Home»Correspondants»الانتخابات الامريكية والربيع الديموقراطي : » لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « 

الانتخابات الامريكية والربيع الديموقراطي : » لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « 

0
Shares
PinterestGoogle+

أسدل الستار على الانتخابات الأمريكية ليوم سادس نونبر 2012 بفوز تاريخي متوقع وحاسم للمرشح الديموقراطي باراك اوباما بفارق كبير من الاصوات وتحديدا 303 صوتا مقابل 203 صوت لمنافسه الجمهوري رومني  وبالطبع الاصوات المحتسبة في الانتخابات الامريكية تكون باحتساب  اصوات الناخبين الكبار  وليس عموم الشعب الامريكي ، الانتخابات الامريكية مرت بأجواء ديموقراطية حقيقية تفتقد اليها الكثير من الشعوب وهذا بالتأكيد ما اشار اليه الرئيس  الامريكي اوبما في خطاب الانتصار ، والشعب الامريكي  بالطبع من الشعوب العالمية التي استطاع بتضحياته الكبيرة و تاريخه النضالي الحافل ان يفرض ديموقراطية حقيقية في بلاده تمتاز بالتناوب الحقيقي على البرامج والسياسات ولا تعتمد على القبلية والاثنية والوعود الانتخابية الوهمية.
استقطبت الانتخابات الامريكية اهتمام الرأي العام الدولي لان سياسة الولايات المتحدة تهم العالم وتؤثر في مصائر شعوبه ، صحيح ان الشعب الامريكي صوت على المرشح الديموقراطي لاعتبارات عديدة نذكر منها :
_ الشعب الامريكي صوت على الاصلاح الاقتصادي  وعلى وعود الديموقراطيين  بتخفيض الضرائب على الفقراء والطبقة المتوسطة .
_ الشعب الامريكي صوت على اوباما  لانه وعد بالضمان الاجتماعي وبسياسة علاجية تأخذ بعين الاعتبار صحة المواطن الامريكي
_الشعب الامريكي باقلياته الكثيرة  ولكن الاهم منها ذات الاصول الاسبانية التي تمثل اكثر من 17 في المئة من الشعب الامريكي  والاقلية الاسيوية التي رغم انها تمثل فقط حوالي 5 في المئة من الشعب الامريكي الا انها  مؤثرة في الانتخابات وفي ترجيح كفة الديموقراطيين ،صوتت لفائدة الاهتمام بالتنوع الثقافي والاثني  الذي ينص عليه البرنامج الانتخابي للرئيس باراك اوباما.
الشعب الامريكي اذا قام بالتصويت على اهتماماته الداخلية اساسا ولكن ذلك لا يعني ان  السياسة الخارجية كانت غائبة ، فأوباما استطاع ان يعيد التوازن للسياسة الامريكية في العالم وفي فترته الانتخابية الاولى لم يدخل الولايات المتحدة الامريكية في اية متاهة عسكرية عكس اسلافه الجمهوريين الذي وعدوا بقصف ايران وحزب الله وسوريا فور اعلان فوز رومني  بالرئاسة ؟؟ ولكن الشعب الامريكي تبين انه سئم من الحروب ومن التدخلات العسكرية التي  تمول من ضرائبه وتحمل له  فيما بعد الكراهية العالمية  لكل ما هو امريكي ، الشعب الامريكي صوت للمعلوم من السياسة الخارجية اي الاستقرار والامن والواقعية  التي يتبانها اوباما وعارض الاندفاعية والعسكرة والمجهول الذي يمثله رومني والحزب الجمهوري بصفة عامة .
الانتخابات الامريكية ذات الرقم 75 في تاريخ الانتخابات الامريكية  والتي صرف فيها اكثر من  8 بليار دولار حسب الخبراء الاقتصاديين الدوليين ، بقدر ما اثبتت قوة الولايات المتحدة  سياسيا وديموقراطيا ، بقدر ما سجلت تراجع الناخب الامريكي من الاهتمام والتضامن مع قضايا الشعوب الاخرى ، التنافس السياسي في هذه الانتخابات كان فقط عن عدد الوظائف التي يمكن لكل حزب ان يخلقها ، وكان كذلك عن معدلات النمو الاقتصادي وكيف يمكن مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية الدولية على اوضاع الطبقات المتوسطة والفقيرة  وعن قانون الرعاية الصحية ، وتوارى نقاش الامن الدولي وقضايا الارهاب ودعم الاصلاحات الشعبية في العالم اللاديموقراطي الى الخلف ، واصبحت الشعوب المضطهدة في العالم ، التواقة الى النموذج الديموقراطي  متروكة في ايدي حكامها الطغاة الذين لا يتوانوا لحظة في استخدام القتل والسجون لاسكات الشعوب ، ولعل النموذج السوري صارخ في هذا الاتجاه ، الناخب الامريكي بتصويته على اوباما فقد صوت على سياسة امريكية خارجية ناعمة في علاقاتها مع الطغاة ، لذلك يمكن ان نقول بأن انتصار الحزب الديموقراطي الامريكي كارثة على الشعوب التي توجد لها علاقة تماس مع محورين استراتيجين لا يمكن للديموقراطيين الامريكيين ان يتدخلوا عسكريا الا اذا استهدفا المحور الاول : ضمان امن اسرائيل  وضمان تفوقها الاستراتيجي
المحور الثاني : ضمان امدادات النفط الى الدول الغربية والى الولايات المتحدة الامريكية نفسها . الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان ننتظر منه لا تدخلا فاعلا لنصرة الشعب الفلسطيني وارجاع حقه في العودة واعلان دولته المستقلة حتى على اراضي يونيو 1967 ، اوباما  لا يمكن ان ننتظر من حزبه ومن فترته نصرة الشعوب المطالبة بالحرية والديموقراطية  اذا كانت هذه الشعوب تعارض انظمة بترولية ولو كانت ممارساتها السياسية قرووسطية وهمجية ، سياسة اوباما الخارجية ستكون وبالا على الحركات الديموقراطية في العالم ، لانها سياسة طالما تبنت الديكتاتوريات العربية المتهالكة في العالم كنظام حسني مبارك وزين العابدين وغيرهم ، كما ان سياسته الخارجية لا يمكن ان تحرر الشعب السوري  من قبضة السلاح الروسي الفتاك الذي يستعمل ضده. ليس امام الشعوب المتطلعة الى الحرية والديموقراطية سوى الاعتماد على احرار العالم والحركات الحقوقية العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية المتوحشة عالميا وعلى وعي الشعوب ورغبتها الجامحة المحقة في التغيير الديموقراطي داخليا  لتغيير اوضاعها السياسية والاقتصادية والسياسية ، انه من الوهم السياسي والوهن الفكري ان نعتبر  فوز اوباما فال خير لنا  ولشعوبنا  بل يمكن اعتبار فوزه وعلى حد تعبير احد  كبار مثقفي الولايات المتحدة  وهو نعوم تشومسكي :  انتهازية  وانانية سياسية امريكية واضحة لدى الشعب الامريكي الذي انتصر لقضاياه الاقتصادية والاجتماعية  الداخلية وطلق مطلب التوازن الدولي والعدالة الدولية  وحل النزاعات الدولية . ختاما لا يسع شعوبنا ان ارادت التغييرالا  ان تتمعن في الاية الكريمة من سورة الرعد :   » إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ »

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *