Home»National»من العار أن تتاجر الأنظمة الخليجية بإيعاز من الولايات المتحدة بدم الشعب اليمني

من العار أن تتاجر الأنظمة الخليجية بإيعاز من الولايات المتحدة بدم الشعب اليمني

0
Shares
PinterestGoogle+

من العار أن تتاجر الأنظمة الخليجية بإيعاز من الولايات المتحدة بدم الشعب اليمني

 

محمد شركي

 

لقد انحدرت القيم عند الأنظمة الخليجية إلى أحط مستوى ،وهي تكيل بمكيالين  فيما يخص مناصرة الشعوب العربية  ضحية الأنظمة المستبدة . فما الفرق بين النظام العشائري اليمني ، وقرينه السوري أو الليبي ؟ إنها أنظمة مستبدة واحدة وبنفس الوحشية والدموية . وكلها أنظمة أخرجت الجيش من ثكناته لقتل المواطنين الأبرياء العزل الذين خرجوا للتعبير سلميا عن رفضهم للفساد والقمع والاستبداد . فلماذا يعامل النظام اليمني من طرف دول الخليج معاملة غير معاملة النظامين الليبي والسوري ؟ إن الأمر واضح ، وهو انبطاح الأنظمة الخليجية أمام الولايات المتحدة الأمريكية ،التي ترى في ثورة اليمن ما لا تراه في ثورة ليبيا وسوريا . والولايات المتحدة الأمريكية معنية بمصالحها الخاصة ، ومصالح الكيان الصهيوني  ، ولا تبالي بمصائب الشعب اليمني . والولايات المتحدة تتذرع بذريعة وجود تنظيم القاعدة في اليمن،لهذا تسكت سكوت الشيطان الأخرس عن تنكيل النظام العشائري اليمني بالشعب اليمني ،الذي أخرجه الجوع والظلم للصراخ في الشوارع  مدة تقرب من السنة . ولقد بدأت ثورات عربية بعد الثورة اليمنية ،وانتهت بالتخلص من أنظمتها الفاسدة ، في حين لا زالت الثورة اليمنية  لا تبارح مكانها ، وتقدم الضحايا يوميا  ، والأنظمة الخليجية تتفرج عليها  ، وترتزق بدماء اليمنيين . والنظام السعودي الذي فضل إيواء رؤوس الأنظمة العربية الفاسدة كالرئيس التونسي الإرهابي ، ومثيله الرئيس اليمني ،الذي وجد العناية الطبية في السعودية ليعود من جديد لممارسة إجرامه ، هو نظام لم يراع مشاعر التونسيين ، ولا مشاعر اليمنيين  ،  ولا مشاعر العرب قاطبة ، وهو يساوم في دماء اليمنيين ، وكأنهم قطعان  يتحكم في رقابها ، ويفرض عليها وصايته ، وهو تحت  وصاية الولايات المتحدة الأمريكية. فعلى أنظمة الخليج وعلى رأسها النظام السعودي أن تقف إلى جانب الشعب اليمني ،ثم تحارب تنظيم القاعدة إن شاءت. وليس من المعقول ،ولا من المنطقي أن تقف أنظمة الخليج إلى جانب رئيس مستبد متورط في قتل الشعب اليمني بذريعة وجود تنظيم القاعدة في اليمن، كما تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية  أو كما تريد . وهل الشعب اليمني يتحمل مسؤولية تنظيم القاعدة ليعاقب عقابا جماعيا عن طريق محاولات إجهاض ثورته ، وتخريب ربيعه ؟  وعلى الأنظمة الخليجية  أن تواجه المد الرافضي الإيراني الذي يقدم لطائفة الحوثيين الرافضية العون ، وهي طائفة  تحاصر أتباعهم السلفيين ، وتمنع عنهم الطعام والماء عوض الحديث عن تنظيم القاعدة ترديدا لمقولة الولايات المتحدة . والشعب اليمني يريد يمنا موحدا لا وجود للطائفية فيه ، لا الرافضية ، ولا السلفية ، ولا تنظيم القاعدة ، ولا الإسلام الأمريكي . وعلى الأنظمة الخليجية أن ترفع يدها عن الشعب اليمني ، وألا ترتزق بدماء أبنائه . وإذا ما أرادت تقديم خدمة للولايات المتحدة،أو أراد تصفية الحساب مع دولة إيران الرافضية، فعليها أن تفعل ذلك فوق ترابها ، وعلى حساب شعبها ، لا على حساب الشعب اليمني ،الذي لا يستفيد شيئا من بذخ دول الخليج الست التي تتنافس في تشييد الأبراج العالية في السماء  ، في حين يعمل الرعايا اليمنيون  أقنانا  في المهام الوضيعة لديها . إن دول الخليج تتحمل مسؤولية تمديد طغيان النظام اليمني  من خلال مؤامرة ما يسمى المبادرة الخليجية ،التي باتت تجرجر الشعب اليمني لشهور في انتظار استبدال نظام فاسد بآخر مقنع الفساد . وعلى الشعب اليمني أن يحزم أمره ، ويصون ثورته  من كل من يريد الارتزاق بها  مهما كان اتجاهه ، ومهما كانت مصالحه ، لأن المصالح متضاربة في منطقة الشرق الأوسط بين الدول الكبرى التي تتدخل في شؤون الشعوب العربية بكل وقاحة ،دون أن يجرؤ نظام عربي واحد على مجرد الحديث عن شعوبها هي . ففي روسيا شعب اسمه الشيشان  يباد ويقتل ، وينكل به ، ولا نظام عربي يستطيع أن يقول لروسيا اللهم إن هذا منكر ، في حين تستخدم روسيا حق النقض الفيتو من أجل حماية النظام العشائري  السوري المستبد ،لأنه يخدم مصالحها في المنطقة. وعلى غرار مصالح الدول الكبرى الظالمة والمستبدة ، تأتي مصالح الدول الطائفية الطامعة في الوطن العربي  كدولة إيران الصفوية التي  تدين الأنظمة العربية التي تضيق  في نظرها على الطوائف الرافضية  التابعة لها كالبحرين واليمن ، في حين تعتبر الشعب السوري مجرد شعب مجرم وإرهابي ، وتؤيد النظام الطائفي النصيري . ومن يتابع القنوات الإعلامية التابعة لهذا النظام الطائفي العنصري كقناة العالم والمنار يصاب بالغثيان ، وهو يتابع التغطية الإعلامية  المنتنة المنحازة للطائفية ، حيث تعتبر رافضة البحرين شهداء ، بينما  تعتبر ضحايا سوريا السنة مجرمين ، وتكذب رواية جواسيس البحرين ، بينما تصدق رواية جاسوسي الكويت . إنها الفضائح الإعلامية الرافضية المخزية . وأمام مصالح الدول الكبرى سواء الولايات المتحدة ،أم روسيا أم الصين ، وأمام خضوع الأنظمة الخليجية للولايات المتحدة ، وأمام وجود أطماع دولة إيران الرافضية الطائفية تبقى الشعوب العربية المضطهدة من طرف الأنظمة المستبدة هي الضحية التي يرتزق الجميع بدماء أبنائها من أجل مصالحهم المكشوفة  .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *