Home»International»المشاركة السياسية في الحكومة المستبدة عند الكواكبي

المشاركة السياسية في الحكومة المستبدة عند الكواكبي

1
Shares
PinterestGoogle+

يعرف الكواكبي السياسة بانها :ادارة الشؤون المشتركة بمقتضى الحكمة ،بينما يعرف الاستبداد على النقيض من ذالك تماما بان اعتبره ادارة للشؤون المشتركة بمقتضى الهوى .والاستبداد عند الكواكبي ينصرف اساسا الى الحكومات و الادارات ،ولبيان مفهوم الاستبداد اكثر يقول:الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلا وحكما التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين .اذا كان الامر على هذا الشكل وهذه هي صفة الاستبداد كيف ينظر الكواكبي اذن الى مسألة المشاركة السياسية في حضن حكومة مستبدة؟
يميز الكواكبي او بالاحرى يفرق بين صنفين من المشاركين :
صنف اطلق عليه اسم المتمجدين بعد ان بين الفرق بين المجد والتمجد على اعتبار ان المجد هو احراز المرء مقام حب واحترام في القلوب وهو مطلب طبيعي شريف لكل انسان ،بينما التمجد عكس ذلك وهو خاص بالادارات المستبدة والمتمجدين هم الحاشية والقربى من المستبد بالفعل كالاعوان والعمال …اوبالقوة كالملقبين بنحو بارون …او الموسومين بالاوسمة …وبتعريف اخر التمجد هو ان ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة في الانسانية ،وهذا الصنف اعداء للحرية والعدل لا دين لهم و لا رحمة ولا شفقة فهم جلادون في دولة الاستبداد ليس الا رغم تمجدهم و رغم زركشة صدورهم بالاوسمة و مظاهر الابهة الاخرى ،وهذا الصنف يتعمد المستبد الاكثار منهم باعتبارهم الحصن الحصين للاستبداد.
والصنف الثاني من المشاركين عند الكواكبي في الحكومة المستبدة قد يكونوا عقلاء اذكياء امناء يستخدمهم المستبد ويستدرجهم ليجربهم في المناصب والمراتب لعله يروضهم و يلينهم و يشكلهم على الشكل الذي يريد ،فيكونوا له اعوان خبثاء ينفعونه بدهائهم ،فاذا نجح و روضهم فذاك ما اراد واذا لم ينجح ابعدهم او نكل بهم ،ولذلك لايستقر في حضرة المستبد الا المتمجد الفاسد الجاهل ،ويشير الكواكبي ان هذه الفئة العقلاء الامناء الذين يذوقون مجد المشاركة ثم ينكل بهم لمجرد ان يبن اضلعهم قبسة من الايمان وفي اعينهم بارقة من الانسانية هي الفئة التي تتكهرب بنار الاستبداد و ينادي افرادها بالاصلاح ،ولهذا السبب يضل المستبد معول على العريقين في خدمة الاستبداد لاستئصال اي اصلاح ،اذا كان على هذا الحال يتجه الكواكبي في النهاية و في خاتمة كتابه الى تقديم عدة بدائل لاستئصال الاستبداد ولخصها في قوله:الوسيلة الوحيدة الفعالة لقطع دابر الاستبداد هي ترقي الامة في الادراك والاحساس وهذا لا يتأتى الا بالتعليم والتحميس.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *