Home»National»الشعب العربي السوري بين مطرقة الروس وسندان حلف الناتو

الشعب العربي السوري بين مطرقة الروس وسندان حلف الناتو

0
Shares
PinterestGoogle+

الشعب العربي السوري بين مطرقة الروس وسندان حلف الناتو

 

محمد شركي

 

يعيش  الشعب السوري مأساة غير مسبوقة في  ظل نظام عالمي مختل التوازن بسبب تضارب المصالح . فالناتو برئاسة الأمركان لهم مصالح في  منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها حماية الكيان الصهيوني المستنبت في قلب العالم العربي  فضلا عن مصادر الطاقة الخليجية . والروس لهم مصالح في المنطقة أيضا فهي سوق  لترويج صادراتهم من الأسلحة  فضلا عن البترول الإيراني . وتكتنف العلاقة بين  حلف الناتو والحلف الروسي الصيني تعقيدات جيوسياسية الشيء الذي يجعل  الحرب الباردة تعود في نسخة جديدة  حسب ظروف  الأزمة الاقتصادية العالمية ، وكل ذلك من سوء حظ الشعب السوري الذي  أراد أن يتنسم رائحة التحرر من أعتى نظام في الوطن العربي حيث ورث رئيس انقلابي مستبد الحكم لولده الذي ورث عنه الإجرام وسفك الدماء . ولقد خرج الشعب العربي السوري أول مرة لا يريد إسقاط هذا النظام بل يريد قدرا من الحرية بعدما  أغراه الربيع العربي في دول عربية أخرى بأمل  قليل من الحرية إلا أن  النظام السوري الدموي استغل  وضعه في المنطقة  لينكل بهذا الشعب المسكين أبشع تنكيل . وتبعا لتبعية النظام الدموي للروس ، واعتماده عليهم في  قضية تسليحه ، ونظرا  لارتزاقه  بقضية المقاومة عن طرق سماسرتها الرافضة في لبنان ، و هم عملاء النظام الرافضي  الإيراني المهدد للمنطقة العربية بذريعة العداء الصوري والوهمي مع الكيان الصهيوني ومع حلف الناتو ، فإن هذا النظام وفر لاستبداده الغطاء الروسي الصيني عن طريق الفيتو غير الأخلاقي، والذي لم يستخدم ضد غزو الناتو للعراق ولليبيا ،لأن  المصالح  الروسية في العراق  وفي  ليبيا ليست هي المصالح في  سوريا. ومع تعويل  النظام السوري على  غطاء الفيتو الروسي الصيني  استأسد على شعبه ، واستباح الدماء والأعراض ، ونهج سياسة الأرض المحروقة وسياسة الدمار والترويع . ولما ضاق الشعب العربي السوري  ذرعا بجرائم هذا النظام لم يجد بدا من خيار المقاومة وحمل السلاح . واستغل  النظام الدموي فرصة اضطرار الشعب إلى حمل السلاح ليلفق له تهمة العمالة والخيانة لحلف الناتو ، مع أن الشعب السوري لا يرضى دخول حلف الناتو أرضه  خصوصا مع وجود احتلال صهيوني يحتل أرضه. وارتزق المرتزقة الرافضة من حزب اللات في لبنان  باتهام  مقاومة الشعب السوري لفائدة النظام  المستبد هم وأسيادهم الإيرانيون ، ووقفت عصابات الحرس الجمهوري الإيراني ، ومرتزقة حزب اللات الرافضي اللبناني ومرتزقة الرافضة في العراق  مع  عصابات الشبيحة والجيش العلوي النصيري العشائري من أجل تقتيل  الشعب العربي السوري . وشحن الروس والصينيون الأسلحة إلى النظام السوري الدموي عبر موانيء سوريا من أجل  الإسهام في تركيع  الشعب العربي  السوري الحر. ومقابل شحن الأسلحة الروسية الصينية جهارا  نهارا إلى النظام السوري إلى جانب  غطاء الفيتو يتهم النظام المستبد والضالع في الإجرام مع  أسياده الروس والصينيين والإيرانيين  مقاومة الشعب السوري بأنها  تتلقى السلاح من حلف الناتو. وهكذا وجدت المقاومة السورية نفسها في حرج ، فهي إما أن  تستسلم للتذبيح والتقتيل من طرف النظام الإجرامي  أو  تستسلم لحياة الذل والهوان أو تتهم بالخيانة والعمالة لحلف الناتو مع أن حلف الناتو لا يختلف في شيء عن الحلف الروسي الصيني الإيراني من حيث المصالح المكشوفة . واتهام المقاومة السورية بالعمالة لحلف الناتو سلاح دعاية يستعمله النظام المستبد وأسياده الروس والإيرانيون من أجل النيل من معنويات  هذه المقاومة الباسلة . والنظام الدموي يتحالف مع الشيطان الروسي والإيراني دون أن يجد في ذلك حرجا ، ولكنه  لا يتردد في اتهام المقاومة السورية بالاعتماد على حلف الناتو من أجل الحصول على الأسلحة للدفاع عن نفسه وكرامته ، وكأن الروس والصينيين  يعاملون المقاومة السورية من حيث تزويدها بالسلاح على قدم المساواة مع النظام المستبد . فإذا كان الروس والصينيون لا يمدون هذه المقاومة بشيء فلا يعنيهم بعد ذلك من أين ستقتني سلاحها للدفاع عن نفسها ، لأن مشروعية  الحصول على هذا السلاح بغض الطرف عن مصدره حتى لو كان الشيطان تأتي من مشروعية الدفاع عن النفس ضد نظام دموي مستبد . وعندما يتابع المرء التغطية الإعلامية الروسية أو الصينية أو الإيرانية أو  تغطية قناة حزب اللات للأحداث في سوريا   يبدو المشهد معكوسا حيث يقدم النظام الفاتك الإجرامي كضحية ، ومقاومة الشعب كجلاد ، وتنسب كل النعوت المشينة للمقاومة السورية . فقناة حزب اللات الضال المضل  نقلت صور مجرم سوريا يؤدي  صلاة العيد وغطت شارعا من شوارع سوريا فيه  بعض أنصار النظام أو المغلوب على أمرهم يحتفلون  بالعيد ولكنها لم تعرض صور الدمار والخراب الذي تسببه الدبابات والطائرات الحربية النفاثة والمروحية والقذائف الصاروخية ، والضحايا والدماء . ومقابل  هذه التغطية الإعلامية الإجرامية صورت هذه القناة الفاجرة الرافضة القوادة في البحرين والسعودية كضحايا  وهم يتظاهرون ، كما نقلت صور  أسر  بعض  مجرمي الحرب من شبيحة الرافضة الإيرانيين و اللبنانيين المسؤولين عن جرائم القتل  كضحايا كذلك من أجل تضليل الرأي العام العربي  بأن النظام الدموي ومن يساهم في إجرامه مجرد ضحايا لعدو وهمي هو حلف الناتو. وهكذا  يتم التواطؤ بين نظام سفاح وعصابات إجرامية  طائفية على حساب  الدم العربي السوري . إنها حرب قذرة من تمويل الروس والصينيين والرافضة الإيرانيين من أجل مصالحهم في المنطقة العربية التي صارت تخرب عن طريق الدعوات الرافضية الطائفية ، وإلا فما العلاقة بين شرذمة  في البحرين وأخرى في السعودية  واليمن وسوريا  والعراق من جهة وبين حزب اللات في لبنان والدولة الصفوية في إيران ؟ إذا كانت هذه لا تسمى طائفية فما معنى الطائفية ؟ وهل  ستقف الشعوب العربية تتفرج على أخطبوط الطائفية الرافضية دون أن تحرك ساكنا،  وإذا ما ثارت عليها اتهمت بالعمالة للناتو وللكيان الصهيوني ؟  وأخيرا نأمل أن يسلط الله عز وجل  الظالم الصهيوني على الظالم الرافضي الصفوي وأذنابه ويخرج الأمة العربية سالمة من بينهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *