربية      و التنشئة تعطي أهمية بالغة للتنشئة الاجتماعية » 1

و يستشف من خلال مختلف التعاريف المعروضة أن التنشئة الاجتماعية هي  عملية تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى فرد اجتماعي عن طريق التفاعل الاجتماعي، ليكتسب بذلك سلوكا ومعايير وقيم واتجاهات تدخل في بناء شخصيته لتسهل له الاندماج في الحياة الاجتماعية وهي بذلك مستمرة تبدأ بالطفولة، فالمراهقة فالرشد وتنتهي بالشيخوخة وتشتمل على كافة الأساليب التنشيئية التي تلعب دورا مهما في بناء شخصية الفرد من جميع الجوانب

العقلية والنفسية والاجتماعية ….

إن التنشئة الاجتماعية بهذا المفهوم إذا تعتبر عملية جوهرية في حياة البشر، فهي عملية تفاعل تتم بين الفرد بما لديه من استعدادات وراثية وبيئته الاجتماعية ليتم النمو التدريجي لشخصيته من جهة واندماجه في المجتمع من جهة أخرى ضمن إطار ثقافي يؤمن به ويتمسك بمحتواه، حيث كلما ارتقى الفرد وتقدمت وسائل الحضارة لديه احتاج لتنشئة أكثر.  و هي أساسية لأنها لا تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة فحسب، بل هي مستمرة إلى غاية الشيخوخة كما أنها تشتمل على كافة الأساليب التي من شأنها أن تعمل على بناء شخصيةالفرد . والأسرة هي أول بيئة تتولى هذا الإعداد، فهي تستقبل المولود وتحيط به وتروضه على آداب السلوك الاجتماعي، وتعلمه لغة قومه وتراثهم الثقافي والحضاري من عادات وتقاليد وسنن اجتماعية وتاريخ قومي، فترسخ قدسيتها في نفسه وينشأ عضوا صالحا من أعضاء المجتمع.

و لا شك أن التنشئة عملية معقدة تستهدف: تنمية الإنسان في أبعاده الستة : الروحي والبيولوجي، والعقلي والمعرفي، والانفعالي العاطفي، والسلوكي والأخلاقي، والاجتماعي في إطار بعد مركزي هو الإيمان بالله وبوحدانيته، للوصول بالإنسان نحو الكمال، ضمن مجتمع متضامن قائم على قيم ثابتة .


 

     1-    علم الاجتماع التربوي- ص52- إبراهيم ناصر – دار الجيل – بيروت – بدون ط – بدون ت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *