Home»International»احترام عبادة الجمعة الأسبوعية مسؤولية حكومة حزب محسوب على الإسلام

احترام عبادة الجمعة الأسبوعية مسؤولية حكومة حزب محسوب على الإسلام

0
Shares
PinterestGoogle+

احترام عبادة الجمعة الأسبوعية مسؤولية حكومة حزب محسوب على الإسلام

 

محمد شركي

 

لقد كان احترام عبادة الجمعة دائما مسؤولية كل الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون هذا الوطن الأصيل والمحافظ ، والمعتز بعقيدته الإسلامية  والمتشبث بها .وحكومة هذه الفترة أكثر مسؤولية من سابقاتها  في هذا الشأن ،لأنها من حزب محسوب على الإسلام ، حظي بثقة الشعب المغربي لتصان قيمه الدينية والأخلاقية أكثر من ذي قبل . فلئن تراخت حكومات أحزاب  غير محسوبة على الإسلام في احترام  العبادة الأسبوعية ، فإنه لا يحسن بحكومة حزب محسوب على الإسلام ألا تحرص على احترام هذه العبادة . وسبب تناولي لهذا الموضوع  هو موقف وزير التربية الوطنية المحسوب على الحكومة حتى لو كان من حزب غير حزب السيد بنكيران من صلاة الجمعة . فهذا الرجل أولا عبر عن عدم أهليته لتحمل مسؤولية قطاع التربية ، فهو رجل العبث ، والتندر على طريقة حلقات ساحة جامع الفنا ، وهو أيضا رجل يركب غروره ، وهو رجل ربما طال  غيابه عن الوطن ، وترسخت في ذهنه عقلية مسؤولي  سنوات الرصاص  الذين كانوا يعتبرون الشعب مجرد ذباب ، ولا يجيدون سوى الخطاب السلطوي ، والتهديد والوعيد بالويل والثبور وعواقب الأمور مقابل الفشل الذريع في  التدبير. فوزير التربية الوطنية لم يجد غضاضة  في ركوب أسلوب التهديد بقوله  » أنا زوين وإذا أراد أحد أن يزطم في فسأكون خائبا  » ـ إذا ما صحت رواية شهود العيان ـ . ولم يجد غضاضة أيضا في الرد على السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة ، وعضو المجلس العلمي الأعلى  ـ وهو رجل يقدره الشعب المغربي قاطبة  ـ حين طلب منه رفع  جلسة المجلس الإداري لأكاديمية الجهة الشرقية  بقوله :  » هل خشيت على الحضور من فقدان الوضوء  » . فهذا الكلام سواء كان هزلا أو جدا ، قصد صاحبه أم لم يقصد  غير مقبول في هذا المقام من رجل أسندت له مسؤولية تدبير وزارة وصية على التربية . و هو أسلوب إن جربه الوزير في مناطق أخرى ، ولقي رواجا ، فإنه  ممجوج في منطقة محافظة ، وأهلها أهل جد  ، ولا ترفع الكلفة بينهم وبين من يخاطبهم بالسهولة التي  اعتقدها الوزير واهما أو مغرورا أو خاطئا في الحسابات .

فلا يمكن للوزير أن يستغل سلطته لفرض رفع الكلفة على غيره  ، وعليه أن  يرفع الكلفة مع معارفه ، ويلتزم حدود اللياقة  المطلوبة مع من لا يعرفهم . وأهل الجهة الشرقية ليس بعدهم إلا حدود بأسلاك شائكة ، وشوكتهم أحد وأخطر من هذه الأسلاك . وكان بإمكان من حضر أن يكيله الصاع صاعين ، ردا على عبثه الممجوج  والسمج ، ولكن أخلاقهم تأبى عليهم  مجاراة الجاهلين تماشيا مع طابعهم المحافظ ودينهم السمح  . ولئن عاد الوزير مستقبلا  إلى أسلوبه الهازل والمرفوض في هذه الجهة  فسيجد ما يورثه الندم الطويل  ولات حين مندم .وأعود إلى موضوع الجمعة لأقول بأن الذي حملني على الكتابة فيه هو أن اللقاءات الرسمية تعقد عندنا في المغرب ،وبكل وقاحة في ساعات الجمعة  الخمس بدليل حديث نبوي شريف ، حيث يكون الحاضر في ساعتها الأولى كمن قدم بدنة أو ناقة ، ويكون الذي يليه كمن قدم بقرة ، والذي يليهما كمن قدم كبشا ، والذي يليهم كمن قدم دجاجة ،والذي يليهم كمن قدم بيضة . فإلى متى سيظل المغاربة في حكم من  يقدم الدجاج والبيض ؟ ألا يستحق المغاربة أن يقدموا البدنة والبقرة والكبش ، وهم الذين وضعوا ثقتهم في حزب محسوب على الإسلام  لتحكيم الإسلام في حياتهم وشؤونهم؟  فعلى هذا الحزب أن  يرعى الثقة التي وضعها فيه الشعب ، ويعلن بكل شجاعة أن لعبادة الجمعة ساعات يجب أن يكون فيها المؤمنون في المساجد ، وقبلها يجب أن يستعدوا لذلك غسلا وتطيبا وزينة . وما قيمتنا بدون احترام لأهم عبادة أسبوعية ؟  إلى متى سيظل المغاربة  موظفون ومتعلمون يفكرون في  بطونهم فقط يوم الجمعة ،لأن صبيحة الجمعة فيها عمل ودراسة ، وعليهم أن يعودوا إلى العمل والدراسة بعد وجبة الغذاء ، ولا  قيمة للصلاة  ولا للخطب  المنبرية التي تلقى حتى بلغ الأمر ببعض السفهاء النيل من الخطباء لأنهم في نظرهم يضيعون لهم وقت التهام صحون الكسكس  الذي أضحى طقسا بديلا عن عبادة الخطبة والصلاة . وعوض أن يفكر هؤلاء السفهاء في التوجه إلى المسؤولين للمطالبة بتعطيل العمل والدراسة  صبيحة الجمعة في ساعاتها  الخمس سواء كانت ساعات عد أو ساعات تقدير، ومواصلة العمل  والدراسة  بعد أن تقضى الصلاة ، فإنهم  ينتقدون الخطباء لأنهم لا يملكون شجاعة انتقاد المسؤولين ، ويخافون البشر ، ولا يخافون خالق البشر جل جلاله .

ومما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه هدد بتكليف من ينوب عنه في صلاة الجمعة من أجل أن  يهم بإحراق بيوت المتخلفين عن هذه الصلاة . فلو قدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون حيا بيننا  لما كفتنا ثكنات رجال الوقاية المدينة  لكثرة ما سيحرق من بيوت فوق رؤوس المتخلفين عن الجمعة . ولن ينسى الشعب المغربي أبدا  مفاوضات الفلسطينيين مع الصهاينة في العاصمة الإسبانية مدريد ، وهي مفاوضات استمرت يوم الخميس ، ويوم الجمعة ، ولما حل يوم السبت رفض الصهاينة الاستمرار في المفاوضات من أجل التفرغ لطقوسهم المحرفة ، وهو ما عكس احترامهم لهويتهم الدينية اليهودية ، في حين داس الفلسطينيون  على هويتهم الدينية الإسلامية يوم الجمعة  . فالذين يتجاهلون عبادة الجمعة الأسبوعية يدوسون على  مقدس من مقدسات الأمة المغربية . وعلى الحكومة  وعلى البرلمان أن يبادر لمنع العمل والدراسة صبيحة الجمعة إلى ما بعد الصلاة  ، وهي ساعة الانتشار في الأرض والابتغاء من فضل الله عز جل . فليس وزير التربية الوطنية وحده الذي فرض اجتماعه في الجهة الشرقية في الساعتين الأخيرتين من ساعات الجمعة الخمس ، بل دأب كثير من الوزراء والمسؤولين على ذلك ، وهو ما يعتبر تجاسرا على عقيدة الأمة. وإذا كان الذين يعقدون اللقاءات صبيحة الجمعة لا تعنيهم  الصلاة  فذلك شأنهم ، ولكن  مشاعر الشعب المغربي الدينية  تعنيهم ، وعليهم احترامها رغم أنوفهم ، لأن صاحب الأمر في ذلك هو الله عز وجل ، ولا معقب على حكمه وأمره من بعده . نأمل أخيرا أن تلتفت حكومة السيد  بنكيران إلى موضوع  احترام عبادة الجمعة ، وإلا فإنها  ستحاسب أمام الله عز وجل ، وأمام الشعب ، وأمام التاريخ ولله الأمر من قبل ومن بعد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. مسامح
    25/03/2012 at 10:30

    هذه الوقاحة من أين للوفا بها؟ أليس لمعاونيه في الديوان ممن كانوا مسؤولين بوجدة يد في ذلك حتى يغطوا على الحسابات المغلوطة والمغشوشة.

  2. معلم
    25/03/2012 at 13:38

    أظن أن خير حل لإعطاء هذا اليوم ما يستحق من تقدير هو تعطيل الدراسة والعمل…فماذا يضيرنا لو كانت الحمعات أيام عطلة نهاية الأسبوع بدل الآحاد؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *