Home»National»جريدة العلم : الحقيقة والوهم

جريدة العلم : الحقيقة والوهم

0
Shares
PinterestGoogle+

أبانت سلطات جنوب إفريقيا بقرارها إقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية الوهمية عن أنها تعاكس التيار العارم في العالم الذي يقوض أطروحة الانفصال بسحب العديد من الدول اعترافاتها بالجمهورية الوهمية وبسعي المنتظم الدولي إلى البحث عن حل متوافق عليه ودائم لقضية الصحراء

. وتعاكس حكومة بريتوريا التيار عندما تدعي أن قرارها ينسجم مع الدفاع عن مبدأ حق تقرير المصير والحال أنها تعتدي على هذا المبدأ وتنتهكه لأن سكان الصحراء قرروا مصيرهم منذ عدة عقود بالتشبث بمغربية الأقاليم الجنوبية سواء بقرار الجماعة الصحراوية التي صادقت على اتفاقية مدريد التي تم تسجيلها في الأمم المتحدة في 10 دجنبر 1975 أو بالانتخابات التي جرت منذ 1976 على المستويات المحلية والتشريعية والمهنية ومختلف الاستشارات التي أكد فيها السكان أن الصحراء جزء لايتجزأ من التراب المغربي

لقد قرر سكان الأقاليم الجنوبية مصيرهم بخيار الوحدة، ولو كانت حكومة جنوب افريقيا أخذت هذا المعطى بعين الاعتبار واحترمت شعورهم ورأيهم لما اندفعت أخيرًا إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع كيان وهمي لايوجد إلا في مخيلة من اختلقوه لمعاكسة حق المغرب في استكمال وحدته الترابية. وهكذا تكون المبادرة الجنوب إفريقية في تعارض تام مع مبدأ حق تقرير المصير حيث لايمكن لها أن تصادر هي أوغيرها من الدول رأي السكان لتعليبه في اتجاه ضد الشرعية الدولية وأوفاقها. لقد ذهب المنتظم الدولي منذ حوالي أربع سنوات إلى استكشاف السبل لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء، وأصدر مجلس الأمن منذ يونيو 2001 عددا من القرارات التي تؤكد أهمية التوصل إلى حل متوافق. عليه ودائم. وأيّد المغرب هذا التوجه مؤكدا احترامه وتجاوبه مع المساعي الأممية للبحث عن حل في إطار سيادته الوطنية ووحدته الترابية مع ممارسة السكان لشؤونهم المحلية في إطار تدبير ديمقراطي ولامتمركز. وكان من المفروض على حكومة جنوب إفريقيا أن تبارك هذا التوجه العالمي للبحث عن حل سياسي عوض معاكسة التيار بقرارها الذي تنعدم فيه علامات الحكمة والتبصر ولايستقيم مع طموحها إلى أن تقوم بدبلوماسية فاعلة لتوطيد الاستقرار والسلم في القارة الافريقية. وكان على سلطات بريتوريا ان تستحضر الدعم الذي لقيه نضال حزب المؤتمر الوطني الافريقي بزعامة نيلسون مانديلا من المغرب في سبيل الانعتاق من نظام الفصْل العنصري واستعادة شعب جنوب إفريقيا لحريته وكرامته وهو دعم انطلق من إيمان المغرب بمشروعية نضال حركات التحرير في جنوب افريقيا. وكنا ننتظر أن تقابله سلطات بريتوريا بالاعتراف بدلا من التنكر والاساءة لمصالح المغرب وحقه الثابت والمشروع في وحدته . والمؤسف ان المبادرة الجنوب إفريقية غير المنطقية تأتي في الوقت الذي كشفت السلطات الجزائرية عن رغبتها في تصعيد التوتر الذي افتعلته حول قضية الصحراء المغربية وتهديد السلم والاستقرار في المنطقة، غير أن تلك المبادرة لن تغير من الأمر شيئا لأنه سبق لدول في افريقيا وأمريكا اللاتينية واسيا أن اعترفت بالجمهورية الوهمية وأدركت مع مرور الوقت حقيقة الوضع في شمال غرب افريقيا لتتراجع عن اعترافاتها بجمهورية الوهم. والحقيقة الثابتة التي لاتقبل التجاوز هي أن المغرب في أرضه متمسك بوحدته الترابية ويظل مجندا لمواجهة كل محاولة للمس بهذه الوحدة. ويبقى التطلع قائما الى أن تتراجع حكومة جنوب افريقيا عن قرارها غير المنطقي بالاعتراف بجمهورية الوهم، وبهذا التراجع ستكون منسجمة مع تاريخ بلدها والقيم التي يؤمن بها والدور الذي يسعى إليه كفاعل من أجل الاستقرار والسلم في القارة الافريقية. نتطلع الى ان تجنح جنوب افريقيا الى ادراك الحقيقة والتعامل بالحكمة والتبصر مع قضية الصحراء المغربية بدلا من مسايرة الوهم والانخراط في جوقة أقلية تريد ان تسجن القارة الافريقية في دوامة التوتر واللاستقرار. العلم

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *