Home»International»تفكير ساعة خير من عبادة سنة

تفكير ساعة خير من عبادة سنة

0
Shares
PinterestGoogle+

روي عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال :
(هبط جبرائيل على ادم (ع) فقال : يا ادم إني أُمِرت أن أخبرك واحدة من ثلاث فإخترها ودع اثنتين … فقال له ادم (ع) : يا جبرائيل ما الثلاث ؟
فقال : (العقل، والحياء ، والدين) …
فقال ادم ( ع ) : (اني قد اخترت العقل)…

وقوله (ع) في ضرورة الفكر وكونه أهم من العبادة والأمام علي (ع) الذي كان دائم التفكر والتعقل والتدبر والتبصر وهو القائل :
(تفكير ساعة خير من عبادة سنة)

التفكير أولاً والعمل ثانياً

إتقى فلان السيف بالدرع ، أي أن الدرع كان وسيلة (تقوى) للحيلولة دون تلقي ضربة السيف … ولابد من حركة و(عمل) ليتنسى صناعة ومسك الدرع الذي يقي من الضربة ، وقبل ذلك كله يجب أن يكون هنالك (تفكير) في أن الدرع يحمي من ضربة السيف …
(التفكير) هو الذي يقودنا لمعرفة أن الدرع يقي من ضربة السيف و(التفكير) يقودنا لصناعة درع من مادة أقوى وأصلب من السيف للوقاية من ضربة السيف ، و(التفكير) يقودنا لمعرفة كيفية مسك الدرع للوقاية من ضربة السيف ومعرفة من أين يهاجم الضارب بالسيف وكل حركة لها ضوابط وكيف يضرب .
إذاً (التفكير) يأتي أولاً …
من ثم يأتي (العمل) وهو أن تمسك الدرع ، و(العمل) على مسكه جيداً وإحكام مسكه كي لا يقع ، ومن ثم إختباره وتجريبه لمعرفة هل (يعمل) أو لا (يعمل) ومن ثم يأتي (العمل) على تحريك الدرع للوقاية من الضربة .
إذاً (العمل) يأتي ثانياً بعد (التفكير) …
ومحصلة ونتيجة للتفكير والعمل فستكون هنالك نتيجة (التقوى) وهي الحيلولة دون تلقي ضربة ، فالتقوى إذاً تأتي ثالثاً بعد التفكير والعمل …
وهذا بنظري وفهمي البسيط هو المعنى الأساس للتقوى وهو عدم تلقي ضربة ومثال عليه مسك الدرع وإتقاء ضربة السيف .

أما التقوى لغة : فهي مأخوذة من الوقاية وما يحمي به ألإنسان نفسه .
والتقوى إصطلاحاً وفقهاً : أن تجعل ما بينك وبين ما حرم ألله حاجباً وحاجزاً .

كان ذلك مجرد مثال توضيحي للمتقين ولمن يوصي الناس بالتقوى ليل نهار !! من خطباء ورجال دين وعلماء ومفتين وقنوات وصحف كي لا يذهبوا للتقوى ويقفزوا عليها قفزاً فتتزعزع تلك (التقوى) لاحقاً وتصاب بالتمزق لأنها لم يتم التفكير بها أولاً ، والعمل عليها وإختبارها ثانياً ، فلا تقوى بنظري البسيط ورأيي المتواضع جداً وأنا لست بأفضل منكم بشيء سوى كتابة هذه السطور وأتصور أن لا تقوى بلا تفكير وعمل يسبقها …

وبالأستعانة بمحرك البحث (Google) وبعض المنتديات والمواقع المتخصصة بالقران الكريم ، وبحث وقراءة حول موضوع (التفكير والتقوى) في القران الكريم فجاءت النتيجة مذهلة ، ولو كانت متوقعة بالنسبة لي ولكن ليس بهذا الشكل اللافت …
نسبة آيات التفكير ومرادفاتها (التفكير ، التعقل ، التذكر ، التبصر ، النظر ، الاعتبار ، التفقه ، مخاطبة أهل الألباب) هي ( 10،3 %) من مجموع آيات القران الكريم !!
أكثر من عشرة بالمائة …!!
وهي نسبة عالية بالنسبة لمنهج احتوى الحياة كلها وبهذه النسبة العالية أعطى رب العزة حرية كاملة للتفكير واختيار طريقة الحياة .
والله يقول : (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا)

وبالنسبة للتقوى في القرآن (جمعاً ، ومثنى ، ومفرداً) فجاءت بـ(256 آية) ، وورد لفظ التقوى بـ (65) سورة من سورة القرآن الكريم .

طبعاً أحياناً هنالك تداخل في مواضيع التفكير والعمل والتقوى يصعب فرزها ، ولكن لا يهم فالمهم الفكرة ، وقد بذلت جهداً بسيطاً ممتعاً في الحساب والجمع والبحث وتوصلت لنتائج قرآنية ليست دقيقة مئة بالمئة ، ولكن المهم عندي هو أن تكون الفكرة واضحة وقد تم فهم المقصود من المقالة ومؤداها وليس قصدي أرقام ودقتها مائة بالمائة وما شابه …

المهم هو أهمية فهم أن التفكير والعمل والتقوى تتابعياً … يؤدي الغرض الأسمى والأمثل لتحقيق كل علم وفهم وعمل وتقوى …

وإذا كان التفكير مهماً لهذه الدرجة فما هو التفكير ؟! … وما المقصود بأن يفكر شخص ما … وكيف يفكر ؟!

الجواب : أن أنـواع التفكير يميزه أهل المنطق بين ثلاثة أنواع وهي :
1- الاستنباط : وهو تفكير بالاستدلال والاستنباط (الأستنتاج) والاختيار بعد تحليل ودراسة من دليل ما فيقودك لفكر وحكم معين . وهو يخص العلماء والمفكرين وأهل الدراية والمعرفة .

2- الاستقراء : وهو الأستبيان ومطالعة الأفكار والبحث فيها ودراستها والنظر فيها وتقليد ما تستنتج منها أنه الأكمل ، مما يقودك لفكر وحكم معين . وهو يخص الدارسين والباحثين والمثقفين .

3- التمثيل : وهو تقليد ومحاكاة مفكرين وعلماء وأهل دراية وفكر والسير على ضوء أفكارهم وتقليدها وإقتفاء أثرها ، مما يقودك لفكر وحكم معين . وهو لعامة الناس ولمن لديه معرفة وثقافة ولو بسيطة .

هذا هو التفكير بكل بساطة وبدون تعقيد ..!!

وبالنسبة للعمل فهو التطبيق العملي لمصاديق التفكير وبذل الجهد في تحصيلها وتطبيقها على الواقع ، أو تصحيح خطأ ، أو تقوية صحيح ، والذي يؤدي للحصول على (تقوى) وحماية من أشياء تضر بالتفكير وتنشر الجهل …

التقوى في كل شيء تقوى (دينية) وتقوى (نفسية) وتقوى (عقائدية) وتقوى (أخلاقية) فالتقوى وسيلة وليست غاية …
ويجب علينا فهمها هكذا ، بأن التقوى وسيلة وليست غاية ، والمهم الغاية بعد أن يتم ضبط الوسيلة المؤدية لتلك الغاية . ولا يمكن تحقيق أي غاية بدون وسيلة جيدة ومحكمة …

لا يوجد جهل وتقليد أعمى ومحاكاة بلهاء للأمور وقياس تافه للقضايا أو تحكيم وإستنتاج بائس بلا تفكير ولا تدبر ولا تعقل ولا تبصر …
لا يوجد شيء هباءاً أو عبث أو متروك للصدفة والحظ أو للآخرين لتختار الصدفة والحظ والآخرين لك وليس أنت .
يا هذا ويا هذه ويا هؤلاء ويا أولئك ويا هم ويا هن وبكل أسماء الإشارة أخاطبكم … فأنتم المسئولين أولاً وأخيراً …
هذه حياتكم أنتم لا حياة غيركم ففكروا بها أنتم ، فأنتم المسؤولين عنها لا غيركم …
(فقط الفاشلين من يؤمنون بالحظ) قالها الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير (بل كوسبي) …

هي حياة واحدة فكن أو لا تكون … كما قالها (وليم شكسبير) في مسرحيته الرائعة (هاملت) …
وما بعدها حياة أخرى الله العالم بها بعد أن علمنا الله ومهد لنا كيفية ووسيلة معرفة سبيل النجاة في تلك الحياة التي الله عالماً بها ، وتلك الوسيلة هي التفكير والعمل والتقوى …
وتكون أكرم الناس عند الله القائل :
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)
فخلقنا الله من ذكر وانثى وجعلنا شعوب وقبائل (لنتعارف) (لنتعايش) (لنتفاهم) …
وبالنسبة للأكرم عن الله فهو الأتقى ، ولقد بينت هذه المقالة المتواضعة كيفية و آلية تحصيل تلك التقوى برأيي …

لكن يجب أن تقرر مصيرك بنفسك والآن ما دام لديك عقل … وإلا … فإغلق هذه الصفحة وإنس مقالاتي وغيّر الموضوع فأنت إن لم تفهم قصدي وقد أتعبت نفسك في قراءة هذه السطور لا أكثر ولا أقل فأذهب وإنسى ما قد كتبته لك !!
فهنالك الكثيرون وُلِدوا للطعام والشراب وللضحك فقط ومن ثم يموتون فيحزن عليهم بعض الأقارب والأصحاب لأيام معدودة ومن ثم يتم محيهم من الذكرى وللأبد ولا يتم ذكرهم بشيء بعد أن تنتهي وتموت .
وهنالك من هم موتى رغم أنهم أحياء … ولكن أحياء لأنهم يأكلون ويشربون فقط …
يجب التفكير في كل شيء قبل عمله وتنفيذه ، وحتى بدين الوراثة الذي ورثناه من الآباء والأجداد كما ورثنا الشكل والعقار والدار …
ورثنا الطوائف والأديان وراثة ولم نعرفها ولم ندرسها ونقارن بغيرها لنفهم ديننا ودين غيرنا وطائفة هذا وذاك ، فيجب البحث والدراسة لتثبيت الحق ، وما هو ثابت إن كان حقاً وثابتاً ، وإبطال الباطل إذا كان للباطل وجود ، وحينما لا يسعفك تفكيرك بعد تجريب وسائل التفكير ومصاديقه الثلاث الواردة ذكرها في مطلع المقالة فأسأل وأطلب العون ممن لديه فكر ودراية ومن هو ذائع الصيت ومعروف بذلك ، ومن ثم يأتي العمل ولا خير في تفكير لا يعقبه جهد وعمل …

في حديث للنبي محمد (ص) يقول فيه : (إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تأبهوا به حتى تنظروا كيف عقله) .
وقال ايضاً (ص) : ( إذا بلغكم عن رجل حسن حال ، فانظروا في حسن عقله فإنما يُجازى بعقله) .
وقال أيضاً (ص) : (إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم ) .

وفي يوم من الأيام دخل النبي (ص) ذات يوم لمسجد المدينة ، فشاهد جماعتين من الناس ، كانت الجماعة الأولى منشغلة بالعبادة والذكر والأخرى بالتعليم والتعلّم … فألقى عليهما (ص) نظرة فرح واستبشار وقال للذين كانوا برفقته مشيراً للفئة الثانية –فئة التعلّم- : (ما أحسن ما يقوم به هؤلاء) !!
ثم أضاف (ص) قائلاً : (إنما بعثت للتعليم) !! ثم ذهب (ص) وجلس مع الجماعة الثانية –جماعة التعليم- .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *