Home»International»واقع ألأحزاب بالمغرب بين نفور الشباب وسيطرة لوبي الحرس القديم – حوار مع : الأستاذ زريبة عزوز

واقع ألأحزاب بالمغرب بين نفور الشباب وسيطرة لوبي الحرس القديم – حوار مع : الأستاذ زريبة عزوز

0
Shares
PinterestGoogle+

**الأستاذ زريبة بعد ايام سيعرض قانون الأحزاب على انظار مجلس النواب  لمناقشته ،والمصادقة عليه ، …وأمام ما تعرفه الأحزاب من انسحاب جماهيري منها ، وما تعرفه الساحة السياسية من عزوف للشباب عن الأنخراط في العمل الحزبي ، وهذا ما يضرب مصداقية الأحزاب في الصميم ، وبصفتكم من الذين ناضلوا في صفوف الشبيبة التقدمية لحزب التقدم والاشتراكية خلال السبعينيات والثمانينيات  ، وشاركتم في عدة مؤتمرات ولقاءات دولية سواء في الداخل او الخارج ضمن الشبيبة التقدمية  فان السؤال المطروح هو :الا تلا  حظون ان الشباب لم تعد له تلك الرغبة في العمل الحزبي كما كانت خلال هذه المرحلة ؟ ماهي اسباب العزوف ، او النفور من الأنخراط في الأحزاب من طرف الشباب ؟
*****ألأستاذ زريبة : اريد ان استهل كلامي بشيء جد مهم وهو ان الأنسان عندما يكون مؤطرا داخل حزب سياسي فان منظوره لمختلف القضايا والأمور  يختلف عمن لا يكون له اي تأطير سياسي حزبي ، فان الذي يحاول تصور الأوضاع من خارج الحزب السياسي يكون تصوره مبعثرا وغير ممنهج ، ويكون تصورا مشوشا يتسم بالغموض ، والسطحية في اغلب الأحوال …وذلك لأن الحزب يعمل على تأطير الفرد المناضل في اطار تصور منظم ، اي تصور الحزب او ايديولوجيته …فمن خلال تجربتي الخاصة في حزب التقدم والاشتراكية خلال السبعينيات  الى اواسط الثمانينيات كنا نخضع لتأطير مستمر في اطار مختلف الأنشطة التي كان الحزب ينظمها  خصوصا انشطة الشبيبة التقدمية انذاك ، سواء تعلق الأمر بالمحاضرات او الندوات اواللقاءات او النقاشات ناهيك عن غيرها من الأنشطة الفنية التي تدخل ضمن تصور الحزب في تأطير الشبيبة …وخلال هذه الفترة استطاعت الشبيبة التقدمية ان تفرض نفسها على الساحة السياسية لمدينة وجدة بدون منازع …
**ألم يكن هناك حظور لشبيبات حزبية أخرى ؟
*****ألأستاذ زريبة : نعم كانت في وجدة الشبيبة الأستقلالية ، والشبيبة الأتحادية ، الا انها لم تصل في انشطتها الى مستوى الأنشطة التي كانت تمارسها الشبيبة التقدمية ، فكانت شبيبتنا انذاك تعرف ديناميكية غريبة ، نضال بكل معاني الكلمة للنضال الحزبي الملتزم بمجموعة من القضايا ، بحيث اننا كنا  نتجند يوميا لتوزيع مناشير تتحدث عن انشطتنا وعن برامجنا سواء منها اليومية او الاسبوعية او الشهرية ، كنا نحن الشبيبة نوزعها بانفسنا بكل حيوية  ونشاط ، وايمان  بمباديء الحزب …وأذكر لك يوما ان المرحوم عبد الرحمان احجيرة عندما  لاحظ تلك الحيوية التي نتحرك بها على صعيد المدينة قال لنا بالحرف : انه ينصح الشبيبة الاستقلالية باتباع النهج والاسلوب الذي كانت انذاك شبيبتنا تعمل به  والانشطة الجماهيرية التي كانت تقوم بتنظيمها …
**لماذا لم تستمرالشبيبة التقدمية على ذلك النهج ؟
*****التراجع بداء منذ حوالي سنة 1986، وذلك نتيجة اسباب موضوعية ، وأخرى ذاتية – حزبية ، وهذه الأخيرة هي التي جعلت حزب التقم والاشتراكية يتراجع في الجهة الشرقية رغم انه كان يسيطر في العديد من مدن الجهة الشرقية على سبيل الميثال واد الحيمر ، وأحياء كبيرة في وجدة ،وجرادة…
**لماذا تم اذن هذا التراجع ؟
***** بصراحة هو نتيجة للتنظيم استاليني للحزب ، او المركزية الديموقراطية داخل الحزب  هي التي جعلت  الحزب يتراجع ويتقلص على مستوى الجهة الشرقية ، فكانت القرارات الصادرة من مركزية الحزب غير قابلة للنقاش ، وانما هي قرارات ينبغي ان تنفذ بدون  اي تردد ، او مناقشة لها ، وذلك ما كانت الشبيبة في وجدة ترفضه ، لأنها كانت ترى ان قرارات المركزية ليست  مقدسا ، وانما اليمقراطية تقتضي ان تستمع المركزية لأراء واقتراحات الشبيبة وذلك ما لم يكن يقع ، وكانت نقاشات كثيرة ، واجتماعات للمكاتب المحلية ، وللخلايا الحزبية ، ولكن بدأنا نلاحظ ان الأمور لا تسير ، ولا تتطور ، لآنه لا يعني ان كثرة اجتماعات المكاتب ، وكثرة النقاشات  تعني ان الحزب يسير ، بل على العكس صارت جداول الأعمال روتينية ، وبداء الأحباط يتسرب الى هياكل الحزب ككل وليس الى الشبيبة فقط ، هذا بعدما كانت  النتيجة التي حصل عليها الحزب  في الانتخابات  البلدية والبرلمانية في انتخابات 1983 و 1992جد مهمة بحيث ان اغلب مرشحي الحزب حصلوا على الرتب الثانية او الثالثة ، وهذا رغم ضعف الأمكانيات المادية التى كانت شبه منعدمة ، ورغم التزوير الذي حدث في هذه الانتخابات من طرف السلطات سواء بوجدة او بغيرها من مدن الجهة ، …
هذا من جهة ومن جهة اخرى  ما جعل الشباب ينفر من الحزب هو ممارسات  بعض المسؤولين على مستوى التسيير الحزبي ، حيث لاحظت الشبيبة عدة خروقات اذكر منها على سبيل الميثال المنح التي كانت تمنح من طرف الأتحاد السوفياتي سابقا لشبيبة الحزب  كان يتم التصرف فيها من طرف المسؤولين على الحزب بطريقة غير منصفة ولا ديمقراطية ، بل في الكثير من الأحيان كانت تلك المنح تمنح لآبناء الأعيان ، ولابناء المسؤولين في السلطة ، وهذا بدلا من ان تعطى تلك المنح للتلاميذ الفقراء ، وللمناضلين الشباب داخل الحزب …وذلك ما فسح المجال لطرح العديد من الاختلالات للنقاش داخل مكاتب الحزب ، ومكاتب الشبيبة بما في ذلك اختلالات مالية ، ولما رفعت في ذلك تقارير الى المركزية مدعمة بادلة وحجج ، تم التعامل معها باللآمبالات ، بل بالعكس بدلا من معاقبة الذين تلاعبوا بمالية المكاتب والشبيبة والاسبوع الفلسطيني تمت مكافأتهم وتهميش الذين رفعوا التقرير الى المركزية …ينضاف الى كل هذه العوامل  ان المسؤوليات داخل الحزب صارت تسند الى اشخاص لا تتوفر فيهم الكفاءة وروح المسؤولية ، وصارت القرارات لا تنفذ ، وانما اصبحت تبقى حبر على ورق ….طبعا امام هذا الوضع ما كان للشبيبة التقدمية الا ان تنسحب من الحزب في صمت  وبدون رجعة ، وبذلك ماتت كل الأنشطة الحزبية التي كان الشباب  محركها الأساسي …وبدأ الحزب نفسه ينكمش نتيجة  هذه العوامل …التي اوردتها بشكل جد مختصر …
اذا كان هذا وقع بحزب التقدم والاشتراكية فما بالك بغيره من الأحزاب البروقراطية ، والادارية …
**هل كان شباب الأحزاب الأخرى متواجد في الساحة بوجدة خلال هذه الفترة ؟
*****في تلك الفترة الشبيبة التي كانت تنشط بشكل نسبي هي الشبيبة الاستقلالية ، وكانت بالفعل مؤطرة  ومنظمة ، لكون الكاتب الأقليمي لحزب الاستقلال  انذال المرحوم عبد الرحمان حجيرة يشرف بنفسه على انشطتها وعلى تأطيرها ، هذا بالأضافة الى الأمكانيات المادية الكبيرة التي كانت متوفرة للشبيبة الاستقلالية ومع ذلك لم يكن هناك اقبال كبير على الشبيبة الاستقلالية  لأن الشباب كانوا يميلون في مجملهم الى احزاب اليسار …اما الشبيبة الأتحادية كانت انشطتها محدودة ، لا سيما ان الصراعات كانت دائما تتأجج بين مختلف اجنحتها ..
**لماذا بدأت الدولة في خلق أحزاب ادارية منذ اواخر السبعينيات ؟
*****ان الحزب الذي كان قويا انذاك جماهيريا  هو حزب الاتحاد الأشتراكي ، وحتى يتسنى خلق توازن عمد المسؤولين الى تفريخ العديد من الأحزاب الليبرالية لايقاف زحف  احزاب اليسار ، فصارت الأحزاب الليبرالية تنافس اليسار بقوة لعاملين : اولا نتيجة الدعم المادي والمعنوي من الدولة لهذه الأحزاب ، وثانيا : تزوير الأنتخابات بشكل متوالي بحيث كما لا حظنا في وجدة تجند كل السلطات من الشيوخ الى القواد الى الباشا الى العامل  لأنجاح مرشح حزب الأحرار لفترات متتالية  وبشكل مفضوح
**الا تعتبر ان هذه الأمور هي التي جعلت الشباب والمثقفين ينفرون من العمل الحزبي ؟
*****هذا من بين العوامل ولكن ليس هو العامل الوحيد ، فلقد لا حظنا خلال الأنتخابات السابقة  رغم اننا كنا ندرك انها ستكون مزورة فلقد كان الشباب ينخرطون بشكل حماسي في الحملات الانتخابية  في احزاب اليسار ، رغم الأغراءات المادية التي كانت تقدمها الأحزاي الليبرالية او أحزاب اليمين للشباب للمشاركة في حملتهم الانتخابية ، فمثلا كنا في حزب التقد والاشتراكية  خلال الحملات الانتخابية  لانجد حتى ( اللصاق ) لألصاق  ملصقاتنا وكنا نلجاء الى خلط الدقيق بمادة البوطاس ….ومن الطرائف التي حدثت خلال احدى الحملات الأنتخابية للرئيس أحمد عصمان اننا  في احدى الليالي  في درب امباصو التقينا صدفة بشباب  يعمل لصالح أحمد عصمان  وكانوا مكلفين بالصاق  صور مرشحهم ، بمجرد ما التقوا بنا عبروا عن تعاطفهم معنا ، معتذرين ان ما يقومون به هو مقابل أجر يومي 100درهم ، وقاموا بتزويدنا بمادة اللصاق  تعبيرا عن  تعاطفهم مع  شبيبة اليسار …
**هل توجد عوامل اخرى لأنكماش احزاب اليسار ؟
*****نعم من بين الأسباب ايضا ان أحزاب اليسار لم تعد هي ألأحزاب التي تعتمد على الطبقة الفقيرة ، او الكادحة ، وانما احزاب اليسار اصبحت هي ايضا تلجاء الى النخبة ، وهذا يعني الابتعاد عن العمل الجماهيري ، وألاعتماد على  ذوي رؤوس الأموال الكبيرة ، وعلى ألأثرياء ، وعلى كبار الأعيان ، والقبيلة ..الخ …الخ
**اذن لم يعد هناك فرق بين الأحزاب الليبرالية وبين الأحزاب الأشتراكية او اليسارية ؟
*****الآن لم يعد هناك فرق ، ليس على هذا المستوى فحسب ، وانما لا حظ انه لم يعد هناك فرق حتى على مستوى البرامج السياسية لكل الأحزاب ، لا فرق بين برامج احزاب اليمين ولا بين برامج احزاب اليسار ، لقد اصبحت قوة الحزب لا تقاس  بعدد منخرطيه ولكن بعدد ممثليه في البرلمان او المجالس البلدية او مجالس المدن ، وبذلك تخلت الأحزاب المغربية عن التكوين والتأطير ، وانعزلت عن الجماهير ، وصارت أحزاب نخبوية ، وأحزاب مناسبات ليس الا …أحزاب في حالة عطلة في انتظار الأعلان عن موعد الانتخابات  حيث تقوم بترشيح الاشخاص الأثرياء القادرين على تمويل حملاتهم  الانتخابية  بأموالهم الخاصة …
**ماهي نتيجة هذا الانسحاب من الساحة السياسية  للأحزاب ؟
*****النتيجة واضحة ، ان الساحة السياسية ، الساحة الجماهيرية تسيطر عليها الآن الأحزاب الاسلامية ،التي اصبحت احزاب جماهيرية بلا منازع ، وأحزاب منظمة بشكل دقيق سواء على مستوى مكاتبها المحلية او على مستوى الخلايا التي تعمل وتشتغل  وسط الاحياء ، فمناضلوا الأحزاب الأسلامية متواجدون في كل المناسبات بجانب المواطنين في الصراء والضراء …وبالفعل قد ملأوا وبشكل جيد وذكي الفراغ الذي تركته الأحزاب الأخرى التي لم يعد فيها سوى مكاتبها المركزية ، وحتى مكاتبها المركزية او المحلية فهي غير قانونية
**لماذا ؟
*****لأنها لا تعقد مؤتمراتها ، وحتى وان حدث ان عقدت هذه المؤترات  فانها تكون غير ديمقراطية ، لأن اي مؤتمر ديمقراطي يعقده اي حزب يعني ان الكثير من الرؤوس ستطير وسوف تحل محلها الشبيبة ، وهذا ما يرفضه ما يسمى الحرس القديم بهذه الأحزاب ، ولا شك اننا لاحظنا ما وقع في المؤتمرات الأخيرة لكل الأحزاب  بحيث ان المؤتمرات هذه في مجملها لم تكن ديمقراطية بقدر ما كانت مؤامرات من طرف الحرس القديم لهذه الحزاب …ان سيطرة لوبي الكلاسيكيين على الأحزاب يحكم عليها بالزوال والموت والجمود ، وذلك بالفعل ما بدأنا نلاحظه ، وهو ما سوف تؤكده الانتخابات المقبلة اذا ما كانت انتخابات نزيهة فعليا …والطامة الكبرى ان كل او جل الأحزاب التي يمكن تسميتها بالأحزاب الكبرى تعرف صراعات داخلية خطيرة ، الا انها صراعات تدار في الخفاء ، ولكن الى متى ستظل هذه الاحزاب تخفي عن الجماهير صراعاتها الداخلية والتي هي بالأساس صراعات مصالح ، اما من أجل منصب سامي ، او من أجل ألأستوزار ، او من أجل منصب ديبلوماسي …الخ …وبذلك  لم يعد في قاموس هذه الاحزاب شيء اسمه تأطير الشبيبة ، او اعادة انتخاب مكاتب ديمقراطية ، او انشطة حزبية في المدن والقرى …وهذا ما جعل هذه الأحزاب منبوذة من طرف الجماهير والشباب الذين وجدوا ضالتهم في الأحزاب الاسلامية …والتي لا محالة ستكتسح الانتخابات المقبلة …اذا كانت ديمقراطية حقا
**ما الحل اذن امام هذه الأحزاب ؟
***** الحل ببساطة هو دمقرطة الأحزاب  ، ومحاسبة الرؤوس الكبرى في هذه الأحزاب والذين اوصلوا العمل الحزبي في المغرب الى هذا المستوى من النفور،والى الباب المسدود ، بل ومحاسبة كل هؤلاء على تزوير  المكاتب سواء المركزية او المحلية …او الجهوية …
هذا دون ان ننسى ان العديد من الشباب ذهبوا خلال سنوات الرصاص والاختطاف ضحية نضالهم داخل هذه الاحزاب التي تخلت عنهم بعد ذلك ، فالكثير ممن سجنوا واعتقلوا نتيجة نضالهم في هذا الحزب او ذاك ضاع مستقبلهم ، وضاعت آمالهم في احزابهم …وهذا ما جعل هاؤلاء عبرة لغيرهم من الشباب الذين  صاروا يرون ان لا نفع من اي انتماء حزبي
لاحظ مفارقة غريبة ، فخلا ل سنوات السبعينيات والثمانينيات  حيث كان القمع على اشده ، وكانت التهم تلفق للشباب  بكل الطرق والوسائل ، وتعرض العديد من الشباب المتحزب للأعتقال والتعذيب في مخافر الشرطة ، ومع ذلك كان اقبال الشباب على الأنخراط في الأحزاب بشكل مكثف ، وكبير ، اما حاليا وفي الوقت الذي اصبح المغرب يعرف انفتاحا ديمقراطيا لا يمكن انكاره ، واصبحت حرية الرأي ، والتعبير مكفولة  بشكل اكثر انفتاحا من ذي قبل ، نلاحظ رغم كل هذه الظروف الايجابية عزوفاغريبا للشباب عن العمل الحزبي ، بل ليس الشباب فحسب ، وانما حتى الأطر ، والمثقفين لم تعد لهم رغبة في الأنخراط ، حيث يلاحظ ان احزاب المغرب تعيش  ظاهرة خطيرة تتمثل في انسحاب الأطر والشباب من اي عمل حزبي ، ويلاحظ كل متتبع  وجود عزوف عند اغلب الفاعليات المثقفة من الأنخراط في الأحزاب..
**لماذا في نظرك هذا العزوف من المثقفين ومن الأطر والشباب ؟
*****لأن الأحزاب لم تعد  تلعب دور التأطير ، وانما اصبحت وسيلة للأغتناء غير المشروع
**كيف ؟
*****ان الانتخابات اصبحت وسيلة لتحسين الوضعية المادية ، والزيادة في الأثراء ، وتكديس المال الحرام، من خلال المجالس البلدية او القروية ، او مجالس المدينة ، وذلك بدون حسيب ولا رقيب ،صارت المجالس بقرة حلوب لمن اراد ان يصبح بين عشية وضحاها يملك العقارات ، والثروات ، فكم من عضو في المجلس البلدي او القروي كان لا يجد قوت يومه اصبح بين يوم وليلة من اكبر الأثرياء ، بامتلاكه للأراضي ، والعقارات ، والسيارة الفارهة …الخ..الخ  وفي الوقت الذي لا توجد رقابة حزبية على منتخبيها ولا على مجالسها ، فان الأطر والمثقفين الذين  يرفضون مثل هذه الممارسات من طرف منتخبي احزابهم لا يجدون امامهم سوى الانسحاب ، والعزوف عن الأنتماء الى هذه الأحزاب مخافة  ان ينعتوا  بنعوت تشوه شخصيتهم ، ونزاهتهم …
**ما رأيك في التكتلات السياسية بين الأحزاب التي اصبحنا نلاحظها ؟
*****باستثناء تكتل الحركات ، او الاندماج بين اليسار الاشتراكي والوفاء الديمقراطي  لاتوجد تكتلات مهمة على الصعيد الوطني ، فالكتلة الديمقراطية مثلا اصبحت في خبر كان ، لأنها منذ البداية لم تكن قد انطلقت على اسس صلبة ، وانما هو تكتل ظرفي املته مصلحة ظرفية آنية للأحزاب التي شكلت الكتلة ، اضف الى ذلك  نقطة مهمة ان  بين الأتحاد الاشتراكي وحزب الأستقلال لا توجد اي عناصر مشتركة  خصوصا على المستوى الأيديولوجي ، والصراع بين الحزبين كان هو الوضع الطبيعي في الماضي ، وهذا الصراع ما زلنا نلاحظه الى يومنا هذا  يظهر بين الفينة والأخرى بين حزب الأستقلال والأتحاد الأشتراكي …وخلاصة القول ان ما يلاحظه المراقب  هو وجود تشتت على مستوى الساحة السياسية …رغم الزواجات الكاثوليكية التي نسمعها تقع بين الفينة والأخرى بين هذا الحزب او ذال ، هذا الزواج الذي سرعان ما يفشل قبل  ان يولد …وقبل ان يحتفل بعرسه …
**ما هو موقع الأحزاب الأسلامية ضمن هذه الخريطة ؟
*****الأحزاب الاسلامية الآن قوية  سواء على مستوى التنظيم ، او على مستوى الأنتخابات ، فحزب العدالةوالتنمية رغم حرمانه من المشاركة في كل الدوائر فلقد استطاع ان يحصد مقاعد كل الدوائر التي قدم بها مرشحيه …واذا ما استمر على التأطير الذي هو عليه الآن سيمثل بدون شك  القوة السياسية خلال الانتخابات  المقبلة
**الا ترى ان الدولة قد تعمد مرة أخرى الى كبح جماح الاسلاميين خلال الانتخابات المقبلة  بطريقة او أخرى ؟
***** اولا ان الانتخابات المقبلة تتطلب اعادة تصحيح اللوائح ، او أعادة تسجيل الناخبين من جديد ، واذا ما اتسمت السلطة بالحياد، وتم منع استعمال المال الحرام لشراء الأصوات ، وارشاء الناخبين ، …ويلاحظ ان الظروف الدولية  الحالية تفرض توفير الحد الادنى من الشروط لاجراء الانتخابات في اجواء ديمقراطية ، واذا حدث هذا لا شك ان الأسلاميين سيحققون تقدما مهما في عدد المقاعد التي سيفوزون بها …ولا شك ان النتائج ستكون مفاجئة ، فبعض الأحزاب التي تبدو الآن كبيرة ستتحول داخل قبة البرلمان المقبل الى أحزاب صغرى …
حاوره : قدوري الحوسين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. العربي احمد
    16/06/2006 at 18:56

    انها بالفعل قراءة جريئة لواقع الأحزاب بالمغرب ، اتسمت بنوع من الصراحة التي قلما يقولها مفكر ، واذا كنت الأخ غزوز لك هذه الجراة في تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية دون لف او دوران ، فكم نحن في حاجة الى مثقفين يقولون الصراحة دون خوف او مداراة لأي طرف او جهة كانت … على كل الأستاذ عزوز كم اتمنى ان تستمر في مثل هذه المقاربات لواقع الأحزاب المغربية التي هي بالفعل كما قلت أحزاب يسيطر عليها الحرس القديم …هذا الحرس الذي لا يريد ابدا ان يتخلى عن كراسي الأحزاب رغم ان الكثير منهم خرف …وصار كهلا … ولهذا ينبغي بالفعل محاكمتهم

  2. بن الساسي
    16/06/2006 at 18:56

    الحقائق التي تحدث عنها الأستاذ زريبة ببخصوص حزب التقد والشتراكية هي حقائق لا يمكن لأحد انكارها وخصوصا ما يتعلق بقوة الشبيبة التقدمية خلال سنوات السبعينيات ، وبداية الثمانينيات ، لكن اشير الى ان الشبيبة التقدمية هي ايضا عرفت صراعات في وجدة بين جناح معارض لسياسة الحزب وجناح موالي لسياسة الحزب ، واظن انه كان على الأستاذ زريبة ان يتحدث عن الصراع الذي وصل الى حد الاعتداء بالضرب على بعض المناضلين خلال مؤتر بوجدة حظره المرحوم علي يعطة …حيث تسلح الموالين لسياسة الحزب بالعصي والسلاسل وكانت مخبأء تحتهم … وتلك كانت بداية نهاية حزب التقد والأشتراكية بوجدة ….فكم نتمنى للأخ ازريبة ان يتحدث عن تلك الأحداث …لأنها اشبه بما قام به الأستقلالي افيلال مع نقابته …
    واتفق مع الاستاذ على طووووووووووووووووووووول بخصوص محاكمة لوبي الحرس القديم من الأحزاب …هؤلاء الحرس الأنتهازيون الذين لا تهمهم الا مصالح ابنائهم وزوجاتهم…

  3. بن الطاهر
    16/06/2006 at 18:56

    الشيء الذي لم يشر اليه الأستاذ زريبة هو ان حزب التقد والاشتراكية لم تتراجع مواقفه ، ومبادئه الا بعد وفاة المرحوم علي يعطة ، فحينما حل محله اسماعيل العلوي هذا الأخير منذ اللحظة الأولى كان همه هو ان يدخل حزبه ضمن الحكومة ، وبطبيعة الحال اي حزب يريد ان يدخل الحكومة فانه يقوم بضرب العديد من مبادئه بعرض الحائط …وذلك ما قام به اسماعيل العلوي …

  4. أحيزون .م
    16/06/2006 at 18:56

    ينبغي بالفعل متابعة ومحلكمة كل رؤساء الأحزاب لأنهم كانوا ليس وراء عزوف الشباب عن العمل الحزبي وانما هم الذين كانوا وراء عزوف المواطنين بصفة عامة عن المشاركة في الأنتخابات ….واظن ان الأنتخابات المقبلة سوف يمتنع جل المواطنين عن التصويت فيها … لأن رؤساء الأحزاب كلهم انتهازيون همهم الوحيد هو ان يكونوا وزراء …..ومن بعدهم فليكن الطوفان

  5. يساري قديم
    16/06/2006 at 18:56

    ما أقوله للأخ زريبة هو شيء واحد : رحمة الله على اليسار المغربي ، لم يعد هناك اي حزب يساري بل ان احزاب اليسار ياحسرتاه هي اكثر يمينية من أحزاب اليمين …ايوجد حزب يميني في المغرب اكثر من الاتحاد الاشتراكي الذي باع كل مبادئه مقابل الكراسي الوزارية …الا ينهج فتح الله اولعلو الأشتراكي سياسة افقار الفقير واغناء الغني …الم يعد اليازغي همه الوحيد هو الخلود في الوزارة ورئاسة الحزب …الم يتعرض اليوسفي الى مؤامرة فضيعة من اشتراكييه وعلى رأسهم اليازغي …ان الاتحاد الاشتراكي اصبح حزب يأكل بعضه بعضا …
    اما حزب الأستقلال فاصبح حزب الزراويط والعصي …ولقد كانت سياسة حزب الاستقلال دائما الزراويط والعصي …ألم يكون ححزب الأستقلال عصابات لتأديب رجال التعليم المضربين سنة 1978في عهد الوزير عز الدين العراقي …والآن حزب الاستقلال يدعي انه حزب تقدمي …
    اما حزب الأحرار فان احمد عصمان هو بورقيبة حزب الأحرار ، وأحرضان قذافي الحركة ….وقس على ذلك …انهم بالفعل لوبي خطير على اي عمل حزبي يمثلون سدا منيعا امام الشباب … ان هذا النقاش مفيد جدا ينبغي اثراؤه وخصوصا من طرف الشباب …
    ونشكر بواب  » وجدة سيتي  » التي فتحت هذا الملف …

  6. ALABDI...FRANCE
    16/06/2006 at 18:56

    Mais de qu’elle partis politique vous parler …au maroc il n’y apas de partis politiques …mais regarder le partis sicialiste espanol…SABATERO c’est un jeune il a pus conduire son partis a realisser ce qu’aucun partis politique marocain ne peut le faire…il faut que les vieux president des partis marocain font leur depart volontaire avant qu’ils seront chasser comme des chiens

  7. maisri. usa
    16/06/2006 at 18:56

    j’espere bien q’il yaura beuacoup de discution apropos de ses sujets surtout ce qui concerne oujda …pour bien comprendre comment les choses se sont derouler dans cette rejion dans le domaine politique des partis politique maleureusement….
    et brovo oujdacity ….et merci SI AZOUZE

  8. TAREQ - SPAIN
    16/06/2006 at 18:56

    est ce vraiment vous perlez serieusement ,,?…est ce vraiment existe des vrais partis politique au maroc ?…mais soyons honnetes mes camarades …il n’ya pas des partis politiques au maroc mes que des pions et des profiteurs et des  » HLAYKIA « 

  9. الشافعي بدر الدين ...من الأماراتالعربية
    16/06/2006 at 18:56

    اذا كان حزب الأستقلال يعتبر نفسه بانه بالفعل حزب وطني ، فلماذا تخلى عن مطالبة الجزائر بتندوف والصحراء الشرقية ، هذه القضية التي كان قد اثارها حزب الأستقلال مرارا في عهد امينه العام السابق بوستة ….لماذا ضربها عباس الفاسي بسكتة …هي هي مؤامرة اخرى ضد هذا الجزء من الأرضي الذي تحتله الجزائر ….فاذا كان يوجد في المغرب بالفعل حزب يتميز بحرية الممارسة السياسية فعليه ان يذهب الى المحكمة الدولية بلاهاي ويسجل دعوى باسم الحزب يطالب فيها الجزائر بان ترد الأراضي التي تحتلها للمغرب ….وأخبركم ان كل الوثائق موجودة عند فرنسا هي لصالح المغرب 100في 100….ايييييييييييييييييييه ما رأيك يا سي عباس الفاسي ام ان كرسي الوزارة افضل .؟

  10. سامي من المغرب
    04/12/2006 at 23:11

    سبب نفور الشباب واضح الا وهو سلسلة الوعود الكادبة للمرشحين والأحزاب السياسية .فنحن على إستعداد تام لولوج العمل السياسي لكن نبحت عن الضمانات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *