Home»International»المشهد الثقافي بالجهة الشرقية : موضوع ندوة لاتحاد كتاب المغرب – فرع وجدة

المشهد الثقافي بالجهة الشرقية : موضوع ندوة لاتحاد كتاب المغرب – فرع وجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

في اطار انشطته الثقافية نظم  اتحاد كتاب المغرب – فرع وجدة يومه السبت 03/12/2005 على الساعة الرابعة  ندوة ثقافية  حول موضوع "  المشهد الثقافي  بالجهة الشرقية "  وذلك بمقر النقابة الوطنية للصحافة ، وقام بتنشيط الندوة وتأطيرها  الأساتذة : د . مصطفى الرمضاني ، و د.محمد قاسمي ، و د. يحيى عمارة ، و ذ. سامح درويش
       افتتح الندوة ذ. سامح درويش حول العوامل والأسباب التي جعلت  اتحاد كتاب المغرب – فرع وجدة يقوم بتنظيم هذه الندوة ، في الوقت الذي تعرف فيه مدينة وجدة  بصفة خاصة والجهة الشرقية بصفة عامة ركودا ثقافيا  رهيبا  في مجا ل  الأنشطة الثقافية  الهادفة ، في جميع الميادين سواء كانت الفكرية منها او الفنية او السياسية ، حتى ان الجهة الشرقية استسلمت بالفعل الى هذه الظاهرة التي لايمكن الا اعتبارها ظاهرة شاذة بالمقارنة مع مختلف  المدن المغربية الأخرى خصوصا المدن المركزية ، واعتبر ذ.سامح درويش ان هذه الندوة التي ينظمها اتحاد كتاب المغرب -فرع وجدة  الهدف منها هو محاولة تشخيص الأسباب والعوامل التي أدت الى هذا الركود  وذلك قصد تجاوزه  باخراج المدينة  من  هذه " الأزمة " الثقافية الى  جو من الأنشطة الهادفة  في مختلف المجالات  ، وحتى تعود الى مدينة وجدة حيويتها الثقافية التي كانت تعرفها خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات …
         وبعد ذلك اعطيت الكلمة للدكتور مصطفى الرمضاني  الذي تناول في مداخلته مجموعة من  الحتميات التي تعيق العمل الثقافي الهادف  والجدي بمدينة وجدة حيث  تحدث عن الحتمية الجغرافية ، والحتمية السياسية التي تتمثل بالأساس في كون قدر وجدة هو ابتلاؤها برؤساء جماعات ومجالس  من غير المثقفين ولا من المهتمين بالثقافة  ومصيرها ، لذلك لم يهتم هؤلاء ابدا بالحركة الثقافية بالمدينة، وهذا ما اعتبره الاستاذ مصطفى الرمضاني من بين العوائق التي تقف في وجه الحركة الثقافية في المدينة … كما تحدث ايضا عن انغلاق الجامعة على نفسها ومحيطها  بحيث ان الجامعة والتي يفترض فيها ان تكون منفتحة على العالم الخارجي وعلى مختلف الابداعات الفكرية  والفنية   ، فان الجامعة بوجدة ما تزال منغلقة على ذاتها بحيث ان اشعاعها بقي سجين جدرانها  وسياجها  هذا في الوقت الذي يفترض فيه ان  ينفتح الاشعاع الفكري للجامعة على العالم الخارجي بحيث يشمل كل الفعاليات الفكرية والابداعية والفنية  بالمدينة والجهة…
    كما تحدث  الأستاذ مصطفى الرمضاني ايضا عن عدم وجود اية استراتيجية  ثقافية بوجدة  ،  فما يمكن للمرء ملاحظته هو وجود تشتت ثقافي وتبعثر في  الأنشطة بالمدينة  وعدم وجود اي تنسيق بين المصالح المختصة في هذا المجال مما يجعل جل الأنشطة الثقافية بالمدينة تتحكم فيها الصدفة والارتجالية ، والسبب في ذلك مرده الى غياب برمجة واضحة للأنشطة ، وغياب استراتيجية ثقافية  سواء بين المثقفين من جهة ، وبين المسؤولين: المجالس  ، ومندوبية وزارة الثقافة ، ومجلس الجهة ، والشبيبة والرياضة ، من جهة أخرى . وهذا ما يعني  غياب  اي توحيد للرؤية …و ايضا ما يجعل اي نشاط ثقافي يكون مصيره الفشل …وتحدث الاستاذ  عن عوائق عديدة من اهمها  كثرة الجمعيات الثقافية التي تناسلت بشكل  شاذ ،  ثم تعطل كل الأجهزة التي يمكن  ان تكون  وسيطا ثقافيا  كالمركب الثقافي  ، والمسرح ، والاتحاد الجهوي للمسرح وهذا ما يمكن ان  نطلق عليه حتمية التعطيل كما قال الأستاذ مصطفى الرمضاني ، والذي اضاف في خاتمة  مداخلته  ما اسماه تغييب " مطرب الحي "  بحيث يلاحظ الاستقبال والتشجيع الذي  يمنح لكل ما هو من خارج المنطقة او المدينة  من انشطة  وما يغدق عليها من اموال  وبسخاء في الوقت الذي كان من المفترض ان تصرف هذه الاموال اولا وقبل كل شيء على  الأنشطة الخاصة بالجمعيات والفرق المحلية …
      اما الدكتور محمد قاسمي  فقد قام بمقاربة  ببليوغرافية  للثقافية  بالجهة الشرقية ، منجزا قراءة في  التراكم الأدبي  بمختلف  فروعه  وانتاجاته بالجهة الشرقية ، حيث ابرز ان الانتاج الشعري بهذه الجهة  جد مهم  ، ويتسم بالغزارة والابداع ،  حتى ان العديد من الشعراء تجاوز صيتهم ليس المنطقة الشرقية فحسب وانما  ذاع صيتهم خارج الحدود  واصبحت انتاجاتهم   تنافس العديد من الانتاجات  الشعرية في الخارج ، بل ان ما يصدر من الشعر في المنطقة الشرقية يمثل تقريبا عشر الأنتاج الوطني وهذا من الأهمية بمكان = يقول الاستاذ  محمد قاسمي  ، الذي اعتبرايضا ان الانتاج القصصي  رغم انه لا يتسم بالغزارة مثل الشعر الا انه يبقى هو الآخر جد مهم بالنسبة للأنتاج الأدبي  بجهتنا ، بجانب الانتاج الروائي  ، غير ان الانتاج المسرحي  وحده  يبقى ضعيفا  لانه حبيس  الفرق المسرحية  …
    ورغم كل هذا الزخم الذي يعرفه الانتاج الأدبي بالجهة الشرقية في مختلف الميادين  فان العديد من العوائق تواجه هذا المنتوج المحلي والذي في الكثير من الاحيان يبقى حبيسا محليا لعدة اسباب ، ذكر منها الاستاذ على سبيل المثال : غياب  معارض رسمية مسافرة للكتاب  المغربي  وهذا ما ترتب عنه سوء  توزيع للكتاب  بحيث جعل الأنتاج الأدبي المحلي حبيس الجهة الشرقية … ينضاف الى هذا ايضا وفي نفس السياق غياب  مهرجانات ثقافية  تعرف بالمنتوج الادبي للجهة الشرقية ،  ثم ان  عملية تهميش الكتاب المغربي  تتمثل ايضا في تهميش المقررات المدرسية  لهذا الكتاب  ، في حين انه ينبغي برمجة  الكتاب الأدبي للجهة الشرقية سواء اكان شعرا او قصة او رواية في برامج  مدرسية  على الأقل بالنسبة لتلاميذ  ثانويات  المدن الشرقية  مثلا  دراسة المؤلفات  او غيرها من الدراسات القصصية المقررة في البرامج الدراسية …واختتم الأستاذ  محمد قاسمي بانتقاد الفئة المثقفة بالجهة الشرقية والتي  اصبحت تركز على الكلمات المتقاطعة او الحديث عن السلاليم والأجور…فاختتم  كلامه قائلا "  حال الوضع الأدبي بالجهة الشرقية يجعلني اضحك …اضحك ….اضحك…."
    وآخر مداخلة كانت للدكتور يحيى  عمارة  تحت عنوان  " الحضور الفعلي والملوس للثقافة "…حي تحدث  عن التهميش الذي تعرفه الثقافة بالجهة الشرقية هذا التهميش الذي يتحمل مسؤوليته   المسؤولين عن الثقافة من جهة و  المثقفين انفسهم من جهة اخرى …حيث نبه  الى  ان  الكل صار يتحدث عن التنمية الاجتماعية والأقتصادية  الا ان هذه التنميةلا يمكنها ابدا ان تتم في ظل غياب التنمية الثقافية  ، فالتنمية الثقافية هي اساس كل تنمية بل هي ضمان نجاح كل تنمية ، …وابرز الأستاذ يحيى  عمارة  كيف ان سنوات السبعينيات والثمانينيات  كانت اكثر نشاطا وحيوية في المجال الثقافي  في الجهة الشرقية حيث كان  المثقف  والنشاط الثقافي بوجدة طلائعيا خلال هذه الفترة رغم العديد من الاكراهات التي كانت سائدة انذاك …اما الآن وفي ظل نوع من الانفتاح الثقافي   وانتفاء العديد من العوائق والاكراهات  اصبح المثقف غائبا بشكل يكاد يكون كليا  ومطلقا …بطبيعة الحال ذلك مرده الى العديد من الاسباب والتي اشار اليها الأخوة الاساتذة في مداخلاتهم  السابقة  مثل انغلاق الجامعة ، وتعاملها مع الأكاديمي المحض ، والغاء كل ما هو خارج محيطها … ينضاف الى هذا سيادة مهرجانات ذات ثقافة استهلاكية  في ظل غياب  مهرجانات جادة وهادفة  ، ثم تغييب مهراجانات  المسرح  الجدي والهادف ، …الخ وأختتم  الدكتور يحيى عمارة  مداخلته  بخصوص مختلف العوائق  التي تعيق العمل الثقافي بما اسماه التعقيدات الادارية  التي اصبحت تنفر من  تنظيم اية تظاهرة ثقافية او مهرجان ثقافي  نتيجة كثرة الترخيصات  وتداخل المصالح الادارية  بحيث انه في العديد من التظاهرات لا تمنح الرخصة بقبول التظاهرة الثقافية الا في  آخرة لحظة …وهو الأمر الذي يساهم في فشلها …
       وبعد هذه المداخلات  فسح المجال امام المتدخلين  قصد ابداء ارائهم واشراكهم في عملية تشخيص  الداء ، وابداء  الرأي  بخصوص  الحلول  الناجعة لأخراج المدينة من ركودها الثقافي … حيث اعتبر المتدخلون ان عقد هذه الندوة في حد ذاته هو بمثابة محاولة تململ  يقوم بها  اتحاد كتاب المغرب – فرع وجدة  لأخراج الواقع الثقافي بالجهة من ركوده وأزمته … وذلك ما تتمناه كل الفاعليات المهتمة  بالشان الثقافي  بالجهة الشرقية…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. محمد امقران
    16/06/2006 at 18:56

    اتمنى النجاح لكل المسلمين

  2. عبدالواحد عرجوني
    16/01/2007 at 21:01

    آه لو أن الأمر كان مقتصرا على الجهة الشرقية , فقء لهانت. إنها ..إنها..إنها تغـ…رررررر…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *